بَابٌ : ذِكْرُ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضَاعِهِ وَمَنْشَئِهِ إِلَى الْوَقْتِ الَّذِي جَاءَهُ الْوَحْيُ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

بَابٌ : ذِكْرُ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضَاعِهِ وَمَنْشَئِهِ إِلَى الْوَقْتِ الَّذِي جَاءَهُ الْوَحْيُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

950 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ السُّلَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ التَّمِيمِيُّ , عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا عَلَى بَابِ الْحُجْرَةِ , إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ , وَهُوَ مَدَرَةُ قَوْمِهِ , وَسَيِّدُهُمْ مِنْ شَيْخٍ كَبِيرٍ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا , فَتَمَثَّلَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا , وَنَسَبَهُ إِلَى جَدِّهِ , فَقَالَ : يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , إِنَّى نُبِّئْتُ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُوسَى وَعِيسَى وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ , أَلَا وَإِنَّكَ تَفَوَّهْتَ بِعَظِيمٍ , إِنَّمَا كَانَتِ الْخُلَفَاءُ وَالْأَنْبِيَاءُ فِي بَيْتَيْنِ مِنْ بُيُوتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ , فَلَا أَنْتَ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ , وَلَا مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ , إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ , مِمَّنْ كَانَتْ تَعْبُدُ هَذِهِ الْحِجَارَةَ وَالْأَوْثَانَ , فَمَا لَكَ وَلِلنُّبُوَّةِ ؟ وَلَكِنْ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةٌ , فَأَنْبِئْنِي بِحَقِيقَةِ قَوْلِكَ , وَبَدْءِ شَأْنِكَ قَالَ : فَأُعْجِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمُسَاءَلَتِهِ وَقَالَ : يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ , إِنَّ لِلْحَدِيثِ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ نَبَأً وَمَجْلِسًا , فَاجْلِسْ فَثَنَى رِجْلَهُ , ثُمَّ بَرَكَ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ , وَاسْتَقْبَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَدِيثِ , فَقَالَ : يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ , إِنَّ حَقِيقَةَ قَوْلِي , بَدْءَ شَأْنِي : إِنِّي دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ , وَبَشَّرَ بِي أَخِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ , وَإِنَّ أُمِّي حَمَلَتْنِي , وَإِنِّي كُنْتُ بِكْرَ أُمِّي , حَمَلَتْنِي كَأَثْقَلِ مَا تَحْمِلُ النِّسَاءُ , حَتَّى جَعَلَتْ تَشْتَكِي إِلَى صَوَاحِبَاتِهَا ثِقَلَ مَا تَجِدُ , ثُمَّ إِنَّ أُمِّي رَأَتْ فِي الْمَنَامِ : أَنَّ الَّذِيَ فِي بَطْنِهَا نُورٌ قَالَتْ : فَجَعَلْتُ أُتْبِعُ النُّورَ بَصَرِي , فَجَعَلَ النُّورُ يَسْبِقُ بَصَرِي , حَتَّى أَضَاءَتْ لِي مَشَارِقُ الْأَرْضِ وَمَغَارِبُهَا , ثُمَّ إِنَّهَا وَلَدَتْنِي فَنَشَأْتُ , فَلَمَّا نَشَأْتُ بُغِّضَتْ إِلَيَّ أَوْثَانُ قُرَيْشٍ , وَبُغِّضَ إِلَيَّ الشِّعْرُ , وَكُنْتُ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرٍ , فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ مُنْتَبِذٌ مِنْ أَهْلِي , مَعَ أَتْرَابٍ لِي مِنَ الصِّبْيَانِ , فِي بَطْنِ وَادٍ , نَتَقَاذَفُ بَيْنَنَا بِالْجُلَّةِ إِذْ أَقْبَلَ إِلَيَّ رَهْطٌ ثَلَاثَةٌ , مَعَهُمْ طَسْتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَلْآنُ ثَلْجًا , فَأَخَذُونِي فَانْطَلَقُوا بِي مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي , وَانْطَلَقَ أَصْحَابِي هِرَابًا , حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي , ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَى الرَّهْطِ , فَقَالُوا : مَا رَابَكُمْ إِلَى هَذَا الْغُلَامِ ؟ إِنَّهُ لَيْسَ مِنَّا , هَذَا مِنْ سَيِّدِ قُرَيْشٍ , وَهُوَ مُسْتَرْضَعٌ فِينَا , مِنْ غُلَامٍ يَتِيمٍ , لَيْسَ لَهُ أَبٌ وَلَا أُمٌّ , فَمَاذَا يَرُدُّ عَلَيْكُمْ قَتْلُهُ ؟ وَمَاذَا تُصِيبُونَ مِنْ ذَلِكَ ؟ إِنْ كُنْتُمْ لَابُدَّ قَاتِلِيهِ فَاخْتَارُوا مِنَّا أَيُّنَا شِئْتُمْ فَلْيَأْتِكُمْ مَكَانَهُ فَاقْتُلُوهُ , وَدَعُوا هَذَا الْغُلَامَ , فَإِنَّهُ يَتِيمٌ , فَلَمَّا رَأَى الصِّبْيَانُ أَنَّ الْقَوْمَ لَا يُحِيرُونَ إِلَيْهِمْ جَوَابًا , انْطَلَقُوا هِرَابَا مُسْرِعِينَ إِلَى الْحَيِّ يُؤْذِنُونَهُمْ وَيَسْتَصْرِخُونَهُمْ عَلَى الْقَوْمِ , فَعَمَدَ أَحَدُهُمْ فَأَضْجَعَنِي عَلَى الْأَرْضِ إِضْجَاعًا لَطِيفًا , ثُمَّ شَقَّ مَا بَيْنَ مَفْرِقِ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي , وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ , فَلَمْ أَجِدْ لِذَلِكَ مَسًّا , ثُمَّ أَخْرَجَ أَحْشَاءَ بَطْنِي فَغَسَلَهَا بِذَلِكَ الثَّلْجِ , فَأَنْعَمَ غَسْلَهَا ثُمَّ أَعَادَهَا مَكَانَهُ , ثُمَّ قَالَ الثَّانِي مِنْهُمْ لِصَاحِبِهِ : تَنَحَّ , فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَوْفِي فَأَخْرَجَ قَلْبِي فَصَدَعَهُ , وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ , فَأَخْرَجَ مِنْهُ مُضْغَةً سَوْدَاءَ , فَأَلْقَاهَا , ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا فَإِذَا بِيَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ نُورٍ تَحَارُ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ دُونَهُ , فَخَتَمَ بِهِ قَلْبِي , ثُمَّ أَعَادَهُ إِلَى مَكَانِهِ , فَامْتَلَأَ قَلْبِي نُورًا , فَوَجَدْتُ بَرْدَ ذَلِكَ الْخَاتَمِ فِي قَلْبِي دَهْرًا , ثُمَّ قَالَ الثَّالِثُ مِنْهُمْ لِصَاحِبِهِ : تَنَحَّ , فَتَنَحَّى عَنِّي , ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَأَنْهَضَنِي مِنْ مَكَانِي إِنْهَاضًا لَطِيفًا , ثُمَّ أَكَبُّوا عَلَيَّ وَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ , وَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنِيَّ , ثُمَّ قَالُوا : يَا حَبِيبُ , لَنْ تُرَاعَ , إِنَّكَ لَوْ تَدْرِي مَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ , ثُمَّ قَالَ الْأَوَّلُ الَّذِي شَقَّ بَطْنِي : زِنُوهُ بِعَشَرَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ , فَوَزَنُونِي بِهِمْ فَرَجَحْتُهُمْ , ثُمَّ قَالَ : زِنُوهُ بِمِائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ , فَوَزَنُونِي , فَرَجَحْتُهُمْ , ثُمَّ قَالَ : زِنُوهُ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ , فَوَزَنُونِي , فَرَجَحْتُهُمْ فَقَالَ : دَعُوهُ , فَلَوْ وَزَنْتُمُوهُ بِأُمَّتِهِ كُلِّهَا لَرَجَحَهُمْ , فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ , إِذْ أَنَا بِالْحَيِّ قَدْ جَاءُوا بِحَذَافِيرِهِمْ , وَإِذَا بِأُمِّي وَهَىَ ظِئْرِي