بَابُ ذِكْرِ مَقْتَلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

بَابُ ذِكْرِ مَقْتَلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1357 حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ , عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ : كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ , وَكَانَ يَصْنَعُ الْأَرْحَاءَ , وَكَانَ يُصِيبُ مِنْهَا إِصَابَةً كَبِيرَةً , وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يَسْتَغِلُّ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ , فَأَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمُغِيرَةَ قَدْ أَثْقَلَ غَلَّتِي ؛ فَكَلِّمْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنِّي , فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ , وَأَحْسِنْ إِلَى مَوَالِيكَ , وَافْعَلْ وَافْعَلْ , قَالَ : وَمِنْ نِيَّتِهِ أَنْ يَلْقَى الْمُغِيرَةَ , فَيَأْمُرُهُ بِالتَّخْفِيفِ عَنْهُ ؛ قَالَ : فَغَضِبَ وَقَالَ : وَسِعَ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَدْلُكَ غَيْرِي , فَصَنَعَ خِنْجَرًا , وَشَحَذَهُ قَالَ : وَأَحْسِبُهُ قَالَ : وَجَعَلَ لَهُ رَأْسَيْنِ ؛ ثُمَّ أَتَى بِهِ الْهُرْمُزَانِ مِنَ الْفُرْسِ , فَقَالَ : كَيْفَ تَرَى هَذَا ؟ قَالَ : أَرَى هَذَا أَنَّهُ لَا يُضْرَبُ بِهِ أَحَدٌ إِلَّا قَتَلَهُ , قَالَ : فَتَحَيَّنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَأَتَاهُ مِنْ وَرَائِهِ وَهُوَ فِي إِقَامَةِ الصَّفِّ ؛ فَوَجَأَهُ ثَلَاثَ وَجَآتٍ , طَعَنَهُ فِي كَتِفِهِ , وَطَعَنَهُ فِي خَاصِرَتِهِ , وَطَعَنَهُ فِي بَعْضِ جَسَدِهِ , قَالَ : فَسَقَطَ , وَاحْتُمِلَ إِلَى مَنْزِلِهِ , وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : الصَّلَاةُ الصَّلَاةُ ؛ فَتَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَصَلَّى بِهِمْ , وَقَرَأَ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ , وَانْطَلَقَ النَّاسُ نَحْوَ عُمَرَ يَسْأَلُونَ عَنْهُ , وَيَدْعُونَ لَهُ , وَيَقُولُونَ : لَا بَأْسَ عَلَيْكَ ؛ فَقَالَ عُمَرُ : إِنْ يَكُنْ عَلَيَّ فِي الْقَتْلِ بَأْسٌ ؛ فَقَدْ قُتِلْتُ ؛ فَدَعَا بِشَرَابٍ لِيَنْظُرَ مَا قَدْرُ جِرَاحَتِهِ , فَشَرِبَ فَخَرَجَ مَعَ الدَّمِ , فَلَمْ يَتَبَيَّنْ ؛ فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيْهِ ؛ فَقَالَ عُمَرُ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَوَدِدْتُ أَنِّي انْفَلَتُّ مِنْهَا كَفَافًا , وَسَلِمَ لِي عَمَلِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ : وَسَلِمَ لِي مَا قَبْلَهَا قَالَ : وَابْنُ عَبَّاسٍ عِنْدَ رَأْسِهِ , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَا وَاللَّهِ لَا تَنْفَلِتُ مِنْهَا كَفَافًا , لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَصَحِبْتَهُ بِخَيْرِ مَا صَحِبَهُ فِيهِ صَاحِبٌ , كُنْتَ تُنَفِّذُ أَمَرَهُ ، وَكُنْتَ فِي عَوْنِهِ حَتَّى قُبِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ , ثُمَّ وَلِيَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَكُنْتَ تُنَفِّذُ أَمَرَهُ , وَكُنْتَ فِي عَوْنِهِ حَتَّى قُبِضَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ , ثُمَّ وُلِّيتَهَا بِخَيْرِ مَا وَلِيَهَا وَالٍ قَالَ : وَذَكَرَ مَحَاسِنَهُ , فَكَأَنَّ عُمَرَ اسْتَرَاحَ إِلَى كَلَامِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ فِي كَرْبِ الْمَوْتِ , فَقَالَ : كَرِّرْ عَلَيَّ كَلَامَكَ فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ ، فَقَالَ عُمَرُ : وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِيَ طِلَاعَ الْأَرْضِ ذَهَبًا لَافْتَدَيْتُ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ وَجَاءَ صُهَيْبٌ , فَقَالَ : وَأَخَاهُ وَأَخَاهُ , رَفَعَ صُهَيْبٌ صَوْتَهُ فَقَالَ عُمَرُ : مَهْلًا يَا صُهَيْبُ مَهْلًا يَا صُهَيْبُ , أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ . قَالَ : وَجَعَلَ الْأَمْرَ إِلَى سِتَّةٍ : إِلَى عُثْمَانَ , وَعَلِيٍّ , وَطَلْحَةَ , وَالزُّبَيْرِ , وَسَعْدٍ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَأَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1358 أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ أَبُو بِشْرٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ : وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ : وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ , وَخَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ قَالَا : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ - وَاللَّفْظُ لِخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - قَالَ : كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : بَعْثَ حُذَيْفَةَ عَلَى مَا سَقَتْ دِجْلَةُ , وَبَعَثَ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى مَا سَقَى الْفُرَاتُ , فَوَضَعَا الْخَرَاجَ , فَلَمَّا قَدِمَا عَلَيْهِ قَالَ : لَعَلَّكُمَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ , فَقَالَ حُذَيْفَةُ : لَوْ شِئْتَ لَا ضَعَّفْتُ أَرْضِي ، وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ : لَقَدْ حَمَّلْتُهَا مَا تُطِيقُ , وَمَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ فَقَالَ : لَئِنْ عِشْتُ لِأَرَامِلِ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَأَدَعْهُنَّ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي قَالَ : فَمَا لَبِثَ إِلَّا أَرْبَعَةً حَتَّى أُصِيبَ قَالَ : وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ؛ قَالَ لِلنَّاسِ : اسْتَوَوْا فَلَمَّا اسْتَوَوْا طَعَنَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ أَكَلَنِي الْكَلْبُ , أَوْ قَتَلَنِي الْكَلْبُ قَالَ : فَطَارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذِي طَرَفَيْنِ لَا يَدْنُوا مِنْهُ إِنْسَانٌ إِلَّا طَعَنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا , فَمَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ , وَأَلْقَى عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بُرْنُسًا , ثُمَّ جَثَمَ عَلَيْهِ , فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ , طَعَنَ نَفْسَهُ , فَقَتَلَ نَفْسَهُ ؛ قَالَ : وَقَدَّمَ النَّاسُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةً خَفِيفَةً قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ لِابْنِ عَبَّاسٍ : انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي قَالَ : فَجَالَ جَوْلَةً ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ : غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ , فَقَالَ : الصَّنِيعُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُ بِهِ خَيْرًا , الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مَنِيَّتِي فِي يَدِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , وَقَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ : لَقَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ ، قَالَ : فَقَالَ : أَلَا نَقْتُلُهُمْ ؛ قَالَ : أَبَعْدَ مَا صَلَّوْا صَلَاتَكُمْ وَحَجُّوا حَجَّكُمْ , ثُمَّ حُمِلَ حَتَّى أَدْخَلُوهُ مَنْزِلَهُ , فَكَأَنَّ لَمْ يُصِبِ الْمُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ قَالَ : فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ , إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ شَابٌّ فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ لَكَ مِنَ الْقِدَمِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ لَكَ , ثُمَّ وُلِّيتَ فَعَدَلْتَ , ثُمَّ رَزَقَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الشَّهَادَةَ قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي , وَدِدْتُ أَنِّي وَذَاكَ لَا لِي وَلَا عَلَيَّ , ثُمَّ أَدْبَرَ الشَّابُّ , فَإِذَا هُوَ يَجُرُّ إِزَارُهُ , فَقَالَ : رُدُّوهُ , فَرُدَّ , فَقَالَ لَهُ : يَا ابْنَ أَخِي , ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَنْقَى لِثَوْبِكَ , أَتْقَى لِرَبِّكَ . قَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ : فَوَاللَّهِ مَا مَنَعَهُ مَا كَانَ فِيهِ أَنْ نَصَحَهُ , ثُمَّ أُتِيَ بِشَرَابِ نَبِيذٍ فَشَرِبَ مِنْهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ فَعَرَفَ أَنَّهُ لَمَّ بِهِ , فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ , انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ فَنَظَرَ فَإِذَا بِضْعٌ وَثَمَانُونَ أَلْفًا فَقَالَ : سَلْ فِي آلِ عُمَرَ فَإِنْ وَفَّى وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيٍّ , فَإِنْ وَفَّتْ وَإِلَّا فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ , وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ , ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ , ائْتِ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ فَقُلْ : إِنَّ عُمَرَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ , وَلَا تَقُلْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ بِأَمِيرٍ , وَقُلْ : يَسْتَأْذِنُ فِي أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ فَإِنْ أَذِنَتْ فَادْفِنُونِي مَعَهُمَا , وَإِنْ أَبَتْ فَرَدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ , فَأَتَاهَا عَبْدُ اللَّهِ وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَ : إِنَّ عُمَرَ يَسْتَأْذِنُ فِي أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ فَقَالَتْ : لَقَدْ كُنْتُ أَدَّخِرُ ذَلِكَ الْمَكَانَ لِنَفْسِي لَأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي , ثُمَّ رَجَعَ ، فَلَمَّا أَقْبَلَ قَالَ عُمَرُ : أَقْعِدُونِي ثُمَّ قَالَ : مَا وَرَاءَكَ ؟ قَالَ : قَدْ أَذِنَتْ لَكَ , قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ , مَا شَيْءٌ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ , فَإِذَا أَنَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي ثُمَّ قُولُوا : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ فَإِنْ أَذِنَتْ فَادْفِنُونِي وَإِلَّا فَرَدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ : اسْتَخْلِفْ وَإِنَّ الْأَمْرَ إِلَى هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ : عَلِيٍّ , وَعُثْمَانَ , وَطَلْحَةَ , وَالزُّبَيْرِ , وَعَبْدِ الرُّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ , وَلْيَشْهَدْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ، فَإِنْ أَصَابَتِ الْخِلَافَةُ سَعْدًا , وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ مَنْ وَلِيَ , فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ , ثُمَّ قَالَ : أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَأُوصِيهِ بِالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ , أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ , وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ , وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ , وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ , وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الْأَمْصَارِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ , وَغَيْظُ الْعَدُوِّ وَجُبَاةُ الْمَالِ لَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلَهُمْ عَنْ رِضًى مِنْهُمْ , وَأُوصِيهِ بِالْأَعْرَابِ خَيْرًا ؛ فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ , أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ فَيُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ , وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ أَنْ يُوفِيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ , وَأَنْ يُقَاتِلَ مِنْ وَرَائِهِمْ وَلَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1359 وَحَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّارُ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ سَلْمِ بْنِ خَالِدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ , عَنْ أُمَّهِ وَكَانَتْ أُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَوْفٍ قَالَتْ : خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا يَطُوفُ فِي السُّوقِ فَلَقِيَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أُعْدُنِي عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَإِنَّ عَلَيَّ خَرَاجًا كَثِيرًا قَالَ : فَكَمْ خَرَاجُكَ ؟ قَالَ : دِرْهَمَانِ فِي كُلِّ يَوْمٍ قَالَ : وَأَيُّ شَيْءٍ صِنَاعَتُكَ ؟ قَالَ : نَجَّارًا نَقَّاشًا حَدَّادًا قَالَ : مَا أَرَى خَرَاجُكَ بِكَثِيرٍ عَلَى مَا تَصْنَعُ مِنَ الْأَعْمَالِ , ثُمَّ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَعْمَلَ رَحًى تَطْحَنُ بِالرِّيحِ فَعَلْتُ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَاعْمِلْ لِي رَحًى قَالَ : لَأَنْ سَلِمْتُ لَأَعْمَلَنَّ لَكَ رَحًى يَتَحَدَّثُ بِهَا مَنْ بِالْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قَالَ : ثُمَّ انْصَرَفَ عُمَرُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَهُ كَعْبُ الْأَحْبَارِ فَقَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , اعْهَدْ , فَإِنَّكَ مَيِّتٌ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ قَالَ : وَمَا يُدْرِيكَ ؟ قَالَ : أَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ التَّوْرَاةِ قَالَ عُمَرُ : آللَّهِ إِنَّكَ تَجِدُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي التَّوْرَاةِ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ لَا , وَلَكِنْ أَجِدُ صِفَتَكَ وَحِلْيَتَكَ , وَأَنَّهُ قَدْ فَنِيَ أَجَلُكَ قَالَ وَعُمَرُ لَا يَحُسُّ وَجَعًا , وَلَا أَلَمًا قَالَ : فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ جَاءَهُ كَعْبٌ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , ذَهَبَ يَوْمٌ وَبَقِيَ يَوْمَانِ قَالَ : ثُمَّ جَاءَهُ الْغَدُ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , ذَهَبَ يَوْمَانِ وَبَقِيَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ , وَهِيَ لَكَ إِلَى صَبِيحَتِهَا قَالَ , فَلَمَّا كَانَ فِي الصُّبْحِ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الصَّلَاةِ , وَكَانَ يُوَكِّلُ بِالصُّفُوفِ رِجَالًا فَإِذَا اسْتَووا دَخَلَ هُوَ فَكَبَّرَ قَالَ : وَدَخَلَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ فِي النَّاسِ فِي يَدِهِ خِنْجَرٌ لَهُ رَأْسَانِ , نِصَابُهُ فِي وَسَطِهِ , فَضَرَبَ عُمَرَ سِتَّ ضَرَبَاتٍ , إِحْدَاهُنَّ تَحْتَ سُرَّتِهِ , هِيَ الَّتِي قَتَلَتْهُ , وَقُتِلَ مَعَهُ كُلَيْبُ بْنُ وَائِلِ بْنِ الْبُكَيْرِ اللَّيْثِيُّ , كَانَ حَلِيفَهُمْ , فَلَمَّا وَجَدَ عُمَرَ حُرَّ السِّلَاحِ سَقَطَ , وَقَالَ : أَفِي النَّاسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ؟ قَالُوا : نَعَمْ هُوَ ذَا قَالَ : فَتَقَدَّمَ بِالنَّاسِ فَصَلَّى قَالَ : فَصَلَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعُمَرُ طَرِيحٌ ؟ قَالَ : ثُمَّ احْتُمِلَ فَأُدْخِلَ إِلَى دَارِهِ , وَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ , فَقَالَ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْهَدَ إِلَيْكَ قَالَ : يَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ أَشَرْتَ عَلَيَّ قَالَ : وَمَا تُرِيدُ ؟ قَالَ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَتُشِيرُ عَلَيَّ بِذَلِكَ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ لَا قَالَ : إِذَنْ وَاللَّهِ لَا أَدْخَلُ فِيهِ أَبَدًا قَالَ : فَهِبْنِي صَمْتًا حَتَّى أَعْهَدَ إِلَى النَّفْرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ , أُدْعُ لِي عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَسَعْدًا ؛ قَالَ : وَانْتَظِرُوا أَخَاكُمْ طَلْحَةَ ثَلَاثًا فَإِنْ جَاءَ , وَإِلَّا فَاقْضُوا أَمْرَكُمْ , أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا عَلِيٌّ , إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ شَيْئًا أَنْ تَحْمِلَ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ , أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا عُثْمَانَ , إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ شَيْئًا أَنْ تَحْمِلَ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ , أَ‍نْشُدُكَ اللَّهَ يَا سَعْدُ , إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ شَيْئًا أَنْ تَحْمِلَ أَقَارِبَكَ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ , قُومُوا فَتَشَاوَرُوا , ثُمَّ اقْضُوا أَمْرَكُمْ , وَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ صُهَيْبٌ ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ فَقَالَ : قُمْ عَلَى بَابِهِمْ فَلَا تَدَعْ أَحَدًا يَدْخُلُ إِلَيْهِمْ , وَأُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهُمْ أَنْ يُقَسِّمَ عَلَيْهِمْ فَيْئَهُمْ , وَلَا يَسْتَأْثِرْ عَلَيْهِمْ , وَأَوْصَى الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَنْ يُحْسِنَ إِلَى مُحْسِنِهِمْ , وَأَنْ يَعْفُو عَنْ مُسِيئِهِمْ , وَأَوْصَى الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْعَرَبِ فَإِنَّهُمْ مَادَّةُ الْإِسْلَامِ , أَنْ تُؤْخَذَ صَدَقَاتُهُمْ مِنْ حَقِّهَا , وَتُوضَعَ فِي فُقَرَائِهِمْ , وَأُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُوَفِّيَ لَهُمْ بَعَهْدِهِمْ , اللَّهُمَّ هَلْ بَلَغْتُ تَرَكْتُ الْخَلِيفَةَ بَعْدِي عَلَى أَنْقَى مِنَ الرَّاحَةِ , يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ , اخْرُجْ إِلَى النَّاسِ فَانْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَتَلَكَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ قَتْلِي بِيَدِ رَجُلٍ سَجَدَ لِلَّهِ سَجْدَةً وَاحِدَةً يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ , اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَسَلْهَا أَنْ تَأْذَنَ لِي أَنْ أُدْفَنَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ , يَا عَبْدَ اللَّهِ , إِنِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فَكُنْ مَعَ الْأَكْثَرِ , وَإِنْ كَانُوا ثَلَاثَةً وَثَلَاثَةً , فَكُنْ فِي الْحِزْبِ الَّذِي فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ , ائْذَنْ لِلنَّاسِ فَجَعَلَ يُدْخِلُ عَلَيْهِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَيَقُولُ لَهُمْ : أَعَنْ مِلَاءٍ مِنْكُمْ كَانَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : مَعَاذَ اللَّهِ . قَالَ : وَدَخَلَ فِي النَّاسِ كَعْبُ الْأَحْبَارِ , فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنْشَأَ يَقُولُ :
وَأَوْعَدَنِي كَعْبٌ ثَلَاثًا أَعُدُّهَا
وَلَا شَكَّ أَنَّ الْقَوْلَ مَا قَالَهُ كَعْبُ

وَمَا بِي حِذَارُ الْمَوْتِ إِنِّي لَمَيِّتٌ
وَلَكِنْ حِذَارُ الذَّنْبِ يَتْبَعُهُ الذَّنْبُ
فَقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَوْ دَعَوْتَ طَبِيبًا ؛ قَالَ : فَدُعِيَ بِطَبِيبٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ , فَسَقَاهُ نَبِيذًا فَخَرَجَ النَّبِيذُ يَعْنِي مَعَ الدَّمِ قَالَ : فَاسْقُوهُ لَبَنًا , فَخَرَجَ اللَّبَنُ أَبْيَضَ فَقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , اعْهَدْ , قَالَ : قَدْ فَرَغْتُ ثُمَّ تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ لِثَلَاثِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ قَالَ : فَخَرَجُوا بِهِ بَكْرَةَ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ , فَدُفِنَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَتَقَدَّمَ صُهَيْبٌ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،