ذِكْرُ أَسْمَاءِ مَكَّةَ وَبَرَكَتِهَا وَصِفَتِهَا
ذِكْرُ أَسْمَاءِ مَكَّةَ وَبَرَكَتِهَا وَصِفَتِهَا وَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، وَأَعْطَانِي كِتَابًا عَنْ أَشْيَاخِهِ ، فَإِذَا فِيهِ أَسْمَاءُ مَكَّةَ فِيمَا زَعَمَ الْمَكِّيُّونَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، قَالُوا : هِيَ مَكَّةُ وَبَكَّةُ وَبَرَّةُ وَبَسَّاسَةُ وَأُمُّ الْقُرَى وَالْحَرَمُ وَالْمَسْجِدُ الْحَرَامُ وَالْبَلَدُ الْأَمِينُ |
1466 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حدثنا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ } قَالَ : مَكَّةُ وَقَالُوا : وَمِنْ أَسْمَائِهَا صَلَاحِ قَالَ الْقَائِلُ فِي ذَلِكَ : نُورٌ تَلَأْلَأَ لِأَوْسَطِ صَلَاحِ وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ : مِنْ أَسْمَائِهَا كُوثَى وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ الْقَائِلِ : سَأَلْتُ عَمْرًا فَقُلْتُ لَهُ مَتَى لَقِيتَ يَحْيَى وَعِيسَى فَقَالَ أَمَّا يَحْيَى فَرَأَيْتُهُ بِالْفَخِّ يَحْلِقُ رَأْسَهُ مُوسَى بِمُوسَى وَأَمَّا عِيسَى فَلَقِيتُهُ دَاخِلًا بِقَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا كُوثَى |
1467 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : وَعَمَّرَتْ قُرَيْشٌ بِمَكَّةَ ، هُمْ سَاكِنُوهَا وَمَنَازِلُها لَهُمْ صَالِحًا ذَاتَ بَيْنِهِمْ ، مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَعْمُرُوهَا ، وَكَانَتْ مَكَّةُ تُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْبَسَّاسَةَ ؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ تَبُسُّ مَنْ بَغَى فِيهَا حَتَّى تُخْرِجَهُ مِنْهَا وَيُقَالُ : إِنَّمَا سُمِّيَتْ بَكَّةَ ؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ تَبُكُّ أَعْنَاقَ الْجَبَابِرَةِ ، وَكَانَ فِيمَا يَزْعُمُونَ لَا يَدْخُلُهَا مَلِكٌ فَيُحْدِثُ فِيهَا حَدَثًا إِلَّا أَصْبَحَ وَعُنُقُهُ مَكْسُورَةٌ ، وَلَا يُحَدِثُ مُحْدِثٌ إِلَّا بَسَّتْهُ مِنَ الْحَرَمِ حَتَّى تُخْرِجَهُ إِلَى الْحِلِّ وَقَالَ شَاعِرُ بَنِي تَمِيمٍ فِي الْبَكِّ بِمَكَّةَ : يَا مَكَّةُ الْفَاجِرَ مُكِّي مَكَّا وَلَا تَمُكِّي مَذْحِجًا وَعَكَّا وَقَالَ آخَرُ فِي مَكَّةَ : أَبْصِرُوا ثَمَّ كَثِيرًا مُولَمًا وَأَيَّامًا فِي شُعُوبِ الْحَاطِمَةْ دَمْعُ الْعَيْنِ عَلَيْهِ هَاطِلٌ لِرُجُوعِ الدَّاءِ فِيهِ الْآكِلَةْ |