أَمَامَ الْحَيِّ تَهْتِفُ بِأَعْلَى صَوْتِهَا وَهِيَ تَقُولُ : يَا ضَعِيفَاهُ , اسْتُضْعِفْتَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِكَ , وَقُتِلْتَ لِضَعْفِكَ , فَأَكَبُّوا عَلَيَّ وَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ , وَقَبَّلُوا رَأْسِي , وَمَا بَيْنَ عَيْنَيَّ , وَقَالُوا : حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ ضَعِيفٍ , وَمَا أَكْرَمَكَ عَلَى اللَّهِ , ثُمَّ قَالَتْ : يَا وَحِيدَاهُ , فَأَكَبُّوا عَلَيَّ , وَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ , وَقَالُوا : حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ وَحِيدٍ , وَمَا أَنْتَ بِوَحِيدٍ , إِنَّ اللَّهَ مَعَكَ وَمَلَائِكَتَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ , ثُمَّ قَالَتْ ظِئْرِي : يَا يَتِيمَاهُ , فَأَكَبُّوا عَلَيَّ وَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ , وَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنِيَّ , وَقَالُوا : حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ يَتِيمٍ , مَا أَكْرَمَكَ عَلَى اللَّهِ فَلَمَّا نَظَرَتْ بِي أُمِّي وَهَىَ ظِئْرِي قَالَتْ : يَا بُنَيَّ أَلَا أَرَاكَ حَيًّا بَعْدُ , وَضَمَّتْنِي إِلَى حِجْرِهَا , فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَفِي حِجْرِهَا قَدْ ضَمَّتْنِي إِلَيْهَا , وَإِنَّ يَدِي لَفِي يَدِ بَعْضِهِمْ , وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ يُبْصِرُونَهُمْ , فَإِذَا هُمْ لَا يُبْصِرُونَهُمْ , فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : قَدْ أَصَابَ هَذَا الْغُلَامَ طَائِفُ الْجِنِّ , فَاذْهَبُوا بِهِ إِلَى كَاهِنٍ , حَتَّى يَنْظُرَ إِلَيْهِ وَيُدَاوِيهِ فَقُلْتُ : يَا هَنَاهْ , إِنَّى أَجِدُ نَفْسِي سَلِيمَةً وَفُؤَادِي صَحِيحًا لَيْسَ بِي قَلَبَةٌ , فَقَالَ أَبِي : وَهُوَ زَوْجُ ظِئْرِي أَمَا تَرَوْنَ كَلَامَهُ كَلَامَ صَحِيحٍ ؟ إِنَّى أَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ عَلَى ابْنِي بَأْسٌ , فَاتَّفَقَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنْ يَذْهَبُوا بِي إِلَى الْكَاهِنِ , فَاحْتَمَلُونِي , فَذَهَبُوا بِي إِلَيْهِ , فَقَصُّوا عَلَيْهِ قِصَّتِي فَقَالَ : اسْكُتُوا , حَتَّى أَسْأَلَ الْغُلَامَ , فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهِ مِنْكُمْ , فَسَأَلَنِي فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّتِي مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا , فَضَمَّنِي إِلَيْهِ , وَقَالَ : يَا لَلْعَرَبِ , يَا لَلْعَرَبِ , اقْتُلُوا هَذَا الْغُلَامَ وَاقْتُلُونِي مَعَهُ , وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى , لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ وَأَدْرَكَ , لَيُخَالِفَنَّ دِينَكُمْ وَدِينَ آبَائِكُمْ , وَلَيُخَالِفَنَّ أَمْرَكُمْ , وَلَيَأْتِيَنَّكُمْ بِدِينٍ لَمْ تَرَوْا مِثْلَهُ , فَانْتَزَعَتْنِي أُمِّي مِنْ حِجْرِهِ , وَقَالَتْ : أَنْتَ أَعْتَهُ وَأَجَنُّ مِنِ ابْنِي هَذَا , وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا يَكُونُ مِنْ قَوْلِكَ مَا أَتَيْتُ بِهِ , فَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ مَنْ يَقْتُلُكَ , فَإِنَّا غَيْرُ قَاتِلِي هَذَا الْغُلَامَ , وَاحْتَمَلُونِي وَأَدَّوْنِي إِلَى أَهْلِي , فَأَصْبَحْتُ مَعَرًا كَمَا فُعِلَ بِي , وَأَصْبَحَ أَثَرُ الشَّقِّ مَا بَيْنَ مَفْرِقِ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي كَأَنَّهُ الشِّرَاكُ , فَذَلِكَ يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ : حَقِيقَةُ قَوْلِي وَبُدُوءُ شَأْنِي فَقَالَ الْعَامِرِيُّ : أَشْهَدُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَنَّ أَمْرَكَ لَحَقٌ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

