ثناء ابن عمر على عبد الله ابن الزبير

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ثناء ابن عمر على عبد الله ابن الزبير
قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثنا عبد الله بن نافع.

عن أبيه.
عن ابن عمر.
أنه كان جالسا معه.
فأتاه آت فقال: قتل ابن الزبير.
فقال: يرحمه الله.
فقيل: يا أبا عبد الرحمن صلب.
فقال ابن عمر:
قاتل الله الحجاج.
ما من خصلة شر إلا هي فيه.
ثم مر به ابن عمر وهو مصلوب.
والمسك يفوح منه.
فقال: يرحمك الله فو الله إن قوما كنت أخسهم لقوم صدق.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين.
قال: حدثنا إسحاق بن سعيد.

عن سعيد.
قال: قال ابن عمر لعبد الله بن الزبير: رحمك الله.
لقد سعدت أمه أنت شرها.
قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثنا رياح بن مسلم.
عن أبيه.

قال: لقد رأيتهم مرة ربطوا هرة ميتة إلى جنبه.
فكان ريح المسك يغلب على ريحها.

قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثنا شرحبيل بن أبي عون.
عن أبيه.
قال: كان عبد الله بن الزبير قد قشم جلده على عظمه.

كان يصوم الدهر.
فإذا أفطر.
أفطر على لبن الإبل.
وكان يمكث الخمس والست لا يذهب لحاجته.
وكان يشرب المسك.
وكان بين عينيه سجدة مثل مبرك العنز .
فلما قتله الحجاج صلبه على الثنية التي بالحجون يقال لها: كداء .
فأرسلت أسماء إليه.
قاتلك الله.
وعلا م تصلبه؟ فقال: إني استبقت أنا وابنك إلى هذه الخشبة فكانت الليجة»
به.
فأرسلت إليه تستأذنه في أن تكفنه.
فأبى.
وكتب إلى عبد الملك يخبره بما صنع.
فكتب إليه عبد الملك يلومه فيما صنع ويقول: ألا خليت أمه فوارته.
فأذن لها الحجاج.
فوارته بالمقبرة بالحجون.

قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي فروة.
عن أبيه.
قال: صلى عليه عروة بن الزبير.
ودفنه بالحجون.
وأمه يومئذ حية.
ثم توفيت بعد ذلك بأشهر بالمدينة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثني عبد الجبار بن عمارة.
عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم.
قال: حدثني من حضر مقتل عبد الله بن الزبير يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين.
وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين سنة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر.
قال: حدثني مصعب بن ثابت.

عن نافع مولى بني أسد بن عبد العزى- وكان عالما بأمر ابن الزبير-.
قال:
حصر عبد الله بن الزبير ليلة هلال ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين إلى أن قتل يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين.

فكان حصر الحجاج إياه ستة أشهر وسبعة عشر يوما.

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم.
عن أيوب.
عن نافع.
قال: كان ابن عمر على ناقة له فيها نفار .
فلما مر بابن الزبير وهو مصلوب.

جعلنا نستره.
فحانت منه نظرة.
فقال: إن كنت عن هذا لغنيا.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم.
قال: حدثنا سلام بن مسكين.

قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي جميلة الأنصاري.
أن ابن عمر مر بابن الزبير وهو مصلوب.
فقال: يرحمك الله.
إن كنت لصواما قواما.
لقد أفلحت قريش أن كنت شر أهلها .

قال: أخبرنا عارم بن الفضل.
قال: حدثنا حماد بن زيد.
عن أيوب.
عن نافع.
أن ابن عمر مر بجذع عبد الله بن الزبير.
فحادت به الناقة.

قال: فقال: أهو هو؟ قال: قلت: نعم.
قال: قد كنت عن هذا غنيا.

قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء.
قال: أخبرنا زياد بن الجصاص.
عن علي بن زيد بن جدعان.
عن مجاهد.
قال: قال عبد الله ابن عمر: انظر المكان الذي به ابن الزبير مصلوب فلا تمرر بي عليه.
فسها الغلام.
فإذا ابن عمر ينظر إلى ابن الزبير مصلوبا.
فقال: يغفر الله لك.

يغفر الله لك.
ثلاثا.
أما والله ما علمتك إلا كنت صواما قواما.
وصولا للرحم.
أما والله إني لأرجو مع مساوئ ما أصبت أن لا يعذبك الله بعدها أبدا.
قال: ثم التفت إلي فقال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: قال رسول الله ص:، من يعمل سوءا يجز به في الدنيا ، .
قال: أخبرنا الفضل بن دكين.
قال: حدثنا الحسن بن أبي الحسناء.
قال: حدثنا أبو العالية.
أنه رأى ابن عمر واقفا يستغفر لابن الزبير وهو مصلوب.
فقال: إن كنت والله ما علمت صواما قواما.
تحب الله ورسوله.
فانطلق رجل إلى الحجاج فقال: هذا ابن عمر واقف يستغفر لابن الزبير.
ويقول: إن كنت والله ما علمت صواما قواما تحب الله ورسوله.

فقال لرجل من أهل الشام: قم فأتني به.
فقام الشامي طويلا فقال: أصلح الله الأمير.
تأذن لي أن أتكلم.
فقال: تكلم.
قال: إنما أعين الناس كافة إلى هذا الرجل.
فأنت إن قتلته خشيت أن تكون فتنة.
لا تطفأ.
فقال:
اجلس.
وأرسل إليه مكانه بعشرة آلاف فقال: أرسل بهذه الأمير لتستعين بها.
فقبلها ثم سكت عنه.
فأرسل إليه: أرسل إلينا بدراهمنا لكيما ينظر أنفق منها شيئا أم لا؟ فأرسل إليه أنا قد أنفقنا منها طائفة وعندنا طائفة نجمعها لك أحد اليومين ثم نبعث بها.
فأرسل إليه انتفع بها فلا حاجة لنا فيها.

قال: وأخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم وعبد الملك ابن عمرو وأبو عامر العقدي ومسلم بن إبراهيم.
قالوا: حدثنا الأسود بن شيبان.
قال: حدثنا أبو نوفل بن أبي عقرب العريجي.
أن الحجاج بن يوسف لما قتل عبد الله بن الزبير صلبه على عقبة المدينة .
ليرى ذلك قريش المدينة.
فلما نفروا.
جعلت قريش تمر به.
والناس لا يقفون عليه.
حتى مر به عبد الله بن عمر.
فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خبيب.
السلام عليك أبا خبيب.
السلام عليك أبا خبيب.
لقد كنت نهيتك عن هذا- ثلاثا- ولقد كنت عن هذا غنيا.
ثم قال: أما والله ما علمت إن كنت لصواما قواما وصولا للرحم .
وإن أمه تكون أنت شرهم لأمة صدق.
ثم نفذ.

فبلغ الحجاج موقف عبد الله بن عمر.
فاستنزله فرمى به في مقابر اليهود .

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،