أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ الْقَرَنِيُّ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ الْقَرَنِيُّ سَيِّدُ الْعُبَّادِ وَعَلَمُ الْأَصْفِيَاءِ مِنَ الزُّهَّادِ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ الْقَرَنِيُّ بَشَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ وَأَوْصَى بِهِ أَصْحَابَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1602 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ البُرْجَلَانِيُّ ، قال حدثنا أَبُو النَّضْرِ ، قال حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : كَانَ مُحَدِّثٌ بِالْكُوفَةِ يحَدِّثُنَا فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ يَقُولُ : تَفَرَّقُوا وَيَبْقَى رَهْطٌ فِيهِمْ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَا أَسْمَعُ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِهِ فَأَجَبْتُهُ فَفَقَدْتُهُ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي : هَلْ تَعْرِفُونَ رَجُلًا كَانَ يُجَالِسُنَا كَذَا وَكَذَا ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : نَعَمْ أَنا أَعْرِفُهُ ، ذَاكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ قُلْتُ : أَفَتَعْرِفُ مَنْزِلَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى جِئْتُ حُجْرَتِهِ فَخَرَجَ إِلَيَّ فَقُلْتُ : يَا أَخِي مَا حَبَسَكَ عَنَّا ؟ قَالَ : الْعُرْيِ قَالَ : وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَسْخَرُونَ بِهِ وَيُؤْذُونَهُ قَالَ : قُلْتُ : خُذْ هَذَا الْبُرْدَ فَالْبَسْهُ قَالَ : لَا تَفْعَلْ فَإِنَّهُمْ إِذًا يُؤْذُونَنِي إِذَا رَأَوْهُ قَالَ : فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى لَبِسَهُ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : وَمَنْ تَرَوْنَ خُدِعَ عَنْ بُرْدِهِ هَذَا فَجَاءَ فَوَضَعَهُ فَقَالَ : أَتَرَى ؟ قَالَ : فَأَتَيْتُ الْمَجْلِسَ فَقُلْتُ : مَا تُرِيدُونَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ قَدْ آذَيْتُمُوهُ ، الرَّجُلُ يُعْرَى مَرَّةً وَيُكْتَسَى مَرَّةً قَالَ : فَأَخَذْتُهُمْ بِلِسَانِي أَخْذًا شَدِيدًا قَالَ : فَقَضَى أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةَ وَفَدُوا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَوُجِدَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ يَسْخَرُ بِهِ فَقَالَ عُمَرُ : هَلْ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنَ الْقَرَنِيِّينَ قَالَ : فَجَاءَ ذَاكَ الرَّجُلُ فَقَالَ : أَنَا ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ : إِنَّ رَجُلًا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ لَا يَدَعُ بِالْيَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ وَقَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَّا مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّينَارِ أَوِ الدِّرْهَمِ فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ قَالَ : فَقَدِمَ عَلَيْنَا قَالَ : فَقُلْتُ : مِنْ أَيْنَ ؟ قَالَ : مِنَ الْيَمَنِ ، قُلْتُ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : أُوَيْسٌ ، قَالَ : فَمَنْ تَرَكْتَ بِالْيَمَنِ ؟ قَالَ : أُمًّا لِي ، قَالَ : أَكَانَ بِكَ بَيَاضٌ فَدَعَوْتَ اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَاسْتَغْفِرْ لِي ، قَالَ : أَوَ يَسْتَغْفِرُ مِثْلِي لِمِثْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : فَاسْتَغْفَرَ لَهُ قَالَ : قُلْتُ : أَنْتَ أَخِي لَا تُفَارِقُنِي قَالَ : فَانْمَلَسَ مِنِّي وَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْكُمُ الْكُوفَةَ قَالَ : فَجَعَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ يَسْخَرُ مِنْهُ يَحْقِرُهُ قَالَ : يَقُولُ : مَا هَذَا ؟ فِينَا وَلَا نَعْرِفُهُ قَالَ عُمَرُ : بَلَى إِنَّهُ رَجُلٌ كَذَا كَأَنَّهُ يَضَعُ شَأْنَهُ قَالَ : فِينَا رَجُلٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ قَالَ : أَدْرِكْ وَلَا أَرَاكَ تُدْرِكُ فَأَقْبَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ : مَا هَذِهِ بِعَادَتِكَ فَمَا بَدَا لَكَ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا فَاسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ قَالَ : لَا أَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ أَنْ لَا تَسْخَرَ بِي فِيمَا بَعْدُ وَأَنْ لَا تَذْكُرَ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنْ عُمَرَ إِلَى أَحَدٍ فَاسْتَغْفَرَ لَهُ قَالَ أَسِيرٌ : فَمَا لَبِثْنَا أَنْ فَشَا أَمْرُهُ بِالْكُوفَةِ قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ : يَا أَخِي أَلَا أَرَاكَ الْعَجَبَ وَنَحْنُ لَا نَشْعُرُ فَقَالَ : مَا كَانَ فِي هَذَا مَا أَتَبَلَّغُ بِهِ فِي النَّاسِ وَمَا يُجْزَى كُلُّ عَبْدٍ إِلَّا بِعَمَلِهِ قَالَ : ثُمَّ انْمَلَسَ مِنْهُمْ فَذَهَبَ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ ، مُخْتَصَرًا وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ أُسَيْرٍ ، مُطَوَّلًا حدثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، قال حدثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، قال حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قال حدثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ أَسِيرِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا أَتَتْ عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ هَلْ فِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ الْقَرَنِيُّ ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَسِيرٍ ، بِطُولِهِ وَرَوَاهُ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، بِزِيَادَةِ أَلْفَاظٍ لَمْ يتَابِعْهُ عَلَيْهَا أَحَدٌ تَفَرَّدَ بِهِ مُجَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ نَوْفَلٍ عَنْهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1603 حَدَّثَنَا أَبِي ، قال حدثنا حَامِدُ بْنُ مَحْمُودٍ ، قال حدثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، قال حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَرَّانِيُّ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنِي مُجَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ : لَيُصَلِّيَنَّ مَعَكُمْ غَدًا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَطَمِعْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ الرَّجُلَ فَغَدَوْتُ فَصَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقَمْتُ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى انْصَرَفَ النَّاسُ وَبَقِيتُ أَنَا وَهُوَ فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ أَسْوَدُ مُتَّزِرٌ بِخِرْقَةٍ مُرْتَدٌّ بِرُقْعَةٍ فَجَاءَ حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ وَإِنَّا لَنَجِدُ مِنْهُ رِيحَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهُوَ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ إِنَّهُ لَمَمْلُوكٌ لِبَنِي فُلَانٍ قُلْتُ : أَفَلَا تَشْتَرِيهِ فَتُعْتِقُهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَأَنَّى لِي ذَلِكَ إِنْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى يُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ مُلُوكِ الْجَنَّةِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ مُلُوكًا وَسَادَةً وَإِنَّ هَذَا الْأَسْوَدَ أَصْبَحَ مِنْ مُلُوكِ الْجَنَّةِ وَسَادَتِهِمْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ مِنْ خَلْقِهِ الْأَصْفِيَاءَ الْأَخْفِيَاءَ الْأَبْرِيَاءَ الشَّعِثَةَ رُءُوسُهُمُ الْمُغْبَرَّةَ وُجُوهُهُمُ الْخَمِصَةَ بُطُونُهُمْ إِلَّا مِنْ كَسْبِ الْحَلَالِ الَّذِينَ إِذَا اسْتَأْذَنُوا عَلَى الْأُمَرَاءِ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ وَإِنْ خَطَبُوا الْمُتَنَعِّمَاتِ لَمْ يُنْكَحُوا وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُدْعَوْا وَإِنْ طَلَعُوا لَمْ يُفْرَحْ بِطَلْعَتِهِمْ وَإِنْ مَرِضُوا لَمْ يُعَادُوا وَإِنْ مَاتُوا لَمْ يُشْهَدُوا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ لَنَا بِرَجُلٍ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : ذَاكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ قَالُوا : وَمَا أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ؟ قَالَ : أَشْهَلُ ذُو صُهُوبَةٍ بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ مُعْتَدِلُ الْقَامَةِ آدَمُ شَدِيدُ الْأَدَمَةِ ضَارِبٌ بِذَقْنِهِ إِلَى صَدْرِهِ رَامٍ بِذَقْنِهِ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ وَاضِعٍ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ يَتْلُو الْقُرْآنَ يَبْكِي عَلَى نَفْسِهِ ذُو طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ مُتَّزِرٌ بِإِزَارِ صُوفٍ وَرِدَاءِ صُوفٍ مَجْهُولٌ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ مَعْرُوفٌ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّ قَسَمَهُ أَلَا وَإِنَّ تَحْتَ مَنْكِبِهِ الْأَيْسَرِ لُمْعَةٌ بَيْضَاءُ أَلَا وَإِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ لِلْعِبَادِ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ وَيقَالُ لِأُوَيْسٍ : قِفْ فَاشْفَعْ فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مِثْلِ عَدَدِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ يَا عُمَرُ وَيَا عَلِيُّ إِذَا أَنْتُمَا لَقِيتُمَاهُ فَاطْلُبَا إِلَيْهِ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكُمَا ، يَغْفِرِ اللَّهُ تَعَالَى لَكُمَا قَالَ : فَمَكَثَا يَطْلُبَانِهِ عَشْرَ سِنِينَ لَا يَقْدِرَانِ عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ السَّنَةِ الَّتِي هَلَكَ فِيهَا عُمَرُ فِي ذَلِكَ الْعَامِ قَامَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا أَهْلَ الْحَجِيجِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ مِنْ مُرَادٍ ؟ فَقَامَ شَيْخٌ كَبِيرٌ طَوِيلُ اللِّحْيَةِ فَقَالَ : إِنَّا لَا نَدْرِي مَا أُوَيْسٌ ، وَلَكِنِ ابْنُ أَخٍ لِي يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ وَهُوَ أَخْمَلُ ذِكْرًا ، وَأَقَلُّ مَالًا وَأَهْوَنُ أَمْرًا مِنْ أَنْ نَرْفَعَهُ إِلَيْكَ ، وَإِنَّهُ لَيَرْعَى إِبِلَنَا حَقِيرٌ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، فَعَمَّى عَلَيْهِ عُمَرُ كَأَنَّهُ لَا يُرِيدُهُ قَالَ : أَيْنَ ابْنُ أَخِيكَ هَذَا أَبِحَرَمِنَا هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَأَيْنَ يُصَابُ ؟ قَالَ : بِأَرَاكِ عَرَفَاتٍ قَالَ : فَرَكِبَ عُمَرُ وَعَلِيٌّ سِرَاعًا إِلَى عَرَفَاتٍ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي إِلَى شَجَرَةٍ وَالْإِبِلُ حَوْلَهُ تَرْعَى فَشَدَّا حِمَارَيْهِمَا ثُمَّ أَقْبَلَا إِلَيْهِ فَقَالَا : السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَخَفَّفَ أُوَيْسٌ الصَّلَاةَ ثُمَّ قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمَا وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ قَالَا : مَنِ الرَّجُلُ ؟ قَالَ : رَاعِي إِبِلٍ وَأَجِيرُ قَوْمٍ قَالَا : لَسْنَا نَسْأَلُكَ عَنِ الرِّعَايَةِ وَلَا عَنِ الْإِجَارَةِ مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَا : قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلُّهُمْ عَبِيدُ اللَّهِ فَمَا اسْمُكَ الَّذِي سَمَّتْكَ أُمُّكَ ؟ قَالَ : يَا هَذَانِ مَا تُرِيدَانِ إِلَيَّ قَالَا : وَصَفَ لَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ فَقَدْ عَرَفْنَا الصُّهُوبَةَ وَالشُّهُولَةَ وَأَخْبَرَنَا أَنُّ تَحْتَ مَنْكِبِكَ الْأَيْسَرِ لُمْعَةً بَيْضَاءَ فَأَوْضِحْهَا لَنَا فَإِنْ كَانَ بِكَ فَأَنْتَ هُوَ فَأَوْضَحَ مَنْكِبَهُ فَإِذَا اللُّمْعَةُ فَابْتَدَرَاهُ يُقَبِّلَانِهِ قَالَا : نَشْهَدُ أَنَّكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَغْفِرِ اللَّهُ لَكَ قَالَ : مَا أَخُصُّ بِاسْتِغْفَارِي نَفْسِي وَلَا أَحَدًا مِنْ وَلَدِ آدَمَ وَلَكِنَّهُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، فِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ، يَا هَذَانِ قَدْ أَشْهَرَ اللَّهُ لَكُمَا حَالِي وَعَرَّفَكُمَا أَمْرِي فَمَنْ أَنْتُمَا ؟ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَمَّا هَذَا فَعُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَمَّا أَنا فَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَاسْتَوَى أُوَيْسٌ قَائِمًا وَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، وَأَنْتَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ فَجَزَاكُمَا اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ خَيْرًا قَالَا : وَأَنْتَ جَزَاكَ اللَّهُ عَنْ نَفْسِكِ خَيْرًا ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَكَانَكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ حَتَّى أَدْخَلَ مَكَّةَ فَآتِيَكَ بِنَفَقَةٍ مِنْ عَطَائِي وَفَضَلِ كِسْوَةٍ مِنْ ثِيَابِي هَذَا الْمَكَانُ مِيعَادٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا مِيعَادَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ لَا أَرَاكَ بَعْدَ الْيَوْمِ تَعْرِفُنِي ، مَا أَصْنَعُ بِالنَّفَقَةِ ؟ مَا أَصْنَعُ بِالْكِسْوَةَ ؟ أَمَا تَرَى عَلَيَّ إِزَارًا مِنْ صُوفٍ وَرِدَاءً مِنْ صُوفٍ مَتَى تَرَانِي أَخْرِقُهَمَا ؟ أَمَا تَرَى أَنَّ نَعْلَيَّ مَخْصُوفَتَانِ مَتَى تَرَانِي أُبْلِيهُمَا ؟ أَمَا تَرَانِي إِنِّي قَدْ أَخَذْتُ مِنْ رِعَايَتِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ مَتَى تَرَانِي آكُلُهَا ؟ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بَيْنَ يَدَيَّ وَيَدَيْكَ عَقَبَةً كَئُودًا لَا يُجَاوِزُهَا إِلَّا ضَامِرٌ مُخِفٌّ مَهْزُولٌ فَأَخِفَّ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِهِ ضَرَبَ بِدُرَّتِهِ الْأَرْضَ ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : أَلَا لَيْتَ أَنَّ أُمَّ عُمَرَ لَمْ تَلِدْهُ يَا لَيْتَهَا كَانَتْ عَاقِرًا لَمْ تُعَالِجْ حَمْلَهَا أَلَا مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا وَلَهَا ؟ ثُمَّ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ خُذْ أَنْتَ هَاهُنَا حَتَّى آخُذَ أَنَا هَاهُنَا ، فَوَلَّى عُمَرُ نَاحِيَةَ مَكَّةَ وَسَاقَ أُوَيْسٌ إِبِلَهُ فَوَافَى الْقَوْمَ إِبِلَهُمْ وَخَلَّى عَنِ الرِّعَايَةِ وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهَذَا مَا أَتَانَا عَنْ أُوَيْسٍ ، خَيْرِ التَّابِعِينَ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ : كَتَبْنَا غَيْرَ حَدِيثٍ فِي قِصَّةِ أُوَيْسٍ ، مَا كَتَبْنَا أَتَمَّ مِنْهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1604 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قال حدثنا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : مَرَّ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ عَلَى أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ فَقَالَ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ قَالَ : أَصْبَحْتُ أَحْمَدُ اللَّهَ قَالَ : كَيْفَ الزَّمَانُ عَلَيْكَ ؟ قَالَ : كَيْفَ الزَّمَانُ عَلَى رَجُلٍ إِنْ أَصْبَحَ ظَنَّ أَنْ لَا يُمْسِي وَإِنْ أَمْسَى ظَنَّ أَنْ لَا يُصْبِحَ فَمُبَشَّرٌ بِالْجَنَّةِ أَوْ مُبَشَّرٌ بِالنَّارِ يَا أَخَا مُرَادٍ ، إِنَّ الْمَوْتَ وَذِكْرَهُ لَمْ يَدَعْ لِمُؤْمِنٍ فَرَحًا وَإِنَّ عِلْمَهُ بِحُقُوقِ اللَّهِ لَمْ يَتْرُكْ لَهُ فِي مَالِهِ فِضَّةً وَلَا ذَهَبًا ، وَإِنَّ قِيَامَهُ بِالْحَقِّ لَمْ يَتْرُكْ لَهُ صَدِيقًا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1605 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ زَحْمَوَيْهِ ، قال حدثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ ، قَالَ : غَزَوْنَا أَذْرِبِيجَانَ زَمَنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَمَعَنَا أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ، فَلَمَّا رَجَعْنَا مَرِضَ عَلَيْنَا يَعْنِي أُوَيْسًا فَحَمَلْنَاهُ فَلَمْ يَسْتَمْسِكْ فَمَاتَ فَنَزَلْنَا فَإِذَا قَبْرٌ مَحْفُورٌ وَمَاءٌ مَسْكُوبٌ وَكَفَنٌ وَحَنُوطٌ فَغَسَّلْنَاهُ وَكَفَّنَّاهُ وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ وَدَفَنَّاهُ فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : لَوْ رَجَعْنَا فَعَلَّمْنَا قَبْرَهُ فَرَجَعْنَا فَإِذَا لَا قُبُورَ وَلَا أَثَرَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1606 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَا : حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَشْعَتِ بْنِ سَوَّارٍ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْتِيَ مَسْجِدَهُ أَو مُصَلَّاهُ مِنَ الْعُرْيِ يَحْجِزُهُ إِيمَانُهُ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ ، مِنْهُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ وَفُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1607 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قال حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قال حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، قَالَ : وَكَانَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ لَيَتَصَدَّقُ بِثِيَابِهِ حَتَّى يَجْلِسَ عُرْيَانًا لَا يَجِدُ مَا يَرُوحُ فِيهِ أَيْ إِلَى الْجُمُعَةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1608 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قال حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قال حدثنا سُفْيَانُ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَسَوْتُ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ ثَوْبَيْنِ مِنَ الْعُرْيِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1609 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ ، قال حدثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ ، قال حدثنا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو غَسَّانَ ، قال حدثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جُرْمُوزٍ ، عَنْ حَمْدَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ ، عَنِ أَبِي الضَّحَّاكِ الْجَرْمِيِّ ، عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ الْعَبْدِيِّ ، قَالَ : قَدِمْتُ فَلَمْ يَكُنْ لِي هُمٌّ إِلَّا أُوَيْسًا أَسْأَلُ عَنْهُ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ يَتَوَضَّأُ وَيَغْسِلُ ثَوْبَهُ فَعَرَفْتُهُ بِالنَّعْتِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَهِيبُ الْمَنْظَرِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ يَدِي لِأُصَافِحَهُ فَأَبَى أَنْ يُصَافِحَنِي فَخَنَقَتْنِي الْعَبْرَةُ لِمَا رَأَيْتُ مِنَ حَالِهِ فَقُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أُوَيْسُ كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي ؟ قَالَ : وَأَنْتَ فَحَيَّاكَ اللَّهُ يَا هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ مَنْ دَلَّكَ عَلَيَّ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : { سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعَدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا } قُلْتُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ مِنْ أَيْنَ عَرَفْتَ اسْمِي وَاسْمَ أَبِي ؟ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُكَ قَطُّ وَلَا رَأَيْتَنِي ، قَالَ : عَرَفَتْ رُوحِي رُوحَكَ حَيْثُ كَلَّمَتْ نَفْسِي ؛ لِأَنَّ الْأَرْوَاحَ لَهَا أَنْفُسٌ كَأَنْفُسِ الْأَجْسَادِ وَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَتَعَارَفُونَ بِرُوحِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنْ نَأَتْ بِهِمُ الدَّارُ وَتَفَرَّقَتْ بِهِمُ الْمَنَازِلُ قَالَ : قُلْتُ : حَدِّثْنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا ؛ لِأَحْفَظَهُ عَنْكَ ، قَالَ : إِنِّي لَمْ أُدْرِكْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَكُنْ لِي مَعَهُ صُحْبَةٌ ، وَقَدْ رَأَيْتُ رِجَالًا رَأَوْهُ وَقَدْ بَلَغَنِي عَنْ حَدِيثِهِ كَبَعْضِ مَا يَبْلُغُكُمْ ، وَلَسْتُ أُحِبُّ أَنْ أَفْتَحَ هَذَا الْبَابَ عَلَى نَفْسِي لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ قَاضِيًا أَوْ مُفْتِيًا فِي نَفْسِي شُغُلٌ قَالَ : قُلْتُ : فَاتْلُ عَلَيَّ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَسْمَعْهُنَّ مِنْكَ ، فَادْعُ اللَّهَ لِي بِدَعَوَاتٍ وَأَوْصِنِي بِوَصِيَّةٍ قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِي وَجَعَلَ يَمْشِي عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ، ثُمَّ قَالَ : قَالَ رَبِّي وَأَحَقُّ الْقَوْلِ قَوْلُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَأَصْدَقُ الْحَدِيثِ حَدِيثُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَأَحْسَنُ الْكَلَامِ كَلَامُ رَبِّي : أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ : { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ } قَالَ : ثُمَّ شَهِقَ شَهْقَةً فَأَنَا أَحْسِبُهُ ، قَدْ غُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ : { يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ : يَا هَرِمُ بْنَ حَيَّانَ ، مَاتَ أَبُوكَ وَيُوشِكُ أَنْ تَمُوتَ وَمَاتَ أَبُو حَيَّانَ وَإِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ، وَمَاتَ آدَمُ وَمَاتَتْ حَوَّاءُ ، يَا ابْنَ حَيَّانَ ، وَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ ، يَا ابْنَ حَيَّانَ ، وَمَاتَ مُوسَى نَجِيُّ الرَّحْمَنِ ، يَا ابْنَ حَيَّانَ ، وَمَاتَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، يَا ابْنَ حَيَّانَ ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ خَلِيفَةُ الْمُسْلِمِينَ وَمَاتَ أَخِي وَصَدِيقِي وَصَفِيِّي عُمَرُ ، وَاعُمَرَاهُ وَاعُمَرَاهُ قَالَ : وَذَلِكَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ عُمَرَ قَالَ : قُلْتُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنَّ عُمَرَ لَمْ يَمُتْ قَالَ : بَلَى إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَدْ نَعَاهُ لِي وَقَدْ عَلِمْتُ مَا قُلْتُ ، وَأَنَا وَأَنْتَ غَدًا فِي الْمَوْتَى ، ثُمَّ دَعَا بِدَعَوَاتٍ خِفَافٍ ثُمَّ قَالَ : هَذِهِ وَصِيَّتِي لَكَ يَا ابْنَ حَيَّانَ ، كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَعْيُ الصَّالِحِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالصَّالِحِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَنَعَيْتُ لَكَ نَفْسِي فَعَلَيْكَ بِذِكْرِ الْمَوْتِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يُفَارِقَ قَلْبَكَ طَرَفَةَ عَيْنٍ فَافْعَلْ ، وَأَنْذِرْ قَوْمَكَ إِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِمْ وَاكْدَحْ لِنَفْسِكَ وَإِيَّاكَ أَنْ تُفَارِقَ الْجَمَاعَةَ فَتُفَارِقَ دِينَكَ وَأَنْتَ لَا تَشْعُرُ ، فَتَمُوتَ فَتَدْخُلَ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّنِي فِيكَ وَزَارَنِي مِنْ أَجَلِكَ فَأَدْخِلْهُ عَلَيَّ زَائِرًا فِي الْجَنَّةِ دَارِ السَّلَامِ ، وَأَرْضِهِ مِنَ الدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ وَمَا أَعْطَيْتَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي الدُّنْيَا فِي يَسِيرٍ وَعَافِيَةٍ وَاجْعَلْهُ لِمَا تُعْطِيهِ مِنَ الْعَمَلِ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ يَا هَرِمُ بْنَ حَيَّانَ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ لَا أَرَاكَ بَعْدَ الْيَوْمِ تَطْلُبُنِي وَلَا تَسْأَلُ عَنِّي ، أَذْكُرُكَ وَأَدْعُو لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، انْطَلِقْ هَاهُنَا حَتَّى أَنْطَلِقَ هَاهُنَا فَطَلَبْتُ أَنْ أَمْشِيَ مَعَهُ سَاعَةً فَأَبَى عَلَيَّ وَفَارَقَنِي يَبْكِي وَأَبْكِي ثُمَّ دَخَلَ فِي بَعْضِ السِّكَكِ فَكَمْ طَلَبْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَسَأَلْتُ عَنْهُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَدًا يُخْبِرُنِي عَنْهُ بِشَيْءٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ مِثْلَهُ وَقَالَ : الضَّحَّاكُ الْجَرْمِيُّ ، عَنْ هَرِمٍ ، وَرَوَاهُ سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي حَرَامٍ قَالَ : سَمِعْتُ هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ الْعَبْدِيَّ يَقُولُ : خَرَجْتُ مِنَ الْبَصْرَةِ فِي طَلَبِ أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ فَقَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ ، وَرَوَاهُ أَبُو عِصْمَةَ ، عَنْ هَرِمٍ نَحْوَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1610 حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ ، قال حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْكِسَائِيُّ ، قال حدثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ ، قال حدثنا أَبُو الصَّبَّاحِ ، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ ، وَكَانَ جَارًا لِهَرِمِ بْنِ حَيَّانَ هُوَ وَآخَرٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ حَدَّثَانِي أَنَّهُمَا ، سَمِعَا هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ ، عَنْ أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ : حَدِّثْنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ أَحْفَظُهُ عَنْكَ فَبَكَى وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لَمْ أُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَكُنْ لِي مَعَهُ صُحْبَةٌ وَلَكِنْ قَدْ رَأَيْتُ مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ وَغَيْرَهُ رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ فَذَكَرَ نَحْوَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،