بَابُ ذِكْرِ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى الْوُدِّ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

394 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَمْرُوسٍ ، أَنَّ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ دَخَلَ يَوْمًا بَعْدَ مَوْتِ حَبَابَةَ ، وَكَانَ لَهَا عَاشِقًا إِلَى خَزَائِنِهَا وَمَقَاصِيرِهَا ، وَطَافَ فِيهَا وَمَعَهُ جَارِيَةٌ مِنْ جَوَارِيهَا ، فَتَمَثَّلَتِ الْجَارِيَةُ :
كَفَى حَزَنًا بِالْوَالِهِ الصَّبِّ أَنْ يَرَىَ
مَنَازِلَ مَنْ يَهْوَى مُعَطَّلَةً صِفْرَا
فَصَاحَ صَيْحَةً وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَفِقْ إِلَى أَنْ مَضَى مِنَ اللَّيْلِ هَوَسٌ ، فَلَمْ يَزَلْ بَقِيَّةَ لَيْلِهِ بَاكِيًا وَمَنْ عِنْدَهُ ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي وَقَدِ انْفَرَدَ فِي بَيْتٍ يَبْكِي عَلَيْهَا جَاءُوا إِلَيْهِ فَوَجَدُوهُ مَيِّتًا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

395 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ دَاوُدَ الرَّقِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : مَرَرْتُ بِجَارِيَةٍ تَبْكِي عَلَى قَبْرٍ ، فَحَفِظْتُ مِنْ قَوْلِهَا :
وَإِنِّي لَأَسْتَحْيِيكَ وَالتُّرْبُ بَيْنَنَا
كَمَا كُنْتُ أَسْتَحْيِي وَأَنْتَ تَرَانِي

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

396 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، أَنَّ عُمَرَ ، رَحِمَهُ اللَّهُ : مَرَّ بِامْرَأَةٍ مَجْذُومَةٍ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَقَالَ لَهَا : يَا أَمَةَ اللَّهِ ، لَا تُؤْذِي النَّاسَ وَاجْلِسِي فِي بَيْتِكِ ، فَجَلَسَتْ ، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ فَقَالَ : إِنَّ الَّذِي نَهَاكِ قَدْ مَاتَ ، فَطُوفِي بِالْبَيْتِ ، فَقَالَتْ : مَا كُنْتُ لِأُطِيعَهُ حَيًّا وَأَعْصِيَهُ مَيِّتًا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

397 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : قَالَ الضَّبِّيُّ : عَشِقَ كَامِلُ بْنُ الْوَضِينِ أَسْمَاءَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ ابْنَةَ عَمِّهِ ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ الْعِشْقُ حَتَّى صَارَ كَالشَّيْءِ الْبَالِي ، فَشَكَا أَبُوهُ إِلَى أَبِيهَا مَا نَزَلَ بِهِ لِيُزَوِّجَهَا مِنْهُ ، وَلَمْ يَعْلَمْ كَامِلُ بْنُ الْوَضِينِ ، قَالَ : وَإِذَا سَمَّى لَتَسْمَعُ كَلَامِي ؟ قِيلَ : نَعَمْ ، فَشَهِقَ شَهْقَةً وَقُضِيَ مَكَانَهُ ، فَقِيلَ لَهَا : مَاتَ بِغُصَّةِ شَجَنِهِ قَالَتْ : وَاللَّهِ لَأَمُوتَنَّ بِمِثْلِهَا ، وَلَقَدْ كُنْتُ عَلَى زِيَارَتِهِ قَادِرَةً ، فَمَنَعَنِي مِنْهَا قُبْحُ ذِكْرِ الرِّيبَةِ ، وَمَرِضَتْ ، فَلَمَّا اشْتَدَّ بِهَا الْمَرَضُ قَالَتْ لِأَشْفَقِ نِسَائِهَا عَلَيْهَا : صَوِّرِي لِي مِثَالَهُ ؛ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزُورَهُ قَبْلَ مَوْتِي ، فَفَعَلَتْ ، فَلَمَّا وَصَلَّتِ الصُّورَةُ اعْتَنَقَتْهَا وَشَهِقَتْ فَقُضِيَتْ ، فَطَلَبَ أَبُو الْفَتَى إِلَى أَبِيهَا أَنْ يَدْفِنَهَا بِالْقُرْبِ مِنْ قَبْرِ ابْنِهِ فَفَعَلَ ، وَكَتَبَ عَلَى قَبْرَيْهِمَا :
بِنَفْسِي هُمَا لَمْ يُمَتَّعَا بِهَوَاهِمَا
عَلَى الدَّهْرِ حَتَّى غُيِّبَا فِي الْمَقَابِرِ

