:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 684 أبو حفص النيسابوري
واسمه عمرو بن سلم.
وقيل عمرو بن سلمة.
وهو من أهل قرية على باب نيسابور يقال لها كورداباذ.
الخلدي قال: سمعت الجنيد، وذكر عنده أبو حفص النيسابوري، فقال: كان رجلاً من أهل الحقائق، ولو رأيته لاستغنيت، وقد يتكلم من طور بعيد كان من أهل العلم البالغين، ولقد قال له يوماً رجل من أصحابه: كان من مضى لهم الآيات الظاهرة وليس لك من ذلك شيء،
فقال له: تعالى فجاء به إلى سوق الحدادين، إلى كؤر محمى عظيم فيه حديدة فأدخل عظيمة يده فأخذها فبردت في يده.
فقال له: يجزيك؟ فأعظم ذلك وأكبره ثم مضى.
أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الرازي قال: دخلت مع أبي حفص على مريض فقال المريض: آه فقال: ممن؟ فسكت.
فقال: مع من؟.
أبو عثمان قال: دخل أبو حفص النيسابوري على مريض، فقال المريض: آه.
فقال ممن؟ فسكت المريض.
فقال: أبو حفص مع من؟ فقال له المريض: كيف أكون وماذا أقول؟ فقال له أبو حفص: لا يكون أنينك شكوى ولا سكوتك تجلداً، ولكن بين ذلك.
قال محمش الجلاب: صحبت أبا حفص اثنتين وعشرين سنة ما رأيته ذكر الله عز وجل على حد الغفلة والانبساط، ما كان يذكر إلا على سبيل الحضور والتعظيم والحرمة.
وكان إذا ذكر الله تعالى تغيرت عليه حاله حتى كان يرى ذلك منه جميع من حضره.
وقال مرة، وقد ذكر الله تعالى وتغيرت عليه حاله، فلما رجع قال: ما أبعد ذكرنا من ذكر المحققين.
فما أظن أن محقاً يذكر لله على غير غفلة ثم يبقى بعد ذلك حياً إلا الأنبياء فإنهم أيدوا بقوة، وخواص الأولياء بقوة ولاياتهم.
قال السلمي: وسمعت جدي يقول: كان أبو حفص إذا غضب تكلم في حسن الخلق حتى يسكن غضبه، ثم يرجع إلى حديثه.
محفوظ بن أحمد قال: قال أبو حفص: حرست قلبي عشرين سنة ثم حرسني قلبي عشرين سنة، ثم وردت حالة صرنا فيها محروسين جميعاً.
قال السلمي: وسئل أبو حفص: من الولي؟ قال: من أيد بالكرامات وغيب عنها.
وقال: ما ظهرت حالة عالية إلا من ملازمة أصل صحيح.
وقال: لا تكن عبادتك لربك سبباً لن تكون معبوداً.
أبو علي الثقفي قال: كان أبو حفص يقول: من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة، ولم يتهم خواطره، فلا تعده في ديوان الرجال.
أبو أحمد بن عيسى قال: سمعت أبا حفص يقول: حسن أدب الظاهر عنوان حسن أدب الباطن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه".
وسئل من الرجال؟ قال: القائمون مع الله بوفاء العهود، قال الله تعالى: { رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} الأحزاب: 23.
وسئل عن العبودية؟ فقال: ترك مالك والتزام ما أمرت به.
أبو محمد المرتعش قال: سمعت أبا حفص النيسابوري يقول: ما استحق اسم السخاء من ذكر العطاء ولا من لمحه بقلبه، وإنما يستحقه من نسيه حتى كأنه لم يعط.
أبو عثمان النيسابوري قال: خرجنا جماعة مع أستاذنا أبي حفص النيسابوري إلى خارج نيسابور، فجلسنا، فتكلم علينا الشيخ فطابت أنفسنا.
ثم بصرنا بأيل قد نزل من الجبل حتى برك بين يدي الشيخ.
فأبكاه ذلك بكاء شديداً.
فلما هدأ الشيخ سألناه فقلنا له: يا أستاذ تكلمت علينا وطابت قلوبنا فلما جاء هذا الوحش وبرك بين يديك أزعجك وأبكاك فأحببنا أن نعرف فقه ذلك؟ فقال: نعم رأيت اجتماعكم حولي وقد طابت قلوبكم، فوقع في قلبي لو أن شاة ذبحتها ودعوتهم عليها.
فما تحكم هذا الخاطر حتى جاء هذا الوحش فبرك بين يدي فخيل لي أني مثل فرعون الذي سأل ربه أن يجري له النيل، فأجراه له.
قلت: فما يؤمنني أن يكون الله تعالى يعطيني كل حظ لي في الدنيا وأبقى في الآخرة فقيراً لا شيء لي؟ فهذا الذي أزعجني.
توفي أبو حفص سنة سبعين ومائتين.
ويقال سنة سبع وستين، ويقال أربع وستين، ويقال خمس وستين، ولا نعرف له مسنداً إلا أنه قد رافق أحمد بن خضرويه البلخي وغيره من العباد.
والسلام.
:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 684 أبو حفص النيسابوري
واسمه عمرو بن سلم.
وقيل عمرو بن سلمة.
وهو من أهل قرية على باب نيسابور يقال لها كورداباذ.
الخلدي قال: سمعت الجنيد، وذكر عنده أبو حفص النيسابوري، فقال: كان رجلا من أهل الحقائق، ولو رأيته لاستغنيت، وقد يتكلم من طور بعيد كان من أهل العلم البالغين، ولقد قال له يوما رجل من أصحابه: كان من مضى لهم الآيات الظاهرة وليس لك من ذلك شيء،
فقال له: تعالى فجاء به إلى سوق الحدادين، إلى كؤر محمى عظيم فيه حديدة فأدخل عظيمة يده فأخذها فبردت في يده.
فقال له: يجزيك؟ فأعظم ذلك وأكبره ثم مضى.
أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الرازي قال: دخلت مع أبي حفص على مريض فقال المريض: آه فقال: ممن؟ فسكت.
فقال: مع من؟.
أبو عثمان قال: دخل أبو حفص النيسابوري على مريض، فقال المريض: آه.
فقال ممن؟ فسكت المريض.
فقال: أبو حفص مع من؟ فقال له المريض: كيف أكون وماذا أقول؟ فقال له أبو حفص: لا يكون أنينك شكوى ولا سكوتك تجلدا، ولكن بين ذلك.
قال محمش الجلاب: صحبت أبا حفص اثنتين وعشرين سنة ما رأيته ذكر الله عز وجل على حد الغفلة والانبساط، ما كان يذكر إلا على سبيل الحضور والتعظيم والحرمة.
وكان إذا ذكر الله تعالى تغيرت عليه حاله حتى كان يرى ذلك منه جميع من حضره.
وقال مرة، وقد ذكر الله تعالى وتغيرت عليه حاله، فلما رجع قال: ما أبعد ذكرنا من ذكر المحققين.
فما أظن أن محقا يذكر لله على غير غفلة ثم يبقى بعد ذلك حيا إلا الأنبياء فإنهم أيدوا بقوة، وخواص الأولياء بقوة ولاياتهم.
قال السلمي: وسمعت جدي يقول: كان أبو حفص إذا غضب تكلم في حسن الخلق حتى يسكن غضبه، ثم يرجع إلى حديثه.
محفوظ بن أحمد قال: قال أبو حفص: حرست قلبي عشرين سنة ثم حرسني قلبي عشرين سنة، ثم وردت حالة صرنا فيها محروسين جميعا.
قال السلمي: وسئل أبو حفص: من الولي؟ قال: من أيد بالكرامات وغيب عنها.
وقال: ما ظهرت حالة عالية إلا من ملازمة أصل صحيح.
وقال: لا تكن عبادتك لربك سببا لن تكون معبودا.
أبو علي الثقفي قال: كان أبو حفص يقول: من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة، ولم يتهم خواطره، فلا تعده في ديوان الرجال.
أبو أحمد بن عيسى قال: سمعت أبا حفص يقول: حسن أدب الظاهر عنوان حسن أدب الباطن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه".
وسئل من الرجال؟ قال: القائمون مع الله بوفاء العهود، قال الله تعالى: {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} الأحزاب: 23.
وسئل عن العبودية؟ فقال: ترك مالك والتزام ما أمرت به.
أبو محمد المرتعش قال: سمعت أبا حفص النيسابوري يقول: ما استحق اسم السخاء من ذكر العطاء ولا من لمحه بقلبه، وإنما يستحقه من نسيه حتى كأنه لم يعط.
أبو عثمان النيسابوري قال: خرجنا جماعة مع أستاذنا أبي حفص النيسابوري إلى خارج نيسابور، فجلسنا، فتكلم علينا الشيخ فطابت أنفسنا.
ثم بصرنا بأيل قد نزل من الجبل حتى برك بين يدي الشيخ.
فأبكاه ذلك بكاء شديدا.
فلما هدأ الشيخ سألناه فقلنا له: يا أستاذ تكلمت علينا وطابت قلوبنا فلما جاء هذا الوحش وبرك بين يديك أزعجك وأبكاك فأحببنا أن نعرف فقه ذلك؟ فقال: نعم رأيت اجتماعكم حولي وقد طابت قلوبكم، فوقع في قلبي لو أن شاة ذبحتها ودعوتهم عليها.
فما تحكم هذا الخاطر حتى جاء هذا الوحش فبرك بين يدي فخيل لي أني مثل فرعون الذي سأل ربه أن يجري له النيل، فأجراه له.
قلت: فما يؤمنني أن يكون الله تعالى يعطيني كل حظ لي في الدنيا وأبقى في الآخرة فقيرا لا شيء لي؟ فهذا الذي أزعجني.
توفي أبو حفص سنة سبعين ومائتين.
ويقال سنة سبع وستين، ويقال أربع وستين، ويقال خمس وستين، ولا نعرف له مسندا إلا أنه قد رافق أحمد بن خضرويه البلخي وغيره من العباد.
والسلام.
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،