النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ
النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ فَمِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ الَّذِينَ ذَكَرْنَاهُمْ فِي كِتَابِ طَبَقَاتِ الْمُحَدِّثِينَ وَالرُّوَاةِ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ أَبُو الْمُنْذِرِ ، كَانَ عَبْدُ السَّلَامِ وَالِدُهُ يَلِي أَمْرَ السُّلْطَانِ وَمَاتَ عَنْ ضَيْعَةٍ نَفِيسَةٍ وَمَالٍ جَمٍّ ، فَتَرَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ وَرَغِبَ عَنْهَا زُهْدًا فِيهَا ، صَحِبَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ |
15885 سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ حَيَّانَ ، يَحْكِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْكِسَائِيِّ ، يَقُولُ : بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكًا يَقُولُ لِآخَرَ وَهُوَ عَلَى سُوَرِ الْمَدِينَةِ : اقْلِبْ ، قَالَ : كَيْفَ أَقْلِبُ وَالنُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ قَائِمٌ يُصَلِّي ؟ |
ابْنُ مَعْدَانَ وَيَلِيهِ فِي الْفَضْلِ وَالْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَعْدَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَرُوسُ الزُّهَّادِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ ، وَكَذَلِكَ أَخَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ ، وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بِالْمَصِّيصَةِ وَدُفِنَ إِلَى جَنْبِ مَخْلَدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، فَارَقَ ضِيَاعَهُ زَاهِدًا فِيهَا وَكَانَ يَقُولُ : لَقَدْ خَابَ مَنْ كَانَ حَظُّهُ مِنَ اللهِ الدُّنْيَا ، وَكَانَ يَتَمَثَّلُ كَثِيرًا بِهَذَا الْبَيْتِ : إِذَا كُنْتَ فِي دَارِ الْهَوَانِ فَإِنَّمَا يُنْجِيكَ مِنْ دَارِ الْهَوَانِ اجْتِنَابُهَا |
عِصَامُ بْنُ يَزِيدَ وَمِنْهُمْ عِصَامُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَجْلَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْمُلَقَّبُ بِخَيْرٍ ، صَحِبَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَكَانَ رَسُولَهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْمَهْدِيُّ بِرًّا وَمَالًا فَلَمْ يَقْبَلْ ثُمَّ رَجَعَ مِنْ عِنْدِهِ إِلَى سُفْيَانَ فَقَالَ لِسُفْيَانَ : لَوْ أَتَيْتَهُمْ ؟ فَقَالَ : أَتُرَانِي أَخَافُ هَوَانَهُمْ ؟ إِنَّمَا أَخَافُ كَرَامَتَهُمْ ، فَلَمَّا مَاتَ سُفْيَانُ رَجَعَ إِلَى أَصْبَهَانَ وَسَكَنَهَا |