ذكر مشاركته في الأحداث العامة

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ذكر مشاركته في الأحداث العامة
قال: أخبرنا أبو بكر بن محمد بن أبي مرة المكي.
قال: حدثني نافع بن عمر.
قال: حدثني عمرو بن دينار: أن أهل المدينة كلموا ابن عباس أن يحج بهم وعثمان بن عفان محصور.
فدخل على عثمان فأخبره بذلك فأمره أن يحج بالناس.
فحج بهم ثم انصرف إلى المدينة.
فوجد عثمان قد قتل.
فقال لعلي: إن أنت قمت بهذا الأمر الآن ألزمك الناس دم عثمان إلى يوم القيامة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله ابن أبي سبرة.
عن عبد المجيد بن سهيل.
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة.
عن ابن عباس قال: دعاني عثمان فاستعملني على الحج قال : فخرجت إلى مكة.
فأقمت للناس الحج وقرأت عليهم كتاب عثمان إليهم ثم قدمت المدينة وقد بويع لعلي.
فقال: سر إلى الشام فقد وليتكها.
فقال ابن عباس: ما هذا برأي!!.
معاوية رجل من بني أمية وهو ابن عم عثمان وعامله على الشام ولست آمن أن يضرب عنقي بعثمان.
أو أدنى ما هو صانع بي أن يحبسني فيتحكم علي.
فقال له علي: ولم؟ قال: لقرابة ما بيني وبينك.
وإن كل من حمل عليك حمل علي.
ولكن اكتب إلى معاوية فمنه وعدة.
فأبى علي وقال: والله لا كان هذا أبدا.

قال محمد بن عمر: وكانت السنة التي ولي عثمان فيها ابن عباس على الحج سنة خمس وثلاثين.
ولما ولي علي وبويع له استعمل أيضا عبد الله ابن عباس على الحج فحج بالناس سنة ست وثلاثين .

قال: أخبرنا أبو عبيد.
قال: حدثنا أبو جناب الكلبي.
عن شيخ من بني مجاشع.
أخبره: أن عبد الله بن عباس شهد الجمل مع علي ابن أبي طالب وهو كان رسوله إلى طلحة والزبير يسألهما عن خروجهما في هذا الأمر وما يريدان.
ورجع إلى علي بجوابهما.

قال: أخبرنا أبو عبيد.
عن مجالد.
عن الشعبي.
وغيره قال:
أقام علي بعد وقعة الجمل بالبصرة خمسين ليلة.
ثم أقبل إلى الكوفة واستخلف عبد الله بن عباس على البصرة.
ووجه الأشتر على مقدمته إلى الكوفة فلحقه رجل فقال : من استخلف أمير المؤمنين على البصرة؟ قال: عبد الله بن عباس.
قال: ففيم قتلنا الشيخ بالمدينة أمس.
قال: فلم يزل ابن عباس على البصرة حتى سار إلى صفين فاستخلف أبا الأسود الديلي على الصلاة بالبصرة.
واستخلف زيادا على»
الخراج وبيت المال والديوان.
وقد كان استكتبه قبل ذلك فلم يزالا على البصرة حتى قدم من صفين فرجع ابن عباس إلى البصرة فأقام بها فلم يزل بها حتى قتل علي - رحمه الله- فحمل ما حمل من المال ثم مضى إلى الحجاز واستخلف عبد الله بن الحارث بن نوفل ابن عبد المطلب على البصرة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثني علي بن عمر بن عطاء.

عن أبيه.
عن عكرمة.
قال: لما كان يوم الحكمين فحكم معاوية من قبله عمرو بن العاص قال الأحنف بن قيس لعلي: يا أمير المؤمنين حكم ابن عباس فإنه نحوه .

وابن عباس رجل مجرب قال علي: فأنا أفعل.
فحكم ابن عباس فأبت اليمانية وقالوا: لا حتى يكون منا رجل.
ودعوا إلى أبي موسى الأشعري.

