رجع الحديث إلى الأول: [إرسال ثقل الحسين وأهله إلى يزيد]

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    رجع الحديث إلى الأول: إرسال ثقل الحسين وأهله إلى يزيد
قال: ثم أتي يزيد بن معاوية بثقل الحسين ومن بقي من اهله ونسائه.

فأدخلوا عليه قد قرنوا في الحبال.
فوقفوا بين يديه.
فقال له علي بن حسين:
أنشدك الله يا يزيد ما ظنك برسول الله ص لو رآنا مقرنين في الحبال.

أما كان يرق لنا.
فأمر يزيد بالحبال فقطعت وعرف الانكسار فيه .

وقالت له سكينة بنت حسين: يا يزيد.
بنات رسول الله ص سبايا!! فقال : يا بنت أخي هو والله علي أشد منه عليك .
وقال:
أقسمت بالله لو أن بين ابن زياد وبين حسين قرابة ما أقدم عليه ولكن فرقت بينه وبينه سمية.
وقال: قد كنت أرضى من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين.
فرحم الله أبا عبد الله عجل عليه ابن زياد.
أما والله لو كنت صاحبه ثم لم أقدر على دفع القتل عنه إلا بنقص بعض عمري لأحببت أن أدفعه عنه.

ولوددت أني أتيت به سالما.
ثم أقبل على علي بن حسين فقال: أبوك قطع رحمي ونازعني سلطاني فجزاه الله جزاء القطيعة والإثم.
فقام رجل من أهل الشام فقال: إن سباياهم لنا حلال .
فقال علي بن حسين:
كذبت ولؤمت ما ذاك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتأتي بغير ديننا .

فأطرق يزيد مليا.
ثم قال للشامي: اجلس.
ثم أمر بالنساء فأدخلن على نسائه وأمر نساء آل أبي سفيان فأقمن المأتم على الحسين ثلاثة أيام.
فما بقيت منهن امرأة إلا تلقتنا تبكي وتنتحب.
ونحن على حسين ثلاثا.
وبكت أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز على حسين.
وهي يومئذ عند يزيد بن معاوية.

فقال يزيد: حق لها أن تعول على كبير قريش وسيدها.
وقالت فاطمة بنت علي لامرأة يزيد: ما ترك لنا شيء.
فأبلغت يزيد ذلك.
فقال يزيد: ما أتى إليهم أعظم.
ثم ما ادعوا شيئا ذهب لهم إلا أضعفه لهم.
ثم دعا بعلي بن حسين.
وحسن بن حسن.
وعمرو بن حسن.
فقال لعمرو بن حسن وهو يومئذ ابن إحدى عشرة سنة: أتصارع هذا؟ يعني خالد بن يزيد.
قال:
لا.
ولكن أعطني سكينا وأعطه سكينا حتى أقاتله.
فضمه إليه يزيد.
وقال:
شنشنة أعرفها من أخزم .
هل تلد الحية إلا حية؟! ثم بعث يزيد إلى المدينة: فقدم عليه بعده من ذوي السن من موالي بني هاشم.
ثم من موالي بني علي .
وضم إليهم أيضا عدة من موالي أبي سفيان.
ثم بعث بثقل الحسين ومن بقي من نسائه واهله وولده معهم.
وجهزهم بكل شيء لم يدع لهم حاجة بالمدينة إلا أمر لهم بها.
وقال لعلي بن حسين: إن أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف لك حقك فعلت.
وإن أحببت أن أردك إلى بلادك وأصلك.
قال: بل تردني إلى بلادي.
فرده إلى المدينة ووصله .
وأمر الرسل الذين وجههم معهم أن ينزلوا بهم حيث شاءوا.

ومتى شاءوا .
وبعث بهم مع محرز بن حريث الكلبي.
ورجل من بهراء .
وكانا من أفاضل أهل الشام.

قال: وبعث يزيد برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد بن العاص وهو عامل له يومئذ على المدينة فقال عمرو: وددت أنه لم يبعث به إلي.
فقال مروان: اسكت.
ثم تناول الرأس فوضعه بين يديه.
وأخذ بأرنبته فقال:
يا حبذا بردك في اليدين ...
ولونك الأحمر في الخدين
كأنما باتا بمجسدين والله لكأني أنظر إلى أيام عثمان.
وسمع عمرو بن سعيد الصيحة من دور بني هاشم فقال:
عجت نساء بني زياد عجة ...
كعجيج نسوتنا غداة الأرنب
والشعر لعمرو بن معدي كرب في وقعة كانت بين بني زبيد وبين بني الحارث بن كعب.

ثم خرج عمرو بن سعيد إلى المنبر فخطب الناس .
ثم ذكر حسينا وما كان من أمره.
وقال: والله لوددت أن رأسه في جسده وروحه في بدنه يسبنا ونمدحه.
ويقطعنا ونصله كعادتنا وعادته.
فقام ابن أبي حبيش .

أحد بني أسد بن عبد العزى بن قصي فقال: أما لو كانت فاطمة حية لأحزنها ما ترى.

فقال عمرو: اسكت لا سكت.
أتنازعني فاطمة وأنا من عفر ظبابها .
والله إنه لابننا وإن أمه لابنتنا.
أجل والله لو كانت حية لأحزنها قتله.
ثم لم تلم من قتله يدفع عن نفسه.
فقال ابن أبي حبيش: إنه ابن فاطمة.
وفاطمة بنت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى.
ثم أمر عمرو بن سعيد: برأس الحسين فكفن ودفن بالبقيع عند قبر أمه» .

وقال عبد الله بن جعفر: لو شهدته لأحببت أن أقتل معه.
ثم قال: عز علي بمصرع حسين.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،