:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
|
|
2223 قَالَ الْحَارِثُ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، قال حدثنا أَبِي الْمُحَبَّرُ بْنُ قَحْذَمٍ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَاهِلِيِّ ، عَنْ بَعْضِ ، وَلَدِ الْجَارُودِ ، عَنِ الْجَارُودِ ، أَنَّهُ أَخَذَ هَذِهِ النُّسْخَةَ مِنْ نُسْخَةٍ عَهْدَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ الَّذِي كَتَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حِينَ بَعَثَهُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ رَسُولِ اللَّهِ ، وَنَبِيِّهِ إِلَى خَلْقِهِ كَافَّةً ، لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، عَهْدٌ أَعْهَدُهُ إِلَيْكُمْ ، اتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنِّي قَدْ بَعَثْتُ عَلَيْكَ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ وَأَمَّرْتُهُ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ وَحْدَهُ ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَ يُلِينَ لَكُمُ الْجَنَاحَ ، وَيُحْسِنَ فِيكُمُ السِّيرَةَ بِالْحَقِّ ، وَيْحَكُمَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَنْ لَقِيَ مِنَ النَّاسِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْعَدْلِ ، وَآمُرُكُمْ بِطَاعَتِهِ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ وَقَسَمَ بِقِسْطٍ ، وَاسْتُرْحِمَ فَرَحِمَ ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ، وَأَحْسِنُوا مُؤَازَرَتَهُ وَمُعَاوَنَتَهُ ، فَإِنَّ لِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَقِّ طَاعَةً وَحَقًّا عَظِيمًا ، لَا تَقْدُرُونَ كُلَّ قَدْرِهِ ، وَلَا يَبْلُغُ الْقَوْلُ كُنْهَ حَقِّ عَظَمَةِ اللَّهِ ، وَحَقِّ رَسُولِهِ ، وَكَمَا أَنَّ لِلَّهَ وَرَسُولِهِ عَلَى النَّاسِ عَامَّةً ، وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً حَقًّا وَاجِبًا بِطَاعَتِهِ ، وَالْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ ، كَذَلِكَ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى وُلَاتِهِمْ حَقًّا وَاجِبًا ، وَطَاعَةً يَرْضَى اللَّهُ عَمَّنِ اعْتَصَمَ بِالطَّاعَةِ ، وَعَظَّمَ حَقَّ أَهْلِهَا وَحَقَّ وُلَاتِهَا ، فَإِنَّ فِي الطَّاعَةِ دَرْكًا لِكُلِّ خَيْرٍ يُبْتَغَى ، وَنَجَاةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ يُتَّقَى ، وَأَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَنْ وَلَّيْتُهُ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا فَلَمْ يَعْدِلْ فِيهِمْ أَنْ لَا طَاعَةَ لَهُ ، وَهُوَ خَلِيعٌ مِمَّا وَلَّيْتُهُ ، وَقَدْ بَرِئَتْ ذِمَمُ الَّذِينَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَيْمَانُهُمْ وَعَهْدُهُمْ ، فَيَسْتَخِيرُوا اللَّهَ عِنْدَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَسْتَعْمِلُوا عَلَيْهِمْ أَفْضَلَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ ، أَلَا وَإِنْ أَصَابَتِ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ مُصِيبَةٌ فَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفُ اللَّهِ خَلَفٌ فِيهِمْ لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا