تنازل الحسن والصلح بين المسلمين

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    تنازل الحسن والصلح بين المسلمين
قال: أخبرنا أبو عبيد.
عن مجالد.
عن الشعبي.

وعن يونس بن أبي إسحاق.
عن أبيه.

وعن أبي السفر.
وغيرهم.
قالوا: بايع أهل العراق بعد علي بن أبي طالب الحسن بن علي.

ثم قالوا له : سر إلى هؤلاء القوم الذين عصوا الله ورسوله وارتكبوا العظيم وابتزوا الناس أمورهم.
فإنا نرجو أن يمكن الله منهم.
فسار الحسن إلى أهل الشام.
وجعل على مقدمته قيس بن سعد بن عباده .
في اثني عشر ألفا.
وكانوا يسمون شرطة الخميس .

وقال غيره: وجه إلى الشام عبيد الله بن العباس ومعه قيس بن سعد.

فسار فيهم قيس حتى نزل مسكن والأنبار وناحيتها.
وسار الحسن حتى نزل المدائن.
وأقبل معاوية في أهل الشام يريد الحسن حتى نزل جسر منبج .
فبينا الحسن بالمدائن إذ نادى مناديه في عسكره ألا إن قيس بن سعد قد قتل.
قال: فشد الناس على حجرة الحسن فانتهبوها حتى انتهبت بسطه وجواريه وأخذوا رداءه من ظهره.
وطعنه رجل من بني أسد يقال له: ابن أقيصر بخنجر مسموم في أليته.
فتحول من مكانه الذي انتهب فيه متاعه.
ونزل الأبيض قصر كسرى.
وقال: عليكم لعنة الله من أهل قرية.

فقد علمت أن لا خير فيكم.
قتلتم أبي بالأمس.
واليوم تفعلون بي هذا .

ثم دعا عمرو بن سلمة الأرحبي .
فأرسله وكتب معه إلى معاوية بن أبي سفيان يسأله الصلح ويسلم له الأمر على أن يسلم له ثلاث خصال.
يسلم له بيت المال فيقضي منه دينه ومواعيده التي عليه.
ويتحمل منه هو ومن معه من عيال أبيه وولده وأهل بيته.
ولا يسب علي وهو يسمع.
وأن يحمل إليه خراج فسا ودرابجرد من أرض فارس كل عام إلى المدينة ما بقي.

فأجابه معاوية إلى ذلك وأعطاه ما سأل.
ويقال: بل أرسل الحسن بن علي عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى معاوية حتى أخذ له ما سأل.
وأرسل معاوية عبد الله بن عامر بن كريز.
وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس فقدما المدائن إلى الحسن فأعطياه ما أراد.
ووثقا له.
فكتب إليه الحسن أن أقبل فأقبل من جسر منبج إلى مسكن في خمسة أيام وقد دخل يوم السادس.
فسلم إليه الحسن الأمر وبايعه ثم سارا جميعا حتى قدما الكوفة.

فنزل الحسن القصر.
ونزل معاوية النخيلة.
فأتاه الحسن في عسكره غير مرة.

ووفى معاوية للحسن ببيت المال.
وكان فيه يومئذ ستة آلاف ألف درهم واحتملها الحسن وتجهز بها هو وأهل بيته إلى المدينة.
وكف معاوية عن سب علي والحسن يسمع.
ودس معاوية إلى أهل البصرة فطردوا وكيل الحسن.

وقالوا : لا يحمل فيئنا إلى غيرنا.
يعنون خراج فسا ودرابجرد.
فأجرى معاوية على الحسن كل سنة ألف ألف درهم.
وعاش الحسن بعد ذلك عشر سنين.

قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي .
قال: حدثنا أبو عوانة.
عن حصين.
عن أبي جميلة.
أن الحسن بن علي لما استخلف حين قتل علي.
فبينما هو يصلي إذ وثب عليه رجل فطعنه بخنجر- وزعم حصين أنه بلغه أن الذي طعنه رجل من بني أسد- وحسن ساجد قال حصين:
وعمى أدرك ذاك.
قال: فيزعمون أن الطعنة وقعت في وركه فمرض منها أشهرا ثم برئ.
فقعد على المنبر فقال: يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم أهل البيت الذين قال الله: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ/ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» قال: فما زال يقول ذاك حتى ما يرى أحد من أهل المسجد إلا وهو يخن بكاءا .
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل.
قال: حدثنا عون بن موسى.

