وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ
4723 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قال حدثنا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَشْكُرِيُّ ، قال حدثنا أَبُو قُدَامَةَ هَمَّامُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قال حدثنا غَوْثُ بْنُ جَابِرٍ ، قال حدثنا عَقِيلُ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمِّي وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ : أَلَمْ يُفَكِّرِ ابْنُ آدَمَ ثُمَّ يَتَفَهَّمْ ، وَيَعْتَبِرُ ، ثُمَّ يُبْصِرْ ثُمَّ يَعْقِلْ ، وَيَتَفَقَّهْ حَتَّى يَعْلَمَ ، فَيَتَبَيَّنَ أَنَّ لِلَّهِ حِلْمًا بِهِ يَخْلُقُ الْأَحْلَامَ ، وَعِلْمًا بِهِ يَعْلَمُ الْعُلَمَاءُ ، وَحِكْمَةٌ بِهَا يَتَّقِي الْخَلْقُ ، وَيُدَبِّرُ بِهَا أُمُورَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَإِنَّ ابْنَ آدَمَ لَنْ يَقْدِرَ بِعِلْمِهِ الْمُقَدَّرِ عَلَى اللَّهِ الَّذِي لَا مِقْدَارَ لَهُ ، وَلَنْ يَبْلُغَ بِحِلْمِهِ الْمَخْلُوقِ حِلْمَ اللَّهِ الَّذِي بِهِ خَلَقَ الْخَلْقَ كُلَّهُ ، وَلَنْ يَبْلُغَ بِحِكْمَتِهِ حِكْمَةَ اللَّهِ الَّتِي بِهَا يَتَّقِي الْخَلْقُ وَيَقْدِرُ الْمَقَادِيرَ ، وَكَيْفَ يُشْبِهُ ابْنُ آدَمَ رَبَّ ابْنِ آدَمَ ، وَكَيْفَ يَكُونُ الْمَخْلُوقُ كَمَنْ خَلَقَهُ |
4724 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، قال حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَعْقِلٍ ، قال حدثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ أَنَّهُ ، سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ فِي مَوْعِظَةٍ لَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، إِنَّهُ لَا أَقْوَى مِنْ خَالِقٍ ، وَلَا أَضْعَفَ مِنْ مَخْلُوقٍ ، وَلَا أَقْدَرَ مِمَّنْ طُلْبَتُهُ فِي يَدِهِ ، وَلَا أَضْعَفَ مِمَّنْ هُوَ فِي يَدِ طَالِبِهِ |
4725 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُمَيْدٍ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ ، قال حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ أَنَّهُ ، سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ ، يَقُولُ : إِنَّ نَاسًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلُوا نَبِيَّهُمْ عَنِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ : أَيْنَ يَكُونُ ، وَفِي أَيِّ الْبُيُوتِ يَكُونُ ، أَمْ نَبْنِي لَهُ بَيْتًا نَعْبُدُهُ فِيهِ ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ : إِنَّ قَوْمَكَ سَأَلُوكَ أَيْنَ أَكُونُ فَيَعْبُدُونِي ، فَأَيُّ بَيْتٍ يَسَعُنِي وَلَمْ تَسَعْنِي السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ، فَإِذَا أَرَادُوا مَسْكَنِي فَإِنِّي فِي قَلْبِ الْعَفِيفِ الْوَادِعِ الْوَرِعِ |
4726 حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَهْ ، قال حدثنا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ ، قال حدثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، قَالَ : اجْتَمَعَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ ؛ فَقَالَ لَهُ عَطَاءٌ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، مَا هَذَا الْكَلَامُ الَّذِي بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ فَشَا عَنْكَ فِي الْقَدَرِ ؟ فَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : مَا تَكَلَّمْتُ فِي الْقَدَرِ بِشَيْءٍ ، وَلَا أَعْرِفُ هَذَا . ثُمَّ حَدَّثَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ فَقَالَ : قَرَأْتُ نَيِّفًا وَتِسْعِينَ كِتَابًا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، مِنْهَا سَبْعُونَ أَوْ نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ ظَاهِرَةٌ فِي الْكِتَابَيْنِ ، وَمِنْهَا عِشْرُونَ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا قَلِيلٌ مِنَ النَّاسِ ، فَوَجَدْتُ فِيهَا كُلِّهَا أَنَّ : مَنْ وَكَّلَ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئًا مِنَ الْمَشِيئَةِ فَقَدْ كَفَرَ |
