أَبُو إِسْحَاقَ الْقَصَّارُ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

أَبُو إِسْحَاقَ الْقَصَّارُ وَمِنْهُمُ الرَّقِّيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاودَ أَبُو إِسْحَاقَ الْقَصَّارُ ، ذُو الْهَمِّ الْمَخْزُونِ وَالْبَيَانِ الْمَوْزُونِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15765 سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُوسَى ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَدَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْقَصَّارَ الرَّقِّيَّ ، يَقُولُ : قِيمَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ بِقَدْرِ هِمَّتِهِ فَإِنْ كَانَتْ هِمَّتُهُ لِلدُّنْيَا فَلَا قِيمَةَ لَهُ ، وَإِنْ كَانَتْ هِمَّتُهُ رِضَاءَ اللَّهِ فَلَا يُمْكِنُ اسْتِدْرَاكُ غَايَةِ قِيمَتِهِ وَلَا الْوقُوفُ عَلَيْهَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15766 أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْمُوَلِّدِ ، يَقُولُ : سَأَلَ رَجُلٌ إِبْرَاهِيمَ الْقَصَّارَ الرَّقِّيَّ فَقَالَ : هَلْ يُبْدِي الْمُحِبُّ حُبَّهُ ؟ أَوْ هَلْ يَنْطِقُ بِهِ ؟ أَوْ هَلْ يُطِيقُ كِتْمَانَهُ ؟ فَأَنْشَأَ مُتَمَثِّلًا يَقُولُ :
ظَفِرْتُمْ بِكِتْمَانِ اللِّسَانِ فَمَنْ لَكُمْ
بِكِتْمَانِ عَيْنٍ دَمْعُهَا الدَّهْرَ يَذْرِفُ

حَمَلْتُمْ جِبَالَ الْحُبِّ فَوْقِي وَإِنَّنِي
لَأَعْجَزُ عَنْ حَمَلِ الْقَمِيصِ وَأَضْعُفُ
وَكَانَ يَقُولُ : عَلَامَةُ مَحَبَّةِ اللَّهِ إِيثَارُ طَاعَتِهِ وَمُتَابَعَةُ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ يَقُولُ : الْأَبْصَارُ قَوِيَّةٌ وَالْبَصَائِرُ ضَعِيفَةٌ وَأَضْعَفُ الْخَلْقِ مَنْ ضَعُفَ عَنْ رَدِّ شَهْوَتِهِ وَأَقْوَى خَلْقِهِ مَنْ قَوِيَ عَلَى رَدِّهَا ، وَكَانَ يَقُولُ : حَسْبُكَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئَانِ : خِدْمَةُ وَلِيٍّ وَصُحْبَةُ فَقِيرٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ وَمِنْهُمُ الصُّبَيْحِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرٍ ، لَهُ الْعَقْلُ الرَّصِينُ وَالْكَلَامُ الْوَاضِحُ الْمُبِينُ ، وَصَحِبَهُ وَالِدِي بِالْبَصْرَةِ قَبْلَ انْتِقَالِهِ إِلَى السُّوسِ ، لَهُ الْمُصَنَّفَاتُ فِي أَحْوَالِ الْقَوْمِ بِعِبَارَاتٍ لَطِيفَةٍ وَإِشَارَاتٍ بَدِيعَةٍ ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ لَزِمَ سَرِيًّا فِي دَارِهِ بِالْبَصْرَةِ ثَلَاثِينَ سَنَةً مُتَعَبِّدًا فِيهَا وَكَانَ يَقُولُ : النَّظَرُ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ مِنْ أَحْوَالِ الْعَاجِزِينَ ، وَالْهُجُومُ عَلَى الْمَوَارِدِ مِنْ أَحْوَالِ السَّائِرِينَ ، وَالْخُمُودُ بِالرِّضَا تَحْتَ مَوَارِدِ الْقَضَاءِ مِنْ أَفْعَالِ الْعَارِفِينَ ، وَسُئِلَ عَنْ أُصُولِ الدِّينِ ، فَقَالَ : إِثْبَاتُ صِدْقِ الِافْتِقَارِ إِلَى اللَّهِ وَلُزُومُ الِاقْتِدَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفُرُوعُهُ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ : الْوَفَاءُ بِالْعُهُودِ ، وَحِفْظُ الْحُدُودِ ، وَالرِّضَا بِالْمَوْجُودِ ، وَالصَّبْرُ عَنِ الْمَفْقُودِ وَكَانَ يَقُولُ : الرُّبُوبِيَّةُ سَبَقَتِ الْعُبُودِيَّةِ وَبِالرُّبُوبِيَّةِ ظَهَرَتِ الْعُبُودِيَّةُ ، وَتَمَامُ وَفَاءِ الْعُبُودِيَّةِ مُشَاهَدَةُ الرُّبُوبِيَّةِ وَكَانَ يَقُولُ : ابْتَلَى الْخَلَائِقَ بِأَسْرِهِمْ بِالدَّعَاوَى الْعَرِيضَةِ فِي الْمَغِيبِ فَإِذَا أَظَلَّتْهُمْ هَيْبَةُ الْمَشْهَدِ خَرِسُوا وَانْقَمَعُوا وَصَارُوا لَا شَيْءَ وَلَوْ صَدَقُوا فِي دَعَاوِيهِمْ لَبَرَزُوا عِنْدَ الْمُشَاهَدَةِ كَمَا بَرَزَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَقَدَّمَ الْخَلَائِقَ بِقَدَمِ الصِّدْقِ حِينَ طَلَبَ إِلَيْهِ الشَّفَاعَةَ فَقَالَ : أَنَا لَهَا لَمْ تَرُعْهُ هَيْبَةُ الْمَوْقِفِ لِمَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ قَدَمِ الصِّدْقِ وَمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الدَّعَاوَى الْبَاطِلَةِ إِلَّا بِقَوْلِ بَعْضِهِمْ حَيْثُ يَقُولُ :
يَنْوِي الْعِتَابَ لَهُ مِنْ قَبْلِ رُؤْيَتِهِ
فَإِنْ رَآهُ فَدَمْعُ الْعَيْنِ مَسْكُوبُ

لَا يَسْتَطِيعُ الكَلَامَ حِينَ يُبْصِرُهُ
كَلَّ اللِّسَانُ وَفِي الْأَحْشَاءِ تَلْهِيبُ
وَلَيْسَ يُخْرِسُ الْأَلْسِنَةَ فِي الْمُشَاهَدَةِ إِلَّا بُعْدُهَا مِنَ الصِّدْقِ ، فَمَنْ صَدَقَ فِي الْمَحَبَّةِ تَكَلَّمَ عَنْهُ الضَّمْيِرُ إِذَا سَكَتَ عَنِ النُّطْقِ بِاللِّسَانِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،