بَابُ ذِكْرِ الْغَيْرَةِ عَلَى النِّسَاءِ
720 حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَاقِدِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَتْ سَارَةُ تَحْتَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَلِيلِ اللَّهِ , فَمَكَثَتْ مَعَهُ دَهْرًا لَا تُرْزَقُ مِنْهُ وَلَدًا , فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ وَهَبَتْ لَهُ هَاجَرُ , أَمَةً لَهَا قِبْطِيَّةً , فَوَلَدَتْ لِإِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِسْمَاعِيلَ , فَغَارَتْ مِنْ ذَلِكَ سَارَّةُ وَوَجَدَتْ فِي نَفْسِهَا , وَعَتَبَتْ عَلَى هَاجَرَ , فَحَلَفَتْ أَنْ تَقْطَعَ مِنْهَا ثَلَاثَةَ أَشْرَافٍ , فَقَالَ لَهَا إِبْرَاهِيمُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : هَلْ لَكِ أَنْ تَبَرِّي يَمِينَكِ ؟ قَالَتْ : كَيْفَ أَصْنَعُ ؟ قَالَ : أَبْقِي أُذُنَيْهَا وَاخْفِضِيهَا . وَالْخَفْضُ هُوَ الْخِتَانُ , فَفَعَلَتْ ذَلِكَ بِهَا , فَوَضَعْتُ هَاجَرُ فِي أُذُنَيْهَا قُرْطَيْنِ فَازْدَادَتْ بِهِمَا حُسْنًا , فَقَالَتْ سَارَةُ : أُرَانِي إِنَّمَا زِدْتُهَا جَمَالًا , فَلَمْ تُقَارِّهِ عَلَى كَوْنِهَا مَعَهُ , وَوَجَدَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَجْدًا شَدِيدًا , فَنَقَلَهَا إِلَى مَكَّةَ , فَكَانَ يَزُورُهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنَ الشَّامِ عَلَى الْبُرَاقِ مِنْ شَغَفِهِ بِهَا , وَقِلَّةِ صَبْرِهِ عَنْهَا |
721 حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ الْغُبَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ , عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَائِشَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ عَرَّسَ بِصَفِيَّةَ وَأَخْبَرَنِي قَالَتْ : فَتَنَكَّرْتُ وَتَنَقَّبْتُ , وَذَهَبَتْ أَنْظُرُ , فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَيْنَيَّ فَعَرَفَنِي فَأَقْبَلَ إِلَيَّ فَانْقَلَبْتُ , فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ فَأَدْرَكَنِي فَاحْتَضَنَنِي , فَقَالَ : كَيْفَ رَأَيْتِهَا ؟ قُلْتُ : يَهُودِيَّةً بِنْتَ يَهُودِيَّاتٍ |
722 حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ , عَنِ ابْنِ مَالِكٍ قَالَ : أَهْدَى بَعْضُ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ قَصْعَةً فِيهَا ثَرِيدٌ وَهُوَ فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ , فَضَرَبَتِ الْقَصْعَةَ فَوَقَعَتْ , فَانْكَسَرَتْ , فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ الثَّرِيدَ وَيَرُدُّهُ فِي الْقَصْعَةِ وَيَقُولُ كُلُوا , غَارَتْ أُمُّكُمْ . ثُمَّ انْتَظَرَ حَتَّى جَاءَتْ قَصْعَةٌ صَحِيحَةٌ فَأَخَذَهَا فَأَعْطَاهَا صَاحِبَةَ الْقَصْعَةِ الْمَكْسُورَةِ |
723 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْلِيِّ , عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : تَضَيَّفْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَامَ إِلَى امْرَأَتِهِ فَضَرَبَهَا قَالَ : فَحَجَزْتُ بَيْنَهُمَا قَالَ : فَرَجَعَ إِلَى فِرَاشِهِ , فَقَالَ : يَا أَشْعَثُ , احْفَظْ عَنِّي شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تَسْأَلْ رَجُلًا فِيمَا يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ |
724 حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , سَمِعَ امْرَأَتَهُ تُكَلِّمُ رَجُلًا مِنْ وَرَاءِ جِدَارٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ لَا يَعْلَمُهَا ابْنُ عُمَرَ قَالَ : فَجَمَعَ لَهَا جَرَائِدَ ثُمَّ أَتَاهَا فَضَرَبَهَا حَتَّى آضَتْ حَشِيشًا آضَتْ : يَعْنِي صَارَتْ |
