بعث الحسين لمسلم بن عقيل إلى الكوفة, ثم رجع الحديث إلى الأول

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    بعث الحسين لمسلم بن عقيل إلى الكوفة
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل.
قال: حدثنا جعفر بن سليمان.
عن يزيد الرشك.
قال: حدثني من شافه الحسين.
قال: رأيت أبنية مضروبة بفلاة من الأرض فقلت: لمن هذه؟ قالوا: هذه لحسين قال:
فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن.
قال: والدموع تسيل على خديه ولحيته.
قال:
قلت: بأبي وأمي يا ابن رسول الله.
ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي ليس بها أحد؟ قال: هذه كتب أهل الكوفة إلي ولا أراهم إلا قاتلي.
فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلا انتهكوها فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة- يعني مقنعتها -.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ثم رجع الحديث إلى الأول:
قالوا: وقد كان الحسين قدم مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة.
وأمره أن ينزل على هانئ بن عروة المرادي .
وينظر إلى اجتماع الناس عليه ويكتب إليه بخبرهم.
فقدم مسلم بن عقيل الكوفة مستخفيا.

وأتته الشيعة .
فأخذ بيعتهم.
وكتب إلى حسين بن علي: إني قدمت الكوفة فبايعني منهم إلى أن كتبت إليك ثمانية عشر ألفا فعجل القدوم فإنه ليس دونها مانع.
فلما أتاه كتاب مسلم أغذ السير حتى انتهى إلى زبالة .
فجاءت رسل أهل الكوفة إليه بديوان فيه أسماء مائة ألف .
وكان النعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة في آخر خلافة معاوية فهلك وهو عليها.
فخاف يزيد أن لا يقدم النعمان على الحسين.
فكتب إلى عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان وهو على البصرة.
فضم إليه الكوفة.
وكتب إليه بإقبال الحسين إليها.
فإن كان لك جناحان فطر حتى تسبق إليها.
فأقبل عبيد الله بن زياد على الظهر سريعا حتى قدم الكوفة.
فأقبل متعمما متنكرا حتى دخل السوق.
فلما رأته السفلة وأهل السوق خرجوا يشتدون بين يديه وهم يظنون أنه حسين.
وذاك أنهم كانوا يتوقعونه.
فجعلوا يقولون لعبيد الله: يا ابن رسول الله.
الحمد لله الذي أراناك.

وجعلوا يقبلون يده ورجله.
فقال عبيد الله: لشد ما فسد هؤلاء.
ثم مضى حتى دخل المسجد فصلى ركعتين ثم صعد المنبر وكشف عن وجهه فلما رآه الناس مال بعضهم على بعض وأقشعوا عنه.
وبني عبيد الله بن زياد تلك الليلة بأهله أم نافع بنت عمارة بن عقبة ابن أبي معيط.
وأتى تلك الليلة برسول الحسين بن علي قد كان أرسله إلى مسلم بن عقيل يقال له: عبد الله بن بقطر .
فقتله.
وكان قدم مع عبيد الله من البصرة شريك بن الأعور الحارثي وكان شيعة لعلي.
فنزل أيضا على هانئ بن عروة.
فاشتكى شريك.
فكان عبيد الله يعوده في منزل هانئ.

