بَابُ ذِكْرِ فَضِيلَةِ الْجَمَالِ , وَمَا خَصَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ أَهْلَهُ
322 وَأَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الدُّولَابِيُّ لِعَلِيِّ بْنِ الْجَهْمِ : غَنَّتْ فَقَالَ النَّاظِرُونَ إِلَى تَصْوِيرِهَا مَا أَلْطَفَ اللَّهَ وَبَدَتْ فَلَمَّا سَلَّمَتْ خَجِلَتْ وَالْتَفَّ بِالتُّفَّاحِ خَدَّاهَا وَكَأَنَّ دِعْصَ الرَّمَلِ أَسْفَلِهَا وَكَأَنَّ غُصْنَ الْبَانِ أَعْلَاهَا حَتَّى إِذَا شَرِبَتْ ثَلَاثَتَهَا قَرَأَتْ كِتَابَ الْبَاهِ عَيْنَاهَا |
323 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ : كَانَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ يُحْسَدُ النَّاسَ عَلَى الْجَمَالِ ، فَإِنَّهُ لَيَخْطُبُ النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ ، إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ جُودَانَ مِنْ نَاحِيَةِ الْأَزْدِ فَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ عَنْ تِلْكِ النَّاحِيَةِ إِلَى نَاحِيَةِ بَنِي تَمِيمٍ ، وَأَقْبَلَ ابْنُ جُودَانَ مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَةِ فَأَعْرَضَ بَصَرَهُ عَنْهَا ، وَرَمْي بِبَصَرِهِ إِلَى مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ مِنْ مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ فَأَنِفَ مُصْعَبٌ وَنَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ |
324 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَالِدٍ الْجَمَّالُ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمٌ الْخَشَّابُ ، عَنْ جُرَيْجٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ آتَاهُ اللَّهُ وَجْهًا حَسَنًا ، وَاسْمًا حَسَنًا ، وَخُلُقًا حَسَنًا ، وَجَعَلَهُ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ شَانٍ لَهُ فَهُوَ مِنْ صَفْوَةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ |
325 وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَ الشَّاعِرُ : أَنْتَ وَصْفُ النَّبِيِّ إِذْ قَالَ يَوْمًا اطْلُبُوا الْخَيْرَ فِي حِسَانِ الْوُجُوهِ |
326 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : خَرَجَ نِسْوَةٌ يَوْمَ الْعِيدِ يَنْظُرْنَ إِلَى النَّاسِ فَقِيلَ : مَنْ أَحْسَنُ مَنْ مَرَّ بِكُنَّ ؟ قُلْنَ : شَيْخٌ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ ، يَعْنِينَ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ |
327 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ : مَا رَأَيْتُ قَطَّ امْرَءًا أَحْسَنَ مِنْ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ |
328 حَدَّثَنَا 45878 عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : أَخَذَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، مَا أَقْبَحَ بِي أَنْ أَقُومَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى صُورَتِكَ هَذِهِ الْحَسَنَةِ وَوَجْهِكَ هَذَا الَّذِي يُسْتَضَاءُ بِهِ ، فَأَتَعَلَّقُ بِأَطْرَافِكَ ، وَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، سَلْ مُصْعَبًا فِيمَ قَتَلَنِي ؟ فَقَالَ مُصْعَبٌ : أَطْلِقُوهُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، اجْعَلْ مَا وَهَبْتَ لِي مِنْ حَيَاتِي فِي خَفْضٍ ، فَقَالَ مُصْعَبٌ : أَعْطُوهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : فَإِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ أَنَّ لعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ خَمْسِينَ أَلْفًا قَالَ مُصْعَبٌ : وَلِمَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : لِقَوْلِهِ : إِنَّمَا مُصْعَبٌ شِهَابٌ مِنَ اللَّـ ـهِ تَجَلَّتْ عَنْ وَجْهِهِ الظَّلْمَاءُ قَالَ : فَضَحِكَ مُصْعَبٌ وَقَالَ : إِنَّ فِيكَ لَمَوْضِعًا لِلضَّيْعَةِ ، وَأَمَرَهُ بِلِزُومِهِ |
329 أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ قُرَيْشٍ الْجُرْجَانِيُّ : هِلَالٌ عَلَى غُصْنٍ مِنَ الْبَانِ زَاهِرِ أَوَائِلُهُ مُهْتَزَّةٌ بِالْأَوَاخِرِ يُؤَمِّنُ الْعُشَّاقَ حَتَّى كَأَنَّمَا مَحَاسِنُهُ يَخْطُبْنَ فَوْقَ الْمَنَابِرِ سَمِيُّ رَسُولِ اللَّهِ وَابْنُ خَلِيلِهِ لَوَاحِظُهُ يُبْدِينَ مَا فِي الضَّمَائِرِ يَسُوقُ الْمَنَايَا طَرْفُهُ فَكَأَنَّمَا بِرَاحَةِ كَفَّيْهِ زِمَامُ الْمَقَادِرِ |
330 حَدَّثَنَا طَاهَرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ نِزَارٍ الْأَيْلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ الْكُوفِيِّ قَالَ : إِنِّي أَظُنُّهُ ابْنَ يُونُسَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ قَالَ : قُسِمَ الْحُسْنُ نِصْفَيْنِ ، فَبَيْنَ سَارَةَ وَيُوسُفَ نِصْفُ الْحُسْنِ ، وَنِصْفُ الْحُسْنِ بَيْنَ سَائِرِ النَّاسِ |
331 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ لَمْ يَكْذِبْ قَطُّ إِلَّا ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ : اثْنَتَيْنِ فِي اللَّهِ ، وَوَاحِدَةً فِي نَفْسِهِ قَالَ : كَسَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ آلِهَتَهُمْ وَتَرَكَ كَبِيرَهُمْ لَمْ يَكْسِرْهُ ، قَالُوا : أَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ : بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ ، هُوَ الَّذِي لَمْ يَكْسِرْهُ ، فَاسْأَلُوا هَؤُلَاءِ مَنْ فَعَلَ هَذَا بِهِمْ ، وَقَوْلُهُ : إِنِّي سَقِيمٌ ، هَاتَانِ فِي اللَّهِ تَعَالَى ، وَبَيْنَمَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسِيرُ إِذْ دَخَلَ بِلَادَ جَبَّارٍ مِنَ الْجَبَابِرَةِ ، فَرَأَى حَاجِبُهُ فِي السُّوقِ إِبْرَاهِيمَ وَمَعَهُ سَارَةُ فَأَتَى الْجَبَّارَ فَقَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ السُّوقِ رَجُلًا وَمَعَهُ امْرَأَةٌ مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهَا قَالَ : فَاذْهَبْ فَادْعُ إِلَيَّ الرَّجُلَ ، فَذَهَبَ فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : هِيَ أُخْتِي قَالَ : فَاذْهَبْ ، فَابْعَثْ بِهَا إِلَيَّ ، فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ : يَا سَارَةُ ، إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ سَأَلَنِي عَنْكِ فَخِفْتُهُ ، فَقُلْتُ : هِيَ أُخْتِي ، وَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ غَيْرِي وَغَيْرُكُ ، فَلَا تُكَذِّبِينِي عِنْدَهُ قَالَ : وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ فَذَهَبَ يَتَنَاوَلُهَا فَأُخِذَ ، وَقَامَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُصَلِّي ، فَقَالَ لَهَا : ادْعِي لِي وَلَا أُهِيجُكِ ، فَدَعَتْ لَهُ فَخُلِّيَ عَنْهُ ، فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ أَنْ عَادَ ، فَأُخِذَ أَشَدَّ مِنْهَا ، فَقَالَ : ادْعِي لِي وَلَا أُهِيجُكِ ، فَدَعَتْ لَهُ ، فَخُلِّيَ عَنْهُ ، فَدَعَى حَاجِبَهُ ، فَقَالَ : إِنَّكَ لَمْ تَأْتِنِي بِإِنْسَانٍ ؛ إِنَّمَا أَتَيْتَنِي بِشَيْطَانٍ ، أَخْرِجْهَا عَنِّي وَأَعْطِهَا هَاجَرَ خَادِمًا قَالَ : فَأَخْرَجَهَا وَأَعْطَاهَا هَاجَرَ ، فَلَمَّا أَقْبَلَتْ رَآهَا إِبْرَاهِيمُ فَانْفَتَلَ إِلَيْهَا فَقَالَ : مَهْيَمْ ؟ قَالَتْ : رَدَّ اللَّهُ كَيَدَ الْكَافِرِ فِي نَحْرِهِ وَأَخْدَمَنِي خَادِمًا |