بَابُ الْفِتْنَةِ بِالْمُرْدِ ، وَالتَّحَرُّزِ مِنْ إِدَامَةِ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ وَالْخَلْوَةِ مَعَهُمْ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

253 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الْهَادِي قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي فِي مَنْزِلِهِ ، فَخَرَجَ يُرِيدُ صَلَاةَ الْعَصْرِ ، وَيَدِي فِي يَدِهِ ، فَمَرَّ ابْنُ الْبَرْنِيِّ ، وَكَانَ غُلَامًا جَمِيلًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ وَهُوَ يَمْشِي إِلَى الْمَسْجِدِ :
لَوْلَا الْحَيَاءُ وَأَنَّنِي مَسْتُورُ
وَالْعَيْبُ يَعْلُقُ بِالْكَبِيرِ كَثِيرُ

لَحَلَلْتُ مَنْزِلَهَا الَّذِي تَحْتَلُّهُ
وَلَكَانَ مَنْزِلُنَا هُوَ الْمَهْجُورُ
وَانْتَهَى إِلَى مَسْجِدٍ عَلَى بَابِ دَارِهِ ، وَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، ثُمَّ مَرَّ فِي أَذَانِهِ الشَّعْرُ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

254 أَنْشَدَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمُخَرِّمِيُّ :
وَلَوْلَا التُّقَى ثُمَّ النُّهَى خَشْيَةَ الرَّدَى
لَعَاصَبْتُ فِي حُبِّ الصِّبَا كُلَّ زَاجِرِ

قَضَى مَا قَضَى فِيمَا مَضَى ثُمَّ لَا تَرَى
لَهُ سَقْطَةٌ أُخْرَى اللَّيَالِي الْغَوَابِرِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

255 حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَاضِي نَهَاوَنْدَ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ بَكْرٍ ابْنِ أُخْتِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ الْبَصْرِيِّ ، فَمَرَّ بِهِ غُلَامٌ مِنْ ثَقِيفٍ حَسَنُ الْوَجْهِ ، فَحَدِقَ إِلَيْهِ بِبَصَرِهِ ، ثُمَّ قَالَ : تَرَانَا لَا نَشْتَهِي الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ، وَشُرْبَ الْخُمُورِ مَعَ الْمُجَّانِ فِي الْبَسَاتِينَ ، بَلَى ، وَلَكِنَّ خَوْفَ اللَّهِ يَمْنَعُنَا مِنْ ذَلِكَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

256 أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا فِي هَذَا الْمَعْنَى :
لِحُبِّ الْكَأْسِ مِنْ غَيْرِ الْمُدَامِ
وَلُوهًا بِالْحِسَانِ بِلَا حَرَامِ

وَإِيثَارِ الْحَدَاثَةِ وَالتَّصَابِي
وَتَقْدِيمِ الصَّبَاحِ عَلَى الْأَنَامِ

وَمَا حُبِّي لِفَاحِشَةٍ وَلَكِنْ
رَأَيْتُ الْحُبَّ أَخْلَاقَ الْكِرَامِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

257 حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عِيسَى الْوَرَّاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا نَصْرُ أَبُو عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ : رُفِعَ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ الْقَاسِمِ وَالِي الْبَصْرَةِ ، وَكَانَ هَاشِمِيَّ الْأَبِ ، فَاطِمِيَّ الْأُمِّ ، رَجُلٌ وُجِدَ مَعَ غُلَامٍ ، فَأَمَرَ بِالرَّجُلِ فَأُدِّبَ ، ثُمَّ أُدْخِلَ إِلَيْهِ الْغُلَامُ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهٍ حَسَنٍ ، فَأَطْرَقَ مَلِيًّا ، وَقَالَ : يَا غُلَامُ ، خُذْ بِيَدِهِ فَأَخْرِجْهُ ، وَنَادَى عَلَيْهِ هَذَا تَوَسَّمَ فِيهِ الْأَمِيرُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ زَلَّاتِهِمْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

258 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : أَنَّهُ ضَرَبَ مَوْلًى لَهُ سَلَّامٌ الْبَرْبَرِيُّ حَتَّى جَرَحَهُ ، فَاسْتَعْدَى عَلَى الْمَوْلَى ابْنَ حَزْمٍ ، وَهُوَ عَامِلُ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ : سَمِعْتُ خَالَتِيَ عَمْرَةَ تُخْبِرُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ وَأَنْتَ ذُو هَيْئَةٍ وَقَدْ أَقَلْتُكَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