أَقَامَا عَلَى غَيْرِ التَّزَاوُرِ بُرْهَةً
فَلَمَّا أُصِيبَا قَرَّبَا بِالتَّزَاوُرِ

فَيَا حُسْنَ قَبْرٍ زَارَ قَبْرًا يُحِبُّهُ
وَيَا زَوْرَةً جَاءَتْ بِرَيْبِ الْمَقَادِرِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

398 أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبَّاسٍ الصَّائِغُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ عُذْرَةَ قَالَ : كَانَ فِينَا فَتًى ظَرِيفٌ غَزِلٌ ، وَكَانَ كَثِيرًا يَتَحَدَّثُ إِلَى النِّسَاءِ ، فَهَوَى جَارِيَةً مِنَ الْحَيِّ فَرَاسَلَهَا فَأَظْهَرَتْ لَهُ جَفْوَةً ، فَوَقَعَ مُضْنًى مُدْنِفًا ، وَظَهَرَ أَمْرُهُ وَبِينَتْ دَنَفُهُ ، فَلَمْ تَزَلِ النِّسَاءُ مِنْ أَهْلِهِ وَأَهْلِهَا يُكَلِّمُونَهَا حَتَّى إِجَابَتْهُ فَصَارَتْ إِلَيْهِ عَائِدَةً وَمُسَلِّمَةً ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا تَحَدَّرَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ :
أُرِيتُكِ إِنْ مَرَّتْ عَلَيْكِ جَنَازَتِي
تَلُوحُ بِهَا أَيْدٍ طُوَالٍ وَشُرَّعِ

أَمَا تَبْتَغِينَ النَّعْشَ حَتَّى تُسَلِّمِي
عَلَى رَمْسِ مَيْتٍ فِي الْحُفَيْرَةِ مُودَعِ
قَالَ : فَبَكَتْ رَحْمَةً لَهُ وَقَالَتْ : مَا ظَنَنْتُ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ بَلَغَ بِكَ كُلَّ هَذَا ، فَوَاللَّهِ لَأُسَاعِدَنَّكَ ، لَأُدَاوِمَنَّ عَلَى وَصْلِكَ ، فَهَمِلَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ وَأَنْشَأَ يَقُولُ :
دَنَتْ وَظِلَالُ الْمَوْتِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
وَمَنَّتْ بِوَصْلٍ حِينَ لَا يَنْفَعُ الْوَصْلُ
ثُمَّ شَهِقَ شَهْقَةً خَرَجَتْ نَفْسُهُ ، فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ تِلْثِمُهُ وَتَبْكِي ، فَرُفِعَتْ عَنْهُ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا ، فَمَا مَكَثَتْ بَعْدَهُ إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى مَاتَتْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

399 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ صَخْرٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ : كَانَ بِالْبَصْرَةِ أَخَوَانِ ، فَغَدَا أَحَدُهُمَا وَخَلَّفَ امْرَأَتَهُ عَلَى أَخِيهِ ، فَأَرَادَتْهُ عَلَى نَفْسِهِ فَامْتَنَعَ عَلَيْهَا ، فَقَالَتْ : إِنْ لَمْ تَفْعَلْ لَأُخْبِرَنَّ أَخَاكَ إِذَا قَدِمَ أَنَّكَ دَعَوْتَنِي إِلَى ذَلِكَ ، فَدَامَ عَلَى امْتِنَاعِهِ ، فَلَمَّا قَدِمَ أَخُوهُ أَخْبَرَتْهُ بِذَلِكَ ، فَهَجَرَ أَخَاهُ زَمَانًا حَتَّى مَاتَ الْأَخُ ، وَنَدِمَتِ الْمَرْأَةُ فَأَخْبَرَتْ زَوْجَهَا بِالْخَبَرِ عَلَى حَقِيقَتِهِ ، فَكَانَ يَأْتِي قَبْرَ أَخِيهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ فَيَبْكِي عِنْدَهُ وَيَقُولُ :
هَجَرْتُكَ فِي طُولِ الْحَيَاةِ وَأَبْتَغِي
وِصَالَكَ لَمَّا صِرْتَ رَمْسًا وَأَعْظُمَا

أَجِدْكَ تَطْوِي الدَّوْمَ لَيْلًا وَلَا تَرَى
عَلَيْكَ لِأَهْلِ الدَّوْمِ أَنْ تَتَكَلَّمَا

وَبِالدَّوْمِ ثَاوٍ لَوْ حَلَلْتَ مَكَانَهُ
فَمُرَّ بِوَادِي الدَّوْمِ حَيًّا وَسَلِّمَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

400 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ الْأَرْمِينِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الدُّولَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي ، مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ : كَانَ أَخَوَانِ مِنْ ثَقِيفٍ مِنْ بَنِي كُنَّةَ بَيْنَهُمَا مِنَ التَّحَابُبِ وَالْإِيثَارِ شَيْءٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ جَلَّ حدثناؤُهُ ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَخُوهُ عِنْدَهُ عَدْلُ نَفْسِهِ ، وَإِنَّ الْأَكْبَرَ خَرَجَ إِلَى سَفَرٍ لَهُ ، وَلَهُ امْرَأَةٌ فَأَوْصَى أَخَاهُ بِحَاجَةِ أَهْلِهِ ، بَيْنَمَا الْمُقِيمُ فِي دَارِ الظَّاعِنِ ، إِذْ مَرَّتِ امْرَأَةُ أَخِيهِ ، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ الْبَشَرِ فِي دِرْعٍ تَجُوزُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ قَالَ : فَرَآهَا ، فَرَأَى شَيْئًا حَيَّرَهُ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ وَلْوَلَتْ ، وَوضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَدَخَلَتْ بَيْتًا ، وَوَقَعَ حُبُّهَا فِي قَلْبِهِ ، فَجَعَلَ يَذُوبُ فَنَحِلَ جِسْمُهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ ، وَقَدِمَ أَخُوهُ فَقَالَ : يِا أَخِي ، مَالِي أَرَاكَ مُتَغَيِّرًا ؟ مَا وَجَعُكَ ؟ قَالَ : مِا بِي وَجَعٌ ، فَدَعَا لَهُ الْأَطِبَّاءَ فَلَمْ يَقَعْ أَحَدٌ عَلَى دَائِهِ غَيْرُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ ، وَكَانَ طَبِيبًا ، فَقَالَ : أَرَى عَيْنَيْنِ صَحِيحَتَيْنِ ، وَمَا أَدْرِي مَا هَذَا الْوَجَعُ ، وَمَا أَظُنُّهُ إِلَّا عَاشِقًا قَالَ أَخُوهُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، أَسْأَلُكَ عَنْ وَجَعِ أَخِي وَأَنْتَ تَسْتَهْزِئُ قَالَ : فَمَا فَعَلْتُ ، وَسَأَسْقِيهِ شَرَابًا عِنْدِي ، فَإِنْ يَكُنْ عَاشِقًا فَسَيَتَبَيَّنُ لَكُمْ ، فَأَتَاهُ يَشْرَبُ ، فَجَعَلَ يَسْقِيهُ قَلِيلًا قَلِيلًا ، فَلَمَّا أَخَذَ الشَّرَابَ مِنْهُ تَهَيَّجَ وَتَكَلَّمَ ، وَقَالَ :
تَهَيَّجَ وَتَهَيَّجَ وَ
حَزِينًا مَا أَكُونَنَّهْ

أَلَمَّا بِي عَلَى الْأَبْيَا
تِ مَنْ خِيفَ نَذْرُهُنَّهْ

غَزَالٌ مَا رَأَيْتُ الْيَوْ
مَ فِي دُورِ بَنِي كُنُّهْ

أَسِيلُ الْخَدِّ مَرْبُوبٌ
وَفِي مَنْطِقِهِ غُنَّهْ
فَقَالَ : أَنْتَ أَطَبُّ الْعَرَبِ ، ثُمَّ قَالَ : سَأُعِيدُ لَهُ الشَّرَابَ فَلَعَلَّهُ يُسَمِّي ، فأَعَادَ لَهُ الشَّرَابَ ، فَقَالَ :
أَيُّهَا الْحَيُّ سَلِّمُوا
وَأْرِبُعوا كَيْ تَكَلَّمُوا

خَرَجَتْ مُزْنَةٌ مِنَ الْـ
بَحْرِ رِيًّا تُحَمْحِمُ

وَتُفْضُوا لَبَانَهُ
وَتَحْيَوْا وَتَغْنَمُوا

هِيَ مَا كُنَّتِي وَتَزْ
عُمُ أَنِّي لَهَا حَمُ
قَالَ : فَطَلَّقَ أَخُوهُ امْرَأَتَهُ ، فَقَالَ الْمَرِيضُ : عَلَيَّ كَذَا وَكَذَا إِنْ تَزَوَّجْتُهَا ، فَمَاتَ وَلَمْ يَتَزَوَّجْهَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