عَرَفْتُمْ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ ، حَتَّى يُخَالِفَ الْحَقَّ إِلَى غَيْرِهِ ، سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ وَنَصْرِهِ وَعَافِيَتِهِ وَرُشْدِهِ وَتَوْفِيقِهِ ، فَمَنْ لَقِيتُمْ مِنَ النَّاسِ فَادْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَإِجْلَالِ اللَّهِ لَهُمْ فِي كِتَابِهِ ، وَتَحْرِيمِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِهِ وَأَنْ تَخْلَعُوا الْأَنْدَادَ وَتَبْرَءُوا مِنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ ، وَأَنْ تَكْفُرُوا بِعِبَادَةِ الطَّاغُوتِ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى ، وَأَنْ تَتْرُكُوا عِبَادَةَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وعُزَيْرِ بْنِ جَرَدَةَ ، وَالْمَلَائِكَةِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنِّيرَانِ كُلِّ شَيْءٍ يُتَّخَذُ ضِدًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ ، وَأَنْ تَتَوَلَّوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَأَنْ تَتَبَرَّءُوا مِمَّا تَبَرَّأَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَأَقَرُّوا بِهِ دَخَلُوا فِي الْوَلَايَةِ ، فَبَيِّنُوا لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي تَدْعُونَهُمْ إِلَيْهِ ، فَإِنَّهُ كِتَابُ اللَّهِ الْمُنَزَّلُ مَعَ الرُّوحِ الْأَمِينِ عَلَى صَفْوَتِهِ مِنَ الْعَالَمِينَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَرَسُولِهِ وَنَبِيِّهِ وَحَبِيبِهِ ، أَرْسَلَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عَامَّةً ، الْأَبْيَضِ مِنْهُمْ وَالْأَسْوَدِ ، الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ، بِكِتَابٍ فِيهِ بَيَانُ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ ، لِيَكُونَ حَاجِزًا بَيْنَ النَّاسِ ، يَحْجِزُ اللَّهُ بِهِ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ ، وَأَعْرَاضَ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ ، وَهُوَ كِتَابُ اللَّهِ مُهَيْمِنًا عَلَى الْكَبِيرِ ، مُصَدِّقًا لِمَا فِيهَا مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ ، يُخْبِرُكُمُ اللَّهُ فِيهِ بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ مِمَّا قَدْ فَاتَكُمْ دَرْكُهُ فِي آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ، الَّذِينَ أَتَتْهُمْ رُسُلُ اللَّهِ وَأَنْبِيَاؤُهُ ، كَيْفَ كَانَ جَوَابُهُمْ ، وَبِمَا أَرْسَلَهُمْ ، وَكَيْفَ كَانَ تَصْدِيقُهُمْ بِآيَاتِ اللَّهِ أَوْ تَكْذِيبُهُمْ بِهَا ، وَأَخْبَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ بِشَأْنِهِمْ وَعَمَلِهِمْ ، وَعَمَلِ مَنْ هَلَكَ مِنْهُمْ بِذَنْبِهِ ، لِتَجْتَنِبُوا ذَلِكَ ، وَأَنْ لَا تَعْمَلُوا مِثْلَهُمْ ، لِئَلَّا يَحِلَّ عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ عِقَابِهِ وَسَخَطِهِ وَنِقْمَتِهِ مِثْلُ الَّذِي حَلَّ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءِ أَعْمَالِهِمْ لِتَهَاوُنِهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ ، وَأَخْبَرَكُمْ فِي كِتَابِهِ بِأَعْمَالِ مَنْ نَجَا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لِكَيْ تَعْمَلُوا مِثْلَ أَعْمَالِهِمْ ، بَيَّنَ لَكُمْ فِي كِتَابِهِ هَذَا شَأْنَ ذَلِكَ كُلِّهِ ، رَحْمَةً مِنْهُ لَكُمْ ، وَشَفَقًا مِنْ رَبِّكُمْ عَلَيْكُمْ ، وَهُوَ هُدًى مِنَ الضَّلَالَةِ ، وَبَيَانٌ مِنَ الْعَمَى ، وَ إِقَالَةٌ مِنَ الْعَثْرَةِ ، وَنَجَاةٌ مِنَ الْعَتَبَةِ ، وَنُورٌ مِنَ الظُّلْمَةِ ، وَشِفَاءٌ عِنْدَ الْإِجْدَابِ ، وَعِصْمَةٌ مِنَ الْهَلَكَةِ ، وَرُشْدٌ مِنَ الْغِوَايَةِ ، وَثَبَاتٌ مِنَ اللُّبْسِ ، وَفَصْلٌ مَا بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ ، فَإِذَا عَرَضْتُمْ هَذَا عَلَيْهِمْ ، فَأَقَرُّوا لَكُمْ بِهِ ، فَاسْتَكْمِلُوا الْوَلَايَةَ ، فَاعْرِضُوا عَلَيْهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ الْإِسْلَامَ ، وَهُوَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَحَجُّ الْبَيْتِ ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ ، وَالْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ ، وَالطُّهُورُ قَبْلَ الصَّلَاةِ ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الْمُسْلِمِ ، وَحُسْنُ الصُّحْبَةِ ، حَتَّى الْوَالِدَيْنِ الْمُشْرِكَيْنِ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمُوا ، فَادْعُوهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْإِيمَانِ ، وَانْصِبُوا لَهُمْ شَرَائِعَهُ ، وَمَعَالِمَهُ ، وَالْإِيمَانُ : شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ الْحَقُّ ، وَالْإِيمَانُ بِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَا خَلْفَهُ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ ، وَالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ ، وَالْإِيمَانِ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ كَافَّةً ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَأَقَرُّوا بِهِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ ، ثُمَّ وَلُّوهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْإِحْسَانِ ، وَعَلِّمُوهُمْ أَنَّ الْإِحْسَانَ أَنْ يُحْسِنُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ فِي أَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَعَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَهُ إِلَى رُسُلِهِ ، وَعَهْدِ رُسُلِهِ إِلَى خَلْقِهِ وَأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالتَّسْلِيمِ وَسَلَامَةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ غَائِلَةِ لِسَانٍ أَوْ يَدٍ ، وَأَنْ يَبْتَغِيَ لِبَقِيَّةِ الْمُسْلِمِينَ كَمَا يَبْتَغِي لِنَفْسِهِ ، وَالتَّصْدِيقِ بِمَوَاعِيدِ الرَّبِّ آيَاتِهِ ، وَمَعَانِيهِ ، وَالْوَدَاعِ مِنَ الدُّنْيَا فِي كُلِّ سَاعَةٍ ، وَالْمُحَاسَبَةِ لِلنَّفْسِ عِنْدَ اسْتِيفَاءِ كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، وَتَزَوُّدٍ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَالتَّعَاهُدِ لِمَا فَرَضَ اللَّهُ تَأْدِيَتَهُ إِلَيْهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ ثُمَّ انْصِبُوا وَانْعَتُوا لَهُمُ الْكُفَّارَ وَدُلُّوهُمْ عَلَيْهِمْ ، وَخَوِّفُوهُمْ مِنَ الْهَلَكَةِ مِنَ الْكَبَائِرِ ، فَإِنَّ الْكَبَائِرَ هِيَ الْمُوبِقَاتُ ، أُولَاهُنَّ الشِّرْكُ بِاللَّهِ : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ } ، وَالسِّحْرُ ، وَمَا لِلسَّاحِرِ مِنْ خَلَاقٍ ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ، فَقَدْ بَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ، وَالْغُلُولُ يَأْتُوا بِمَا غَلُّوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ، وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ، وَأَكْلُ الرِّبَا ائْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنِ انْتَهَوْا عَنِ الْكَبَائِرِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ ، فَادْعُوهُمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ إِلَى الْعِبَادَةِ ، وَالْعِبَادَةُ : الصِّيَامُ ، وَالْقِيَامُ ، وَالْخُشُوعُ ، وَالْخُضُوعُ ، وَالرُّكُوعُ ، وَالسُّجُودُ ، وَالْأَمَانَةُ ، وَالْيَقِينُ ، وَالْإِحْسَانُ ، وَالتَّهْلِيلُ ، وَالتَّسْبِيحُ ، وَالتَّحْمِيدُ ، وَالتَّكْبِيرُ ، وَالصَّدَقَةُ بَعْدَ الزَّكَاةِ ، وَالتَّوَاضُعُ ، وَالسُّكُونُ ، وَالْمُوَاسَاةُ ، وَالتَّضَرُّعُ ، وَالدُّعَاءُ ، وَالْإِقْرَارُ بِمِلْكِيَّةِ اللَّهِ ، وَالْعَبُّوديَةُ ، وَالِاسْتِقْلَالُ لِمَا كَثُرَ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ عَابِدُونَ ، وَقَدِ اسْتَكْمَلُوا الْعِبَادَةَ فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الْجِهَادِ وَبَيِّنُوهُ لَهُمْ ، وَرَغِّبُوهُمْ فِيمَا رَغَّبَهُمُ اللَّهُ فِيهِ مِنْ فَضِيلَةِ الْجِهَادِ وَثَوَابِهِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى ، فَإِنِ انْتُدِبُوا فَبَايِعُوهُمْ حَتَّى تُبَايِعَهُمْ إِلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ، عَلَيْكُمْ عَهْدُ اللَّهِ وَذِمَّتُهُ ، سَبْعُ كَفَالَاتٍ ، يَعْنِي : اللَّهُ كَفِيلٌ عَلَى الْوَفَاءِ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، لَا يَكُفُّونَ أَيْدِيَكُمْ مِنْ بَيْعَةٍ ، وَلَا تَنْقُضُونَ أَمْرَ وَالٍ مِنْ وُلَاةِ الْمُسْلِمِينِ ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِهَذَا فَبَايِعُوهُمْ ، وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ لَهُمْ ، فَإِذَا خَرَجُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ غَضَبًا لِلَّهِ وَنَصْرًا لِدِينِهِ مِمَّنْ لَقُوا مِنَ النَّاسِ ، فَلْيَدْعُوهُمْ إِلَى مَا دُعُوا إِلَيْهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ بِإِجَابَتِهِ ، ثُمَّ إِسْلَامِهِ وَإِيمَانِهِ ، وَتَقْوَاهُ ، وَعِبَادَتِهِ ، وَجِهَادِهِ ، فَمَنِ اتَّبَعَهُمْ فَهُوَ الْمُسْتَجِيبُ الْمُسْتَكْثِرُ الْمُسْلِمُ الْمُؤْمِنُ الْمُحْسِنُ التَّقِيُّ الْعَابِدُ الْمُجَاهِدُ ، لَهُ مَا لَكُمْ وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْكُمْ ، وَمَنْ أَبَى هَذَا عَلَيْكُمْ فَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ، وَالْفَيْءُ إِلَى ذِمَّتِهِ ، وَمَنْ عَاهَدْتُمْ وَأَعْطَيْتُمُوهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ تَفُوا لَهُ بِهَا ، وَمَنْ أَسْلَمَ وَأَعْطَاكُمُ الرِّضَا فَهُوَ مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنْهُ ، وَمَنْ قَاتَلَكُمْ عَلَى هَذَا بَعْدَ مَا اسْتَجَبْتُمْ لَهُ فَقَاتِلُوهُ ، وَمَنْ حَارَبَكُمْ فَحَارِبُوهُ ، وَمَنْ كَايَدَكُمْ فَكَايِدُوهُ ، وَمَنْ جَمَعَ لَكُمْ فَأَجْمِعُوا لَهُ ، أَوْ غَالَكُمْ فَغِيلُوهُ ، أَوْ خَادَعَكُمْ فَاخْدَعُوهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَعْتَدُوا أَوْ فَامْكُرُوا بِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَعْتَدُوا سِرًّا وَعَلَانِيَةً ، فَإِنَّهُ مَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَكُمْ يَرَاكُمْ وَيَرَى أَعْمَالَكُمْ ، وَيَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَهُ كُلَّهُ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا عَلَى حَذَرٍ ، فَإِنَّمَا هَذِهِ أَمَانَةٌ ائْتَمَنِّي رَبِّي عَلَيْهَا ، أُبَلِّغُهَا عِبَادَهُ عُذْرًا مِنْهُ إِلَيْهِمْ وَحُجَّةً مِنْهُ ، احْتَجَّ بِهَا عَلَى مَنْ بَلَغَهُ هَذَا الْكِتَابُ مِنَ الْخَلْقِ جَمِيعًا ، ثُمَّ عَمِلَ بِمَا فِيهِ نَجَا ، وَمَنِ اتَّبَعَ مَا فِيهِ اهْتَدَى ، وَمَنْ خَاصَمَ بِهِ أَفْلَحَ ، وَمَنْ قَاتَلَ بِهِ نُصِرَ ، وَمَنْ تَرَكَهُ فَقَدْ ضَلَّ ، حَتَّى يُرَاجِعَهُ فَتَعَلَّمُوا مَا فِيهِ ، وَأَسْمِعُوهُ آذَانَكُمْ ، وَأَوْعُوهُ أَجْوَافَكُمْ ، وَأَحْفِظُوهُ قُلُوبَكُمْ ، فَإِنَّهُ نُورُ الْأَبْصَارِ وَرَبِيعُ الْقُلُوبِ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ، وَكَفَى بِهَذَا آمِرًا وَمُعْتَبَرًا ، وَزَاجِرًا وَعِظَةً ، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهَذَا هُوَ الْخَيْرُ الَّذِي لَا شَرَّ فِيهِ ، كِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، رَسُولِ اللَّهِ وَنَبِيِّهِ لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ حَيْثُ بَعَثَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى مَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ ، وَيَنْهَى عَنْ مَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ ، وَيَدُلَّ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ رَشَدٍ ، وَيَنْهَى عَمَّا فِيهِ مِنْ غِيٍّ كِتَابٌ ائْتَمَنَ عَلَيْهِ نَبِيُّ اللَّهِ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ ، وَخَلِيفَتَهُ سَيْفَ اللَّهِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، وَقَدْ أَعْذَرَ إِلَيْهِمَا فِي الْوَصِيَّةِ بِمَا فِي هَذَا الْكِتَابِ وَإِلَى مَنْ مَعَهُمَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَلَمْ يَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ عُذْرًا فِي إِضَاعَةِ شَيْءٍ مِنْهُ ، لَا الْوُلَاةِ وَلَا الْمُتَوَلَّى عَلَيْهِمْ ، فَمَنْ بَلَغَهُ هَذَا الْكِتَابُ مِنَ الْخَلْقِ جَمِيعًا فَلَا عُذْرَ لَهُ وَلَا حُجَّةَ ، وَلَا يُعُذْرُ بِجَهَالَةِ شَيْءٍ مِمَّا فِي هَذَا الْكِتَابِ ، كُتِبَ هَذَا الْكِتَابُ لِثَلَاثٍ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ لِأَرْبَعِ سِنِينَ مَضَتْ مِنْ مُهَاجَرِ نَبِيِّ اللَّهِ إِلَّا شَهْرَيْنِ شَهِدَ الْكِتَابَ يَوْمَ كَتَبَهُ ابْنُ أَبِي سُفْيَانَ يُمِلُّهُ عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ ، وَالْمُخْتَارُ بْنُ قَيْسٍ الْقُرَشِيُّ ، وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ الْعَبْسِيُّ ، وَحُصَيْنُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الْحِمْيَرِيُّ ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي مُؤَيَّدٍ الْغَسَّانَيُّ ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ الْخُزَاعِيُّ ، وَعَوَانَةُ بْنُ شَمَّاخٍ الْجُهَنِيُّ ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، وَزَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَرَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَرَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ ، وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ حِينَ دَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ سَيْفِ اللَّهِ
|
|
:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
|
|
2223 قال الحارث : حدثنا داود بن المحبر ، ثنا أبي المحبر بن قحذم ، عن المسور بن عبد الله الباهلي ، عن بعض ، ولد الجارود ، عن الجارود ، أنه أخذ هذه النسخة من نسخة عهد العلاء بن الحضرمي الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم ، حين بعثه على البحرين : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد بن عبد الله النبي الأمي القرشي الهاشمي رسول الله ، ونبيه إلى خلقه كافة ، للعلاء بن الحضرمي ، ومن معه من المسلمين ، عهد أعهده إليكم ، اتقوا الله أيها المسلمون ما استطعتم فإني قد بعثت عليك العلاء بن الحضرمي وأمرته أن يتقي الله وحده ، لا شريك له ، وأن يلين لكم الجناح ، ويحسن فيكم السيرة بالحق ، ويحكم بينكم وبين من لقي من الناس بما أنزل الله عز وجل في كتابه من العدل ، وآمركم بطاعته إذا فعل ذلك وقسم بقسط ، واسترحم فرحم ، فاسمعوا له وأطيعوا ، وأحسنوا مؤازرته ومعاونته ، فإن لي عليكم من الحق طاعة وحقا عظيما ، لا تقدرون كل قدره ، ولا يبلغ القول كنه حق عظمة الله ، وحق رسوله ، وكما أن لله ورسوله على الناس عامة ، وعليكم خاصة حقا واجبا بطاعته ، والوفاء بعهده ، كذلك للمسلمين على ولاتهم حقا واجبا ، وطاعة يرضى الله عمن اعتصم بالطاعة ، وعظم حق أهلها وحق ولاتها ، فإن في الطاعة دركا لكل خير يبتغى ، ونجاة من كل شر يتقى ، وأنا أشهد الله تعالى على من وليته شيئا من أمور المسلمين قليلا أو كثيرا فلم يعدل فيهم أن لا طاعة له ، وهو خليع مما وليته ، وقد برئت ذمم الذين معه من المسلمين ، وأيمانهم وعهدهم ، فيستخيروا الله عند ذلك ، ثم يستعملوا عليهم أفضلهم في أنفسهم ، ألا وإن أصابت العلاء بن الحضرمي مصيبة فخالد بن الوليد سيف الله خلف فيهم للعلاء بن الحضرمي فاسمعوا له وأطيعوا ما عرفتم أنه على الحق ، حتى يخالف الحق إلى غيره ، سيروا على بركة الله وعونه ونصره وعافيته ورشده وتوفيقه ، فمن لقيتم من الناس فادعوهم إلى كتاب الله المنزل وسنة رسوله وإجلال الله لهم في كتابه ، وتحريم ما حرم الله عليهم في كتابه وأن تخلعوا الأنداد وتبرءوا من الشرك والكفر ، وأن تكفروا بعبادة الطاغوت واللات والعزى ، وأن تتركوا عبادة عيسى ابن مريم ، وعزير بن جردة ، والملائكة والشمس والقمر والنيران كل شيء يتخذ ضدا من دون الله ، وأن تتولوا الله ورسوله ، وأن تتبرءوا مما تبرأ الله ورسوله منه ، فإذا فعلوا ذلك وأقروا به دخلوا في الولاية ، فبينوا له عند ذلك ما في كتاب الله الذي تدعونهم إليه ، فإنه كتاب الله المنزل مع الروح الأمين على صفوته من العالمين محمد بن عبد الله ، ورسوله ونبيه وحبيبه ، أرسله رحمة للعالمين عامة ، الأبيض منهم والأسود ، الإنس والجن ، بكتاب فيه بيان كل شيء كان قبلكم ، وما هو كائن بعدكم ، ليكون حاجزا بين الناس ، يحجز الله به بعضهم عن