قال: سمعت هلال بن خباب.
يقول: جمع الحسن بن علي رؤوس أصحابه في قصر المدائن.
فقال: يا أهل العراق لو لم تذهل نفسي عنكم إلا لثلاث خصال لذهلت: مقتلكم أبي.
ومطعنكم بغلتي.
وانتهابكم ثقلي أو قال: ردائي عن عاتقي.
وإنكم قد بايعتموني أن تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت وإني قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا قال: ثم نزل فدخل القصر .

قال: أخبرنا يزيد بن هارون.
قال: أخبرنا جرير بن عثمان.
قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي.
قال: لما بايع الحسن بن علي معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي وعمرو بن سفيان : لو أمرت الحسن فصعد المنبر فتكلم عيي عن المنطق فيزهد فيه الناس.
فقال معاوية: لا تفعلوا فو الله لقد رأيت رسول الله ص يمص لسانه وشفته.
ولن يعي لسان مصه النبي ص أو شفتين.
فأبوا على معاوية.
فصعد معاوية المنبر.
ثم أمر الحسن فصعد.
وأمره أن يخبر الناس أني قد بايعت معاوية فصعد الحسن المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم.
وأن يوفر عليكم غنائمكم.
وأن يقسم فيئكم فيكم.
ثم أقبل على معاوية.
فقال: كذاك.
قال: نعم.
ثم هبط من المنبر وهو يقول ويشير بإصبعه إلى معاوية «وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» فاشتد ذلك على معاوية.
فقالا: لو دعوته فاستنطقته فقال: مهلا فأبوا.
فدعوه.

فأجابهم.
فأقبل عليه عمرو بن العاص.
فقال له الحسن: أما أنت فقد اختلف فيك رجلان: رجل من قريش.
وجزار أهل المدينة.
فادعياك فلا أدري أيهما أبوك.
وأقبل عليه أبو الأعور السلمي فقال له الحسن: ألم يلعن رسول الله ص رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان.
ثم أقبل معاوية يعين القوم فقال له الحسن: أما علمت أن رسول الله ص لعن قائد الأحزاب وسائقهم وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو الأعور السلمي .

قال: أخبرنا هوذة بن خليفة.
قال: حدثنا عوف.
عن محمد.
قال: لما كان زمن ورود معاوية الكوفة.
واجتمع الناس عليه.
وبايعه الحسن ابن علي.
قال: قال أصحاب معاوية لمعاوية: عمرو بن العاص والوليد بن عقبة وأمثالهما من أصحابه: إن الحسن بن علي مرتفع في أنفس الناس لقرابته من رسول الله ص.
وإنه حديث السن عيي.
فمره فليخطب فإنه سيعيي في الخطبة فيسقط من أنفس الناس.
فأبى عليهم.
فلم يزالوا به حتى أمره.
فقام الحسن بن علي على المنبر دون معاوية.
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: والله لو ابتغيتم بين جابلق وجابلص»
رجلا جده نبي غيري وغير أخي لم تجدوه.
وأنا قد أعطينا بيعتنا معاوية.
ورأينا أن ما حقن دماء المسلمين خير مما هراقها.
والله ما أدري «لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» وأشار بيده إلى معاوية.
قال: فغضب معاوية فخطب بعده خطبة عيية فاحشة ثم نزل.
وقال له: ما أردت بقولك: «فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» .
قال: أردت بها ما أراد الله بها .

قال هوذة: قال عوف: وحدثني غير محمد .
أنه بعد ما شهد شهادة الحق قال: أما بعد: فإن عليا لم يسبقه أحد من هذه الأمة من أولها بعد نبيها.
ولن يلحق به أحد من الآخرين منهم.
ثم وصله بقوله الأول .

