ذِكْرُ مَا صَحَّ عِنْدَنَا سَنَدُهُ مِمَّا حَضَرَنَا مِنْ ذَلِكَ ذِكْرُهُ
1515 حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَلَى شَجَرَةٍ يَجْتَنِي لَهُمْ مِنْهَا ، فَهَبَّتْ رِيحٌ ، فَكَشَفَتْ لَهُمْ عَنْ سَاقَيْهِ ، فَضَحِكُوا مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ |
الْقَوْلُ فِي الْبَيَانِ عَمَّا فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنَ الْغَرِيبِ وَالَّذِي فِيهَا مِنْ قَوْلِ عَلِيٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُخْبِرًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ : أَنَّهُ ارْتَقَى مَرَّةً شَجَرَةَ أَرَاكٍ يَجْتَنِي لِأَصْحَابِهِ قَالَ : رُئِيتُهُ قَالَ : بَرِيرًا ، يَعْنِي بِالْبَرِيرِ : ثَمَرَ الْأَرَاكِ ، غَضًّا كَانَ أَوْ مُدْرِكًا ، فَأَمَّا الْغَضُّ مِنْهُ فَإِنَّهُ يُدْعَى كَبَاثًا ، وَإِيَّاهُ عَنَى الْأَعْشَى بِقَوْلِهِ : ظَبْيَةٌ مِنْ ظِبَاءِ وَجْرَةَ أَدْمَا ءُ تَسُفُّ الْكَبَاثَ تَحْتَ الْهَدَالِ وَاحِدَتُهَا كَبَاثَةُ . وَأَمَّا الْمُدْرِكُ مِنْهُ فَإِنَّهُ يُدْعَى مَرْدًا ، وَإِيَّاهُ عَنَى الْأَعْشَى أَيْضًا بِقَوْلِهِ : تَنْفُضُ الْمَرْدَ وَالْكَبَاثَ بِحِمْلَا جٍ لَطِيفٍ فِي جَانِبَيْهِ انْفِرَاقُ وَأَمَّا قَوْلُهُ : فَضَحِكُوا مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ ، فَإِنَّهُ عَنَى بِقَوْلِهِ : مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ , يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا وُصِفَ بِذَلِكَ : هُوَ حَمْشُ السَّاقِ ، وَسَاقٌ حَمْشٌ ، وَسِيقَانٌ حِمَاشٌ ، فَأَشْبَهَ قَوْلَ الطِّرِمَّاحِ بْنِ حَكِيمٍ : إِذَا صَاحَ لَمْ يُخْذَلْ ، وَجَاوَبَ صَوْتَهُ حِمَاشُ الشَّوَى يَصْدَحْنَ مِنْ كُلِّ مَصْدَحِ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : حِمَاشُ الشَّوَى ، دِقَاقَ السِّيقَانِ وَالْأَطْرَافِ |