951 وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : كُنْتُ تِرْبًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : فَأَخْبَرَتْنِي أُمِّي قَالَتْ : لَمَّا وُلِدَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَ عَلَى يَدِي اسْتَهَلَّ , فَسَمِعْتُ قَائِلًا مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ يَقُولُ : يَرْحَمُكَ رَبُّكَ قَالَتْ : فَلَمَّا لِيَّنْتُهُ وَأَضْجَعْتُهُ أَضَاءَ لِي نُورٌ , حَتَّى رَأَيْتُ قُصُورَ الرُّومِ , ثُمَّ غَشِيَتْنِي ظُلْمَةٌ وَرِعْدَةٌ , ثُمَّ نَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا , فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ : أَيْنَ ذَهَبْتِ بِهِ ؟ قَالَ : ذَهَبَتْ بِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ قَالَتْ : ثُمَّ أَصَابَتْنِي رِعْدَةٌ وَظُلْمَةٌ قَالَتْ : ثُمَّ نَظَرْتُ عَنْ يَسَارِي , فَلَمْ أَرَ شَيْئًا , فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ : أَيْنَ ذَهَبَتْ بِهِ ؟ قَالَ : ذَهَبَتْ بِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : فَكَانَ الْحَدِيثُ مِنْ شَأْنِي , حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَوَّلَ قَوْمِهِ إِسْلَامًا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : فِي هَذَا الْبَابِ أَحَادِيثُ قَدْ ذَكَرْتُهَا فِي كِتَابِ فَضَائِلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

952 حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ زَكَرِيَّا السُّكَّرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي جَهْمٍ , مَوْلًى لِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ كَانَتْ عِنْدَ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ , وَكَانَ يُقَالُ : مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ , سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ : حُدِّثْتُ عَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ : أَنَّهَا قَالَتْ : قَدِمْتُ مَكَّةَ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ , نَلْتَمِسُ بِهَا الرُّضْعَانَ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ فَقَدِمْتُ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ , كَانَتْ أَذِمَّةَ الرَّكْبِ , وَمَعِي صَبِيٌّ لَنَا , وَشَارِفٌ لَنَا ، وَاللَّهِ مَا نَنَامُ لَيْلَنَا ذَلِكَ أَجْمَعَ مَعَ صَبِيِّنَا ذَلِكَ , مَا يَجِدُ فِي ثَدْيَيَّ مَا يُغْنِيهِ , وَلَا فِي شَارِفِنَا مَا يُغَذِّيهِ , فَقَدِمْنَا مَكَّةَ , فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ مِنَّا امْرَأَةً إِلَّا وَقَدْ عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَإِذَا قِيلَ : إِنَّهُ يَتِيمٌ , تَرَكْنَاهُ , وَقُلْنَا : مَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ إِلَيْنَا أُمُّهُ ؟ إِنَّمَا نَرْجُو الْمَعْرُوفَ مِنْ أَبِ الْوَلَدِ , فَأَمَّا أُمُّهُ فَمَاذَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ إِلَيْنَا ؟ فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَ مِنْ صَوَاحِبَاتِي امْرَأَةٌ إِلَّا أَخَذَتْ رَضِيعًا غَيْرِي , فَلَمَّا لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ , قُلْتُ لِزَوْجِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى : وَاللَّهِ إِنَّى لَأَكْرَهُ أَنْ أَرْجِعَ مِنْ بَيْنَ صَوَاحِبَاتِي لَيْسَ مَعِي رَضِيعٌ , لَأَنْطَلِقَنَّ إِلَى ذَلِكَ الْيَتِيمِ فَلَآخُذَنَّهُ , فَقَالَ : لَا عَلَيْكِ , فَذَهَبْتُ فَأَخَذْتُهُ , فَوَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ : إِلَّا أَنَّى لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ , فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَخَذْتَهُ , فَجِئْتُ بِهِ رَحْلِي , فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ثَدْيَايَ بِمَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ لَبَنٍ , فَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ , وَشَرِبَ أَخُوهُ حَتَّى رَوِيَ , وَقَامَ صَاحِبِي إِلَى شَارِفِنَا تِلْكَ , فَإِذَا إِنَّهَا لَحَافِلٌ , فَحَلَبَ مَا شَرِبَ وَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِينَا , فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ , فَقَالَ صَاحِبِي : يَا حَلِيمَةُ , وَاللَّهِ إِنَّى لَأَرَاكَ قَدْ أَخَذْتِ نَسَمَةً مُبَارَكَةً , أَلَمْ تَرَيْ مَا بِتْنَا بِهِ اللَّيْلَةَ مِنَ الْخَيْرِ حِينَ أَخَذْنَاهُ فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَزِيدُنَا خَيْرًا , ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِنَا , فَوَاللَّهِ لَقَطَعَتْ أَتَانِي الرَّكْبَ حَتَّى مَا يَتَعَلَّقُ بِهَا حِمَارٌ , حَتَّى إِنَّ صَوَاحِبَاتِي لَيَقُلْنَ : وَيْحَكِ يَا بِنْتَ أَبِي ذُؤَيْبٍ , أَهَذِهِ أَتَانُكِ الَّتِي خَرَجْتِ عَلَيْهَا مَعَنَا ؟ فَأَقُولُ : نَعَمْ , وَاللَّهِ إِنَّهَا هِيَ , فَيَقُلْنَ : وَاللَّهِ إِنَّ لَهَا لَشَأْنًا , حَتَّى قَدِمْنَا أَرْضَ بَنِي سَعْدٍ , وَمَا أَعْلَمُ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَجْدَبَ مِنْهَا , فَإِنْ كَانَتْ غَنَمِي لَتَسْرَحُ , ثُمَّ تَرُوحُ شِبَاعًا لَبَنًا , فَنَحْلِبُ مَا شِئْنَا وَمَا حَوْلَنَا أَحَدٌ تَبِضُّ لَهُ شَاةٌ بِقَطْرَةِ لَبَنٍ , وَإِنَّ أَغْنَامَهُمْ لَتَرُوحُ جِيَاعًا , حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ لِرُعَاتِهِمُ : انْظُرُوا حَيْثُ تَسْرَحُ غَنَمُ ابْنَةِ أَبِي ذُؤَيْبٍ , فَاسْرَحُوا مَعَهُمْ , فَيَسْرَحُونَ مَعَ غَنَمِي حَيْثُ تَسْرَحُ , فَيُرِيحُونَ أَغْنَامَهُمْ جِيَاعًا , وَمَا فِيهَا قَطْرَةُ لَبَنٍ , وَتَرُوحُ غَنَمِي شِبَاعًا لَبَنًا , فَنَحْلِبُ مَا شِئْنَا , فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُرِينَا الْبَرَكَةَ , وَنَتَعَرَّفُهَا حَتَّى بَلَغَ سَنَتَيْنِ , فَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لَا يُشْبِهُ الْغِلْمَانَ , فَوَاللَّهِ مَا بَلَغَ السَّنَتَيْنِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا , فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ , وَنَحْنُ أَضَنُّ شَيْءٍ بِهِ , مِمَّا رَأَيْنَا فِيهِ مِنَ الْبَرَكَةِ , فَلَمَّا رَأَتْهُ أُمُّهُ , قُلْنَا لَهَا : يَا ظِئْرُ , دَعِينَا بِابْنِنَا هَذِهِ السَّنَةَ الْأُخْرَى , فَإِنَّا نَخْشَى عَلَيْهِ أَوْبَاءَ مَكَّةَ , فَوَاللَّهِ مَازِلْنَا بِهَا حَتَّى قَالَتْ : فَنَعَمْ , فَسَرَّحَتْهُ مَعَنَا , فَأَقَمْنَا بِهِ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً , فَبَيْنَا هُوَ خَلْفَ بُيُوتِنَا مَعَ أَخٍ لَهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ فِي بَهْمٍ لَنَا , فَجَاءَنَا أَخُوهُ يَشْتَدُّ , فَقَالَ : أَخِي ذَلِكَ الْقُرَشِيُّ , قَدْ جَاءَهُ رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا بَيَاضٌ , فَأَضْجَعَاهُ فَشَقَّا بَطْنَهُ , فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُوهُ نَشْتَدُّ نَحْوَهُ فَنَجِدُهُ قَائِمًا مُنْتَقِعًا لَوْنُهُ فَاعْتَنَقَهُ أَبُوهُ , وَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ , مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : جَاءَنِي رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بَيَاضٌ فَأَضْجَعَانِي فَشَقَّا بَطْنِي , ثُمَّ اسْتَخْرَجَا مِنْهُ شَيْئًا فَطَرَحَاهُ , ثُمَّ رَدَّاهُ كَمَا كَانَ , فَرَجَعْنَا بِهِ مَعَنَا , فَقَالَ أَبُوهُ : يَا حَلِيمَةُ , لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ ابْنِي قَدْ أُصِيبَ , انْطَلِقِي بِنَا فَلْنَرُدَهُ إِلَى أَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ بِهِ مَا نَتَخَوَّفُ قَالَتْ : فَاحْتَمَلْنَاهُ , فَلَمْ تُرْعَ أُمُّهُ إِلَّا بِهِ , قَدْ قَدِمْنَا بِهِ عَلَيْهَا , فَقَالَتْ : مَا رَدَّكُمَا بِهِ فَقَدْ كُنْتُمَا عَلَيْهِ حَرِيصَيْنِ ؟ فَقُلْنَا : لَا وَاللَّهِ يَا ظِئْرُ , إِلَّا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَدَّى عَنَّا , وَقَضَيْنَا الَّذِي عَلَيْنَا , وَقُلْنَا : نَخْشَى الْإِتْلَافَ وَالْأَحْدَاثَ , فَقُلْنَا : نَرُدَّهُ عَلَى أَهْلِهِ , فَقَالَتْ : مَا ذَاكَ بِكُمَا ؟ فَاصْدُقَانِي شَأْنَكُمَا , فَلَمْ تَدَعْنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا خَبَرَهُ فَقَالَتْ : أَخَشِيتُمَا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ ؟ كَلَّا , وَاللَّهِ , مَا لِلشَّيْطَانِ عَلَيْهِ سَبِيلٌ , وَإِنَّهُ لكائنٌ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ , أَلَا أُخْبِرُكُمَا خَبَرَهُ ؟ قُلْنَا : بَلَى قَالَتْ : حَمَلْتُ بِهِ , فَمَا حَمَلْتُ حَمْلٌ قَطُّ أَخَفُّ مِنْهُ فَأُرِيتُ فِي النَّوْمِ حِينَ حَمَلْتُ بِهِ : كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ , ثُمَّ وَقَعَ حَيْثُ وَلَدْتُهُ وُقُوعًا مَا يَقَعُهُ الْمَوْلُودُ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ ، رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَدَعَاهُ عَنْكُمَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

953 حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ أَبُو بَكْرٍ , وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ , فَصَرَعَهُ , فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ , فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً ثُمَّ قَالَ : هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ , ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ , ثُمَّ لَأَمَهُ , ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ , وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ يَعْنِي ظِئْرَهُ فَقَالُوا : إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ , فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ قَالَ أَنَسٌ : كُنْتُ أَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،