725 حَدَّثَنَا بَنَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شِكَابٌ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ : كَانَ يَأْكُلُ تُفَّاحًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ غُلَامٌ لَهُ , فَنَاوَلَتْهُ تُفَّاحَةً قَدْ أَكَلَتْ مِنْهَا فَأَوْجَعَهَا مُعَاذٌ ضَرْبًا , وَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ تَطَّلَّعُ فِي خِبَاءٍ مِنْ أَدَمٍ فَضَرَبَهَا |
726 حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ , حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ , عَنْ أَشْعَثَ , عَنِ الْحَسَنِ , أَنَّ امْرَأَةً , جَاءَتْ تَشْكُو زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَطَمَهَا , فَدَعَى الرَّجُلَ لِيَأْخُذَ حَقَّهَا , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } الْآيَةَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرَدْنَا أَمْرًا وَأَحْدَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرًا |
727 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْمَاطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوخِ حِمْصَ قَالُوا : كَانَ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ رَغْبَانَ الْمُلَقَّبُ بِدِيكِ الْجِنِّ شَاعِرًا أَدِيبًا ذَا نِعْمَةٍ حَسَنَةٍ , وَكَانَ لَهُ غُلَامٌ كَالشَّمْسِ وَجَارِيَةٌ كَالْقَمَرِ , وَكَانَ يَهْوَاهُمَا جَمِيعًا , فَدَخَلَ يَوْمًا مَنْزِلَهُ فَوَجَدَ الْجَارِيَةَ مُعَانِقَةً الْغُلَامَ تُقَبِّلُهُ , فَشَدَّ عَلَيْهِمَا فَقَتَلَهُمَا , ثُمَّ جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِ الْجَارِيَةِ , فَبَكَاهَا طَوِيلًا ثُمَّ قَالَ : يَا طَلَعَةً طَلَعَ الْحِمَامُ عَلَيْهَا وَجَنَى لَهَا ثَمَرُ الرَّدَى بِيَدَيْهَا رَوَيْتُ مِنْ دَمِهَا الثَّرَى وَلَطَالَ مَا رَوَى الْهَوَى شَفَتَيَّ مِنْ شَفَتَيْهَا فَأَجَّلْتُ سَيْفِي فِي مَجَالِ خِنَاقِهَا وَمَدَامِعِي تَجْرِي عَلَى خَدَّيْهَا فَوَحَقِّ عَيْنَيْهَا فَمَا وَطِئَ الثَّرَى شَيْءٌ عَلَيَّ أَعَزَّ مِنْ عَيْنَيْهَا ما كان قتلتها لِأَنِّي لَمْ أَكُنْ أَبْكِي إِذَا سَقَطَ الْغُبَارُ عَلَيْهَا لَكِنْ بَخِلْتُ عَلَى سِوَايَ بِحُسْنِهَا وَأَنِفْتُ مِنْ نَظَرِ الْغُلَامِ إِلَيْهَا ثُمَّ جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِ الْغُلَامِ فَبَكَى , وَأَنْشَأَ يَقُولُ : أَشْفَقْتُ أَنْ يَرِدَ الزَّمَانُ بِغَدْرِهِ أَوْ أُبْتَلَى بَعْدَ الْوِصَالِ بِهَجْرِهِ قَمَرٌ أَنَا اسْتَخْرَجْتُهُ مِنْ دُجْنَةٍ بِمَوَدَّتِي وَلَهُ الْفُؤَادُ بِأَسْرِهِ عَهْدِي بِهِ مَيْتًا كَأَحْسَنِ نَائِمٍ وَالدَّمْعُ يَنْحَرُ مُقْلَتِي فِي نَحْرِهِ لَوْ كَانَ يَدْرِي الْمَيْتُ مَاذَا بَعْدَهُ بِالْحَيِّ مِنْهُ بَكَى لَهُ فِي قَبْرِهِ غُصْنٌ تَكَادُ تُفِيضُ مِنْهَا نَفْسُهُ وَيَكَادُ يَخْرُجُ قَلْبُهُ مِنْ صَدْرِهِ |
728 وَأَنْشَدَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : أَمَا وَاهْتِزَازِكِ لَوْ أَسْتَطِيعُ لَمَا لَحِظَ النَّاسُ بَدْرَ التَّمَامِ أَغَارُ عَلَى حُسْنِهِ إِذْ حَكَا كَ فَإِنَّ بِذَلِكَ عِنْدَ الْأَنَامِ فَهَبْهُ حَكَاكَ بِحُسْنِ الضِّيَا ءِ فَمِنْ أَيْنَ لِلْبَدْرِ حُسْنُ الْقَوَامِ وَمِنْ أَيْنَ لِلْبَدْرِ وَجْهٌ يُمِيتُ وَيُحْيِي إِذَا شَاءَ بِالِابْتِسَامِ |
729 وَأَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْعَدَوِي لِحَبِيبٍ الطَّائِيِّ : بِنَفْسِي مَنْ أَغَارُ عَلَيْهِ مِنِّي وَأَحْسُدُ أَهْلَهُ نَظَرًا إِلَيْهِ وَلَوْ أَنِّي قَدَرْتُ طَمَسْتُ عَنْهُ عُيُونَ النَّاسِ مِنْ حَذَرٍ عَلَيْهِ حَبِيبٌ بَثَّ فِي جِسْمِي هَوَاهُ وَأَمْسَكَ مُهْجَتِي رَهْنًا لَدَيْهِ فَرُوحِي عِنْدَهُ وَالْجِسْمُ خَالٍ بِلَا رَوْحٍ وَقَلْبِي فِي يَدَيْهِ |