بَابُ مَا جَاءَ فِي اللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمَا جَاءَ فِي بُدُوِّهِمَا كَيْفَ كَانَ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

بَابُ مَا جَاءَ فِي اللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمَا جَاءَ فِي بُدُوِّهِمَا كَيْفَ كَانَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

143 حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ مَضَى كَانَ يَقْعُدُ عَلَى صَخْرَةٍ لِثَقِيفٍ يَبِيعُ السَّمْنَ مِنَ الْحَاجِّ إِذَا مَرُّوا ، فَيَلُتُّ سَوِيقَهُمْ ، وَكَانَ إِذَا غَنِمَ ، فَسُمِّيَتْ صَخْرَةَ اللَّاتِ ، فَمَاتَ ، فَلَمَّا فَقْدَهُ النَّاسُ قَالَ لَهُمْ عَمْرٌو : إِنَّ رَبَّكُمْ كَانَ اللَّاتَ ، فَدَخَلَ فِي جَوْفِ الصَّخْرَةِ . وَكَانَ الْعُزَّى ثَلَاثَ شَجَرَاتٍ سَمُرَاتٍ بِنَخْلَةَ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَعَا إِلَى عِبَادَتِهَا عَمْرُو بْنُ رَبِيعَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ كَعْبٍ ، وَقَالَ لَهُمْ عَمْرٌو : إِنَّ رَبَّكُمْ يَتَصَيَّفُ بِاللَّاتِ لِبَرْدِ الطَّائِفِ ، وَيَشْتُو بِالْعُزَّى لِحَرِّ تِهَامَةَ . وَكَانَ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ شَيْطَانٌ يُعْبَدُ ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بَعْدَ الْفَتْحِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى لِيَقْطَعَهَا فَقَطَعَهَا ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا رَأَيْتَ فِيهِنَّ ؟ قَالَ : لَا شَيْءَ . قَالَ : مَا قَطَعْتَهُنَّ ، فَارْجِعْ فَاقْطَعْ . فَرَجَعَ فَقَطَعَ ، فَوَجَدَ تَحْتَ أَصْلِهَا امْرَأَةً نَاشِرَةً شَعْرَهَا ، قَائِمَةً عَلَيْهِنَّ ، كَأَنَّهَا تَنُوحُ عَلَيْهِنَّ ، فَرَجَعَ فَقَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ كَذَا وَكَذَا . قَالَ : صَدَقْتَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

144 حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ اتَّخَذَ الْعُزَّى بِنَخْلَةَ ، فَكَانُوا إِذَا فَرَغُوا مِنْ حَجِّهِمْ وَطَوَافِهِمْ بِالْكَعْبَةِ لَمْ يَحِلُّوا حَتَّى يَأْتُوا الْعُزَّى ، فَيَطُوفُونَ بِهَا ، وَيَحِلُّونَ عِنْدَهَا ، وَيَعْكُفُونَ عِنْدَهَا يَوْمًا ، وَكَانَتْ لِخُزَاعَةَ . وَكَانَتْ قُرَيْشٌ وَبَنُو كِنَانَةَ كُلُّهَا يُعَظِّمُ الْعُزَّى مَعَ خُزَاعَةَ وَجَمِيعِ مُضَرَ ، وَكَانَ سَدَنَتَهَا الَّذِينَ يَحْجُبُونَهَا بَنُو شَيْبَانَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ حُلَفَاءَ بَنِي هَاشِمٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

145 وَقَالَ عُثْمَانُ : وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ : كَانَتْ بَنُو نَصْرٍ وَجُشَمَ وَسَعْدُ بْنُ بَكْرٍ وَهُمْ عَجُزُ هَوَازِنَ يَعْبُدُونَ الْعُزَّى . قَالَ الْكَلْبِيُّ : وَكَانَتِ اللَّاتُ وَالْعُزَّى وَمَنَاةُ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ شَيْطَانَةٌ تُكَلِّمُهُمْ وَتَرَاءَا لِلسَّدَنَةِ ، وَهُمُ الْحَجَبَةُ ، وَذَلِكَ مِنْ صَنِيعِ إِبْلِيسَ وَأَمْرِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

146 حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْهُذَلِيِّ ، قَالَ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِعَشْرِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَبَثَّ السَّرَايَا فِي كُلِّ جِهَةٍ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُغِيرُوا عَلَى مَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى الْإِسْلَامِ ، فَخَرَجَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِي فِي مِائَتَيْنِ قِبَلَ يَلَمْلَمَ ، وَخَرَجَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِي فِي ثَلَاثِمِائَةٍ قِبَلَ عُرَنَةَ ، وَبَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى يَهْدِمُهَا ، فَخَرَجَ خَالِدٌ فِي ثَلَاثِينَ فَارِسًا مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الْعُزَّى ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا فَهَدَمَهَا ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَهَدَمْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : هَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا ؟ قَالَ : لَا . قَالَ : فَإِنَّكَ لَمْ تَهْدِمْهَا ، فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَاهْدِمْهَا . فَخَرَجَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهُوَ مُتَغَيِّظٌ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهَا جَرَّدَ سَيْفَهُ ، فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ عُرْيَانَةٌ نَاشِرَةٌ شَعْرَهَا ، فَجَعَلَ السَّادِنُ يَصِيحُ بِهَا . قَالَ خَالِدٌ : وَأَخَذَنِي اقْشِعْرَارٌ فِي ظَهْرِي ، فَجَعَلَ يَصِيحُ بِهَا وَيَقُولُ :
أَعُزَّى شُدِّي شَدَّةً لَا تُكَذِّبِي
أَعُزَّى أَلْقِي الْقِنَاعَ وَشَمِّرِي

