بَابُ ذِكْرِ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى الْوُدِّ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

بَابُ ذِكْرِ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى الْوُدِّ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

385 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ (بَكْرُ بْنُ سَلْمَانَ ) والصواب إن شاء الله : (بَكْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ) . أ ع .> ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الْفِلَسْطِينِيِّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَوَفَاءِ الْعَهْدِ ، وَبَذْلِ السَّلَامِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

386 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا عَلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَحَاصَرَهُمْ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، فَقَضَى أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ ، وَتُقْسَمَ ذَرَارِيُّهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ قَالَ : فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ كَذَا وَكَذَا إِلَّا عَمْرَو بْنَ سُعْدَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ كَانَ رَجُلًا يَأْمُرُ بِالْوَفَاءِ ، وَيَنْهَى عَنِ الْغَدْرِ ، فَلِذَلِكَ نَجَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

387 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ ، سَمِعَ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ يَقُولُ : ثَلَاثٌ تُؤَدَّى إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ : الرَّحِمُ تَصِلُهَا بَرَّةً كَانَتْ أَوْ فَاجِرَةً ، وَالْعَهْدُ تَفِي بِهِ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ ، وَالْأَمَانَةُ تُؤَدِّيهَا إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

388 حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ ، وَأَبُو مُوسَى عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْمُؤَدِّبُ قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كُنْتُ أَطُوفُ بِالْبَيْتِ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَفِّي فِي كَفِّهِ ، فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ يَحْمِلُ امْرَأَةً كَأَنَّهَا مَهَاةٌ يَطُوفُ بِهَا يَقُولُ :
صِرْتُ لِهَذِي جَمَلًا ذَلُولَا
مُوَطَّأً أَتْبَعُ السُّهُولَا
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، امْرَأَتِي قَالَ : وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ لَقَدْ جَازَيْتَهَا ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ لَحَمْقَاءُ مُرْعَامَةُ ، أَكُولُ قُمَامَةٍ ، مَشُومَةُ الْهَامَةِ ، مَا تُبْقِي لَهَا حَامَةً قَالَ : فَمَا تَصْنَعُ بِهَا يَا أَعْرَابِيُّ ؟ قَالَ : حَسَنًا فَلَا تُفْرَكْ وَأُمُّ عِيَالٍ فَلَا تُتْرَكْ ، فَقَالَ : شَأْنَكَ بِهَا وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : لَا يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يُعَاقِبَ وَادَّا وَإِنْ أَغْضَبَتْهُ ذُنُوبُهُ وَاضْطَرَّتْهُ إِلَى الْمَوْجِدَةِ أَجْرَامُهُ ، فَإِنَّ خَلِقَ الْوَادِّ خَيْرٌ مِنْ جَدِيدِ غَيْرِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

389 حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُتْبِيُّ قَالَ : خَرَجْتُ إِلَى الْمِرْبَدِ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا أَنَا بِأَعْرَابِيٍّ عَالِمٍ ، فَمِلْتُ إِلَيْهِ لِأَقْتَبِسَ مِنْ عِلْمِهِ ، فَقُلْتُ : يَا أَعْرَابِيُّ ، حَدِّثْنِي بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، ضَلَّتْ إِبِلِي مِنْ أَرْنَبَ خَرَجَ فِي وَجْهِهَا لَيْلًا إِلَى بِلَادِ عُذْرَةَ ، فَإِذَا بَيْتٌ مُنْتَبَذٌ عَنِ الْأَخْبِيَةِ ، لَيْسَ فِيهِ رُؤْيَةُ أَنِيسٍ ، وَإِذَا عَلَى بَابِهِ جُوَيْرِيَةٌ كَاشِفَةٌ وَجْهَهَا ، كَأَنَّ وَجْهَهَا سَيْفٌ صَقِيلٌ ، فَلَمَّا رَأَتْنِي مُتَأَمِّلًا لَهَا أَرْخَتِ الْبُرْقُعَ وَقَالَتْ : يَا عَمُّ ، انْزِلْ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ قُدَّامِي لَبَنًا أَوْ مَاءً قَالَ : فَأَنَخْتُ وَنَزَلْتُ قَالَتْ : مَا تَشَاءُ ؟ قُلْتُ : لَبَنًا ، فَوَلَّتْ كَأَنَّهَا قَضِيبٌ يَنْثَنِي ، فَأَخْرَجَتْ عُلْبَةً مَمْلُوءَةً لَبَنًا فَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ ثُمَّ اسْتَلْقَيْتُ ، وَأَتَتْ فِي اسْتِلْقَائِي ، فَقَالَتْ : يَا عَمُّ ، إِنِّي لَأَرَاكَ تَعِبًا ، فَمَا الَّذِي أَتْعَبَكَ ؟ فَقُلْتُ : يَا حَبِيبَتِي ، ضَلَّتْ إِبِلِي مِنْ ثَلَاثٍ ، فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهَا ، فَقَالَتْ : يَا عَمُّ ، هَلْ لَكَ فِي أَنْ أَدُلَّكَ عَلَى مَنْ يَعْلَمُ عِلْمَهَا ؟ فَقُلْتُ : إِي وَاللَّهِ ، وَتَتَّخِذِي بِذَلِكَ عِنْدِي يَدًا ، فَقَالَتْ : سَلِ الَّذِي أَعْطَاكَ سُؤَالَ يَقِينٍ لَا سُؤَالَ اخْتِبَارٍ ، فَقُلْتُ : يَا حَبِيبَةُ ، هَلْ لَكِ مِنْ بَعْلٍ ؟ قَالَتْ : قَدْ كَانَ فَدُعِيَ إِلَى مَا مِنْهُ خُلِقَ ، فَقُلْتُ : فَهَلْ لَكِ فِي بَعْلٍ لَا تُذَمُّ خَلَائِقُهُ ، وَيَأْمَنُ الْمُعِدُّ بَوَائِقَهُ ؟ فَاسْتَعْبَرَتْ بَاكِيَةً ، ثُمَّ قَالَتْ :
كُنَّا كَغُصْنَيْنِ فِي عُودٍ غِذَاؤُهُمَا
مَاءُ الْجَدَاوِلِ فِي رَوْضَاتِ جَنَّاتِ

فَاجْتَثَّ خَيْرَهُمَا مِنْ جَنْبِ صَاحِبِهِ
دَهْرٌ يَكِرُّ بِرَوْعَاتٍ وَبَرْحَاتِ

وَكَانَ عَاهَدَنِي إِنْ خَانَنِي زَمَنٌ
أَلَّا يُضَاجِعَ أُنْثَى بَعْدَ مَثْوَاتِ

وَكُنْتُ عَاهَدْتُهُ أَيْضًا فَعَاجَلَهُ
رَيْبُ الْمَنُونِ قَرِيبًا مُذْ سِنِيَّاتِ

فَاصْرِفْ عَنَانَكَ عَنْ مَنْ لَيْسَ يَصْرِفُهَا
عَنِ الْوَفَاءِ خِلَابٌ فِي التَّحِيَّاتِ
قَالَ : ثُمَّ جَهِدْتُ بِهَا أَنْ تُرِيَنِي الطَّرِيقَ أَوْ تُكَلِّمَنِي فَأَبَتْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

390 حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ عِيسَى الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : أَنْشُدُ أَبُو السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ قَوْلَ قَيْسِ بْنِ ذُرَيْحٍ :
تَعَلَّقَ رُوحِي رُوحَهَا قَبْلَ خَلْقِنَا
وَمِنْ بَعْدِ مَا كُنَّا نِطَافًا وَفِي الْمَهْدِ

فَزَادَ كَمَا زِدْنَا فَأَصْبَحَ نَامِيًا
فَلَيْسَ وَإِنْ مِتْنَا بِمُنْفَصِمِ الْعَهْدِ

وَلَكِنَّهُ باقٍ عَلَى كُلِّ حَادِثٍ
وَزَائِرُنَا فِي ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَاللَّحْدِ

يَكَادُ بَصِيصُ الْمَاءِ يَخْدِشُ جِلْدَهَا
إِذَا اغْتَسَلَتْ بِالْمَاءِ مِنْ رِقَّةِ الْجِلْدِ
فَحَلَفَ أَبُو السَّائِبِ بِاللَّهِ لَا يَزَالُ وَيَقُومُ وَيَقْعُدُ حَتَّى يَحْفَظَ الْأَبْيَاتِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

391 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيِّ : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَّ لَيْلَةً وَهُوَ يَحْرُسُ فَسَمِعَ امْرَأَةً تَقُولُ :
تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ وَاخْضَلَّ جَانِبُهْ
وَأَرَّقَنِي إِذْ لَا خَلِيلَ أُلَاعِبُهْ

وَأُقْسِمُ لَوْلَا اللَّهُ لَا شَيْءَ غَيْرَهُ
لَحُرِّكَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهْ

أُرَاقِبُ رَبِّي وَالْحَيَاءُ يَكُفُّنِي
وَأُكْرِمُ زَوْجِي أَنْ تُرَامَ مَرَاكِبُهْ
ثُمَّ تَنَفَّسَتِ الصُّعَدَاءَ ، ثُمَّ قَالَتْ : لَأَهْوَنُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مَا لَقِيتُ اللَّيْلَةَ . فَسَأَلَ عَنْهَا ، فَإِذَا هِيَ مُغِيبَةٌ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِنَفَقَةٍ وَكِسْوَةٍ ثُمَّ أَذِنَ لِزَوْجِهَا فَقَدِمَ عَلَيْهَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

392 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا أَمْسَى أَخَذَ دِرَّتَهُ ثُمَّ طَافَ بِالْمَدِينَةِ ، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يُنْكِرُهُ أَنْكَرَهُ ، فَخَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَإِذَا بِامْرَأَةٍ عَلَى سَطْحٍ وَهِيَ تُغَنِّي . قَالَ جَرِيرٌ : سَمِعْتُ هَذَا مِنْ غَيْرِ يَعْلَى :
تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ وَاخْضَلَّ جَانِبُهْ
وَأَرَّقَنِي أَلَّا خَلِيلَ أُلَاعِبُهْ

فَلَوْلَا إِلَهِي وَالتُّقَى خَشْيَةَ الرَّدَى
لَزُعْزِعَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهْ
قَالَ : ثُمَّ عَادَ إِلَى حَدِيثِ يَعْلَى : فَضَرَبَ بَابَ الدَّارِ ، فَقَالَتْ : وَمَنْ هَذَا الَّذِي يَأْتِي بَابَ امْرَأَةٍ مَغِيبَةٍ هَذِهِ السَّاعَةَ يَسْتَفْتِحُ عَلَيْهَا ؟ فَقَالَ : افْتَحِي ، فَجَعَلَتْ تَأْبَى ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهَا قَالَتْ : أَمَا وَاللَّهِ لَوْ بَلَغَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ خَبَرُكَ لَعَاقَبَكَ ، فَلَمَّا رَأَى عَفَافَهَا قَالَ : افْتَحِي ؛ فَأَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ : كَذَبْتَ ، مَا أَنْتَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ وَجَاهَرَهَا ، فَعَرَفَتْ أَنَّهُ هُوَ ، فَفَتَحَتْ لَهُ ، فَقَالَ : هِيهِ ، كَيْفَ قُلْتِ ؟ فَأَعَادَتْ عَلَيْهِ مَا قَالَتْ قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا أَنَّكِ بَدَأْتِ بِالْإِلَهِ وَثَنَّيْتِ بِهِ وَثَلَّثْتِ بِهِ لَأَوْجَعْتُكِ ضَرْبًا ، أَيْنَ زَوْجُكِ ؟ قَالَتْ : فِي بَعْثِ كَذَا كَذَا ، فَبَعَثَ إِلَى عَامَلِ ذَلِكَ الْجُنْدِ أَنْ سَرِّحْ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ قَالَ : اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ . قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : يَقُولُونَ أَنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ أُمُّ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

393 حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ : خَرَجْتُ فِي طَلَبِ ضَالَّةٍ لِي ، فَبَيْنَمَا أَنَا أَدُورُ فِي أَرْضِ بَنِي عُذْرَةَ أَنْشُدُ ضَالَّتِي إِذْ أَتَيْتُ مُعْتَزَلًا مُعْتَزِلًا عَنِ الْبُيُوتِ ، وَإِذَا فِي كِسْرِ الْبَيْتِ فَتًى شَابٌّ مُغْمًى عَلَيْهِ ، وَعِنْدَ رَأْسِهِ عَجُوزٌ لَهَا بَقِيَّةٌ مِنْ جَمَالٍ شَاهِيَةٌ تَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَسَلَّمْتُ ، فَرَدَّتِ السَّلَامَ ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ ضَالَّتِي فَلَمْ يَكُ عِنْدَهَا مِنْهَا عِلْمٌ ، فَقُلْتُ لَهَا : أَيَّتُهَا الْعَجُوزُ ، مَنْ هَذَا الْفَتَى ؟ قَالَتِ : ابْنِي ، ثُمَّ قَالَتْ : هَلْ لَكَ فِي أَجْرٍ لَا مُؤْنَةَ فِيهِ ؟ فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ الْأَجْرَ وَإِنْ رَزِيتُ ، فَقَالَتْ : إِنَّ ابْنِي هَذَا يَهْوَى ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ ، وَكَانَ عَلِقَهَا وَهُمَا صَغِيرَانِ ، فَلَمَّا كَبِرَتْ حُجِبَتْ عَنْهُ فَأَخَذَهُ شَبِيهٌ بِالْجُنُونِ ، ثُمَّ خَطَبَهَا إِلَى أَبِيهَا فَامْتَنَعَ مِنْ تَزْوِيجِهِ ، وَخَطَبَهَا غَيْرُهُ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ ، فَنَحِلَ جِسْمُ وَلَدِي وَاصْفَرَّ لَوْنُهُ وَذَهِلَ عَقْلُهُ ، فَلَمَّا كَانَ مُذْ خَمْسٍ زُفَّتْ إِلَى زَوْجِهَا ، فَهُوَ كَمَا تَرَى ، لَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ ، مُغْمًى عَلَيْهِ ، فَلَوْ نَزَلْتَ إِلَيْهِ فَوَعَظْتَهُ قَالَ : فَنَزَلْتُ إِلَيْهِ ، فَلَمْ أَدَعْ شَيْئًا مِنَ الْمَوَاعِظِ إِلَّا وَعَظْتُهُ حَتَّى إِنِّي قُلْتُ فِيمَا أَقُولُ : إِنَّهُنَّ الْغَوَانِي صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ ، النَّاقِضَاتُ الْعَهْدِ ، وَقَدْ قَالَ فِيهِنَّ كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
هَلْ وَصْلُ عَزَّةَ إِلَّا وَصْلُ غَانِيَةٍ
فِي وَصْلِ غَانِيَةٍ عَنْ وَصْلِهَا خُلْفُ
قَالَ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ كَالْمُغْضَبِ ، وَهُوَ يَقُولُ : كُثَيِّرُ عَزَّةَ إِنَّ كُثَيِّرَ رَجُلٌ مَايِقٌ ، وَأَنَا رَجُلٌ مَايِقٌ ، وَلَكِنِّي كَأَخِي تَمِيمٍ حَيْثُ يَقُولُ :
أَلَا لَا يَضُرُّ الْحُبَّ مَا كَانَ ظَاهِرًا
وَلَكِنَّ مَا احْتَافَ الْفُؤَادُ يَضِيرُ

أَلَا قَاتَلَ اللَّهُ الْهَوَى كَيْفَ قَادَنِي
كَمَا قِيدِ مَغْلُولُ الْيَدَيْنِ أَسِيرُ
فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّهُ قَدْ جَاءَ عَنْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : مَنْ أُصِيبِ مِنْكُمْ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَذْكُرْ مُصَابَهُ بِي . فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
أَلَا مَا لِلْمَلِيحَةِ لَمْ تَعُدْنِي
أَبُخْلٌ بِالْمَلِيحَةِ أَمْ صُدُودُ ؟

