بَابُ الْجَزَعِ وَرَقَةِ الشَّكْوَى لِفُرْقَةِ الْأَحْبَابِ
648 وَأَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرَانِي لِابْنِ أَبِي زُرْعَةَ : عَزْلٌ مُبِينٌ وَتَوْدِيعٌ وَمُرْتَحِلُ أَيُّ الدُّمُوعِ عَلَى ذَا لَيْسَ تَنْهَمِلُ بِاللَّهِ مَا جَلَدِي مِنْ بُعْدِهِمْ فَشَلًا وَلَا اخْتِزَانُ دُمُوعِي بَعْدَهُمْ بَخَلُ بَلَى وَحُرْمَةِ مَا أَضْمَرْتُ مِنْ كَمَدٍ قَلْبِي إِلَيْهِنَّ مُشْتَاقٌ وَقَدْ رَحَلُوا وَدِدْتُ أَنَّ الْبِحَارَ السَّبْعَ لِي مَدَدٌ وَأَنَّ حَسْبِي دُمُوعٌ كُلُّهَا هَمَلُ وَأَنَّ لِي بَدَلًا مِنْ كُلِّ جَائِحَةٍ فِي كُلِّ جَارِحَةٍ يَوْمَ النَّوَى مُقَلُ . وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا : وَجْدَانِ وَجْدُ حَشًى وَوَجْدُ فُؤَادِي هَذَا لِفِرْطِ هَوًى وَذَا لِبِعَادِ أَمَّا الرَّحِيلُ فَيَوْمُ جَدَّ تَرَحَّلَتْ مُهَجُ النُّفُوسِ لَهَا عَنِ الْأَجْسَادِ مَنْ لَمْ يَبِتْ وَالْبَيْنُ يَصْدَعُ قَلْبَهُ لَمْ يَدْرِ كَيْفَ تَفَتُّتُ الْأَكْبَادِ |