أَعُزَّى إِنْ لَمْ تَقْتُلِي الْمَرْءَ خَالِدًا
فَبُوئِي بِإِثْمٍ عَاجِلٍ أَوْ تَنَصَّرِي
فَأَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِالسَّيْفِ إِلَيْهَا وَهُوَ يَقُولُ :
يَا عُزَّ كُفْرَانَكِ لَا سُبْحَانَكِ
إِنِّي رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ أَهَانَكِ
قَالَ : فَضَرَبَهَا بِالسَّيْفِ ، فَجَزَلَهَا بِاثْنَتَيْنِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، تِلْكَ الْعُزَّى ، قَدْ أَيِسَتْ أَنْ تُعْبَدَ بِبِلَادِكُمْ أَبَدًا ثُمَّ قَالَ خَالِدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِكَ ، وَأَنْقَذَنَا بِكَ مِنَ الْهَلَكَةِ ، لَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَبِي يَأْتِي الْعُزَّى بِخَيْرِ مَالِهِ مِنَ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ ، فَيَذْبَحُهَا لِلْعُزَّى ، وَيُقِيمُ عِنْدَهَا ثَلَاثًا ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَيْنَا مَسْرُورًا ، وَنَظَرْتُ إِلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ أَبِي ، وَإِلَى ذَلِكَ الرَّأْيِ الَّذِي كَانَ يُعَاشُ فِي فَضْلِهِ ، وَكَيْفَ خُدِعَ حَتَّى صَارَ يَذْبَحُ لِمَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ إِلَى اللَّهِ ، فَمَنْ يَسَّرَهُ لِلْهُدَى تَيَسَّرَ لَهُ ، وَمَنْ يَسَّرَهُ لِلضَّلَالَةِ كَانَ فِيهَا وَكَانَ هَدَمَهَا لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ ، وَكَانَ سَادِنُهَا أَفْلَحَ بْنَ النَّضْرِ السُّلَمِيَّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو لَهَبٍ يَعُودُهُ وَهُوَ حَزِينٌ ، فَقَالَ لَهُ : مَا لِي أَرَاكَ حَزِينًا ؟ قَالَ : أَخَافُ أَنْ تَضِيعَ الْعُزَّى مِنْ بَعْدِي . قَالَ لَهُ أَبُو لَهَبٍ : فَلَا تَحْزَنْ ، فَأَنَا أَقُومُ عَلَيْهَا بَعْدَكَ . فَجَعَلَ أَبُو لَهَبٍ يَقُولُ لِكُلِّ مَنْ لَقِيَ : إِنْ تَظْهَرِ الْعُزَّى كُنْتُ قَدِ اتَّخَذْتُ عِنْدَهَا يَدًا بِقِيَامِي عَلَيْهَا ، وَإِنْ يَظْهَرْ مُحَمَّدٌ عَلَى الْعُزَّى - وَمَا أَرَاهُ يَظْهَرُ - فَابْنُ أَخِي . فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

147 حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ : جَاءَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ايْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ ؛ فَإِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا . قَالَ : قُلْ . فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
شَهِدْتُ بِإِذْنِ اللَّهِ أَنَّ مُحَمَّدًا
رَسُولُ الَّذِي فَوْقَ السَّمَوَاتِ مِنْ عَلُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأَنَا أَشْهَدُ . فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ :
وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى
كِلَيْهِمَا لَهُ عَمَلٌ فِي دِينِهِ مُتَقَبَّلُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأَنَا أَشْهَدُ فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ :
وَأَنَّ الَّذِي عَادَ الْيَهُودَ ابْنَ مَرْيَمٍ
رَسُولٌ أَتَى مِنْ عِنْدِ ذِي الْعَرْشِ مُرْسَلُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأَنَا أَشْهَدُ . فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ :
وَأَنَّ أَخَا الْأَحْقَافِ إِذْ يَعْذِلُونَهُ
يُجَاهِدُ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَيَعْدِلُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأَنَا أَشْهَدُ . فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ :
وَأَنَّ الَّتِي بِالْجِزْعِ مِنْ بَطْنِ نَخْلَةٍ
وَمَنْ دَانَهَا فَلٌّ عَنِ الْحَقِّ مُعْزَلُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأَنَا أَشْهَدُ . قَالَ سُفْيَانُ : يَعْنِي الْعُزَّى . وَأَمَّا مَنَاةُ ، فَكَانَتْ بِالْمُشَلَّلِ مِنْ قُدَيْدٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،