بَابُ ذِكْرِ اللَّفْظِيَّةِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حِكَايَةٌ لِلْقُرْآنِ الَّذِي فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ كَذَبُوا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : احْذَرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ : إِنَّ لَفْظَهُ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ ، وَهَذَا عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَمَنْ كَانَ عَلَى طَرِيقَتِهِ مُنْكَرٌ عَظِيمٌ ، وَقَائِلُ هَذَا مُبْتَدِعٌ ، خَبِيثٌ وَلَا يُكَلَّمُ ، وَلَا يُجَالَسُ ، وَيُحَذَّرُ مِنْهُ النَّاسُ ، لَا يَعْرِفُ الْعُلَمَاءُ غَيْرَ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ ، وَهُوَ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرَ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ ، فَقَدْ كَفَرَ ، وَمَنْ قَالَ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَوَقَفَ فَهُوَ جَهْمِيٌّ , وَمَنْ قَالَ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ أَيْضًا ، كَذَا قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَغَلَّظَ فِيهِ الْقَوْلَ جِدًّا وَكَذَا مَنْ قَالَ : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي يَقْرَءُوهُ النَّاسُ ، وَهُوَ فِي الْمَصَاحِفِ حِكَايَةٌ لِمَا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ ، فَهَذَا قَوْلٌ مُنْكَرٌ ، يُنْكِرُهُ الْعُلَمَاءُ يُقَالُ لِقَائِلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ الْقُرْآنُ يُكَذِّبُكَ ، وَيَرُدُّ قَوْلَكَ ، وَالسُّنَّةُ تُكَذِّبُكَ وَتَرُدُّ قَوْلَكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنَّهُ إِنَّمَا يَسْمَعُ النَّاسُ كَلَامَ اللَّهِ ، وَلَمْ يَقُلْ : حِكَايَةَ كَلَامِ اللَّهِ ، وَقَالَ تَعَالَى : وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ فَأَخْبَرَ أَنَّ السَّامِعَ إِنَّمَا يَسْمَعُ الْقُرْآنَ ، وَلَمْ يَقُلْ : حِكَايَةَ الْقُرْآنِ . وَقَالَ تَعَالَى : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقُومُ ، وَقَالَ تَعَالَى : وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ، قَالُوا : يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ، وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ وَقَالَ تَعَالَى : قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ، فَقَالُوا : إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَمْ يَقُلْ يَسْتَمِعُونَ حِكَايَةَ الْقُرْآنِ وَلَا قَالَتِ الْجِنُّ : إِنَّا سَمِعْنَا حِكَايَةَ الْقُرْآنِ ، كَمَا قَالَ مَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلَالَةٍ ، وَأَتَى بِخِلَافِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَبِخِلَافِ قَوْلِ الْمُؤْمِنِينَ وقَالَ تَعَالَى : فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : وَهَذَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ لِمَنْ تَدَبَّرَهُ ، وَقَالَ النَّبِيُّ : خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ وَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ ، كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ وَقَالَ : مَثَلُ الْقُرْآنِ مَثَلُ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ ، إِنْ تَعَاهَدَهَا صَاحِبُهَا أَمْسَكَهَا ، وَإِنْ تَرَكَهَا ذَهَبَتْ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ وَقَالَ : فِي حَدِيثٍ آخَرَ لَا تُسَافِرُوا بِالْمَصَاحِفِ إِلَى الْعَدُوِّ ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالُوهَا وَقَالَ : لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقُرْآنَ ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ وَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى : قَرَأَ طه ، ويس قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفِ عَامٍ ، فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ الْقُرْآنَ ، قَالُوا : طُوبَى لِأُمَّةٍ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ هَذَا ، وَطُوبَى لِأَلْسُنٍ تَتَكَلَّمُ بِهَذَا ، وَطُوبَى لِأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاتْلُوهُ ، فَإِنَّ لَكُمْ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَفِي السُّنَنِ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ كَثِيرٌ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : فَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى ، وَيَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ ، وَيَتَعَلَّمُوا أَحْكَامَهُ ، فَيُحِلُّوا حَلَالَهُ وَيُحَرِّمُوا حَرَامَهُ ، وَيَعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ ، وَيُؤْمِنُوا بِمُتَشَابِهِهِ ، وَلَا يُمَارُوا فِيهِ ، وَيَعْلَمُوا أَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى ، غَيْرَ مَخْلُوقٍ ، فَإِنْ عَارَضَهُمْ إِنْسَانٌ جَهْمِيٌّ فَقَالَ : مَخْلُوقٌ ، أَوْ قَالَ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَوَقَفَ ، أَوْ قَالَ : لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ ، أَوْ قَالَ : هَذَا الْقُرْآنُ حِكَايَةٌ لِمَا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فَحُكْمُهُ أَنْ يُهْجَرَ وَلَا يُكَلَّمَ ، وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ ، وَيُحَذَّرَ مِنْهُ ، وَعَلَيْكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِالسُّنَنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسُنَنِ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ ، وَقَوْلِ التَّابِعِينَ ، وَقَوْلِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ تَرْكِ الْمِرَاءِ وَالْخُصُومَةِ وَالْجِدَالِ فِي الدِّينِ ، فَمَنْ كَانَ عَلَى هَذَا الطَّرِيقِ رَجَوْتُ لَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى كُلَّ خَيْرٍ ، وَسَأَذْكُرُ بَعْدَ ذَلِكَ مَا لَا بُدَّ لِمَنْ كَانَ هَذَا مَذْهَبَهُ وَعِلْمَهُ ، عَمِلَ بِهِ مِنْ مَعْرِفَةِ الْإِيمَانِ ، وَشَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ ، حَالًا بَعْدَ حَالٍ ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِكُلِّ رَشَادٍ ، وَالْمُعِينُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

بَابُ ذِكْرِ اللَّفْظِيَّةِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حِكَايَةٌ لِلْقُرْآنِ الَّذِي فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ كَذَبُوا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : احْذَرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ : إِنَّ لَفْظَهُ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ ، وَهَذَا عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَمَنْ كَانَ عَلَى طَرِيقَتِهِ مُنْكَرٌ عَظِيمٌ ، وَقَائِلُ هَذَا مُبْتَدِعٌ ، خَبِيثٌ وَلَا يُكَلَّمُ ، وَلَا يُجَالَسُ ، وَيُحَذَّرُ مِنْهُ النَّاسُ ، لَا يَعْرِفُ الْعُلَمَاءُ غَيْرَ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ ، وَهُوَ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرَ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ ، فَقَدْ كَفَرَ ، وَمَنْ قَالَ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَوَقَفَ فَهُوَ جَهْمِيٌّ , وَمَنْ قَالَ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ أَيْضًا ، كَذَا قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَغَلَّظَ فِيهِ الْقَوْلَ جِدًّا وَكَذَا مَنْ قَالَ : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي يَقْرَءُوهُ النَّاسُ ، وَهُوَ فِي الْمَصَاحِفِ حِكَايَةٌ لِمَا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ ، فَهَذَا قَوْلٌ مُنْكَرٌ ، يُنْكِرُهُ الْعُلَمَاءُ يُقَالُ لِقَائِلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ الْقُرْآنُ يُكَذِّبُكَ ، وَيَرُدُّ قَوْلَكَ ، وَالسُّنَّةُ تُكَذِّبُكَ وَتَرُدُّ قَوْلَكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنَّهُ إِنَّمَا يَسْمَعُ النَّاسُ كَلَامَ اللَّهِ ، وَلَمْ يَقُلْ : حِكَايَةَ كَلَامِ اللَّهِ ، وَقَالَ تَعَالَى : وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ فَأَخْبَرَ أَنَّ السَّامِعَ إِنَّمَا يَسْمَعُ الْقُرْآنَ ، وَلَمْ يَقُلْ : حِكَايَةَ الْقُرْآنِ .
