الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَمَّا السَّيِّدُ الْمُحَبَّبُ وَالْحَكِيمُ الْمُقَرَّبُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا فَلَهُ فِي مَعَانِي الْمُتَصَوِّفَةِ الْكَلَامُ الْمُشْرِقُ الْمُرَتَّبُ ، وَالْمَقَامُ الْمُؤَنَّقُ الْمُهَذَّبُ وَقِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ تَنْوِيرُ الْبَيَانِ وَتَطْهِيرُ الْأَرْكَانِ |
1460 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، قال حدثنا يُوسُفُ الْقَاضِي ، قال حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، قال حدثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، قال حدثنا الْحَسَنُ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرَةَ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِنَا فَيَجِئُ الْحَسَنُ وَهُوَ سَاجِدٌ صَبِيٌّ صَغِيرٌ حَتَّى يَصِيرَ عَلَى ظَهْرِهِ أَوْ رَقَبَتِهِ فَيَرْفَعُهُ رَفْعًا رَفِيقًا فَلَمَّا صَلَّى صَلَاتَهُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَصْنَعُ بِهَذَا الصَّبِيِّ شَيْئًا لَا تَصْنَعُهُ بِأَحَدٍ فَقَالَ : إِنَّ هَذَا رَيْحَانَتِي وَإِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَوَاهُ عَنِ الْحَسَنِ ، يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَمَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، وَأَشْعَثُ ، وَإِسْرَائِيلُ أَبُو مُوسَى |
1461 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، قال حدثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قال حدثنا أَبُو دَاوُدَ ، قال حدثنا شُعْبَةُ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ ، يَقُولُ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا الْحَسَنَ عَلَى عَاتِقِهِ فَقَالَ : مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّهُ رَوَاهُ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ ، وَفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، عَنْ عَدِيٍّ مِثْلَهُ |
1462 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، قال حدثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، قال حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى ، قال حدثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي نُعَيْمٌ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ : مَا رَأَيْتُ الْحَسَنَ قَطُّ إِلَّا فَاضَتْ عَيْنَايَ دُمُوعًا ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أَتَى يَوْمًا يَشْتَدُّ حَتَّى قَعَدَ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَقُولُ بِيَدَيْهِ هَكَذَا فِي لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفْتَحُ فَمَهُ ثُمَّ يُدْخِلُ فَمَهُ فِي فَمِهِ وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ . يَقُولُهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ |
1463 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، قال حدثنا عَلِيِّ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قال حدثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو رَجَاءَ الْحَبَطِيُّ مِنْ أَهْلِ تُسْتَرَ ، قال حدثنا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : سَأَلَ عَلِيٌّ ابْنَهُ الْحَسَنَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمَرِ الْمُرُوءَةِ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ مَا السَّدَادُ ؟ قَالَ : يَا أَبَتِ السَّدَادُ دَفْعُ الْمُنْكَرِ بِالْمَعْرُوفِ ، قَالَ : فَمَا الشُّرَفُ ؟ قَالَ : اصْطِنَاعُ الْعَشِيرَةِ وَحَمْلُ الْجَرِيرَةِ ، قَالَ : فَمَا الْمُرُوءَةُ ؟ قَالَ : الْعَفَافُ وَإِصْلَاحُ الْمَالِ ، قَالَ : فَمَا الرَّأْفَةُ ؟ قَالَ : النَّظَرُ فِي الْيَسِيرِ وَمَنْعُ الْحَقِيرِ ، قَالَ : فَمَا اللُّؤْمُ ؟ قَالَ : إِحْرَازُ الْمَرْءِ نَفْسَهُ ، وَبَذْلُهُ عُرْسَهُ ، قَالَ : فَمَا السَّمَاحُ ؟ قَالَ : الْبَذْلُ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ ، قَالَ : فَمَا الشُّحُّ ؟ قَالَ : أَنْ تَرَى مَا فِي يَدَيْكَ شَرَفًا وَمَا أَنْفَقْتَهُ تَلَفًا ، قَالَ : فَمَا الْإِخَاءُ ؟ قَالَ : الْمُوَاسَاةُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ ، قَالَ : فَمَا الْجُبْنُ ؟ قَالَ : الْجُرْأَةُ عَلَى الصِّدِّيقِ ، وَالنُّكُولُ عَنِ الْعَدُوِّ ، قَالَ : فَمَا الْغَنِيمَةُ ؟ قَالَ : الرَّغْبَةُ فِي التَّقْوَى وَالزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا هِيَ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ ، قَالَ : فَمَا الْحِلْمُ ؟ قَالَ : كَظْمُ الْغَيْظِ وَمِلْكُ النَّفْسِ ، قَالَ : فَمَا الْغِنَى ؟ قَالَ : رِضَى النَّفْسِ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ تَعَالَى لَهَا وَإِنْ قَلَّ ، وَإِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ ، قَالَ : فَمَا الْفَقْرُ ؟ قَالَ : شَرَهُ النَّفْسِ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، قَالَ : فَمَا الْمَنَعَةُ ؟ قَالَ : شِدَّةُ الْبَأْسِ وَمُنَازَعَةُ أَعِزَّاءِ النَّاسِ ، قَالَ : فَمَا الذُّلُّ ؟ قَالَ : الْفَزَعُ عِنْدَ الْمَصْدُوقَةِ قَالَ : فَمَا الْعِيُّ ؟ قَالَ : الْعَبَثُ بِاللِّحْيَةِ وَكَثْرَةُ الْبَزْقِ عِنْدَ الْمُخَاطَبَةِ قَالَ : فَمَا الْجُرْأَةُ ؟ قَالَ : مُوَافَقَةُ الْأَقْرَانِ قَالَ : فَمَا الْكُلْفَةُ ؟ قَالَ : كَلَامُكَ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ قَالَ : فَمَا الْمَجْدُ ؟ قَالَ : أَنْ تُعْطِيَ فِي الْغَرْمِ وَتَعْفُوَ عَنِ الْجُرْمِ ، قَالَ : فَمَا الْعَقْلُ ؟ قَالَ : حَفِظُ الْقَلْبِ كُلَّ مَا اسْتَوْعَيْتَهُ قَالَ : فَمَا الْخَرْقُ ؟ قَالَ : مُعَادَاتُكَ إِمَامَكَ ، وَرَفْعُكَ عَلَيْهِ كَلَامَكَ قَالَ : فَمَا الثَّنَاءُ ؟ قَالَ : إِتْيَانُ الْجَمِيلِ وَتَرْكُ الْقَبِيحِ ، قَالَ : فَمَا الْحَزْمُ ؟ قَالَ : طُولُ الْأَنَاةِ وَالرِّفْقُ بِالْوُلَاةِ قَالَ : فَمَا السَّفَهُ ؟ قَالَ : اتِّبَاعُ الدُّنَاةِ ، وَمُصَاحَبَةُ الْغُوَاةِ قَالَ : فَمَا الْغَفْلَةُ ؟ قَالَ : تَرْكُكَ الْمُجِدَّ ، وَطَاعَتُكَ الْمُفْسِدَ قَالَ : فَمَا الْحِرْمَانُ ؟ قَالَ : تَرْكُكَ حَظَّكَ وَقَدْ عُرِضَ عَلَيْكَ قَالَ : فَمَا السَّيِّدُ ؟ قَالَ : الْأَحْمَقُ فِي مَالِهِ وَالْمُتَهَاوِنُ فِي عِرْضِهِ يُشْتَمُ فَلَا يُجِيبُ ، وَالْمُتَحَزِّنُ بِأَمْرِ عَشِيرَتِهِ هُوَ السَّيِّدُ فَقَالَ عَلِيٌّ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَلَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ |
1464 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قال حدثنا شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ خُمَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّكَ تُرِيدُ الْخِلَافَةَ فَقَالَ : قَدْ كَانَتْ جَمَاجِمُ الْعَرَبِ فِي يَدِي ، يُحَارِبُونَ مَنْ حَارَبْتُ وَيُسَالِمُونَ مَنْ سَالَمْتُ فَتَرَكْتُهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَحَقْنَ دِمَاءِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ |
1465 حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قال حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، قال حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : شَهِدْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حِينَ صَالَحَهُ مُعَاوِيَةُ بِالنُّخَيْلَةِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : قُمْ فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّكَ تَرَكْتَ هَذَا الْأَمْرَ وَسَلَّمْتَهُ إِلَيَّ فَقَامَ الْحَسَنُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : أَمَا بَعْدُ فَإِنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التُّقَى وَأَحْمَقَ الْحُمْقِ الْفُجُورُ وَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ الَّذِي اخْتَلَفْتُ فِيهِ أَنا وَمُعَاوِيَةُ ، إِمَّا أَنْ يَكُونَ حَقُّ امْرِئٍ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنِّي وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ حَقًّا هُوَ لِي فَقَدْ تَرَكْتُهُ إِرَادَةَ إِصْلَاحِ الْأُمَّةِ وَحَقْنِ دِمَائِهَا وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ |
1466 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ خَلَفٍ أَبُو بَكْرٍ ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيُّ ، حدثنا أَبِي ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ جُمَيْعٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَانَ بْنَ الطُّفَيْلِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، يَقُولُ لِلْحَسَنِ : كُنْ فِي الدُّنْيَا بِبَدَنِكَ وَفِي الْآخِرَةِ بِقَلْبِكَ |
1467 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ ، قال حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو ، قال حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَلْقَاهُ وَلَمْ أَمْشِ إِلَى بَيْتِهِ فَمَشَى عِشْرِينَ مَرَّةً مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى رِجْلَيْهِ |
1468 حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِيُّ ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَيُّوبَ ، قال حدثنا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ، قال حدثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، حَجَّ مَاشِيًا وَقَسَمَ مَالَهُ نِصْفَيْنِ |