بَابُ الْجَزَعِ وَرَقَةِ الشَّكْوَى لِفُرْقَةِ الْأَحْبَابِ
642 حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : كَانَ سُحَيْمٌ عَبْدًا لِبَنِي الْحَسْحَاسِ مَمْلُوكًا , فَبَاعَهُ مَوْلَاهُ فَأَنْشَأَ يَقُولُ : وَمَا كُنْتُ أَخَشِيَ مَعْبِدًا أَنْ يَبِعَنِي وَلَوْ أَصْبَحَتْ كَفَاهُ مِنْ مَالِهِ صِفْرَا أَخُوكُمْ وَمَوْلَاكُمْ نَعَمْ وَرَبِيبُكُمْ وَمَنْ قَدْ ثَوَى فِيكُمْ وَعَاشَرَكُمْ دَهْرَا أَشَوْقًا وَلَمْ يَمْضِ لِي غَيْرُ لَيْلَةٍ فَكَيْفَ إِذَا سَارَ الْمَطِيُّ بِنَا شَهْرَا |
645 وَأَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّاوُدِيُّ قَالَ : أَنْشَدَنِي أَزْهَرُ بْنُ عَلِيٍّ الضَّبِّي لِجَرِيرٍ : يَا أُمَّ نَاجَيَةَ السَّلَامُ عَلَيْكُمُ قَبْلَ الرَّحِيلِ وَقَبْلَ يَوْمِ الْعُذَّلِ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ عَهْدِكُمْ يَوْمَ الرَّحِيلِ فَعَلْتُ مَا لَمْ أَفْعَلِ فَقُلْتُ لَهُ : أَتُرَاهُ كَانَ يَفْعَلُ مَاذَا ؟ قَالَ : يَقْلَعُ عَيْنَيْهِ وَلَا يَرَى آثَارَ أَحْبَابِهِ |
646 وَأَنْشَدَنِي دَاوُدُ بْنُ عَليِّ لِلْمَأْمُونِ : وَقَائِلَةٌ لَمَّا اسْتَمَرَّتْ بِنَا النَّوَى وَمَحْجَرُهَا فِيهِ دَمٌ وَنَجِيعُ أَلَمْ يَقْضِ الرَّكْبُ الَّذِينَ تَحَمَّلُوا إِلَى بَلَدٍ فِيهِ الشَّجِيُّ رُجُوعُ فَقُلْتُ وَلَمْ أَمْلِكْ سَوَابِقَ عَبْرَةٍ نَطَقْنَ بِمَا ضَمَّتْ عَلَيْهِ ضُلُوعُ تُبَيِّنُ كَمْ دَارٍ تَفَرَّقَ شَمْلُهَا وَشَمْلُ شَتِيتٍ عَادَ وَهْوَ جَمِيعُ كَذَاكَ اللَّيَالِي صَرْفُهُنَّ كَمَا تَرَى لِكُلِّ أُنَاسٍ جَدْبَةُ وَرَبِيعُ |