مَا جَاءَ فِي الْعُيُونِ الَّتِي أُجْرِيَتْ فِي الْحَرَمِ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : كَانَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَدْ أَجْرَى فِي الْحَرَمِ عُيُونًا ، وَاتَّخَذَ لَهَا أَخْيَافًا ، فَكَانَتْ حَوَائِطَ وَفِيهَا النَّخْلُ وَالزَّرْعُ ، مِنْهَا حَائِطُ الْحَمَّامِ ، وَلَهُ عَيْنٌ ، وَهُوَ مِنْ حَمَّامِ مُعَاوِيَةَ الَّذِي بِالْمَعْلَاةِ إِلَى مَوْضِعِ بِرْكَةِ أُمِّ جَعْفَرٍ ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ السَّاعَةَ يُقَالُ لَهُ حَائِطُ الْحَمَّامِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ حَائِطَ الْحَمَّامِ لِأَنَّ الْحَمَّامَ كَانَ فِي أَسْفَلِهِ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

مَا جَاءَ فِي الْعُيُونِ الَّتِي أُجْرِيَتْ فِي الْحَرَمِ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : كَانَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَدْ أَجْرَى فِي الْحَرَمِ عُيُونًا ، وَاتَّخَذَ لَهَا أَخْيَافًا ، فَكَانَتْ حَوَائِطَ وَفِيهَا النَّخْلُ وَالزَّرْعُ ، مِنْهَا حَائِطُ الْحَمَّامِ ، وَلَهُ عَيْنٌ ، وَهُوَ مِنْ حَمَّامِ مُعَاوِيَةَ الَّذِي بِالْمَعْلَاةِ إِلَى مَوْضِعِ بِرْكَةِ أُمِّ جَعْفَرٍ ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ السَّاعَةَ يُقَالُ لَهُ حَائِطُ الْحَمَّامِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ حَائِطَ الْحَمَّامِ لِأَنَّ الْحَمَّامَ كَانَ فِي أَسْفَلِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

994 حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : وَحَدَّثَنِي جَدِّي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ نَضْلَةَ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِمَكَّةَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَقْطِعْنِي خَيْفَ الْأَرِينِ حَتَّى أَمْلَأَهُ عَجْوَةً فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : نَعَمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ ، فَقَالَ : دَعُوهُ فَلْيَمْلَأْهُ ، ثُمَّ لْيَنْظُرْ أَيُّنَا يَأْكُلُ جَنَاهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ السُّلَمِيَّ فَتَرَكَهُ ، وَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ يَدَّعِيهِ ، فَكَانَ مُعَاوِيَةُ بَعْدُ هُوَ الَّذِي عَمِلَهُ وَمَلَأَهُ عَجْوَةً قَالَ : وَكَانَ لَهُ مَشْرَعٌ يَرِدُهُ النَّاسُ وَمِنْهَا حَائِطُ عَوْفٍ ، مَوْضِعُهُ مِنْ زُقَاقِ خَشَبَةِ دَارِ مُبَارَكٍ التُّرْكِيِّ ، وَدَارِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، وَهُمَا الْيَوْمَ مِنْ حَقِّ أُمِّ جَعْفَرٍ ، وَدَارِ مَالِ اللَّهِ ، وَمَوْضِعِ الْمَاجِلَيْنِ مَاجِلَيْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ الَّذِي بِأَصْلِ الْحَجُونِ ، فَهَذَا كُلُّهُ مَوْضِعُ حَائِطِ عَوْفٍ إِلَى الْجَبَلِ ، وَكَانَتْ لَهُ عَيْنٌ تَسْقِيهِ ، وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ ، وَكَانَ لَهُ مَشْرَعٌ يَرِدُهُ النَّاسُ وَمِنْهَا حَائِطٌ يُقَالُ لَهُ الصَّفِيُّ ، مَوْضِعٌ مِنْ دَارِ زَيْنَبَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ الَّتِي صَارَتْ لِعَمْرِو بْنِ مَسْعَدَةَ ، وَالدَّارِ الَّتِي فَوْقَهَا إِلَى دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الَّتِي بِأَصْلِ نَزَّاعَةَ الْمَشْوَى ، وَكَانَتْ لَهُ عَيْنٌ ، وَكَانَ لَهُ مَشْرَعٌ يَرِدهُ النَّاسُ ، يَقُولُ فِيهِ الشَّاعِرُ :
سَكَنُوا الْجِزْعَ جِزْعَ بَيْتِ أَبِي مُوسَى
إِلَى النَّخْلِ مِنْ صَفِيِّ السِّبَابِ
وَمِنْهَا حَائِطٌ يُقَالُ لَهُ حَائِطُ مُوَرِّشٍ ، وَمُوَرِّشٌ كَانَ قَيِّمًا عَلَيْهِ فِي مَوْضِعِ دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ ، وَدَارِ لُبَابَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ ، وَدَارِ ابْنِ قُثَمَ اللَّوَاتِي بِفَمِ شِعْبِ الْخُوزِ ، وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ ، وَكَانَتْ لَهُ عَيْنٌ وَمَشْرَعٌ يَرِدُهُ النَّاسُ إِلَى الْيَوْمِ ، وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ وَالزَّرْعُ حَدِيثًا مِنَ الدَّهْرِ عَلَى طَرِيقِ مِنًى وَطَرِيقِ الْعِرَاقِ وَمِنْهَا حَائِطُ خُرْمَانَ ، وَهُوَ مِنْ حدثنيَّةِ أَذَاخِرَ إِلَى بُيُوتِ جَعْفَرٍ الْعَلْقَمِيِّ ، وَبُيُوتِ ابْنِ أَبِي الرِّزَامِ ، وَمَاجِلُهُ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ ، وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ وَالزَّرْعُ حَدِيثًا مِنَ الدَّهْرِ ، وَكَانَتْ لَهُ عَيْنٌ وَمَشْرَعٌ يَرِدُهُ النَّاسُ وَمِنْهَا حَائِطُ مُقَيْصِرَةَ ، وَكَانَ مَوْضِعُهُ نَحْوَ بِرْكَتَيْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ إِلَى قَصْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرٍ ، وَكَانَتْ لَهُ عَيْنٌ وَمَشْرَعٌ ، وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ وَمِنْهَا حَائِطُ حِرَاءٍ ، وَضَفِيرَتُهُ قَائِمَةٌ إِلَى الْيَوْمِ ، وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ ، وَكَانَ لَهُ مَشْرَعٌ يَرِدُهُ النَّاسُ وَمِنْهَا حَائِطُ ابْنِ طَارِقٍ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ ، وَكَانَتْ لَهُ عَيْنٌ تَمُرُّ فِي بَطْنِ وَادِي مَكَّةَ تَحْتَ الْأَرْضِ ، وَكَانَتْ لَهُ عَيْنٌ وَمَشْرَعٌ ، وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ وَمِنْهَا حَائِطُ فَخٍّ ، وَهُوَ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ وَمِنْهَا حَائِطُ بَلْدَحَ فَهَذِهِ الْعُيُونُ الْعَشْرُ أَجْرَاهَا مُعَاوِيَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَاتَّخَذَهَا بِمَكَّةَ وَاتُّخِذَتْ بَعْدَ ذَلِكَ بِبَلْدَحَ عُيُونٌ سِوَاهَا ، مِنْهَا : عَيْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِبَلْدَحَ ، وَهِيَ قَائِمَةٌ إِلَى الْيَوْمِ وَحَائِطُ سُفْيَانَ وَالْخَيْفُ الَّذِي أَسْفَلَ مِنْهُ ، وَهُمَا الْيَوْمَ لِأُمِّ جَعْفَرٍ وَكَانَتْ عُيُونُ مُعَاوِيَةَ تِلْكَ قَدِ انْقَطَعَتْ وَذَهَبَتْ ، فَأَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدُ بِعُيُونٍ مِنْهَا فَعُمِلَتْ وَأُحْيِيَتْ وَصُرِفَتْ فِي عَيْنٍ وَاحِدَةٍ يُقَالُ لَهَا الرَّشَا ، تَسْكُبُ فِي الْمَاجِلَيْنِ اللَّذَينِ أَحَدُهُمَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدِ بِالْمَعْلَاةِ ثُمَّ تَسْكُبُ فِي الْبَرَكَةِ الَّتِي عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، ثُمَّ كَانَ النَّاسُ بَعْدُ يَقْطَعُ هَذِهِ الْعُيُونَ فِي شِدَّةٍ مِنَ الْمَاءِ ، وَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ وَالْحَاجُّ يَلْقَوْنَ مِنْ ذَلِكَ الْمَشَقَّةَ ، حَتَّى إِنَّ الرَّاوِيَةَ لَتَبْلُغُ فِي الْمَوْسِمِ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ وَأَكْثَرَ وَأَقَلَّ الْمَاءِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أُمَّ جَعْفَرٍ بِنْتَ أَبِي الْفَضْلِ جَعْفَرٍ ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورِ ، فَأَمَرَتْ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ بِعَمَلِ بِرْكَتِهَا الَّتِي بِمَكَّةَ ، فَأَجْرَتْ لَهَا عَيْنًا مِنَ الْحَرَمِ ، فَجَرَتْ بِمَاءٍ قَلِيلٍ لَمْ يَكُنْ فِيهِ رِيٌّ لِأَهْلِ مَكَّةَ ، وَقَدْ غَرِمَتْ فِي ذَلِكَ غُرْمًا عَظِيمًا فَبَلَغَهَا ، فَأَمَرَتْ جَمَاعَةً مِنَ الْمُهَنْدِسِينَ أَنْ يُجْرُوا لَهَا عُيُونًا مِنَ الْحِلِّ ، وَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ : إِنَّ مَاءَ الْحِلِّ لَا يَدْخُلُ الْحَرَمَ ؛ لِأَنَّهُ يَمُرُّ عَلَى عِقَابٍ وَجِبَالٍ فَأَرْسَلَتْ بِأَمْوَالٍ عِظَامٍ ، ثُمَّ أَمَرَتْ مَنْ يَزِنُ عَيْنَهَا الْأُولَى ، فَوَجَدُوا فِيهَا فَسَادًا ، فَأَنْشَأَتْ عَيْنًا أُخْرَى إِلَى جَانِبِهَا ، وَأَبْطَلَتْ تِلْكَ الْعُيُونَ ، فَعَمِلَتْ عَيْنَهَا هَذِهِ بِأَحْكَمِ مَا يَكُونُ مِنَ الْعَمَلِ ، وَعَظُمَتْ فِي ذَلِكَ رَغْبَتُهَا ، وَحَسُنَتْ نِيَّتُهَا ، فَلَمْ تَزَلْ تَعْمَلُ فِيهَا حَتَّى بَلَغَتْ حدثنيَّةَ خَلٍّ ، فَإِذَا الْمَاءُ لَا يَظْهَرُ فِي ذَلِكَ الْجَبَلِ ، فَأَمَرَتْ بِالْجَبَلِ فَضُرِبَ فِيهِ ، وَأَنْفَقَتْ فِي ذَلِكَ مِنَ الْأَمْوَالِ مَا لَمْ يَكُنْ تَطِيبُ بِهِ نَفْسُ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ ، حَتَّى أَجْرَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهَا ، وَأَجْرَتْ فِيهَا عُيُونًا مِنَ الْحِلِّ ، مِنْهَا عَيْنٌ مِنَ الْمُشَاشِ ، وَاتَّخَذَتْ لَهَا بِرَكًا تَكُونُ السُّيُولُ إِذَا جَاءَتْ تَجْتَمِعُ فِيهَا ، ثُمَّ أَجْرَتْ لَهَا عُيُونًا مِنْ حُنَيْنٍ ، وَاشْتَرَتْ حَائِطَ حُنَيْنٍ ، فَصَرَفَتْ عَيْنَهُ إِلَى الْبِرْكَةِ ، وَجَعَلَتْ حَائِطَهُ سَدًّا يَجْتَمِعُ فِيهِ السَّيْلُ ، فَصَارَتْ لَهَا مَكْرُمَةٌ لَمْ تَكُنْ لِأَحَدٍ قَبْلَهَا ، وَطَابَتْ نَفْسُهَا بِالنَّفَقَةِ فِيهَا بِمَا لَمْ تَكُنْ تَطِيبُ نَفْسُ أَحَدٍ غَيْرِهَا بِهِ ، فَأَهْلُ مَكَّةَ وَالْحَاجُّ إِنَّمَا يَعِيشُونَ بِهَا بَعْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ أَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَأْمُونُ صَالِحَ بْنَ الْعَبَّاسِ فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ أَنْ يَتَّخِذَ لَهُ بِرَكًا فِي السُّوقِ خَمْسًا ؛ لِئَلَّا يَتَعَنَّى أَهْلُ أَسْفَلِ مَكَّةَ وَالثَّنِيَّةِ وَأَجْيَادِينَ وَالْوَسَطِ إِلَى بِرْكَةِ أُمِّ جَعْفَرٍ ، فَأَجْرَى عَيْنًا مِنْ بِرْكَةِ أُمِّ جَعْفَرٍ مِنْ فَضْلِ مَائِهَا فِي عَيْنٍ تَسْكُبُ فِي بِرْكَةِ الْبَطْحَاءِ عِنْدَ شِعْبِ ابْنِ يُوسُفَ فِي وَجْهِ دَارِ ابْنِ يُوسُفَ ، ثُمَّ يَمْضِي إِلَى بِرْكَةٍ عِنْدَ الصَّفَا ، ثُمَّ يَمْضِي إِلَى بِرْكَةٍ عِنْدَ الْحَنَّاطِينَ ، ثُمَّ يَمْضِي إِلَى بِرْكَةٍ بِفُوَّهَةِ سِكَّةِ الثَّنِيَّةِ دُونَ دَارِ أُوَيْسٍ ، ثُمَّ يَمْضِي إِلَى بِرْكَةٍ عِنْدَ سُوقِ الْحَطَبِ بِأَسْفَلِِ مَكَّةَ ثُمَّ يَمْضِي فِي سَرَبِ ذَلِكَ إِلَى مَاجِلِ أَبِي صَلَايَةَ ، ثُمَّ إِلَى الْمَاجِلَيْنِ اللَّذَيْنِ فِي حَائِطِ ابْنِ طَارِقٍ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ ، وَكَانَ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ لَمَّا فَرَغَ مِنْهَا رَكِبَ بِوُجُوهِ النَّاسِ إِلَيْهَا ، فَوَقَفَ عَلَيْهَا حِينَ جَرَى فِيهَا الْمَاءُ ، وَنَحَرَ عِنْدَ كُلِّ بِرْكَةٍ جَزُورًا ، وَقَسَمَ لَحْمَهَا عَلَى النَّاسِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،