بَابُ الْفِتْنَةِ بِالْمُرْدِ ، وَالتَّحَرُّزِ مِنْ إِدَامَةِ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ وَالْخَلْوَةِ مَعَهُمْ
263 أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدُ لِعَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُعَذِّلِ : بَرَعَتْ مَحَاسِنُهُ فَجَلَّ بِهَا عَنْ أَنْ يَقُومَ بِوَصْفِهَا لَفْظُ نَطَقَ الْجَمَالُ بِعُذْرِ عَاشِقِهِ لِلْعَاذِلَاتِ فَأُخْرِسَ الْوَعْظُ لَمْ تَبْتَذِلْ مِنْهُ الْعُيُونُ سِوَى مَا نَالَ مِنْ وَجَنَاتِهِ اللَّحْظُ مَا لِلْقُلُوبِ إِذَا الْتَبَسْنَ بِهِ مِنْهُ سِوَى حَسَرَاتِهَا حَظُّ مَا ضَرَّ مَنْ رَقَّتْ مَحَاسِنُهُ لَوْ كَانَ رَقَّ فُؤَادُهُ الْفَظُّ |
264 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّقِّيُّ قَالَ : سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ الْعَلَاءِ يَقُولُ : سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ عَاصِمٍ يَقُولُ : قَرَأْتُ مُقَطَّعَاتِ الْعَرَبِ ، فَمَا سَمِعْتُ أَغْزَلَ ، وَلَا أَرَقَّ مِنَ الَّذِي يَقُولُ : شَبِيهُكَ بَدْرٌ فِي السَّمَاءِ مَحِلَّهُ فَكُنْتُ إِذَا مَا غِبْتَ آنَسُ بِالْبَدْرِ فَغَطَّتْ عَلَى بَدْرِ السَّمَاءِ غَمَامَةٌ فَجَادَ عَلَى الْغَيْمِ أَيْضًا مَعَ الدَّهْرِ |
265 وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا لِلْعُتْبِيِّ : أُصِبْتُ بِحُبِّ مُتَيَّمٍ صَبِّ حُبَّيْهِ فَوْقَ نِهَايَةِ الْحُبِّ أَدْمَيْتُ بِاللَّحِظَاتِ وَجْنَتَهُ فَاقْتَصَّ نَاظِرَهُ مِنَ الْقَلْبِ أَشْكُو إِلَيْهِ صَنِيعَ مُقْلَتِهِ فَيَقُولُ : مِتْ ، فَبِأَيْسَرِ الْخَطْبِ وَإِذَا نَظَرْتُ إِلَى مَحَاسِنِهِ أَخْرَجْتُهُ عَطِلًا مِنَ الذَّنْبِ |