Hadith 1294 - Bab 234 (Obligation of Jihad)
Chapter 12 (The Book of Jihad)
Abu Hurairah (May Allah be pleased with him) reported: The Messenger of Allah (Peace be upon him) said, "Allah guarantees that he who goes out to fight in His way believing in Him and affirming the truth of His Messenger, will either be admitted to Jannah or will be brought back to his home (safely) from where he has set out, with whatever reward or share of booty he may have gained. By Him in Whose Hand Muhammad's soul is, if a person is wounded in the way of Allah, he will come on the Day of Resurrection with his wound in the same condition as it was on the day when he received it; its colour will be the colour of blood but its smell will be the smell of musk. By Him in Whose Hand Muhammad's soul is, if it were not to be too hard upon the Muslims, I would not lag behind any expedition to fight in the Cause of Allah, but I have neither abundant means to provide them conveyance (horses) nor all other Muslims have it, and it will be hard on them to remain behind when I go forth (for Jihad). By Him in Whose Hand Muhammad's soul is, I love to fight in the way of Allah and get killed, to fight again and get killed and to fight again and get killed."
[Muslim].
1、众信士的领袖欧麦尔·本·汉塔卜的传述:他说:我听安拉的使者(愿主慈悯他) 说:一切善功唯凭举意,每个人将得到自己所举意的。凡为安拉和使者而迁徙者,则他 的迁徙只是为了安拉和使者;凡为得到今世的享受或为某一个女人而迁徙者,则他的迁
شرح الحديث من دليل الفالحـــين
( وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تضمن الله) أي: التزم فضلا وإحساناً ( لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي) أي: بوعدي ( وتصديق برسلي) أي: بأخبارهم، وبنبوتهم ورسالتهم، وجملة لا يخرجه الخ في محل الحال من فاعل خرج ( فهو) أي: الله تعالى ( ضامن) أي ملتزم تفضلاً وكرماً لمن كان كذلك ( أن أدخله الجنة) ابتداءً من غير سابقة عذاب، أي: إن قتل في الحرب ( أو أرجعه) بفتح الهمزة، من رجع المتعدي، ومنه قوله تعالي: ( فإن رجعك الله إلى طائفة منهم) الآية ( إلى منزله الذي خرج منه) للجهاد مصحوباً ( بما نال) أي: بالذي ناله ( من أجر) أخروي ( أو غنيمه) أصابها من مال الكفار، ويصح أن يكون ضامن بمعنى مضمون، كماء دافق أي: مدفوق أو بمعنى ذو ضمان أي: حفظ ورعاية كلابن وتامر وعليهما، فضمير هو راجع إلى الغازي، هذا واختلف في معنى أو فقيل للتقسيم أي: بأجر فقط وهو لمن لم يغنم وتارة بغنيمة فقط.
قال العيني: وليس كذلك بل هو راجع بالأجر كانت غنيمة، أو لا.
قاله ابن بطال، ويدل لأجره مطلقاً حديث ابن عمرو بن العاص مرفوعاً "ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة، وبقي لهم الثلث فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم" فهذا يدل على أنه لا يرجع بدون أجر، لكن ينقص أجر من أصاب الغنيمة، وتضعيف هذا الحديث بحميد بن هانىء وهو غير مشهور، رد بأنه غير ملتفت إليه فهو ثقة محتج به عند مسلم، ووثقه النسائي وابن يونس وغيرهما، ولا يعرف فيه تجريح لأحد، وفي رواية البخاري من حديث أبي هريرة "وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالماً مع أجره أو غنيمة" قال العيني: أي: ضمن الله بملابسة التوفي إدخال الجنة، وبملابسة عدم التوفي الرجوع بالأجر أو الغنيمة.
قال الكرماني: يعني لا يخلو من الشهادة أو السلامة، فعلى الأول: يدخل الجنة بعد الشهادة في الحال، وعلى الثاني: لا ينفك عن أجر أو غنيمة، مع جواز الجمع بينهما في قضية مانعة خلو لا مانعة جمع.
قال: ولفظ الضمان والتكفل والتوكيل والانتداب الواقعة في الأحاديث كلها بمعنى تحقيق الوعد على وجه الفضل منه.
