ذِكْرُ مَنْ حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ ، وَلَمْ يُسَمِّ الَّذِي نَادَى بِذَلِكَ
1685 حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ أَيَّامَ مِنًى صَائِحًا يَصِيحُ : أَلَا لَا تَصُومُوا هَذِهِ الْأَيَّامَ ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَبِعَالٍ ، قَالَ : وَالْبِعَالُ : وِقَاعُ النِّسَاءِ |
1686 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ تَمَّامٍ الْكَلْبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ , يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ الْحَكَمِ الزُّرَقِيَّ ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا أَبِي أَنَّهُمْ ، كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى ، فَسَمِعُوا رَاكِبًا وَهُوَ يَصْرُخُ يَقُولُ : لَا يَصُومَنَّ أَحَدٌ ، فَإِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ |
1687 حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ سَعِيدٍ ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنِ الصَّوْمِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَوْ يَوْمِ عَرَفَةَ قَالَ : قَالَ مَكْحُولٌ : زَعَمُوا أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَطُوفُ بِمِنًى عَلَى بَعِيرٍ , وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى ، يَتَّبِعُ الْمَنَازِلَ يَقُولُ : لَا يَصُمْ أَحَدٌ ، فَإِنَّهُنَّ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ |
الْقَوْلُ فِي الْبَيَانِ عَنْ وَجْهِ اخْتِلَافِ نَقَلَةِ هَذِهِ الْأَخْبَارِ فِي الَّذِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى لِلنِّدَاءِ بِمَا ذُكِرَ فِيهَا إِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ : مَا أَنْتَ قَائِلٌ فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ الَّتِي رَوَيْتَهَا لَنَا ؟ فَإِنْ قُلْتَ : إِنَّهَا صِحَاحٌ ، قُلْنَا لَكَ : فَمَا وَجْهُ اخْتِلَافِ رُوَاتِهَا فِي الْمُنَادِي الَّذِي نَادَى بِالنَّهْيِ عَنْ صَوْمِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُ بِذَلِكَ ؟ وَإِنْ قُلْتَ : إِنَّهَا غَيْرُ صِحَاحٍ ، قِيلَ : فَمَا وَجْهُ ذِكْرِكَ لَهَا ، وَقَدْ شَرَطْتَ لَنَا فِي أَوَّلِ كِتَابِكَ هَذَا أَنَّكَ لَا تَرْسُمُ لَنَا فِيهِ إِلَّا مَا كَانَ عِنْدَكَ صَحِيحًا ؟ قِيلَ : أَمَّا الْأَخْبَارُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا ، فَإِنَّ مِنْهَا عِنْدَنَا صِحَاحًا ، وَمِنْهَا غَيْرُ صِحَاحٍ ، وَلَمْ نَذْكُرْ مَا كَانَ مِنْهَا عِنْدَنَا غَيْرَ صَحِيحٍ اسْتِشْهَادًا بِهِ عَلَى دِينٍ ، وَلَا عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي شَرَطْنَا فِي أَوَّلِ كِتَابِنَا هَذَا أَنَّا لَا نَذْكُرُهُ إِذْ كَانَ الَّذِي شَرَطْنَا فِي أَوَّلِ كِتَابِنَا هَذَا تَرْكَ ذِكْرِهِ فِيهِ ، وَهُوَ مَا لَا نَرَاهُ فِي الدِّينِ حُجَّةً ، إِلَّا الْحِكَايَةَ عَمَّنِ احْتَجَّ بِهِ فِي تَوْهِينِ خَبَرٍ ، أَوْ تَأْيِيدِ مَقَالَةٍ هُوَ بِهَا قَائِلٌ ، عِنْدَ ذِكْرِنَا مَقَالَتَهُ ، وَمَا اعْتَلَّ بِهِ لَهَا . وَإِنَّمَا أَحْضَرْنَا ذِكْرَ مَا لَمْ نَرَ مِنْ هَذِهِ الْأَخْبَارِ صَحِيحًا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، لِاعْتِلَالِ مَنِ اعْتَلَّ بِهِ فِي تَوْهِينِ خَبَرِ يُوسُفَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ ، الَّذِي رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حِكَايَةً عَنْهُ ، لَا احْتِجَاجًا بِهِ مِنَّا . عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ - لَوْ كَانَ صَحِيحًا - لَمْ يَكُنْ فِي اخْتِلَافِ الرُّوَاةِ فِي اسْمِ الَّذِي سَمِعُوهُ يُنَادِي بِمَا ذَكَرْنَا يَوْمَئِذٍ مَا يُوَهِّنُ الْخَبَرَ ، وَلَا يُزِيلُهُ عَنْ أَنْ يَكُونَ حُجَّةً عَلَى مَنْ دَانَ بِتَصْحِيحِ الْقَوْلِ بِخَبَرِ الْوَاحِدِ الْعَدْلِ , وَذَلِكَ أَنَّهُ جَائِزٌ أنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَّهَ ذَلِكَ الْيَوْمَ كُلَّ رَجُلٍ مِمَّنْ ذُكِرَ أَنَّهُ سُمِعَ ذَلِكَ الْيَوْمَ يُنَادِي بِمَا كَانَ يُنَادِي بِهِ فِي نَاحِيَةٍ مِنْ نَوَاحِي مِنًى ، فَسَمِعَ أَهْلُ كُلِّ نَاحِيَةٍ مِنْهَا مَنْ وُجِّهَ إِلَيْهَا ، فَأَخْبَرُوا بِاسْمِ مَنْ سَمِعُوهُ يُنَادِي بِذَلِكَ . وَذَلِكَ ، إِذَا كَانَ كَذَلِكَ ، لَمْ يَكُنِ اخْتِلَافًا ، بَلْ يَكُونُ تَأْيِيدًا وَتَوْكِيدًا ، وَغَيْرُ جَائِزٍ حَمْلُ مَا حَمَلَتْهُ الثِّقَاتُ مِنَ الْآثَارِ عَلَى الْفَاسِدِ مِنَ الْوجُوهِ ، وَلَهَا فِي الصِّحَّةِ مَخْرَجٌ . وَقَدْ مَضَى قَبْلُ ذِكْرُ الْأَخْبَارِ الْوَارِدَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّهْيِ عَنْ صَوْمِ الْأَيَّامِ الْمَنْهِيِّ عَنْ صَوْمِهَا ، وَذِكْرُ أَخْبَارِ الْمُخْتَلِفِينَ مِنَ السَّلَفِ فِي ذَلِكَ ، وَذِكْرُ الْقَوْلِ الَّذِي نَرَاهُ فِيهِ صَوَابًا ، بِعِلَلِهِ وَشَوَاهِدِهِ ، فَكَرِهْنَا إِعَادَتَهُ ? |