ومسلم بن عقيل هناك لا يعلم به.
فهيئوا لعبيد الله ثلاثين رجلا يقتلونه إذا دخل عليهم وأقبل عبيد الله فدخل على شريك يسأل به.
فجعل شريك يقول:
ما تنظرون بسلمى أن تحيوها اسقوني ولو كانت فيها نفسي.
فقال عبيد الله ما يقول: قالوا: يهجر .
وتحشحش القوم في البيت.
فأنكر عبيد الله ما رأى منهم.
فوثب فخرج ودعا مولى لهانئ بن عروة كان في الشرطة فسأله فأخبره الخبر.
فقال: أولا .
ثم مضى حتى دخل القصر وأرسل إلى هانئ ابن عروة وهو يومئذ ابن بضع وتسعين سنة فقال: ما حملك على أن تجير عدوي وتنطوي عليه.
فقال: يا ابن أخي إنه جاء حق هو أحق من حقك وحق أهل بيتك.
فوثب عبيد الله وفي يده عنزة فضرب بها رأس هانئ حتى خرج الزج واغترز في الحائط ونثر دماغ الشيخ فقتله مكانه.
وبلغ الخبر مسلم بن عقيل فخرج في نحو من أربع مائة من الشيعة.
فما بلغ القصر إلا وهو في نحو ستين رجلا.
فغربت الشمس واقتتلوا قريبا من الرحبة.
ثم دخلوا المسجد وكثرهم أصحاب عبيد الله بن زياد.
وجاء الليل فهرب مسلم حتى دخل على امرأة من كندة يقال لها: طوعة.
فاستجار بها.
وعلم بذلك محمد بن الأشعث بن قيس فأخبر به عبيد الله بن زياد.
فبعث إلى مسلم فجيء به فأنبه وبكته وأمر بقتله.
فقال: دعني أوصي.
قال: نعم.
فنظر إلى عمر بن سعد بن أبي وقاص فقال: إن لي إليك حاجة وبيني وبينك رحم.

فقال عبيد الله: انظر في حاجة ابن عمك.
فقام إليه فقال: يا هذا إنه ليس هاهنا رجل من قريش غيرك.
وهذا الحسين بن علي قد أظلك فأرسل إليه رسولا فلينصرف.
فإن القوم قد غروه وخدعوه وكذبوه.
وإنه إن قتل لم يكن لبني هاشم بعده نظام.
وعلي دين أخذته منذ قدمت الكوفة فاقضه عني.
واطلب جثتي من ابن زياد فوارها .
فقال له ابن زياد: ما قال لك؟ فأخبره بما قال.
فقال: قل له: أما مالك فهو لك لا نمنعك منه وأما حسين.
فإن تركنا لم نرده.
وأما جثته فإذا قتلناه لم نبال ما صنع به.
ثم أمر به فقتل.
فقال عبد الله بن الزبير الأسدي في ذلك:
إن كنت لا تدرين ما الموت فانظري ...
إلى هانئ في السوق وابن عقيل ترى جسدا قد غير الموت لونه ...
ونضح دم قد سال كل مسيل
أصابهما أمر الإمام فأصبحا ...
أحاديث من يهوي بكل سبيل
ترى»
بطلا قد هشم السيف رأسه ...
وآخر يهوي من طمار قتيل
أيركب أسماء الهماليج آمنا ...
وقد طلبته مذ حج بقتيل
فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم ...
فكونوا بغايا أرضيت بقليل
يعني أسماء بن خارجة الفزاري.
كان عبيد الله بن زياد بعثه وعمرو بن الحجاج الزبيدي إلى هانئ بن عروة.
فأعطياه العهود والمواثيق.
فأقبل معهما حتى دخل على عبيد الله بن زياد فقتله.

قال: وقضى عمر بن سعد دين مسلم بن عقيل.
وأخذ جثته فكفنه ودفنه.
وأرسل رجلا إلى الحسين فحمله على ناقة وأعطاه نفقة.
وأمره أن يبلغه ما قال مسلم بن عقيل.
فلقيه على أربع مراحل فأخبره .

وبعث عبيد الله برأس مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة إلى يزيد بن معاوية .
وبلغ الحسين قتل مسلم وهانئ فقال له ابنه علي الأكبر: يا أبه ارجع فإنهم أهل.....
وغدرتهم وقلة وفائهم ولا يفون لك بشيء.
فقالت بنو عقيل لحسين: ليس هذا بحين رجوع.
وحرضوه على المضي.
فقال حسين لأصحابه: قد ترون ما يأتينا وما أرى القوم إلا سيخذلوننا فمن أحب أن يرجع فليرجع.
فانصرف عنه من صاروا إليه في طريقه وبقي في أصحابه الذين خرجوا معه من مكة ونفير قليل من صحبه في الطريق .

فكانت خيلهم اثنين وثلاثين فرسا.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،