وعبّر عليه الصلاة والسلام عن تفضل الله سبحانه وتعالى بالثواب بلفظ الضمان ونحوه مما جرت به العادة بين الناس؛ لتطمئن به النفوس وتركن إليه القلوب ( والذي نفس محمد) أظهر مكان الإِضمار؛ لفخامة هذا الاسم فهو كقول الخليفة الخليفة فعل كذا دون فعلت ( بيده) أي: بقدرته، وفيه ندب القسم لتأكيد الأمر عند السامع ( ما من كلم) أي: جرح، والتنكير للإِشاعة فيصدق بالقليل منه والكثير ( يكلم) بالبناء للمفعول ( في سبيل الله) الظرف مستقر في محل الحال، والمراد به الجهاد، ومثله كل من جرح في ذات الله وكل ما دافع فيه المرء بحق فأصيب فهو مجاهد ( إلا جاء يوم القيامة كهيئة) أي: جاء حال كونه مماثلاً لهيئته ( يوم كلم) أي: في الدنيا وبين وجه الشبه على طريقة الاستئناف البياني بقوله ( لونه لون دم وريحه ريح مسك) وروى البخاري هذه الجملة القسمية من حديث أبي هريرة أيضاً بلفظ "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة واللون لون دم والريح ريح المسك" وجملة لونه لون دم حالية.
وفي الحديث: أن الشهيد يبعث في حالته التي قبض عليها، والحكمة فيه أن يكون معه شاهد فضيلته ببذل نفسه في طاعة ربه ويشهد له على ظالمه بفعله، وفائدة رائحته الطيبة أن ينشهر في أهل الموقف إظهاراً لفضله ( والذي نفس محمد بيده) أعاد جملة القسم؛ لأن المقسم عليه ثانياً غير المقسم عليه أولاً ( لولا أن أشق على المسلمين) أي: العاجزين عن الخروج للجهاد ( ما قعدت خلف سرية) منصوب على الظرفية، بدليل رواية مسلم الآخرى "ما قعدت خلف سرية" وبه فسر المصنف هذا الحديث في شرح مسلم، أو على الحال أي: مخالف سرية بأن يخالف فعلى فعلها فتذهب وأقيم، والسرية القطعة من الجيش يبلغ أقصاها أربع مائة، تبعث إلى العدو، وجمعها سرايا سموا بذلك؛ لأنهم خلاصة العسكر وخيارهم من السرى وهو الشيء النفيس وجملة ( تغزو في سبيل الله) في محل الصفة لسرية ( أبداً) أي: في زمان من الأزمنة الآتية ( ولكن) استدراك من حاصل الكلام السابق ببيان المانع عن خروجه مع كل ( لا أجد سعة) بفتح أوليه المهملين، أي: ما يسع سائر المسلمين ( فاحملهم) بالنصب في جواب النفي ( ولا يجدون سعة) فيخرجوا بأنفسهم ( ويشق عليهم أن يتخلفوا عني) لما فيه من فقدهم الاجتماع عليه - صلى الله عليه وسلم - تلك المدة، مع فوات أجر الغزو الذي تخلفوا عن شهوده ( والذي نفس محمد بيده لوددت) بكسر الدال الأولى ( أن أغزو في سبيل الله فأقتل) بالنصب عطفاً على المنصوب قبله ( ثم أغزو فاقتل ثم أغزو فاقتل) ولفظ البخاري من طريق الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: "سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: والذي نفسي بيده لولا أن رجالاً من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل" قال العيني: استشكل بعضهم صدور هذا اليمين من النبي - صلى الله عليه وسلم -، مع علمه بأنه لا يقتل.
وأجاب ابن المنير بأنه لعنه كان قبل نزول قوله تعالى: ( والله يعصمك من الناس) وأعترض بأن نزولها كان أوائل قدومه المدينة، وقد صرح أبو هريرة بسماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو إنما قدم أوائل سنة سبع.
وأجاب بعضهم بأن تمني الفضل والخير لا يستلزم الوقوع.
قال العيني: أو ورد على المبالغة في فضل الجهاد والقتل فيه.
وجاء عن أنس مرفوعاً في الشهيد "أنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة" رواه مسلم وسيأتي، وروى الحاكم بسند صحيح عن جابر "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكر أصحابه الذين استشهدوا في أحد قال: والله لوددت أني غودرت مع أصحابي بفحص الجبل وفحص الجبل ما بسط منه وكشف من نواحيه".
اهـ ( رواه مسلم) في الجهاد ( وروى البخاري بعضه) بل كله بنحوه، لكن مفرقاً كما علمت ( الكلم) بفتح فسكون ( الجرح) كذلك.