وَقَالَ تَعَالَى : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقُومُ ، وَقَالَ تَعَالَى : وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ، قَالُوا : يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ، وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ وَقَالَ تَعَالَى : قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ، فَقَالُوا : إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَمْ يَقُلْ يَسْتَمِعُونَ حِكَايَةَ الْقُرْآنِ وَلَا قَالَتِ الْجِنُّ : إِنَّا سَمِعْنَا حِكَايَةَ الْقُرْآنِ ، كَمَا قَالَ مَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلَالَةٍ ، وَأَتَى بِخِلَافِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَبِخِلَافِ قَوْلِ الْمُؤْمِنِينَ وقَالَ تَعَالَى : فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : وَهَذَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ لِمَنْ تَدَبَّرَهُ ، وَقَالَ النَّبِيُّ : خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ وَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ ، كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ وَقَالَ : مَثَلُ الْقُرْآنِ مَثَلُ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ ، إِنْ تَعَاهَدَهَا صَاحِبُهَا أَمْسَكَهَا ، وَإِنْ تَرَكَهَا ذَهَبَتْ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ وَقَالَ : فِي حَدِيثٍ آخَرَ لَا تُسَافِرُوا بِالْمَصَاحِفِ إِلَى الْعَدُوِّ ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالُوهَا وَقَالَ : لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقُرْآنَ ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ وَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى : قَرَأَ طه ، ويس قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفِ عَامٍ ، فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ الْقُرْآنَ ، قَالُوا : طُوبَى لِأُمَّةٍ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ هَذَا ، وَطُوبَى لِأَلْسُنٍ تَتَكَلَّمُ بِهَذَا ، وَطُوبَى لِأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاتْلُوهُ ، فَإِنَّ لَكُمْ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَفِي السُّنَنِ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ كَثِيرٌ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : فَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى ، وَيَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ ، وَيَتَعَلَّمُوا أَحْكَامَهُ ، فَيُحِلُّوا حَلَالَهُ وَيُحَرِّمُوا حَرَامَهُ ، وَيَعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ ، وَيُؤْمِنُوا بِمُتَشَابِهِهِ ، وَلَا يُمَارُوا فِيهِ ، وَيَعْلَمُوا أَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى ، غَيْرَ مَخْلُوقٍ ، فَإِنْ عَارَضَهُمْ إِنْسَانٌ جَهْمِيٌّ فَقَالَ : مَخْلُوقٌ ، أَوْ قَالَ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَوَقَفَ ، أَوْ قَالَ : لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ ، أَوْ قَالَ : هَذَا الْقُرْآنُ حِكَايَةٌ لِمَا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فَحُكْمُهُ أَنْ يُهْجَرَ وَلَا يُكَلَّمَ ، وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ ، وَيُحَذَّرَ مِنْهُ ، وَعَلَيْكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِالسُّنَنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسُنَنِ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ ، وَقَوْلِ التَّابِعِينَ ، وَقَوْلِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ تَرْكِ الْمِرَاءِ وَالْخُصُومَةِ وَالْجِدَالِ فِي الدِّينِ ، فَمَنْ كَانَ عَلَى هَذَا الطَّرِيقِ رَجَوْتُ لَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى كُلَّ خَيْرٍ ، وَسَأَذْكُرُ بَعْدَ ذَلِكَ مَا لَا بُدَّ لِمَنْ كَانَ هَذَا مَذْهَبَهُ وَعِلْمَهُ ، عَمِلَ بِهِ مِنْ مَعْرِفَةِ الْإِيمَانِ ، وَشَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ ، حَالًا بَعْدَ حَالٍ ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِكُلِّ رَشَادٍ ، وَالْمُعِينُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

193 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُمْتَنِعِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَ : أنا أَبُو الْفَضْلِ صَالِحُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ الْمَنْصُورِ الْهَاشِمِيُّ وَكَانَ مِنْ وُجُوهِ بَنِي هَاشِمٍ وَأَهْلِ الْجَلَالَةِ ، وَالشَّأْنِ مِنْهُمْ قَالَ : حَضَرْتُ الْمُهْتَدِيَ بِاللَّهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَقَدْ جَلَسَ يَنْظُرُ فِي أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ فِي دَارِ الْعَامَّةِ ، فَنَظَرْتُ إِلَى قِصَصِ النَّاسِ تُقْرَأُ عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا فَيَأْمُرُ بِالتَّوْقِيعِ فِيهَا وَإِنْشَاءِ الْكُتُبِ لِأَصْحَابِهَا ، وَيَخْتِمُ وَيَدْفَعُ إِلَى صَاحِبِهِ ، بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَسَرَّنِي ذَلِكَ ، وَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَفَطِنَ وَنَظَرَ إِلَيَّ ، فَغَضَضْتُ عَنْهُ حَتَّى كَانَ ذَلِكَ مِنِّي وَمِنْهُ مِرَارًا ثَلَاثًا ، وَإِذَا نَظَرَ غَضَضْتُ ، وَإِذَا اشْتَغَلَ نَظَرْتُ ، فَقَالَ لِي : يَا صَالِحُ ، فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقُمْتُ قَائِمًا ، فَقَالَ : فِي نَفْسِكَ مِنَّا شَيْءٌ يَجِبُ أَنْ تَقُولَهُ ؟ أَوْ قَالَ : تُرِيدُ أَنْ تَقُولَهُ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، يَا سَيِّدِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لِي : عُدْ إِلَى مَوْضِعِكَ ، فَعُدْتُ ، وَعَادَ فِي النَّظَرِ ، حَتَّى إِذَا قَامَ قَالَ لِلْحَاجِبِ : لَا يَبْرَحُ صَالِحٌ ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ ثُمَّ أَذِنَ لِي ، وَقَدْ أَهَمَّتْنِي نَفْسِي فَدَخَلْتُ فَدَعَوْتُ لَهُ ، فَقَالَ لِي : اجْلِسْ ، فَجَلَسْتُ ، فَقَالَ : يَا صَالِحُ ، تَقُولُ لِي ، مَا دَارَ فِي نَفْسِكَ ، أَوْ أَقُولُ أَنَا : مَا دَارَ فِي نَفْسِي أَنَّهُ دَارَ فِي نَفْسِكَ ؟ قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا تَعْزِمُ عَلَيْهِ ، وَمَا تَأْمُرُ بِهِ فَقَالَ : وَأَقُولُ : كَأَنِّي بِكَ وَقَدِ اسْتَحْسَنْتَ مَا رَأَيْتَ مِنَّا ، فَقُلْتُ : أَيُّ خَلِيفَةٍ خَلِيفَتُنَا ، إِنْ لَمْ يَكُنْ يَقُولُ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ؟ فَوَرَدَ عَلَى قَلْبِي أَمْرٌ عَظِيمٌ ، وَأَهَمَّتْنِي نَفْسِي ، ثُمَّ قُلْتُ : يَا نَفْسُ ، هَلْ تَمُوتِينَ إِلَّا مَرَّةً ؟ وَهَلْ تَمُوتِينَ قَبْلَ أَجَلِكَ ؟ وَهَلْ يَجُوزُ الْكَذِبُ فِي جَدٍّ أَوْ هَزْلٍ ؟ فَقُلْتُ : وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَا دَارَ فِي نَفْسِي إِلَّا مَا قُلْتُ ، ثُمَّ أَطْرَقَ مَلِيًّا ، ثُمَّ قَالَ لِي : وَيْحَكَ ، اسْمَعْ مِنِّي مَا أَقُولُ ، فَوَاللَّهِ لَتَسْمَعَنَّ مِنِّي الْحَقَّ ، فَسُرِّيَ عَنِّي فَقُلْتُ : يَا سَيِّدِي وَمَنْ أَوْلَى بِقَوْلِ الْحَقِّ مِنْكَ ، وَأَنْتَ خَلِيفَةُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَابْنُ عَمِّ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فَقَالَ لِي : مَا زِلْتُ أَقُولُ : إِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ صَدْرًا مِنْ خِلَافَةِ الْوَاثِقِ ، حَتَّى أَقْدَمَ عَلَيْنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دُؤَادٍ شَيْخًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ أَهْلِ أَذَنَةَ فَأُدْخِلَ الشَّيْخُ عَلَى الْوَاثِقِ مُقَيَّدًا ، وَهُوَ جَمِيلُ الْوَجْهِ تَامُّ الْقَامَةِ ، حَسَنُ الشَّيْبَةِ ، فَرَأَيْتُ الْوَاثِقَ قَدِ اسْتَحْيَى مِنْهُ ، وَرَقَّ لَهُ ، فَمَا زَالَ يُدْنِيهُ وَيُقَرِّبُهُ ، حَتَّى قَرُبَ مِنْهُ ، فَسَلَّمَ الشَّيْخُ فَأَحْسَنَ السَّلَامَ ، وَدَعَا فَأَبْلَغَ الدُّعَاءَ ، وَأَوْجَزَ ، فَقَالَ لَهُ الْوَاثِقُ اجْلِسْ ثُمَّ قَالَ لَهُ : يَا شَيْخُ ، نَاظِرِ ابْنَ أَبِي دُؤَادٍ عَلَى مَا يُنَاظِرُكَ عَلَيْهِ فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، ابْنُ أَبِي دُؤَادٍ يَقِلُّ وَيَضِيقُ ، وَيَضْعُفُ عَنِ الْمُنَاظَرَةِ فَغَضِبَ الْوَاثِقُ ، وَعَادَ مَكَانَ الرَّأْفَةِ لَهُ غَضَبًا عَلَيْهِ ، فَقَالَ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي دُؤَادٍ يَصْبُو وَيَقِلُّ وَيَضْعُفُ عَنْ مُنَاظَرَتِكَ أَنْتَ ؟ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ : هَوِّنْ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا بِكَ وَائْذَنْ لِي فِي مُنَاظَرَتِهِ ، فَقَالَ الْوَاثِقُ : مَا دَعَوْتُكَ إِلَّا لِلْمُنَاظَرَةِ فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دُؤَادٍ ، إِلَى مَا دَعَوْتَ النَّاسَ وَدَعَوْتَنِي إِلَيْهِ ؟ فَقَالَ : إِلَى أَنْ تَقُولَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ؛ لِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ دُونَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ فَقَالَ الشَّيْخُ : إِنْ رَأَيْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تَحْفَظَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِ مَا نَقُولُ ، قَالَ : أَفْعَلُ ، قَالَ الشَّيْخُ : أَخْبِرْنِي يَا أَحْمَدُ عَنْ مَقَالَتِكَ هَذِهِ ، أَوَاجِبَةٌ دَاخِلَةٌ فِي عَقْدِ الدِّينِ ، فَلَا يَكُونُ الدِّينُ كَامِلًا حَتَّى يُقَالَ فِيهِ مَا قُلْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ الشَّيْخُ : يَا أَحْمَدُ أَخْبِرْنِي عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى عِبَادِهِ ، هَلْ سَتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ فِي دِينِهِ ؟ قَالَ : لَا قَالَ الشَّيْخُ : فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأُمَّةَ إِلَى مَقَالَتِكَ هَذِهِ ؟ فَسَكَتَ ابْنُ أَبِي دُؤَادٍ فَقَالَ الشَّيْخُ : تَكَلَّمْ فَسَكَتَ ، فَالْتَفَتَ الشَّيْخُ إِلَى الْوَاثِقِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَاحِدَةٌ فَقَالَ الْوَاثِقُ : وَاحِدَةٌ ، فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا أَحْمَدُ ، أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّهِ تَعَالَى ، حِينَ أَنْزَلَ الْقُرْآنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } أَكَانَ اللَّهُ تَعَالَى الصَّادِقُ فِي إِكْمَالِ دِينِهِ ، أَمْ أَنْتَ الصَّادِقُ فِي نُقْصَانِهِ ، فَلَا يَكُونُ الدِّينُ كَامِلًا حَتَّى يُقَالَ فِيهِ بِمَقَالَتِكَ هَذِهِ ؟ فَسَكَتَ ابْنُ أَبِي دُؤَادٍ فَقَالَ الشَّيْخُ : أَجِبْ يَا أَحْمَدُ ، فَلَمْ يُجِبْهُ ، فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اثْنَتَانِ فَقَالَ الْوَاثِقُ : اثْنَتَانِ فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا أَحْمَدُ أَخْبِرْنِي عَنْ مَقَالَتِكَ هَذِهِ ، أَعَلِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ جَهِلَهَا ؟ قَالَ ابْنُ أَبِي دُؤَادٍ : عَلِمَهَا قَالَ الشَّيْخُ : فَدَعَا النَّاسَ إِلَيْهَا ؟ فَسَكَتَ ابْنُ أَبِي دُؤَادٍ فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، ثَلَاثٌ فَقَالَ الْوَاثِقُ : ثَلَاثٌ فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا أَحْمَدُ ، فَاتَّسَعَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عَلِمَهَا كَمَا زَعِمْتَ ، وَلَمْ يُطَالِبْ أُمَّتَهُ بِهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ الشَّيْخُ : وَاتَّسَعَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ؟ فَقَالَ ابْنُ أَبِي دُؤَادٍ : نَعَمْ فَأَعْرَضَ الشَّيْخُ عَنْهُ ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْوَاثِقِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَدْ قَدَّمْتُ لَكَ الْقَوْلَ أَنَّ أَحْمَدَ يَصْبُو وَيَقِلُّ وَيَضْعُفُ عَنِ الْمُنَاظَرَةِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنْ لَمْ يَتَّسِعْ لَكَ الْإِمْسَاكُ عَنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ ، مَا اتَّسَعَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَلَا وَسَّعَ اللَّهُ عَلَى مَنْ لَمْ يَتَّسِعْ لَهُ مَا اتَّسَعَ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ الْوَاثِقُ : نَعَمْ إِنْ لَمْ يَتَّسِعْ لَنَا مِنَ الْإِمْسَاكِ عَنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ مَا اتَّسَعَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَلَا وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْنَا ، اقْطَعُوا قَيْدَ الشَّيْخِ ، فَلَمَّا قُطِعَ ضَرَبَ الشَّيْخُ بِيَدِهِ إِلَى الْقَيْدِ لِيَأْخُذَهُ فَجَاذَبَهُ الْحَدَّادُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ الْوَاثِقُ : دَعِ الشَّيْخَ لِيَأْخُذَهُ ، فَأَخَذَهُ الشَّيْخُ فَوَضَعَهُ فِي كُمِّهِ ، فَقَالَ الْوَاثِقُ : لِمَ جَاذَبْتَ عَلَيْهِ ؟ قَالَ الشَّيْخُ : لِأَنِّي نَوَيْتُ أَنْ أَتَقَدَّمَ إِلَى مَنْ أُوصِي إِلَيْهِ إِذَا مِتُّ أَنْ يَجْعَلَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كَفَنِي ، حَتَّى أُخَاصِمَ بِهِ هَذَا الظَّالِمَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَأَقُولَ : يَا رَبِّ ، سَلْ عَبْدَكَ هَذَا لِمَ قَيَّدَنِي وَرَوَّعَ أَهْلِي وَوَلَدِي وَإِخْوَانِي بِلَا حَقٍّ وَأَوْجَبَ ذَلِكَ عَلَيَّ ؟ وَبَكَى الشَّيْخُ فَبَكَى الْوَاثِقُ وَبَكَيْنَا ، ثُمَّ سَأَلَهُ الْوَاثِقُ أَنْ يَجْعَلَهُ فِي حِلٍّ وَسَعَةٍ مِمَّا نَالَهُ فَقَالَ الشَّيْخُ : وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَقَدْ جَعَلْتُكَ فِي حِلٍّ وَسَعَةٍ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ إِكْرَامًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذْ كُنْتَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ الْوَاثِقُ : لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ فَقَالَ الشَّيْخُ : إِنْ كَانَتْ مُمْكِنَةً فَعَلْتُ فَقَالَ الْوَاثِقُ : تُقِيمُ فِينَا فَيَنْتَفِعَ بِكَ فِتْيَانُنَا ، فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ رَدَّكَ إِيَّايَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي أَخْرَجَنِي مِنْهُ هَذَا الظَّالِمُ أَنْفَعُ لَكَ مِنْ مَقَامِي عَلَيْكَ ، وَلَأُخْبِرُكَ بِمَا فِي ذَلِكَ : أَصِيرُ إِلَى أَهْلِي وَوَلَدِي وَأَكُفُّ دُعَاءَهُمْ عَلَيْكَ ، فَقَدْ خَلَّفْتُهُمْ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ الْوَاثِقُ : فَتَقَبَّلْ مِنَّا صِلَةً مَا تَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى دَهْرِكَ فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَحِلُّ لِي ، أَنَا عَنْهَا غَنِيٌّ ، وَذُو مِرَّةٍ سَوِيٍّ قَالَ : فَسَلْ حَاجَتَكَ قَالَ : أَوَ تَقْضِيهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَخَلِّ سَبِيلِي إِلَى الثَّغْرِ السَّاعَةَ ، وَتَأْذَنْ لِي قَالَ : قَدْ أَذِنْتُ لَكَ ، فَسَلَّمَ الشَّيْخُ ، وَخَرَجَ قَالَ صَالِحٌ : قَالَ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ : فَرَجَعْتُ عَنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ مُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَأَظُنُّ الْوَاثِقَ بِاللَّهِ كَانَ رَجَعَ عَنْهَا مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

194 وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَزْوِينِيُّ أَيْضًا قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يُوسُفَ الزِّمِّيَّ ، يَقُولُ : بَيْنَا أَنَا قَائِلٌ فِي بَعْضِ بُيُوتِ خَانَاتِ مَرْوٍ فَإِذَا أَنَا بِهَوْلٍ عَظِيمٍ ، قَدْ دَخَلَ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : لَيْسَ تَخَافُ ، يَا أَبَا زَكَرِيَّا قَالَ قُلْتُ : فَنَعَمْ ، مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : وَقُمْتُ وَتَهَيَّأْتُ لِقِتَالِهِ ، فَقَالَ : أنا أَبُو مُرَّةَ قَالَ : فَقُلْتُ : لَا حَيَّاكَ اللَّهُ ، فَقَالَ : لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي هَذَا الْبَيْتِ لَمْ أَدْخُلْ ، وَكُنْتُ أَنْزِلُ بَيْتًا آخَرَ ، وَكَانَ هَذَا مَنْزِلِي حِينَ آتِي خُرَاسَانَ قَالَ : فَقُلْتُ : مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ ؟ قَالَ : مِنَ الْعِرَاقِ قَالَ وَقُلْتُ : وَمَا عَمِلْتَ بِالْعِرَاقِ ؟ قَالَ : خَلَّفْتُ فِيهَا خَلِيفَةً ، قُلْتُ : وَمَنْ هُوَ ؟ قَالَ : بِشْرٌ الْمِرِّيسِيُّ ، قُلْتُ : وَإِلَى مَا يَدْعُو ؟ قَالَ : إِلَى خَلْقِ الْقُرْآنِ قَالَ : وَآتِي خُرَاسَانَ فَأَخْلُفُ فِيهَا خَلِيفَةً أَيْضًا قَالَ : قُلْتُ : إِيشِ تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا وَإِنْ كُنْتُ شَيْطَانًا رَجِيمًا أَقُولُ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

195 حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : كُنَّا نَقْرَأُ عَلَى شَيْخٍ ضَرِيرٍ بِالْبَصْرَةِ ، فَلَمَّا أَحْدَثُوا بِبَغْدَادَ الْقَوْلَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ قَالَ الشَّيْخُ : إِنْ لَمْ يَكُنِ الْقُرْآنُ مَخْلُوقًا ، فَمَحَا اللَّهُ الْقُرْآنَ مِنْ صَدْرِي قَالَ : فَلَمَّا سَمِعْنَا هَذَا مِنْ قَوْلِهِ تَرَكْنَاهُ وَانْصَرَفْنَا عَنْهُ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ لَقِينَاهُ ، فَقُلْنَا يَا فُلَانُ مَا فَعَلَ الْقُرْآنُ ؟ قَالَ : مَا بَقِيَ فِي صَدْرِي مِنْهُ شَيْءٌ ، قُلْنَا : وَلَا { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } قَالَ : وَلَا { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } إِلَّا أَنْ أَسْمَعَهَا مِنْ غَيْرِي يَقْرَؤُهَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،