بعض ، وأعراض بعضهم عن بعض ، وهو كتاب الله مهيمنا على الكبير ، مصدقا لما فيها من التوراة والإنجيل والزبور ، يخبركم الله فيه بما كان قبلكم مما قد فاتكم دركه في آبائكم الأولين ، الذين أتتهم رسل الله وأنبياؤه ، كيف كان جوابهم ، وبما أرسلهم ، وكيف كان تصديقهم بآيات الله أو تكذيبهم بها ، وأخبر الله في كتابه بشأنهم وعملهم ، وعمل من هلك منهم بذنبه ، لتجتنبوا ذلك ، وأن لا تعملوا مثلهم ، لئلا يحل عليكم في كتاب الله من عقابه وسخطه ونقمته مثل الذي حل عليهم من سوء أعمالهم لتهاونهم بأمر الله ، وأخبركم في كتابه بأعمال من نجا ممن كان قبلكم لكي تعملوا مثل أعمالهم ، بين لكم في كتابه هذا شأن ذلك كله ، رحمة منه لكم ، وشفقا من ربكم عليكم ، وهو هدى من الضلالة ، وبيان من العمى ، و إقالة من العثرة ، ونجاة من العتبة ، ونور من الظلمة ، وشفاء عند الإجداب ، وعصمة من الهلكة ، ورشد من الغواية ، وثبات من اللبس ، وفصل ما بين الدنيا والآخرة ، فيه كمال دينكم ، فإذا عرضتم هذا عليهم ، فأقروا لكم به ، فاستكملوا الولاية ، فاعرضوا عليهم عند ذلك الإسلام ، وهو الصلوات الخمس ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصيام رمضان ، والغسل من الجنابة ، والطهور قبل الصلاة ، وبر الوالدين ، وصلة الرحم المسلم ، وحسن الصحبة ، حتى الوالدين المشركين ، فإذا فعلوا ذلك فقد أسلموا ، فادعوهم بعد ذلك إلى الإيمان ، وانصبوا لهم شرائعه ، ومعالمه ، والإيمان : شهادة أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن ما جاء به محمد الحق ، والإيمان بما بين يديه وما خلفه من التوراة والإنجيل والزبور ، والبعث والحساب والجنة والنار ، والموت والحياة ، والإيمان لله ورسوله وللمؤمنين كافة ، فإذا فعلوا ذلك وأقروا به فهم مسلمون مؤمنون ، ثم ولوهم بعد ذلك على الإحسان ، وعلموهم أن الإحسان أن يحسنوا فيما بينهم وبين الله في أداء الأمانة ، وعهده الذي عهده إلى رسله ، وعهد رسله إلى خلقه وأئمة المؤمنين ، والتسليم وسلامة المسلمين من كل غائلة لسان أو يد ، وأن يبتغي لبقية المسلمين كما يبتغي لنفسه ، والتصديق بمواعيد الرب آياته ، ومعانيه ، والوداع من الدنيا في كل ساعة ، والمحاسبة للنفس عند استيفاء كل يوم وليلة ، وتزود من الليل والنهار ، والتعاهد لما فرض الله تأديته إليه في السر والعلانية فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون محسنون ثم انصبوا وانعتوا لهم الكفار ودلوهم عليهم ، وخوفوهم من الهلكة من الكبائر ، فإن الكبائر هي الموبقات ، أولاهن الشرك بالله : { إن الله لا يغفر أن يشرك به } ، والسحر ، وما للساحر من خلاق ، وقطيعة الرحم لعنهم الله ، والفرار من الزحف ، فقد باءوا بغضب من الله ، والغلول يأتوا بما غلوا يوم القيامة فلا يقبل منهم ، وقتل النفس المؤمنة جزاؤه جهنم ، وقذف المحصنة لعنوا في الدنيا والآخرة ، وأكل مال اليتيم يأكلون في بطونهم نارا ، وسيصلون سعيرا ، وأكل الربا ائذنوا بحرب من الله ورسوله فإن انتهوا عن الكبائر فهم مسلمون مؤمنون محسنون متقون ، فادعوهم بمثل ذلك إلى العبادة ، والعبادة : الصيام ، والقيام ، والخشوع ، والخضوع ، والركوع ، والسجود ، والأمانة ، واليقين ، والإحسان ، والتهليل ، والتسبيح ، والتحميد ، والتكبير ، والصدقة بعد الزكاة ، والتواضع ، والسكون ، والمواساة ، والتضرع ، والدعاء ، والإقرار بملكية الله ، والعبودية ، والاستقلال لما كثر من العمل الصالح فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون محسنون متقون عابدون ، وقد استكملوا العبادة فادعوهم عند ذلك إلى الجهاد وبينوه لهم ، ورغبوهم فيما رغبهم الله فيه من فضيلة الجهاد وثوابه عند الله تعالى ، فإن انتدبوا فبايعوهم حتى تبايعهم إلى سنة الله وسنة رسوله ، عليكم عهد الله وذمته ، سبع كفالات ، يعني : الله كفيل على الوفاء سبع مرات ، لا يكفون أيديكم من بيعة ، ولا تنقضون أمر وال من ولاة المسلمين ، فإذا أقروا بهذا فبايعوهم ، واستغفروا الله لهم ، فإذا خرجوا يقاتلون في سبيل الله غضبا لله ونصرا لدينه ممن لقوا من الناس ، فليدعوهم إلى ما دعوا إليه من كتاب الله بإجابته ، ثم إسلامه وإيمانه ، وتقواه ، وعبادته ، وجهاده ، فمن اتبعهم فهو المستجيب المستكثر المسلم المؤمن المحسن التقي العابد المجاهد ، له ما لكم وعليه ما عليكم ، ومن أبى هذا عليكم فقاتلوهم حتى تفيء إلى أمر الله ، والفيء إلى ذمته ، ومن عاهدتم وأعطيتموهم ذمة الله تفوا له بها ، ومن أسلم وأعطاكم الرضا فهو منكم وأنتم منه ، ومن قاتلكم على هذا بعد ما استجبتم له فقاتلوه ، ومن حاربكم فحاربوه ، ومن كايدكم فكايدوه ، ومن جمع لكم فأجمعوا له ، أو غالكم فغيلوه ، أو خادعكم فاخدعوه من غير أن تعتدوا أو فامكروا به من غير أن تعتدوا سرا وعلانية ، فإنه من انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ، واعلموا أن الله معكم يراكم ويرى أعمالكم ، ويعلم ما تصنعونه كله ، فاتقوا الله وكونوا على حذر ، فإنما هذه أمانة ائتمني ربي عليها ، أبلغها عباده عذرا منه إليهم وحجة منه ، احتج بها على من بلغه هذا الكتاب من الخلق جميعا ، ثم عمل بما فيه نجا ، ومن اتبع ما فيه اهتدى ، ومن خاصم به أفلح ، ومن قاتل به نصر ، ومن تركه فقد ضل ، حتى يراجعه فتعلموا ما فيه ، وأسمعوه آذانكم ، وأوعوه أجوافكم ، وأحفظوه قلوبكم ، فإنه نور الأبصار وربيع القلوب وشفاء لما في الصدور ، وكفى بهذا آمرا ومعتبرا ، وزاجرا وعظة ، وداعيا إلى الله ورسوله فهذا هو الخير الذي لا شر فيه ، كتاب محمد بن عبد الله ، رسول الله ونبيه للعلاء بن الحضرمي حيث بعثه إلى البحرين يدعو إلى الله ورسوله ، يأمره أن يدعو إلى ما فيه من حلال ، وينهى عن ما فيه من حرام ، ويدل على ما فيه من رشد ، وينهى عما فيه من غي كتاب ائتمن عليه نبي الله العلاء بن الحضرمي ، وخليفته سيف الله خالد بن الوليد ، وقد أعذر إليهما في الوصية بما في هذا الكتاب وإلى من معهما من المسلمين ، ولم يجعل لأحد منهم عذرا في إضاعة شيء منه ، لا الولاة ولا المتولى عليهم ، فمن بلغه هذا الكتاب من الخلق جميعا فلا عذر له ولا حجة ، ولا يعذر بجهالة شيء مما في هذا الكتاب ، كتب هذا الكتاب لثلاث من ذي القعدة لأربع سنين مضت من مهاجر نبي الله إلا شهرين شهد الكتاب يوم كتبه ابن أبي سفيان يمله عليه عثمان بن عفان ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ، والمختار بن قيس القرشي ، وأبو ذر الغفاري ، وحذيفة بن اليمان العبسي ، وحصين بن أبي عمرو الحميري ، وشعيب بن أبي مؤيد الغساني ، والمسيب بن أبي صعصعة الخزاعي ، وعوانة بن شماخ الجهني ، وسعد بن مالك الأنصاري ، وسعد بن عبادة الأنصاري ، وزيد بن عمير ، ورجل من قريش ، ورجل من جهينة ، وأربعة من الأنصار حين دفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العلاء بن الحضرمي وخالد بن الوليد سيف الله
|
|
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
