بَابُ الْجَزَعِ وَرَقَةِ الشَّكْوَى لِفُرْقَةِ الْأَحْبَابِ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

628 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَزْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ قَالَ : وَفَدْنَا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَنَحْنُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ , فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّهُ لَمَّا دَخَلَ إِخْوَةُ يُوسُفَ عَلَيْهِ احْتَبَسَ أَخَاهُ عَلَيْهِ يُحَدِّثُهُ , فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ : أَكُلُّ هَؤُلَاءِ إِخْوَتِكَ لِأَبِيكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : مَا لَكَ أَخٌ لِأُمِّكَ ؟ قَالَ : لَا , كَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ يُوسُفُ قَالَ : فَمَا فَعَلَ ؟ قَالَ : أَكَلَهُ الذِّئْبُ قَالَ : فَهَلْ حَزِنَ عَلَيْهِ أَبُوهُ يَعْقُوبُ ؟ قَالَ : نَعَمْ , حُزْنًا شَدِيدًا قَالَ : وَمَا بَلَغَ مِنْ حُزْنِهِ ؟ قَالَ : ذَهَبَ بَصَرُهُ , وَهُوَ كَظِيمٌ قَالَ : فَهَلْ حَزِنْتَ أَنْتَ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ , حُزْنًا شَدِيدًا قَالَ : فَهَلْ تَزَوَّجْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَهَلْ يَتَزَوَّجُ الْمَحْزُونُ ؟ قَالَ : إِنَّ الشَّيْخَ يَعْقُوبَ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمَرَنِي بِذَلِكَ وَقَالَ : يَا بُنَيَّ , تَزَوَّجْ لَعَلَّهُ يُولَدُ لَكَ وَلَدٌ يُثَقِّلُ الْأَرْضَ بِتَسْبِيحِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

629 حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ الْعُصْفُرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : لَمْ تُعْطَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ مِنَ الِاسْتِرْجَاعِ مَا أُعْطِيَتْهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ , وَلَوْ أُعْطِيهَا أَحَدٌ لَأُعْطِيهَا يَعْقُوبُ حِينَ قَالَ : { يَا أَسْفَى عَلَى يُوسُفَ }

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

630 أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الطَّبَرَانِي :
كَمِ اسْتَرَاحَ إِلَى حَبَرٍ فَلَمْ يَرُحِ
صَبٌّ إِلَيْكَ مِنَ الْأَشْوَاقِ فِي فَرَحِ

تَرَكْتُمُ قَلْبَهُ مِنْ حُزْنِ فُرْقَتِكُمْ
لَوْ يُرْزَقُ الْوَصْلَ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْفَرَحِ
أُنْشِدْنَا لِآخَرَ :
روعتُ بِالْبَيْنِ حَتَّى لَا أُرَاعَ لَهُ
وَبِالْحَوَادِثِ فِي أَهْلِي وَجِيرَانِي

لَمْ يَتْرُكِ الدَّهْرُ لِي عِلْقًا أَضِنُّ بِهِ
إِلَّا اصْطَفَاهُ بِبَيْنٍ أَوْ بِهِجْرَانِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

631 حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : بَلَغَ كُثَيِّرًا أَنَّ عَزَّةَ , مَرِيضَةٌ بِمِصْرَ , وَأَنَّهَا تَسْتَامُهُ , فَخَرَجَ يُرِيدُهَا , فَلَمَّا صَارَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ إِذَا بِغُرَابٍ عَلَى بَانَةٍ يَنْتِفُ رِيشَهُ , فَتَطَيَّرَ مِنْ ذَلِكَ , فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ لَقِيَ رَجُلًا عَائِفًا زَاجِرًا , فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَصَدَ لَهُ وَمَا رَأَى فِي طَرِيقِهِ , فَقَالَ لَهُ : لَقَدْ مَاتَتْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ وَاسْتَبْدَلَتْ بَدِيلًا , فَقَدِمَ مِصْرَ وَوَجَدَ النَّاسَ مُنْصَرِفِينَ مِنْ جَنَازَتِهَا , فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
رَأَيْتُ غُرَابًا وَاقِفًا فَوْقَ بَانَةٍ
يَنْتِفُ أَعْلَى رِيشِهِ وَيُطَايِرُهْ

فَمَا أَعَيَفَ النَّهْدِيَّ لَا دَرَّ دَرَّهُ
وَأَعْلَمَهُ بِالزَّجْرِ لَا عَزَّ نَاصِرُهْ

فَأَمَّا غُرَابٌ فَاغْتَرَاتَ مِنَ النَّوَى
وَبَانَ فَبَيْنٌ مِنْ حَبِيبٍ تُعَاشِرُهْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

632 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ , وَأَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ , وَأَبُو مَنْصُورٍ الطَّاغَانِيُّ , قَالُوا : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَنْقَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الِاجْتِمَاعُ رَحْمَةٌ , وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