قال: أخبرنا سعيد بن منصور.
قال : حدثنا هشيم.
قال:
أخبرنا مجاهد.
عن الشعبي.
قال: لما سلم الحسن بن علي الأمر لمعاوية.

قال له: اخطب الناس.
قال: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن أكيس الكيس التقى.
وإن أحمق الحمق الفجور.
وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما حق كان أحق به مني.
وإما حق كان لي فتركته التماس الصلاح لهذه الأمة «وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» .

قال: أخبرنا محمد بن سليم العبدي.
قال: حدثنا هشيم.
عن أبي إسحاق الكوفي.
عن هزان.
قال: قيل للحسن بن علي: تركت إمارتك وسلمتها إلى رجل من الطلقاء وقدمت المدينة؟! فقال: إني اخترت العار على النار.

قال: أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي.
قال: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة.
عن عمرو بن دينار: أن معاوية كان يعلم أن الحسن كان أكره الناس للفتنة.
فلما توفي علي بعث إلى الحسن فأصلح الذي بينه وبينه سرا وأعطاه معاوية عهدا إن حدث به حدث والحسن حي ليسمينه وليجعلن هذا الأمر إليه.
فلما توثق منه الحسن.
قال ابن جعفر : والله إني لجالس عند الحسن إذ أخذت لأقوم فجذب بثوبي وقال: اقعد يا هناه اجلس .
فجلست.
قال
: إني قد رأيت رأيا وأحب أن تتابعني عليه قال: قلت: ما هو؟ قال: قد رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها وأخلي بين معاوية وبين هذا الحديث.
فقد طالت الفتنة وسقطت فيها الدماء وقطعت فيها الأرحام وقطعت السبل وعطلت الفروج - يعني الثغور- فقال ابن جعفر: جزاك الله عن أمة محمد خيرا فأنا معك على هذا الحديث فقال الحسن: ادع لي الحسين.
فبعث إلى حسين فأتاه فقال: أي أخي إني قد رأيت رأيا وإني أحب أن تتابعني عليه.
قال: ما هو؟ قال: فقص عليه الذي قال لابن جعفر.
قال الحسين: أعيذك بالله أن تكذب عليا في قبره وتصدق معاوية.
فقال الحسن: والله ما أردت أمرا قط إلا خالفتني إلى غيره.
والله لقد هممت أن أقذفك في بيت فأطينه عليك حتى أقضي أمري قال: فلما رأى الحسين غضبه قال: أنت أكبر ولد علي وأنت خليفته وأمرنا لأمرك تبع فافعل ما بدا لك فقام الحسن فقال: يا أيها الناس إني كنت أكره الناس لأول هذا الحديث وأنا أصلحت آخره لذي حق أديت إليه حقه أحق به مني.
أو حق جدت به لصلاح أمة محمد وإن الله قد ولاك يا معاوية هذا الحديث لخير يعلمه عندك أو لشر يعلمه فيك «وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» ثم نزل.

قال: أخبرنا علي بن محمد.
عن إبراهيم بن محمد.
عن زيد بن أسلم.
قال: دخل رجل على الحسن بالمدينة وفي يده صحيفة فقال: ما هذه؟ قال: من معاوية يعد فيها ويتوعد.
قال: قد كنت على النصف منه.

قال: أجل.
ولكني خشيت أن يأتي يوم القيامة سبعون ألفا أو ثمانون ألفا أو أكثر من ذلك وأقل كلهم تنضح أوداجهم دما كلهم يستعدي الله فيما هريق دمه .

قال: أخبرنا علي بن محمد.
عن قيس بن الربيع.
عن بدر بن الخليل.
عن مولى الحسن بن علي .
قال: قال لي الحسن بن علي: أتعرف معاوية بن حديج .
قال: قلت: نعم.
قال: فإذا رأيته فأعلمني.
فرآه خارجا من دار عمرو بن حريث .
فقال: هو هذا.
قال: ادعه.

فدعاه.
فقال له الحسن: أنت الشاتم عليا عند ابن آكلة الأكباد ؟ أما والله لئن وردت الحوض- ولن ترده- لترنه مشمرا عن ساقه حاسرا عن ذراعيه يذود عنه المنافقين.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،