بَابُ الْإِنْصَافِ
341 حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا الْحَجَّاجُ ، قَالَ : سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ نَافِعٍ أَبَا سُفْيَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : كُنْتُ فِي ظِلِّ دَارِي ، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ادْنُ ، فَدَنَوْتُ ، فَأَخَذَ بِيَدِي حَتَّى أَتَى بِي بَعْضَ حُجَرِ أَزْوَاجِهِ أُمِّ سَلَمَةَ أَوْ زَيْنَبَ فَدَخَلَ ، ثُمَّ أَذِنَ لِي ، فَدَخَلْتُ ، وَعَلَيْهَا الْحِجَابُ ، فَقَالَ : أَعِنْدَكُمْ غَدَاءٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ فَأُتِيَ بِثَلَاثَةِ أَقْرِصَةٍ ، فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى نَبِّيٍّ ، فَقَالَ : أَمَا عِنْدَكُمْ مِنْ أُدْمٍ ؟ قَالُوا : شَيْءٌ مِنْ خَلٍّ قَالَ : هَاتُوهُ قَالَ : فَأُتِيَ بِهِ ، فَأَخَذَ قُرْصًا ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيَّ ، وَقُرْصًا بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَكَسَرَ الْقُرْصَ الْآخَرَ ، فَوَضَعَ نِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَنِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيَّ |
342 سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى عِمْرَانَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ : بَلَغَنِي أَنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ ، سُئِلَ عَنِ الْمُرُوءَةِ مَا هِيَ ؟ قَالَ : الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ ، وَالتَّفَضُّلُ لِلَّهِ تَعَالَى : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ } ، وَهُوَ الْإِنْصَافُ ، { وَالْإِحْسَانُ } ، وَهُوَ التَّفَضُّلُ ، وَلَا يَتِمُّ الْأَمْرُ إِلَّا بِهِمَا ، أَلَا تَرَاهُ لَوْ أَعْطَى جَمِيعَ مَا يَمْلِكُ ، وَلَمْ يُنْصِفْ مِنْ نَفْسِهِ لَمْ تَكُنْ لَهُ مُرُوءَةٌ ؛ لِأَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ صَاحِبِهِ مِثْلَهُ ، وَلَيْسَ مَعَ هَذَا مُرُوءَةٌ |