مَرِضْتُ فَعَادَنِي أَهْلِي جَمِيعًا
فَمَالَكِ لَمْ تُرَ فِيمَنْ يَعُودُ ؟

فَقَدْتُكِ بَيْنَهُمْ فَبَلِيتُ شَوْقًا
وَفَقْدُ الْإِلْفِ يَا أَمَلِي شَدِيدُ

وَمَا اسْتَبْطَأْتُ غَيْرَكِ فَاعْلَمِيهِ
وَحَوْلِي مِنْ ذَوِي رَحِمِي عَدِيدُ

وَلَوْ كُنْتِ الْمَرِيضَ لَكُنْتُ أَسْعَى
إِلَيْكِ وَمَا يُهَدِّدُنِي الْوَعِيدُ
قَالَ : ثُمَّ شَهِقَ شَهْقَةً وَخَفَتَ فَمَاتَ ، فَبَكَتِ الْعَجُوزُ ، وَقَالَتْ : فَاضَتْ وَاللَّهِ نَفْسُهُ ، فَدَخَلَنِي أَمْرٌ لَمْ يَدْخُلْنِي مِثْلُهُ ، فَلَمَّا رَأَتِ الْعَجُوزُ مَا حَلَّ بِي قَالَتْ : يَا فَتًى ، لَا تَرْتَاعْ ، مَاتَ وَاللَّهِ وَلَدِي بِأَجَلِهِ وَاسْتَرَاحَ مِنْ تَبَارِيحِهِ وَغُصَصِهِ ، ثُمَّ قَالَتْ : هَلْ لَكَ فِي اسْتِكْمَالِ الضَّيْعَةِ ، قُلْتُ : قُولِي مَا أَحْبَبْتِ قَالَتْ : تَأْتِي الْبُيُوتَ فَتَنْعَاهُ إِلَيْهِمْ لِيُعَاوِنُونِي عَلَى رَمْسِهِ ، فَإِنِّي وَحِيدَةٌ . قَالَ : فَرَكِبْتُ نَحْوَ الْبُيُوتِ فَرَسِي ، فَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ أَجْمَلِ مَا رَأَيْتُ مِنَ النِّسَاءِ نَاشِرَةٍ شَعْرَهَا حَدِيثَةِ عَهْدٍ بِعُرْسٍ ، فَقَالَتْ : بِفِيكِ الْحَجَرُ الْمُصْلَتُ ، مَنْ تَنْعِي ؟ قُلْتُ : أَنْعَى فُلَانًا قَالَتْ : أَوَقَدْ مَاتَ ؟ قُلْتُ : إِي وَاللَّهِ قَدْ مَاتَ قَالَتْ : فَهَلْ سَمِعْتَ لَهُ قَوْلًا ؟ فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لَا ، إِلَّا شِعْرًا قَالَتْ : وَمَا هُوَ ؟ فَأَنْشَدْتُهَا قَوْلَهُ :
أَلَا مَا لِلْمَلِيحَةِ لَمْ تَعُدْنِي
أَبُخْلٌ بِالْمَلِيحَةِ أَمْ صُدُودُ ؟
فَاسْتَعْبَرَتْ بَاكِيَةً ، وَأَنْشَأَتْ تَقُولُ :
عَدَانِي أَنْ أَزُورَكَ يَا مُنَايَا
مَعَاشِرُ كُلُّهُمْ بَاغٍ حُسُودُ

أَشَاعُوا مَا عَلِمْتَ مِنَ الدَّوَاهِي
وَعَابُونَا وَمَا فِيهِمْ رَشِيدُ

فَلَّمَا أَنْ ثَوِيتَ الْيَوْمَ لَحْدًا
وَكُلُّ النَّاسِ دُونَهُمُ لُحُودُ

فَلَا طَابَتْ لِيَ الدُّنْيَا فُوَاقًا
وَلَا لَهُمُ وَلَا أَثْرَى الْعَدِيدُ
ثُمَّ شَهِقَتْ شَهْقَةً خَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا ، وَخَرَجَ النِّسَاءُ إِلَيْهَا مِنَ الْبُيُوتِ ، وَاضْطَرَبَتْ سَاعَةً وَمَاتَتْ ، فَوَاللَّهِ مَا بَرِحْتُ الْحَيَّ حَتَّى دَفَنْتُهُمَا جَمِيعًا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،