بَابُ اللَّجَاجِ عِنْدَ اللَّوْمِ وَالْعَذَلِ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

بَابُ اللَّجَاجِ عِنْدَ اللَّوْمِ وَالْعَذَلِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

529 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ قَالَ : لَمَّا أَكْثَرَ جَمِيلٌ فِي التَّشْبِيبِ بِبُثَيْنَةَ اسْتَعْدَى عَلَيْهِ أَهْلُهَا , فَأَلَحَّ أَهْلُهُ عَلَى لَائِمَتِهِ وَعَزْلِهِ , فَلَمَّا أَلَحُّوا عَلَيْهِ تَحَمَّلَ هَارِبًا إِلَى وَادِي الْقُرَى , فَطُلِبَ فَهَرَبَ مِنْهُ , فَلَحِقَ بِشَيْخٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ أَبِي بَنَاتٍ فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ فَقَالَ لِبَنَاتِهِ : الْبِسْنَ خَيْرَ ثِيَابِكُنَّ وَأَحْسَنَ حُلِيِّكُنَّ وَتَشَوَّفْنَ لَهُ , عَسَى أَنْ تَقَعَ عَيْنُهُ عَلَى بَعْضِكُنَّ فَأُزَوِّجَهَا مِنْهُ فَيَنْقَطِعَ هَذَا الْأَمْرُ عَنَّا , فَفَعَلْنَ وَتَعَرَّضْنَ لَهُ , فَلَمَّا أَكْثَرْنَ قَالَ لَهُنَّ بِحَيْثُ يَسْمَعْنَ :
حَلَفْتُ لِكَيْمَا تَعْلَمُونِي صَادِقًا
وَلَلصِّدْقُ خَيْرٌ فِي الْأُمُورِ وَأَنْجَحُ

لَتَكْلِيمُ يَوْمٍ مِنْ بُثَيْنَةَ وَاحِدٍ
وَرُؤْيَتُهَا عِنْدِي أَلَذُّ وَأُمْلَحُ

مِنَ الدَّهْرِ لَوْ أَخْلُو بِكُنَّ وَإِنَّمَا
أُعَالِجُ قَلْبًا غَارِمًا حَيْثُ يَطْمَحُ
قَالَ : فَذَكَرْنَ ذَلِكَ لِأَبِيهِنَّ , فَقَالَ : خَلِّينَ عَنْ هَذَا , فَإِنَّهُ لَا يُفْلِحُ أَبَدًا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

530 أَنْشَدَنِي ثَعْلَبٌ :
أَحْرَقْتُمَا كَبِدِي بِاللَّوْمِ فَاحْتَرَقَتْ
يَا صَاحِبَيَّ وَهَذَا مِنْكُمَا شَرَفُ

لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيمَنْ كَانَ يُخْبِرُنِي
أَنَّ الْمُحِبَّ إِذَا مَا شَاءَ يَنْصَرِفُ

وَجْدُ الْمُحِبِّ إِذَا مَا بَانَ صَاحِبُهُ
وَجْدُ الصَّبِيِّ لِثَدْيَيْ أُمِّهِ الْكَلِفُ

قَدْ تَمْكُثُ النَّاسُ حِينًا لَيْسَ بَيْنَهُمُ
وُدٌّ فَيَزْرَعُهُ التَّسْلِيمُ وَاللُّطَفُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

531 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَطَّارُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ : عَشِقَتْ جُوَيْرِيَةُ أَعْرَابِيَّةٌ فَتًى مِنْ عَشِيرَتِهَا فَعَزَلَتْهَا أُمُّهَا فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ :
يَا أُمِّ مَهْلًا لَا يَكُونُ الْحُبَّا
وَلَا لَقِيتُ لَوْعَةً وَكَرْبَا

عَيْنَاهُ قَادَتْنِي إِلَيْهِ غَصْبَا
رَأَيْتُ طَرَفًا فَاسْتَحَرَّ الْقَلْبَا

وَمُقْلَةٌ أَحْسَبُ فِيهَا الشُّهْبَا
إِنْ لُمْتِنِي فَرُبَّمَا وَرُبَّا

تَرَكَتْ ذَا اللُّبِّ لِسَيْرٍ أَصَبَّا
إِذَا رَآنِي طَرْفُهُ أَكَبَّا

تَبًّا لِهَذَا الْحُبِّ تَبًّا تَبَّا
يَا رَبِّ أَوْرِدْهُ الْمَحِلَّ الْجَدْبَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

532 وَأَنْشَدَنِي أَبُو سَهْلٍ النَّحْوِيُّ لِأَبِي الشِّيصِ :
وَقَفَ الْهَوَى بِي حَيْثُ أَنْتِ فَلَيْسَ لِي
مُتَأَخَّرٌ عَنْهُ وَلَا مُتَقَدَّمُ

أَجِدُ الْمَلَامَةَ فِي هَوَاكِ لَذِيذَةً
حُبًّا لِذِكْرِكِ فَلْتَلُمْنِي اللُّوَّمُ

أَشْبَهْتِ أَعْدَائِي فَصِرْتُ أُحِبُّهُمْ
إِذْ كَانَ حَظِّي مِنْكِ حَظِّيَ مِنْهُمُ

