صَدَقَةُ الْمَقَابِرِيُّ
15655 سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ نَصْرَ بْنَ أَبِي نَصْرٍ الطُّوسِيَّ يَحْكِي عَنْ بَعْضِ مَشَايخِهِ قَالَ : كَانَ صَدَقَةُ الْمَقَابِرِيُّ مِنَ الْمَبَالِغِينَ فِي التَّحْقِيقِ كَانَ يَقُولُ : أَتَى عَلَيَّ عِشْرُونَ سَنَةً لَمْ أُكَلِّمْ أَحَدًا حَتَّى أُومَرَ بِكَلَامِهِ وَلَا تَرَكْتُ بِكَلَامِي أَحَدًا حَتَّى أُومَرَ بِتَرْكِ كَلَامِهِ |
15656 حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَمٍ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ ، قال حدثنا سَعْدَانُ قَالَ : قَالَ صَدَقَةُ الْمَقَابِرِيُّ لِرَجُلٍ كَانَ يُوَاخِيهِ وَيَصْحَبُهُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ الَّذِي بِي مِنَ الْبَلَاءِ أَقَلُّ مِمَّا أَصَبْتُ مِنْ لَذَّةِ الْهَوَى وَلَوْ أَصَابَنِي مِنَ الْبَلَاءِ بِقَدْرِ مَا نِلْتُ مِنْ لَذَّةِ الْهَوَى إِذًا لَاجْتَمَعَ عَلَيَّ جَمِيعُ الْبَلَاءِ ، وَكَانَ كَثِيرًا يُنْشِدُ أَبْيَاتًا لِلثَّقَفِيِّ : أَمَا تَرَى الْمَوْتَ مَا يَنْفَكُ مُخْتَطِفًا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ نَفْسًا فَيَحْوِيهَا قَدْ نُغِّصَتْ أَمَلًا كَانَتْ تُؤَمِّلُهُ وَقَامَ فِي الْحَيِّ نَاعِيهَا وَبَاكِيهَا وَأُسْكِنُوا التُّرْبَ تَبْلَى فِيهِ أَعْظَمُهُمْ بَعْدَ النَّضَارَةِ ثُمَّ اللَّهُ يُحْيِيهَا وَصَارَ مَا جَمَعُوا مِنْهَا وَمَا دَخَرُوا مِنَ الْأَقَارِبِ يَحْوِيهِ أَدَانِيهَا فَامْهَدْ لِنَفْسِكَ فِي أَيَّامِ مُدَّتِهَا وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ مِمَّا أَسْلَفْتَ فِيهَا |