: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ، قَالَ : ولم تُسمّ لنا أمه ، فولد زيد بن أرقم : قيسًا وسويدًا , وأمهما هند بنت يزيد بن عمرو بن شرحبيل بن النعمان بن نميرة بن معاوية بن الحارث بن زيد بن مالك بن معاوية بن ثور بن كندة ، وقد درج ولد قيس بن النعمان فلم يبق لهم عقبٌ.

قَالَ : قال مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ : حدثت عبد الله بن جعفر الزهري بحديث إسرائيل ، عَنْ أبي إسحاق ، عَنْ زيد بن أرقم فيما ذكرنا أنه غزا مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : هذا إسناد العراق ، هكذا يقولون ، وأما في روايتنا ورواية غيرنا من أهل البلد والعلم بالسيرة : فأول غزوة غزاها زيد بن أرقم حين بلغ الحلم مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم غزوة المريسيع ، فحضر كلام عبد الله بن أبيّ بن سلول حين غضب من دعاء جهجاه بن سعيد : يا آل قريش .
فذكر المهاجرين فقَالَ : قد نافرونا وكاثرونا في بلدنا وأنكروا مِنَّتِنَا ثم أقبل على من حضر من قومه فقَالَ : هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم فنزلوا منازلكم وأسيتموهم في أموالكم ، وجعلتم أنفسكم أغراضًا للمنايا ، فقُتِلْتُم دونه ، فَأَيْتَمْتُم أولادكم ، وقللتم وكثروا ، والله لقد ظننت أني سأموت قبل أن أسمع جهجاه يهتف بما هتف به ، أما والله ، لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجن الأعز منها الأذل , في كلام له يومئذٍ كثير.
فقام زيد بن أرقم بهذا الحديث كله إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأخبره به ، فكره رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم خبره وتغير وجهه ، وقَالَ : يا غلام لعلك غضبت (عليه) ، قَالَ : لا والله لقد سمعته منه ، قَالَ : لعله أخطأ سمعك ، قَالَ : لا والله يا نبي الله ، قَالَ : فلعله شبه عليك ، قَالَ : لا والله (لقد سمعته منه يا رسول الله) وشاع الحديث في العسكر ، فأقبل رهطٌ من الأنصار يُؤَنِّبُون زيدًا ويلومونه ويقولون : عمدت إلى سيد قومك تقول عليه ما لم يقل ، وقد ظلمت وقطعت الرحم ، فقال زيد : والله لقد سمعته منه ، ووالله ما كان في الخرزج رجلٌ أحب إلى أبي من عبد الله بن أُبَيّ ، ووالله لو سمعت هذه المقالة من أبي لنقلتها إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وإني لأرجو أن يُنْزِل الله على نبيه تصديق قولي.

وجعل زيدٌ يقول : اللهم أنزل على نبيك ما يصدق حديثي ، ومشى ابن أُبَيّ إلى رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فجعل يحلف بالله ما قلت ما قَالَ زيد ولا تكلمت به ، وكان في القوم شريفًا فَظَانٌّ يظنُّ أنه قد صدق ، وَظَانٌّ يظنُّ به أسوأ الظن لما كانوا يعرفون من رأيه ونفاقه.
وسار رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم من ساعته راجعًا إلى المدينة ، وجعل زيدٌ يعارض رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في المسير يريه وجهه ، إذ نزل على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم الوحي فَسُرِّي عنه ، فأخذ بأذن زيد بن أرقم وهو على راحلته حتى ارتفع من مقعده ويرفع أذنُه إلى السماء وهو يقول : وَفَتْ أُذُنُك يا غلام ، وصدّق الله حديثك ونزلت في ابن أُبَيّ السورة :{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} إلى آخرها.

قَالَ زيدٌ : كنت ردف عمي قَالَ : فسمعت عبد الله ، وكنا أخواله فأخبرت عمي ، فانطلق فأخبر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فأرسل إليه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فحلف وجحد ، قَالَ : فصدقه رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وكذبني ، قَالَ : فجاء إليّ عمي فقَالَ : ما أردت إلى أن مقتك رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وكذبك المسلمون ، قَالَ : فوقع عليّ من الهمّ ما لم يقع على أحدٍ قط.
قَالَ : فبينا أنا أسير مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم في سفرٍ قد خفقت برأسي من الهمّ إذ أتاني رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم فحرك أذني وضحك في وجهي ، فما يسرني بها الخلد - أو قَالَ : الدنيا - ثم إن أبا بكر لحقني فقَالَ : ما قَالَ لك رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ؟ فقلت : ما قَالَ لي شيئًا إلا أن عرك أذني وضحك في وجهي ، فقَالَ : أبشر ، ثم لحقني عمر فقلت له مثل قولي لأبي بكر ، فلما أصبحنا قرأ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم سورة المنافقين.

قَالَ : أَخْبَرَنا محمد بن عبيد قَالَ : حَدَّثَنا سفيان الثوري ، عَنْ جابر بن حنتمة قَالَ : اشتكى زيدٌ بن أرقم عينه أو عينيه فأتاه النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم يعوده ، فقَالَ : أرأيت لو ذهب بصرُك ما كنت صانعًا ؟ قَالَ : كنت أصبر وأحتسب ، قَالَ : إذًا للقيت الله تعالى ولا ذنب لك.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،