وَأَهَنْتِنِي فَأَهَنْتُ نَفْسِيَ صَاغِرًا
مَا مَنْ يَهُونُ عَلَيْكِ مِمَّنْ أُكْرِمُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

533 سَمِعْتُ أَبَا سَهْلٍ النَّحْوِيَّ , يَذْكُرُ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ اللَّهَبِيُّ قَالَ : أَنْشَدَنِي رِيَابٌ :
أُمَّتِي لَا تَعْذِلُونِي
إِنَّ فِي ثَوْبِي بَرَاتِي

خَاتَمُ الْمَلِكِ عَلَيْهِ
وَبِهِ أَرْجُو نَجَاتِي

بِنْتُ عَشْرٍ تَأْمُرِينِي
بِاتِّبَاعِ الْقَارِيَاتِ

أَنْظِرِينِي عَشْرَا أُخْرَى
أَشْتَفِي قَبْلَ الْمَمَاتِ
قَالَ : لَقَدْ عَجَّلْتَ عَلَيْهَا , وَلَقَدْ سَأَلْتَهَا يَسِيرًا , وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهَا , أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ كُثَيِّرِ عَزَّةَ :
تَلُومُ امْرَءًا فِي عُنْفُوَانِ شَبَابِهِ
وَتَتْرُكُ أَشْيَاخَ الصَّبَابَةِ حِينُ

وَمَا شَعَرَتْ أَنَّ الصِّبَا إِذْ بَلْوَتَنِي
عَلَى عَهْدِ عَادٍ لِلشَّبَابِ خَدِينُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

534 وَأَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ قُرَيْشٍ لِخَالِدٍ الْكَاتِبِ :
مَا يَسْتَرِيحُ الْمُحِبُّ مِنْ خَبْلِهِ
وَلَا يُفِيقُ الْعَذُولُ مِنْ عَذْلِهْ

هَذَا امْرُؤٌ فِي الْعِتَابِ مُجْتَهِدٌ
وَذَاكَ فِي هَمِّهِ وَفِي شُغْلِهْ

مَا لِلْعَذُولِ الَّذِي بُلِيتُ بِهِ
أَدْنَاهُ رَبُّ السَّمَاءِ مِنْ أَجَلِهْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

535 سَمِعْتُ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ : كَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُتْبِيِّ بَنُونَ أَدَّبَهُمْ , أَصْغَرُهُمْ يُسَمَّى عُبَيْدُ اللَّهِ , فَغَضِبَ عَلَيْهِ أَبُوهُ فِي شَيْءٍ أَنْكَرَهُ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ الْعِشْقِ , فَأَخْرَجَهُ مِنْ دَارِهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ :
تَبَدَّلْتَ مِنْ قَلْبِي الْمَوَدَّةَ بِالْبُغْضِ
وَصُيِّرَتُ بَعْدَ الْقِرَبِ مِنْكَ إِلَى الرَّفْضِ

وَكَانَ الْهَوَى غَضًّا فَلَمَّا مَلَكْتُهُ
تَقَصَّفَ غُصْنَاهُ وَحَالَ عَنِ الْغَضِّ

فَإِنْ أَكُ قَدْ أُخْرِجْتُ مِنْ دَارِ بُغْضَةٍ
فَلَيْسَ بِكَفَّيْ مُخْرِجِي سَعَةُ الْأَرْضِ
فَرَقَّ لَهُ أَبُوهُ وَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنْ كُنْتَ تَائِبًا مِنْ جُرْمِكَ , مُقْلِعًا عَنْ فِعْلِكَ , فَعِنْدِي يَا بُنَيَّ قَبُولُكَ , فَقَلَبَ الرُّقْعَةَ وَكَتَبَ فِي ظَهْرِهَا :
تَرَانِي تَارِكًا للَّـ
ـهِ مَا أَهْوَى لِمَا تَهْوَى

أَنَا أَشْهَدُ أَنَّ الْحُـ
ـبَّ فِي قَلْبِي إِذَنْ دَعْوَى
وَقَالَ آخَرُ :
أَتُرِيدُ أَتْرُكَ بَهْجَتِي تَبْلَا
وَأُطِيعُ مِثْلَكَ فِي الْهَوَى عَقْلَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

536 أَنْشَدَنِي أَبُو يَعْقُوبَ التَّمَّارُ لِنَفْسِهِ :
الْعَذْلُ يَا فَضْلُ فَضْلٌ
وَاللَّوْمُ فِي الْحُبِّ جَهْلُ

وَالْهَزْلُ فِي الْحُبِّ جَدٌّ
وَالْجَدُّ فِي الْحُبِّ قَتْلُ

وَمَا لِمَنْ لَامَ صَبًّا
وَإِنْ تَعَاقَلَ عَقْلُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

537 حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ , أَخُو إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي قَالَ : حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ وَهُوَ فَقِيهُ أَهْلِ الْحِجَازِ عَلَى نَخَّاسٍ يَعْتَرِضُ قِيَانًا , فَعَلِقَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ فَاشْتُهِرَ بِهَا حَتَّى عَذَلَهُ طَاوُسٌ وَمُجَاهِدٌ , فَقَالَ فِي ذَلِكَ :
يَلُومُنِي فِيكِ أَقْوَامٌ أُجَالِسُهُمْ
فَمَا أُبَالِي أَطَارَ اللَّوْمُ أَوْ وَقَعَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،