401 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ، عَنْ رُكَيْنٍ ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : عَرَضَ الْحَجَّاجُ سِجْنَهُ يَوْمًا : فَأُتِيَ بِرَجُلٍ فَقَالَ لَهُ : مَا كَانَ جُرْمُكَ ؟ فَقَالَ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ ، أَخَذَنِي عَسَسُ الْأَمِيرِ ، وَأَنَا مُخْبِرٌ بِخَبَرِي ، فَإِنْ يَكُنِ الْكَذِبُ يُنَجِّي فِالصِّدْقُ أَوْلَى بِالنَّجَاةِ ، فَقَالَ : وَمَا قِصَّتُكَ ؟ قَالَ : كُنْتُ أَخًا لِفُلَانٍ فَضَرَبَ الْأَمِيرُ عَلَيْهِ الْبَعْثَ إِلَى خُرَاسَانَ ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ تَهْوَانِي وَأَنَا لَا أَشْعُرُ ، فَبَعَثَتْ إِلَيَّ ذَاتَ يَوْمٍ رَسُولًا أَنْ قَدْ جَاءَنَا كِتَابُ صَاحِبِكَ فَهَلُمَّ لِتَقْرَأَهُ ، فَمَضَيْتُ إِلَيْهَا فَجَعَلَتْ تَشْغَلُنِي بِالْحَدِيثِ حَتَّى صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ ، ثُمَّ أَظْهَرَتْ لِي مَا فِي نَفْسِهَا مِنِّي ، وَدَعَتْنِي إِلَى الشَّرِّ فَأَبَيْتُ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ : وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَفْعَلْ لَأَصِيحَنَّ وَلَأَقُولَنَّ : إِنَّكَ لِصٌّ ، فَخِفْتُهَا وَاللَّهِ أَيُّهَا الْأَمِيرُ عَلَى نَفْسِي ، فَقُلْتُ : أَمْهِلِي حَتَّى اللَّيْلِ ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ الْعَتَمَةَ وَثِقْتُ بِشِدَّةِ حَرَسِ الْأَمِيرِ ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهَا هَارِبًا ، وَكَانَ الْقَتْلُ أَيْسَرَ عَلَيَّ مِنْ خِيَانَةِ أَخِي ، فَلَقِيَنِي عَسَسُ الْأَمِيرِ فَأَخَذُونِي ، وَقَدْ قُلْتُ فِي ذَلِكَ شِعْرًا . قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ :
رُبَّ بَيْضَاءَ بَضَّةٍ ذَاتِ دَلٍّ
قَدْ دَعَتْنِي لِوَصْلِهَا فَأَبَيْتُ

لَمْ يَكُنْ شَأْنِيَ الْعَفَافَ , وَلَكِنْ
كُنْتُ نَدْمَانَ زَوْجِهَا فَاسْتَحَيْتُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

402 وَسَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدَ ، يُنْشِدُ :
وَإِنَّ خَلِيلًا لَمْ يَخُنْكَ وَلَمْ يَزَلْ
عَلَى صَالِحٍ مِنْ وُدِّهِ لَكَرِيمُ

وَإِنَّ خَلِيلًا أَحْدَثَ النَّاسُ سَلْوَةً
لَهُ عَنْ خَلِيلٍ وَامِقٍ لَلَئِيمُ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ قَالَ : كُنْتُ يَوْمًا فِي خَيْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

403 حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ نَعْلَسٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَمِيمٍ ، رَجُلٌ مِنْ عُكْلٍ قَالَ : مَرَرْتُ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عَلَى قَبْرٍ فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ :
يَا قَرِيبَ الْفَنَى بَعِيدَ الْمَآبِ
بِأَبِي أَنْتَ يَا سَلِيبَ الشَّبَابِ

لَمْ تَدَعْ وَجْهَكَ الْمَنِيَّةُ حَتَّى
وَهَبَتْ حُسْنَهُ لِقُبْحِ التُّرَابِ
قَالَ : فَسَأَلْتُهَا عَنْ صَاحِبِ الْقَبْرِ ، فَقَالَتْ : فَتًى سُمِّيتُ لَهُ ، فَاخْتَلَسَتْهُ الْأَيَّامُ قَبْلَ أَنْ يَعْقِدَ أَمْرَنَا ، وَوَاللَّهِ لَأَعْقِدَنَّ مَوْتِي بِمَوْتِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،