ذِكْرُ زِيَادَةِ الْمَهْدِيِّ الثَّانِيَةِ فِي قُدُومِهِ مَكَّةَ , وَصِفَةِ مَا زَادَ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ زِيَادَةِ الْمَهْدِيِّ الثَّانِيَةِ فِي قُدُومِهِ مَكَّةَ , وَصِفَةِ مَا زَادَ ، وَتَفْسِيرِهِ وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ : إِنَّ الْمَهْدِيَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اعْتَمَرَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ ، فَدَخَلَ مَكَّةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَنَزَلَ دَارَ النَّدْوَةِ , فَبَيْنَمَا هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي أَيَّامِ مُقَامِهِ إِذْ عَرَضَتْ لَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فِي سِتَارَةٍ , فَقَالَتْ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَمِّنِّي وَزَوْجِي , فَقَالَ لَهَا : مَنْ أَنْتِ ، وَمَنْ زَوْجُكِ ؟ قَالَتْ : أَنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ , وَزَوْجِي حَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ : وَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَتْ : مَعِي فِي هَذِهِ السِّتَارَةِ , قَالَ : قَدْ أَمِنَ فَلْيَخْرُجْ , فَخَرَجَ فَأَخَذَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِيَدِهِ فَطَافَ مَعَهُ حَتَّى قَضَى طَوَافَهُ , ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ ، وَأَقَامَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى حَجَّ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِمِنًى

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1298 فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ : حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي يَعْنِي الثَّوْرِيَّ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي هَارُونَ بِمِنًى , قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، يَعْنِي الْمَهْدِيَّ ، قَالَ : قَرَأْتُ وَرَأَيْتُ , فَقُلْتُ : أَيُّ شَيْءٍ هَذَا ؟ حَجَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَنْفَقَ فِي حَجِّهِ سِتَّةَ عَشَرَ دِينَارًا وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ : فَقَالَ لَهُ الْمَهْدِيُّ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , كَيْفَ رَأَيْتَ حَجَّنَا ؟ فَقَالَ : لَوْلَا مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ ، يَعْنِي الْأَعْوَانَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1299 وَلَقَدْ حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ , عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْكِلَابِيِّ قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ ، لَا طَرْدَ ، وَلَا ضَرْبَ ، وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ وَإِنَّ أَعْوَانَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَؤُلَاءِ قَدْ آذَوُا النَّاسَ وَطَرَدُوهُمْ , فَسَكَتَ عَنْهُ وَقَدْ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ أَمَرَ بِعِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالزِّيَادَةِ فِيهِ فِي حَجَّتِهِ الْأُولَى , فَعُمِّرَ وَزِيدَ فِيهِ مَا وَصَفْنَا , فَكَانَ فِيهِ تَعْوِيجٌ ، فَلَمَّا قَدِمَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ رَأَى الْكَعْبَةَ فِي شِقٍّ مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَكَرِهَ ذَلِكَ ، وَأَحَبَّ أَنْ تَكُونَ مُتَوَسِّطَةً فِي الْمَسْجِدِ ، قَالَ : فَدَعَا الْمُهَنْدِسِينَ فَشَاوَرَهُمْ فِي ذَلِكَ ، فَقَدَّرُوا ذَلِكَ ، وَإِذَا هُوَ لَا يَسْتَوِي لَهُمْ مِنْ أَجْلِ الْوَادِي وَالسَّيْلِ , وَقَالُوا : إِنَّ وَادِيَ مَكَّةَ يَسِيلُ أَسْيَالًا عَظِيمَةً عَارِمَةً ، وَهُوَ وَادٍ حَدُورٌ , وَنَحْنُ نَخَافُ إِنْ حَوَّلْنَا الْوَادِيَ مِنْ مَكَانِهِ أَنْ لَا يَنْصَرِفَ لَنَا عَلَى مَا نُرِيدُ مَعَ أَنَّ مَا وَرَاءَهُ مِنَ الدُّورِ وَالْمَسَاكِنِ مَا تَكْثُرُ فِيهِ الْمَؤُونَةُ , وَلَعَلَّهُ أَنْ لَا يَتِمَّ , قَالَ : فَقَالَ لَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : لَا بُدَّ لِي مِنْ أَنْ أُوَسِّعَهُ حَتَّى أُوَسِّطَ الْكَعْبَةَ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى كُلِّ حَالٍ ، وَلَوْ أَنْفَقْتُ فِيهِ مَا فِي بُيُوتِ الْأَمْوَالِ , وَعَظُمَتْ فِي ذَلِكَ نِيَّتُهُ , وَاشْتَدَّتْ رَغْبَتُهُ , وَلَهَجَ بِعَمَلِهِ , وَكَانَ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّهِ ، فَقُدِّرَ ذَلِكَ وَهُوَ حَاضِرٌ , وَنُصِبَتِ الرِّمَاحُ عَلَى الدُّورِ مِنْ أَوَّلِ مَوْضِعِ الْوَادِي إِلَى آخِرِهِ ، ثُمَّ ذَرَعُوا مِنْ فَوْقِ الرِّمَاحِ حَتَّى عَرَفُوا مَا يَدْخُلُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ ذَلِكَ , وَمَا يَكُونُ الْوَادِي فِيهِ مِنْهُ ، فَلَمَّا نَصَبُوا الرِّمَاحَ عَلَى جَنَبَتَيِ الْوَادِي ، وَعُلِمَ مَا يَدْخُلُ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ ذَلِكَ , وَزَنُوهُ مَرَّةً أُخْرَى وَقَدَّرُوا ذَلِكَ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الشُّخُوصَ إِلَى الْعِرَاقِ خَلَّفَ أَمْوَالًا عَظِيمَةً , فَاشْتَرَوْا مِنَ النَّاسِ دُورَهُمْ , وَأَرْغِبُوهُمْ فَكَانَ ثَمَنُ مَا دَخَلَ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ ذَلِكَ ، كُلُّ ذِرَاعٍ مُكَسَّرٍ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ دِينَارًا , وَعَنْ كُلِّ ذِرَاعٍ دَخَلَ فِي الْوَادِي مُكَسَّرًا خَمْسَةَ عَشَرَ دِينَارًا , وَأَرْسَلَ إِلَى مِصْرَ وَإِلَى الشَّامِ , فَنُقِلَتْ لَهُ أَسَاطِينُ الرُّخَامِ فِي السُّفُنِ حَتَّى أُنْزِلَتْ بِجُدَّةَ , ثُمَّ نُقِلَتْ عَلَى الْعَجَلِ مِنْ جُدَّةَ إِلَى مَكَّةَ , وَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ فَهَدَمُوا الدُّورَ وَبَنَوُا الْمَسْجِدَ , وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ ، فَكَانَ ابْتِدَاؤُهُمْ فِيمَا ذَكَرُوا مِنْ أَعْلَى الْمَسْجِدِ مِنْ بَابِ بَنِي هَاشِمٍ الَّذِي يَسْتَقْبِلُ الْوَادِيَ وَالْبَطْحَاءَ ، وَوُسِّعَ ذَلِكَ الْبَابُ وَجُعِلَ بِإِزَائِهِ مِنْ أَسْفَلِ الْمَسْجِدِ مُسْتَقْبِلَهُ بَابًا آخَرَ ، وَهُوَ الْبَابُ الَّذِي يَسْتَقْبِلُ فَجَّ خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ ، يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ : بَابُ الْبَقَّالِينَ , فَقَالَ الْمُهَنْدِسُونَ : إِنْ جَاءَ سَيْلٌ عَظِيمٌ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ خَرَجَ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ ، وَلَمْ يُحْمَلْ فِي شِقِّ الْكَعْبَةِ , وَهَدَمُوا أَكْثَرَ دَارِ ابْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَايِدِيِّ , وَجَعَلُوا الْمَسْعَى وَالْوَادِيَ فِيهَا , وَهَدَمُوا مَا كَانَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْوَادِي مِنَ الدُّورِ , ثُمَّ حَرَّفُوا الْوَادِيَ فِي مَوْضِعِ الدُّورِ حَتَّى لَقَوْا بِهِ الْوَادِيَ الْقَدِيمَ بِبَابِ أَجْيَادَ الْكَبِيرِ بِفَمِ خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ , فَالَّذِي زِيدَ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ شِقِّ الْوَادِي تِسْعُونَ ذِرَاعًا مِنْ مَوْضِعِ جَدْرِ الْمَسْجِدِ الْأَوَّلِ إِلَى مَوْضِعِهِ الْيَوْمَ , وَإِنَّمَا كَانَ عَرْضُ الْمَسْجِدِ الْأَوَّلُ مِنْ جَدْرِ الْكَعْبَةِ الْيَمَانِيِّ إِلَى جَدْرِ الْمَسْجِدِ الْيَمَانِيِّ الشَّارِعِ عَلَى الْوَادِي الَّذِي يَلِي بَابَ الصَّفَا تِسْعَةً وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَنِصْفَ ذِرَاعٍ , ثُمَّ بَنَى مُنْحَدَرًا حَتَّى دَخَلَتْ دَارُ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِيهِ , وَكَانَتْ عِنْدَهَا بِئْرٌ جَاهِلِيَّةٌ كَانَ قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ حَفَرَهَا ، فَدَخَلَتْ تِلْكَ الْبِئْرُ فِي الْمَسْجِدِ , فَحَفَرَ الْمَهْدِيُّ عِوَضًا مِنْهَا الْبِئْرَ الَّتِي عَلَى بَابِ الْبَقَّالِينَ فِي جَدْرِ رُكْنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الْيَوْمَ وَهَذِهِ الْبِئْرُ قَائِمَةٌ فِي أَصْلِ الْمَنَارَةِ إِلَى الْيَوْمِ ، يَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهَا وَيَسْقُونَ مِنْهَا , وَقَدْ كَانَ الْحَارِثُ بْنُ عِيسَى عَمَّرَهَا فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى خَرَاجِ مَكَّةَ وَصَوَافِيهَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيِّ , وَأَحَاطَ عَلَيْهَا بِجَدْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ ، وَشَيَّدَهُ بِالنُّورَةِ ، وَجَعَلَ مُنْتَهَى الْحَوْطِ لَاصِقًا بِجَدْرِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الْيَمَانِيِّ , ثُمَّ أَحَاطَ الْبِنَاءَ حِوَاطًا إِلَى بَابِ الْبَقَّالِينَ , وَأَحْكَمَ الْعَرْصَةَ الَّتِي يَقُومُ فِيهَا الْمُسْتَقِي مِنَ الْبِئْرِ , وَجَعَلَ عَلَى ذَلِكَ الْحَوَاطِ طَاقًا , وَجَعَلَ عَلَيْهِ بَابًا يُغْلَقُ وَيُفْتَحُ , وَكَتَبَ عَلَى وَجْهِ الطَّاقِ كِتَابًا بِالْجَصِّ هُوَ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْمَلِكِ الْحَقِّ الْمُبِينِ , وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْعَالَمِينَ , سِقَايَةٌ مُبَاحَةٌ لِبَادِي الْمُسْلِمِينَ وَحَاضِرِهِمْ , مُحَرَّمٌ أُجْرَتُهَا , رَحِمَ اللَّهُ مَنْ دَعَا لِمَنْ أَبَاحَهَا بِخَيْرٍ ثُمَّ مَضَوْا بِبَابِهِ بِأَسَاطِينِ الرُّخَامِ ، وَسَقَّفَهُ بِالسَّاجِ الْمُذَهَّبِ الْمَنْقُوشِ ، فَكَانَ الْعُمَّالُ يَعْمَلُونَ كَذَلِكَ فِي الْمَسْجِدِ أَحْكَمَ الْعَمَلِ وَأَتْقَنَهِ ، وَيَمُدُّهُمُ الْمَهْدِيُّ بِالْأَمْوَالِ , وَدَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَقَدِ انْتَهَوْا إِلَى آخِرِ مُنْتَهَى أَسَاطِينِ الرُّخَامِ مِنْ أَسْفَلِ الْمَسْجِدِ , فَتُوُفِّيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ ، وَلَمْ يُتِمَّ بِنَاءَ الْمَسْجِدِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ عَمَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُوسَى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعِمَارَتِهِ إِيَّاهُ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مُوسَى بْنَ الْمَهْدِيِّ لَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَةَ ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ ، أَمَرَ بِعَمَلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، فَأَسْرَعَ الْعُمَّالُ فِي عَمَلِهِ ، وَبَنَوْا أَسَاطِينَهُ الْمُؤَخَّرَةَ بِحِجَارَةٍ , ثُمَّ طُلِيَتْ بِالْجَصِّ , وَإِنَّمَا أَرَادُوا بِذَلِكَ رَوَاجَ الْعَمَلِ ، وَعَمِلَ سَقْفَهُ الَّذِي يَلِي مُؤَخِّرَهِ عَمَلًا دُونَ عَمَلِ الْمَهْدِيِّ فِي الْإِحْكَامِ وَالْحُسْنِ , فَعَمَلُ الْمَهْدِيِّ مِنْ ذَلِكَ شِقُّ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَلِي الْوَادِي مِنْ أَعْلَى الْمَسْجِدِ إِلَى مُنْتَهَى آخِرِ أَسَاطِينِ الرُّخَامِ ، فَمِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عُمِلَ فِي خِلَافَةِ مُوسَى بْنِ الْمَهْدِيِّ إِلَى الْمَنَارَةِ الشَّارِعَةِ عَلَى بَابِ أَجْيَادَ الْكَبِيرِ , ثُمَّ يَنْحَدِرُ فِي عَرْضِ الْمَسْجِدِ إِلَى بَابِ بَنِي جُمَحٍ ، إِلَى مُنْتَهَى أَسَاطِينِ الرُّخَامِ مِنْ بَابِ بَنِي جُمَحٍ ، إِلَى الْأَحْجَارِ النَّادِرَةِ مِنْ بَيْتِ الزَّيْتِ ، حَتَّى وُصِلَ بِعَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ وَالْمَهْدِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الزِّيَادَةِ الْأُولَى , لَمْ يُغَيَّرْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ ، إِلَّا أُسْطُوَانَتَيْنِ كَانَتَا قَدْ عُمِّرَتَا ، فَنُقِضَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ نَاحِيَةِ بَابِ الْحَنَّاطِينَ حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهَا , فَهُدِمَ مَا فَوْقَهَا ، ثُمَّ رُدَّتَا عَلَى حَالِهِمَا ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ , وَكَانَ مَوْضِعُ الدَّارِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا : دَارُ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ ، بَيْنَ يَدَيْ بَابِ الْبَقَّالِينَ وَبَابِ الْحَنَّاطِينَ ، لَاصِقَةٌ بِالْمَسْجِدِ , رَحْبَةٌ بَيْنَ يَدَيِ الْمَسْجِدِ ، حَتَّى اسْتَقْطَعَهَا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى فِي خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ فَبَنَاهَا ، فَلَمْ يُتِمَّ بِنَاءَهَا حَتَّى جَاءَ نَعْيُهُ مِنْ الْعِرَاقِ , ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لِزُبَيْدَةَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ عِمَارَةِ أَبِي أَحْمَدَ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَتَفْسِيرِهِ وَكَانَتْ عِمَارَةُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَا وَصَفْنَا , حَتَّى كَانَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ فَانْقَضَّ جَدْرُ دَارِ زُبَيْدَةَ الَّتِي يَلِي الْحَنَّاطِينَ مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ عَلَى سَقْفِ الْمَسْجِدِ ، فَخَرَّبَ سُقُوفَ الْمَسْجِدِ ، وَكَبَسَ خَشَبَهُ ، وَمَاتَ فِي ذَلِكَ الْهَدْمِ عَشَرَةُ أُنَاسٍ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ ، وَسَقَطَتْ مِنْ أَسَاطِينِ الْمَسْجِدِ أُسْطُوَانَتَانِ ، فَأَقَامَتَا أَشْهُرًا حَتَّى وَرَدَ كِتَابُ أَبِي أَحْمَدَ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ إِلَى هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى مَكَّةَ ، يَأْمُرُهُ بِعِمَارَةِ ذَلِكَ ، وَرَدِّهِ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ , فَعَمِلَ ذَلِكَ وَرَدَّهُ وَجَدَّدَ لَهُ خَشَبًا مِنَ السَّاجِ , وَعَمِلَ لَهُ جَصًّا طَرِيًّا ، وَأَقَامَ الْعُمَّالُ فِيهِ يَعْمَلُونَ , عَلَيْهِمْ سُرَادِقٌ قَدْ سَتَرُوا بِهِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّاسِ ، حَتَّى فَرَغُوا مِنْهُ وَسَقَفُوا سَقْفَهُ ، وَزَوَّقُوهُ بِالتَّزَاوِيقِ , وَرُدَّتِ الْأَلْوَاحُ الْمَكْتُوبَةُ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِ بِالذَّهَبِ فِي سَقْفِهِ ، وَكُتِبَ فِيهَا كِتَابٌ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , أَمَرَ الْإِمَامُ النَّاصِرُ لِدِينِ اللَّهِ أَبُو أَحْمَدَ الْمُوَفَّقُ بِاللَّهِ وَلِيُّ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَهُ بِعِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ رَجَاءَ ثَوَابِ اللَّهِ وَالزُّلْفَةِ إِلَيْهِ , وَجَرَى ذَلِكَ عَلَى يَدَيْ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى عَامِلِهِ عَلَى مَكَّةَ وَمَخَالِيفِهَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ , وَكُتِبَ عَلَى أَلْوَاحٍ أُخْرَى فِي سَقْفِهِ وَفِي جَدْرِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي يَلِي دَارَ زُبَيْدَةَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، أَمَرَ النَّاصِرُ لِدِينِ اللَّهِ وَلِيُّ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ أَخُو أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَهُمَا الْقَاضِي يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بِعِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لِمَا رَجَا فِي ذَلِكَ مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَأُكْفِرَ بِهِ إِلَيْهِ , فَأَجْزَلَ اللَّهُ ثَوَابَهُ وَأَجْرَهُ ، وَأَجْرَى ذَلِكَ عَلَى يَدَيْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ كُتِبَ هَذَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،