4727 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، قال حدثنا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ ، قال حدثنا هَمَّامُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ عُقْبَةَ ، قال حدثنا غَوْثُ بْنُ جَابِرٍ ، قال حدثنا عَقِيلُ بْنُ مَعْقِلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمِّيَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ : لَا يَشُكَّنَّ ابْنُ آدَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُوقِعُ الْأَرْزَاقَ مُتَفَاضِلَةً وَمُخْتَلِفَةً ، فَإِنْ تَقَلَّلَ ابْنُ آدَمَ شَيْئًا مِنْ رِزْقِهِ فَلْيَزِدْهُ رَغْبَةً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَا يَقُولَنَّ لَوْ أَطْلَعَ اللَّهُ هَذَا وَشَعَرَ بِهِ غَيْرُهُ ، فَكَيْفَ لَا يُطْلَعُ اللَّهُ الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ خَلَقَهُ وَقَدَّرَهُ ، أَوَ لَا يَعْتَبِرُ ابْنُ آدَمَ فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَتَفَاضَلُ فِيهِ النَّاسُ ، فَإِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ بَيْنَهُمْ فِي الْأَجْسَامِ ، وَالْأَلْوَانِ ، وَالْعُقُولِ ، وَالْأَحْلَامِ ، فَلَا يَكْبُرْ عَلَى ابْنِ آدَمَ أَنْ يُفَضِّلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ وَالْمَعِيشَةِ ، وَلَا يَكْبُرْ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ فَضَّلَ عَلَيْهِ فِي عِلْمِهِ وَعَقْلِهِ ، أَوَلَا يَعْلَمُ ابْنُ آدَمَ أَنَّ الَّذِي رَزَقَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَوَانٍ مِنْ عُمْرِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي وَاحِدٍ مِنْهُنَّ كَسْبٌ وَلَا حِيلَةٌ أَنَّهُ سَوْفَ يَرْزُقْهُ فِي الزَّمَنِ الرَّابِعِ ، أَوَّلُ زَمَنٍ مِنْ أَزْمَانِهِ حِينَ كَانَ فِي رَحِمِ أُمِّهِ يُخْلَقُ فِيهِ وَيُرْزَقُ مِنْ غَيْرِ مَالٍ كَسَبَهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ، لَا يُؤْذِيهِ فِيهِ حَرٌّ وَلَا قَرٌّ ، وَلَا شَيْءَ يُهِمُّهُ ، ثُمَّ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُحَوِّلَهُ مِنْ تِلْكَ الْمَنْزِلَةِ إِلَى غَيْرِهَا ، وَيُحْدِثُ لَهُ فِي الزَّمَنِ الثَّانِي رِزْقًا مِنْ أُمِّهِ يَكْفِيهِ وَيُغْنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ وَلَا قُوَّةٍ ، ثُمَّ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَعْصِمَهُ مِنْ ذَلِكَ اللَّبَنِ وَيُحَوِّلَهُ فِي الزَّمَنِ الثَّالِثِ فِي رِزْقٍ يُحْدِثُهُ لَهُ مِنْ كَسْبِ أَبَوَيْهِ ، يَجْعَلُ لَهُ الرَّحْمَةَ فِي قُلُوبِهِمَا حَتَّى يُؤْثِرَاهُ عَلَى أَنْفُسِهِمَا بِكَسْبِهِمَا ، وَيَسْتَعِينَا رُوحَهُ بِمَا يُعْنِيهُمَا ، لَا يُعْنِيهُمَا فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ بِكَسْبٍ وَلَا حِيلَةٍ يَحْتَالُهَا ، حَتَّى يَعْقِلَ وَيُحَدِّثُ نَفْسَهُ أَنَّ لَهُ حِيلَةً وَكَسْبًا ، فَإِنَّهُ لَنْ يُغْنِيَهُ فِي الزَّمَنِ الرَّابِعِ إِلَّا مَنْ أَغْنَاهُ وَرَزَقَهُ فِي الْأَزْمَانِ الثَّلَاثِ الَّتِي قَبْلَهَا ، فَلَا مَقَالَ لَهُ وَلَا مَعْذِرَةَ إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّهِ ، هُوَ الَّذِي خَلَقَهُ ، فَإِنَّ ابْنَ آدَمَ كَثِيرُ الشَّكِّ ، يَقْصُرُ بِهِ حِلْمُهُ وَعَقْلُهُ عَنْ عِلْمِ اللَّهِ ، وَلَا يَتَفَكَّرُ فِي أَمْرِهِ ، وَلَوْ تَفَكَّرَ حَتَّى يَفْهَمَ ، وَيَفْهَمُ حَتَّى يَعْلَمَ ، عَلِمَ أَنَّ عَلَامَةَ اللَّهِ الَّتِي بِهَا يَعْرِفُ خَلْقَهُ الَّذِي خَلَقَ وَرَزَقَهُ لِمَا خَلَقَ |
4728 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ، قال حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، قَالَ : لَقِيتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ فِي الطَّرِيقِ ، فَقُلْتُ : حَدِّثْنِي حَدِيثًا أَحْفَظُهُ عَنْكَ فِي مَقَامِي وَأَوْجِزْ ، قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ : يَا دَاوُدُ ، أَمَا وَعِزَّتِي وَعَظَمَتِي ، لَا يَشْعُرُ بِي عَبْدٌ مِنِ عِبَادِي دُونَ خَلْقِي ، أَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ ، فَتَكِيدُهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَالْأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ ، إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ مِنْهُنَّ فَرَجًا وَمَخْرَجًا ، أَمَا وَعِزَّتِي وَعَظَمَتِي لَا يَعْتَصِمُ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي بِمَخْلُوقٍ دُونِي ، أَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ ، إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ مِنْ يَدِهِ ، وَأَرْضَخْتُ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِ ، وَلَا أُبَالِي فِي أَيِّ وَادٍ هَلَكَ |