259 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّحْوِيُّ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الضَّرِيرُ الْوَاسِطِيُّ : قَالَ الْأَصْمَعِيُّ : قُلْتُ لِأَعْرَابِيٍّ : إِنَّكُمْ قَدْ قُلْتُمْ فِي النِّسَاءِ فَأَكْثَرْتُمْ ، فَهَلْ تَعْرِفُ أَحَدًا وَصَفَ غُلَامًا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ ابْنَ عَمٍّ لِي وَقَدْ نَظَرَ إِلَى غُلَامٍ فَافْتُتِنَ بِهِ ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
يَا سَالِبَ الْأَلْبَابِ بِاللَّحِظَاتِ
وَيَا مُوقِدَ الشَّهَوَاتِ بِالنَّغَمَاتِ

أَلَا يَا نَسِيمَ الْوَرْدِ بِالْغُدُوَاتِ
وَبَدْرَ الدُّجَى يَجْلُو دُجَى الظُّلُمَاتِ

وَيَا مَعْمَلَ الْبُهْتَانِ فِي حُرِّ وَجْهِهِ
إِذَا مَا أَمَاتَ السَّقَمَ بِالشُّبُهَاتِ

وَيَا مَنْ رَأَيْنَا فِي مَحَاسِنِ وَجْهِهِ
سُكُونَ الصَّبِيِّ يُثْنَى بِالْحَرَكَاتِ

وَيَا غَايَةَ الدُّنْيَا أَمَا مِنْكَ حِيلَةٌ
قَزَعْتَ قُلُوبَ النَّاسِ بِالْحَسَرَاتِ

شَغَلْتَ الَّذِي بِالسَّيِّئَاتِ مُوَكَّلٌ
وَفَرَغْتَ كَفَّيْ صَاحِبِ الْحَسَنَاتِ

أَقُولُ لِعُذَّالِي وَهُمْ يَعْذِلُونَنِي
وَغَرْبُ دُمُوعِي دَائِمُ الْعَبَرَاتِ

بِذِكْرٍ مِنِّي نَفْسِي فَبُلُّوا إِذَا دَنَا
خُرُوجِي مِنَ الدُّنْيَا جُفُوفَ لَهَاتِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

260 أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَوِيِّ :
أَحْوَرُ فِي أَجْفَانِهِ فَتَرُ
يُسْحَرُ مِنْ مُقْلَتِهِ السِّحْرُ

مَا نَكَحَتْ حُسْنًا لَهُ نَظْرَةٌ
فَحُسْنُهُ مُبْتَدَعٌ بِكْرُ

يَكَادُ إِنْ أَخْجَلَهُ مَازِحٌ
يَقْطُرُ مِنْ وَجْنَتِهِ الْخَمْرُ

مَا لِفَتًى لَمْ يُصَبْ مِنْ حُبِّهِ
وَقَدْ رَأَى صُورَتَهُ عُذْرُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

261 أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَارَسْتَانِيُّ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشَّارٍ النَّظَّامِ :
يَرُوعُ مُنَاجِيهِ بِهَارُوتِ لَحْظِهِ
وَيُؤْنِسُهُ مِنْهُ بِصُورَةِ آدَمِ

تَرَى فِيهِ لَامًا فَرْدَةً فَوْقَ وَرْدَةٍ
وَفَصًّا مِنَ الْيَاقُوتِ مِنْ فَوْقِ خَاتَمِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

262 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّافِقِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ الْعَلَاءِ الرَّقِّيَّ قَالَ : سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ عَاصِمٍ يَقُولُ : لَمْ تَقُلِ الْعَرَبُ بَيْتًا هُوَ أَغْزَلُ مِنْ بَيْتِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ يَقُولُ :
لَمْ تَفُتْهَا شَمْسُ النَّهَارِ بِشَيْءٍ
غَيْرَ أَنَّ الشَّبَابَ لَيْسَ يَدُومُ
قَالَ : فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ أَبَا عُثْمَانَ الْمَازِنِيَّ ، فَقَالَ : لَكِنَّ جَرِيرًا أَغْزَلَ مِنْهُ حَيْثُ يَقُولُ :
إِنَّ الْعُيُونَ الَّتِي فِي طَرْفِهَا مَرَضٌ
قَتَلْنَنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيِنَ قَتْلَانَا

يَصْرَعْنَ ذَا اللُّبِّ حَتَّى لَا حِرَاكَ بِهِ
وَهُنَّ أَضْعَفُ خَلْقِ اللَّهِ أَرْكَانَا
قَالَ هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ : لَكِنَّ الْمَأْمُونَ قَضَى لِأَبِي نُوَاسٍ عَلَيْهِمَا فِي قَوْلِهِ :
يَا نَاظِرًا مَا أَقْلَعَتْ لَحَظَاتُهُ
حَتَّى تَشَحَّطَ بَيْنَهُنَّ قَتِيلُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،