فجاء ابن عباس إلى علي فقال: علا م تحكم أبا موسى فو الله لقد عرفت رأيه فينا.
فو الله ما نصرنا وهو يرجو ما نحن فيه.
فندخله الآن في معاقد الأمر مع أن أبا موسى ليس بصاحب ذاك.
فإذا أبيت أن تجعلني مع عمرو فاجعل الأحنف بن قيس فإنه مجرب من العرب وهو قرن لعمرو فقال علي: فأنا أجعل الأحنف فأبت اليمانية أيضا.
وقالوا: لا يكون فيها إلا يماني.

فلما غلب علي جعل أبا موسى.

قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثنا عيسى بن علقمة.
عن داود بن الحصين.
عن عكرمة.
قال: سمعت ابن عباس يقول: قلت لعلي يوم الحكمين: لا تحكم الأشعري فإن معه رجل حذر مرس قارح من الرجال فلزني إلى جنبه فإنه لا يحل عقدة إلا عقدتها ولا يعقد عقدة إلا حللتها.
قال: يا ابن عباس فما أصنع إنما أوتي من أصحابي.
قد ضعفت بينهم وكلوا في الحرب.
هذا الأشعث بن قيس يقول: لا يكون فيها مضريان أبدا حتى يكون أحدهما يماني.
قال ابن عباس: فعذرته وعرفت أنه مضطهد وأن أصحابه لا نية لهم.
أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة.

عن داود بن الحصين.
عن عكرمة قال: سمعت ابن عباس يحدث عبد الله ابن صفوان عن الخوارج الذين أنكروا الحكومة فاعتزلوا علي بن أبي طالب.
قال: فاعتزل منهم اثنا عشر ألفا فدعاني علي فقال: اذهب إليهم فخاصمهم وادعهم إلى الكتاب والسنة ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذو وجوه ولكن خاصمهم بالسنة .

قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثني عبد الله بن جعفر.

عن عمران بن مناح قال: فقال ابن عباس: أي أمير المؤمنين فأنا أعلم بكتاب الله منهم.
في بيوتنا نزل فقال علي: صدقت ولكن القرآن حمال ذو وجوه.
تقول ويقولون ولكن حاجهم بالسنن فإنهم لن يجدوا عنها محيصا.

فخرج ابن عباس إليهم وعليه حلة حبرة .
فحاجهم بالسنن فلم تبق بأيديهم حجة .

قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثني شرحبيل بن أبي عون.
عن أبيه.
قال: لما كلمهم ابن عباس تفرقوا ثلاث فرق منهم فرقة رجعت إلى منازلهم التي بها قرارهم .
وأقامت الفرقة الثانية.
فقالوا: لا نعجل على علي وننظر إلى ما يصير أمره وهم أصحاب النخيلة .
ومضت الفرقة الثالثة.
الذين شهدوا على علي وأصحابه بالشرك واستعرضوا الناس بالقتل أولئك أصحاب النهروان .
وكان رأسهم عبد الله بن وهب الراسبي.
هم الذين اعتزلوا فقاتلهم علي حتى قتلهم.

قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثنا ربيعة بن عثمان.
وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة.
ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وغيرهم.

قالوا: جاء نعي معاوية بن أبي سفيان.
وعبد الله بن عباس يومئذ غائب بمكة.
فلما صدر الناس من الحج سنة ستين.
وتكلم عبد الله بن الزبير وأظهر الدعاء.
خرج ابن عباس إلى الطائف.
فلما كانت وقعة الحرة وجاء الخبر ابن الزبير- كان بمكة يومئذ عبد الله بن عباس وابن الحنفية- ولما جاء الخبر بنعي يزيد بن معاوية وذلك لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين- قام ابن الزبير فدعا إلى نفسه وبايعه الناس.
دعا ابن عباس وابن الحنفية إلى البيعة فأبيا أن يبايعا وقالا: حتى تجتمع لك البلاد ويأتسق لك الناس وما عندنا خلاف.
فأقاما على ذلك ما أقاما.
فمره يكاشرهما ومرة يلين لهما ومرة يباديهما فكان هذا من أمره حتى إذا كانت سنة ست وستين غلظ عليهما ودعاهما إلى البيعة فأبيا.

قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثني هشام بن عمارة.
عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم.
عن أبيه قال: كان ابن عباس وابن الحنفية بالمدينة وعبد الملك يومئذ بالشام يغزو مصعب بن الزبير فرحلا حتى نزلا مكة فأرسل ابن الزبير إليهما أن يبايعا.
قالا: حتى يجتمع الناس على رجل- وأنت في فتنة- فغضب من ذلك ووقع بينه وبينهما شر فلم يزل الأمر يغلظ حتى خافا منه خوفا شديدا ومعهما الذرية.
فبعثا رسولا إلى العراق يخبران بما هما فيه فخرج إليهما أربعة آلاف فيهم ثلاثة رؤساء: عطية بن سعد وابن هانئ وأبو عبد الله الجدلي فخرجوا من الكوفة فبعث والي الكوفة في أثرهم خمسمائة ليردوهم فأدركوهم بواقصة»
فامتنعوا منهم.
فانصرفوا راجعين .
فمروا وقد أخفوا السلاح حتى انتهوا إلى مكة لا يعرض لهم أحد وأنهم ليمروا على مسالح ابن الزبير ما يعرض لهم أحد فدخلوا المسجد فسمع بهم ابن الزبير حين دخلوا فدخل منزله وكان قد ضيق على ابن عباس وابن الحنفية وأحضر الحطب يجعله على أبوابهما يحرقهما أو يبايعان فهم على تلك الحال حتى جاء هؤلاء العراقيون فمنعوهما حتى خرجا إلى الطائف وخرجوا معهم وهم أربعة آلاف.
وكانوا هناك حتى توفي عبد الله بن عباس فحضروا موته بالطائف.
ثم لزموا ابن الحنفية فكانوا معه في الشعب وامتنعوا من ابن الزبير.
قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثني الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي القاضي.
عن أبيه.
عن جده.
قال: لما وقعت الفتنة بين عبد الله بن الزبير وبين عبد الملك بن مروان ارتحل عبد الله بن عباس ومحمد بن الحنفية بأولادهما ونسائهما حتى نزلوا مكة فبعث عبد الله بن الزبير إليهما تبايعان فأبيا وقالا: أنت وشأنك لا نعرض لك ولا لغيرك.
فأبى وألح عليهما إلحاحا شديدا وقال لهما فيما يقول: والله لتبايعن أو لأحرقنكما بالنار فبعثا أبا الطفيل عامر بن واثلة إلى شيعتهم بالكوفة وقالا: أنا لا نأمن هذا الرجل.
فمشوا في الناس فانتدب أربعة آلاف فحملوا السلاح حتى دخلوا مكة فكبروا تكبيرة سمعها أهل مكة.
وابن الزبير في المسجد فانطلق هاربا حتى دخل دار الندوة.
ويقال تعلق بأستار الكعبة وقال:
أنا عائذ الله.
قال: ثم ملنا إلى ابن عباس وابن الحنفية وأصحابهما وهم في دور قريب من المسجد قد جمع الحطب فأحاط بهم حتى بلغ رؤوس الجدر لو أن نارا تقع فيه ما رؤي منهم أحد حتى تقوم الساعة فأخرناه عن الأبواب.
وقلنا لابن عباس: ذرنا نريح الناس منه فقال: لا هذا بلد حرام حرمه الله ما أحله لأحد إلا للنبي ص ساعة فامنعونا وأجيرونا قال:
فتحملوا وإن مناديا ينادي في الجبل: ما غنمت سرية بعد نبيها ما غنمت هذه السرية.
إن السرايا تغنم الذهب والفضة وإنما غنمتم دماءنا.
فخرجوا بهم حتى أنزلوهم منى فأقاموا ما شاء الله ثم خرجوا بهم إلى الطائف.
فمرض عبد الله ابن عباس فبينا نحن عنده إذ قال في مرضه: إني أموت في خير عصابة على وجه الأرض أحبهم إلى الله وأكرمهم عليه وأقربهم إلى الله زلفى.
فإن مت فأنتم هم فما لبث إلا ثمان ليال بعد هذا القول حتى توفي رحمه الله فصلى عليه محمد بن الحنفية وولينا حمله ودفنه.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،