4729 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ ، قال حدثنا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ ، قال حدثنا أَبُو هِشَامٍ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ ، يَقُولُ : وَجَدْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ : كَفَى بِي لِلْعَبْدِ مَالًا ، إِذَا كَانَ عَبْدِي فِي طَاعَتِي أَعْطَيْتُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَسْأَلَنِي ، وَأَسْتَجِيبُ لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْعُوَنِي ، فَإِنِّي أَعْلَمُ بِحَاجَتِهِ الَّتِي تَرْفُقُ بِهِ مِنْ نَفْسِهِ |
4730 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ ، قال حدثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، قال حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، قال حدثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : قَرَأْتُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ كِتَابًا فَوَجَدْتُ فِي جَمِيعِهَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُعْطِ جَمِيعَ النَّاسِ مِنْ بَدْءِ الدُّنْيَا إِلَى انْقِضَائِهَا مِنَ الْعَقْلِ فِي جَنْبِ عَقْلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَحَبَّةِ رَمْلٍ مِنْ بَيْنِ رِمَالِ جَمِيعِ الدُّنْيَا ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْجَحُ النَّاسِ عَقْلًا ، وَأَفْضَلُهُمْ رَأْيًا . وَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : وَإِنِّي وَجَدْتُ فِي بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى أَنْبِيَائِهِ أَنَّ الشَّيْطَانَ لَمْ يُكَابِدْ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُؤْمِنٍ عَاقِلٍ ، وَأَنَّهُ يُكَابِدُ مِائَةَ أَلْفِ جَاهِلٍ فَيَسْخَرُ بِهِمْ حَتَّى يَرْكَبَ رِقَابَهُمْ فَيَنْقَادُونَ لَهُ حَيْثُ شَاءَ ، وَيُكَابِدُ الْمُؤْمِنَ الْعَاقِلَ فَيَصْعُبُ عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَنَالَ مِنْهُ شَيْئًا . وَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : لَإِزَالَةُ الْجَبَلِ صَخْرَةً صَخْرَةً ، وَحَجَرًا حَجَرًا ، أَيْسَرَ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ مُكَابَدَةِ الْمُؤْمِنِ الْعَاقِلِ ، لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ مُؤْمِنًا عَاقِلًا ذَا بَصِيرَةٍ فَلَهُوَ أَثْقَلُ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنَ الْجِبَالِ ، وَأَصْعَبُ مِنَ الْحَدِيدِ ، وَأَنَّهُ لَيُزَايِلُهُ بِكُلِّ حِيلَةٍ ، فَإِذَا لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَسْتَزِلَّهُ قَالَ : يَا وَيْلَهُ وَلِهَذَا ، لَا حَاجَةَ لِي بِهَذَا ، وَلَا طَاقَةَ لِي بِهَذَا ، فَيَرْفُضَهُ وَيَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَاهِلِ فَيَسْتَأْسِرُهُ وَيَسْتَمْكِنُ مِنْ قِيَادِهِ ، حَتَّى يُسْلِمَهُ إِلَى الْفَضَائِحِ الَّتِي يَتَعَجَّلُ بِهَا فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا ، كَالْجَلْدِ ، وَالْحَلْقِ وَتَسْخِيمَ الْوُجُوهِ ، وَالْقَطْعِ ، وَالرَّجْمِ ، وَالصَّلْبِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَسْتَوِيَانِ فِي أَعْمَالِ الْبِرِّ فَيَكُونُ بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ أَوْ أَبْعَدَ ، إِذَا كَانَ أَحَدُهُمَا أَعْقَلَ مِنَ الْآخَرِ |
4731 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُبَيْشٍ ، قال حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ ، قال حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْوَرَّاقِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدُّئِلِيِّ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، أَنَّهُ قَالَ : بَيْنَمَا نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِكُمْ هَذَا نَائِمًا أَوْ شِبْهَ النَّائِمِ ، إِذْ أُتِيَ بِلَوْزَةٍ أَوْ شِبْهَ اللَّوْزَةِ فَفَضَّهَا ، فَإِذَا فِيهَا وَرَقَةٌ خَضْرَاءُ مَكْتُوبٌ فِيهَا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، مَا أَنْصَفَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَنِ اتَّهَمَهُ فِي قَضَائِهِ ، وَاسْتَبْطَأَهُ فِي رِزْقِهِ |