633 أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِي لِلصِّمَّةِ الْقُشَيْرِيِّ :
وَكُنَّا كَزَوْجٍ مِنْ قَطًا فِي مَفَازَةٍ
لَدَى خَفْضِ عَيْشٍ مُوفَقٍ مُورِقٍ رَغَدِ

أَصَابَهُمَا رَيْبُ الزَّمَانِ فَأُفْرِدَا
وَلَمْ تَرَ شَيْئًا قَطُّ أَقْبَحَ مِنْ فَرْدِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

634 أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الرَّقِّي قَالَ : أَنْشَدَنِي هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ :
وَمَحْزُونَةٍ لَوْ مَرَّ الْفِرَاقُ تَرَكْتُهَا
وَفِي الصَّدْرِ مِنْهَا جَمْرَةٌ تَتَسَعَّرُ

تَطَيَّرُ أَنْ تَبْكِيَ عَلَيَّ فَدَمْعُهَا
لِمَا نَالَهُ فِي جَفْنِهَا مُتَحَيِّرُ

فَقُلْتُ : قَضَاءُ اللَّهِ فَرَّقَ بَيْنَنَا
فَقَالَتْ : قَضَى اللَّهُ مَا كُنْتُ أَحْذَرُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

635 حَدَّثَنَا أَخِي قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ النَّحَّاسُ , عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ : يُقَالُ إِنَّ فَرَحَ إِبْلِيسَ إِذَا فَسَدَ بَيْنَ الْمُتَحَابِّينَ كَفَرْحِهِ حِينَ أُخْرِجَ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

636 حَدَّثَنَا 16006 عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِسْحَاقِيُّ قَالَ : دَعَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ مُحَمَّدَ بنَ طَالُوتَ , وَكَانَ نَدِيمَهُ وَصَاحِبَ أَمْرِهِ , فَقَالَ : مَنْ تَرَى يَكُونُ الْيَوْمَ ثَالِثًا وَلَا يَكُونُ ثَقِيلًا , فَاتَّفَقَا عَلَى مَانِي الْمُوَسْوِسِ , فَأُحْضِرَ , فَلَمَّا أَخَذَ مَجْلِسَهُ وَكَانَتْ مَنُوسَةُ جَارِيَةُ الْمَهْدِيِّ تُغَنِّيهِمْ , فَغَنَّتْ هَذَا الصَّوْتَ :
وَلَسْتُ بِنَاسٍ إِذْ غَدَوْا فَتَحَمَّلُوا
دُمُوعِي عَلَى الْأَحْبَابِ مِنْ شِدَّةِ الْوَجْدِ

وَقُلْتُ : وَقَدْ لَاحَتْ لِعَيْنِي حُمُولُهُمْ
بَوَاكِرُ تَجْرِي لَا يَكُنْ آخِرَ الْعَهْدِ
فَقَالَ مَانِي : زِيدِي فِيهِ بِرَأْسِ الْأَمِيرِ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ :
وَقُمْتُ أُنَاجِي الْفِكْرَ وَالدَّمْعُ حَائِرٌ
بِمُقْلَةِ مَوْقُوفٍ عَلَى الطُّرِ وَالْجَهْدِ

أَلَا يَعْدُنِي هَذَا الْأَمِيرُ بِعِزِّهِ
عَلَى ظَالِمٍ قَدْ لَجَّ فِي الْجَهْدِ وَالصَّدِ
فَقَالَ لَهُ الْأَمِيرُ : أَتَعْشَقُ يَا مَانِي ؟ فَاسْتَحْيَا وَقَالَ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ , طَرْفٌ هَاجِمٌ , وَشَوْقٌ كَامِنٌ , وَهَلْ بَعْدَ الشَّيْبِ مِنْ صَبْوَةٍ ؟

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

637 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : دَخَلَ عَلَى الْمَأْمُونِ شَيْخٌ مِنَ الْأَعْرَابِ مِنْ فَصَحَائِهِمْ , فَتَغَنَّى عِنْدَهُ وَعُرِضَ عَلَيْهِ الشَّرَابُ , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ,
أَبَعْدَ تِسْعِينَ أَصْبُو
وَالشَّيْبُ لِلْجَهْلِ حَرْبُ

سِنٌّ وَشَيْبٌ وَجَهْلٌ
أَمْرٌ لَعَمْرُكَ صَعْبُ

يَا ابْنَ الْإِمَامِ فَهَلَّا
أَيَّامَ عُودِيَ رَطْبُ

وَإِذْ سَهَابِي صِيَابٌ
وَمَشْرَبُ الْحُبِّ عَذْبُ

وَإِذْ شِفَاءُ الْغَوَانِي
مِنِّي حَدِيثٌ وَقُرْبُ

فَلَانَ لِمَا رَأَى بِي
عَوَاذِلِي مَا أَحَبُّوا

وَصِرْتُ كَالطِّفْلِ حَقًّا
أَقُومُ لِلْأَمْرِ أَحَبُو

آلَيْتُ أَشْرَبُ كَأْسًا
مَا حَجَّ لِلَّهِ رَكْبُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،