هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1590 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ ، أَوِ الْمَيِّتَ ، فَقُولُوا خَيْرًا ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ، قَالَتْ : فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ ، قَالَ : قُولِي : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُ ، وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً ، قَالَتْ : فَقُلْتُ ، فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1590 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب ، قالا : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن أم سلمة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا حضرتم المريض ، أو الميت ، فقولوا خيرا ، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ، قالت : فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات ، قال : قولي : اللهم اغفر لي وله ، وأعقبني منه عقبى حسنة ، قالت : فقلت ، فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا صلى الله عليه وسلم
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Umm Salama reported Allah's Messenger (ﷺ) as saying:

Whenever you visit the sick or the dead, supplicate for good because angels say Amen to whatever you say. She added: When Abu Salama died, I went to the Messenger of Allah (ﷺ) and said: Messenger of Allah, Abu Salama has died. He told me to recite: O Allah! forgive me and him (Abu Salama) and give me a better substitute than he. So I said (this), and Allah gave me in exchange Muhammad, who is better for me than him (Abu Salama).

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [919] .

     قَوْلُهُ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ أَوِ الْمَيِّتَ فَقُولُوا خَيْرًا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ فِيهِ النَّدْبُ إِلَى قَوْلِ الْخَيْرِ حِينَئِذٍ مِنَ الدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ لَهُ وَطَلَبِ اللُّطْفِ بِهِ وَالتَّخْفِيفِ عَنْهُ وَنَحْوِهِ وَفِيهِ حضور الملائكة حينئذ وتأمينهم

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيراً فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون قالت: فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات.
قال قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة قالت فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه محمداً صلى الله عليه وسلم.

المعنى العام

لذكر الموت رهبة، ولشبحه فزع، رغم الإيمان به، واليقين بأنه باب لا بد من دخوله، نشيع اليوم من كان معنا بالأمس، ونفتقد في غمضة عين من كان بيننا يأمل كآمالنا ويبني طول حياة كبنائنا.

ليست العبرة في أن نتذكر الموت، فإننا نراه بعيوننا بين الحين والحين، بل قد تفقد الرؤية الكثيرة الاتعاظ والاعتبار، فالرجل الذي يمتهن دفن الموتى لا يتأثر بالموت، وإنما العبرة أن يدفعنا هذا التذكر إلى العمل لما بعد الموت، وأن نستحي من الله حق الحياء، فنحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى.

وإن عيادة المريض وسيلة إلى العبرة والمؤانسة، عبرة للزائر ومؤانسة للمريض، وإن حضور من أدركه الموت أكثر اتعاظاً، فالزائر يرى الميت وقد تحشرجت أنفاسه، وضاق صدره بروحه، ويراه وقد بلغت الحلقوم، ينظر إليه ولا يستطيع مساعدته بشيء، ينظر الحبيب الحي إلى حبيبه وقد شخص بصره وتجمدت جفونه، فلا يملك إلا أن يغمض له عينيه، وإلا أن يلقنه لا إله إلا الله محمد رسول الله.

لا يملك المسلم الحبيب أو القريب إلا أن يقول ما أمره الله به: { { إنا لله وإنا إليه راجعون } } [البقرة: 156] ، وأن يقول ما أرشده إليه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها.
فإنه إن قال ذلك أخلفه الله خيراً من مصيبته وآجره على صبره، قد يظن الحبيب أن مصابه أعظم من أن يخلف ويعوض بخير مما فقد، فيعز عليه أن يقول: اخلف لي خيراً منها، كما فعلت السيدة أم سلمة حين مات زوجها وأبو أولادها، أبو سلمة، لقد قالت: ليس في المسلمين من هو خير من أبي سلمة حتى يخلفه، إنه كان أول المهاجرين من مكة إلى المدينة، ومن أوائل من أسلم وهاجر الهجرتين فليس هناك مثله فضلا عمن هو خير منه فصعب عليها أن ينطق لسانها بدعوة اللهم اخلفني خيرا من مصيبتي لكنها جاهدت نفسها فقالتها فكانت النتيجة أن ذهب إليها عمر يخطبها لنفسه فاعتذرت فذهب إليها أبو بكر يخطبها لنفسه فاعتذرت فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبها لنفسه، فأشفقت عليه من تبعاتها، وقالت: إني امرأة مسنة وغيور، وذات عيال؛ فقال لها صلى الله عليه وسلم: أما سنك فأنا أكبر منك وأما غيرتك فأسأل الله أن يذهب بها، وأما عيالك فلهم الله ورسوله، فتزوجها صلى الله عليه وسلم.

إن المصابين وأهل الميت إذا صبروا واحتسبوا واستسلموا ودعوا الله تعالى جزاهم خيراً وأخلفهم خيراً، وإذا ما دعوا للميت بالخير وبأن يوسع الله له في قبره، وأن يغفر له، وأن يرفع درجته فإننا نرجو أن يجيب الله دعاءهم وأن يرحم ميتهم وأن يدخله الجنة.

بهذا رسم الإسلام استقبال الموت، وحضور الموت، والاستعداد للموت.
فاللهم أحينا ما كانت الحياة خيراً لنا، وأمتنا ما كان الموت خيراً لنا.

وأحسن خاتمتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، إنك سميع مجيب.

المباحث العربية

( كتاب الجنائز) بفتح الجيم لا غير جمع جنازة بالفتح والكسر، لغتان والكسر أفصح.
وقيل: بالكسر اسم للنعش، وبالفتح اسم للميت.
وقالوا: لا يقال: نعش إلا إذا كان عليه الميت.

( لقنوا موتاكم) في الكلام مجاز المشارفة، أي الأحياء المشرفين على الموت وليس الأموات بالفعل، أي من قرب موته، من باب تسمية الشيء باسم ما يؤول إليه، ومنه قوله تعالى: { { إني أراني أعصر خمراً } } [يوسف: 36] والتلقين: التذكرة والدعوة إلى القول والنطق، وليس عن طريق الطلب المباشر للنطق، وإنما ينطق من حضر الموت بالشهادتين نطقاً يسمع به الميت كأنه يدعوه للنطق بها.

( لا إله إلا الله) الجملة مقصود لفظها مفعول لقنوا وعبارة لا إله إلا الله أصبحت لقباً يقصد به الشهادتان شرعاً.

( اللهم أجرني في مصيبتي) يقال: أجره الله أي: أعطاه أجره وجزاء صبره، وهو مقصور أجره لا يمد، فلا يقال: آجره الله، وحكى القاضي المد.

( وأخلف لي خيراً منها) أخلف بهمزة قطع وكسر اللام.
قال أهل اللغة: يقال لمن ذهب له مال أو ولد أو قريب أو شيء يتوقع حصول مثله: أخلف الله عليك، أي رد عليك مثله، فإن ذهب ما لا يتوقع مثله بأن ذهب والد أو عم أو أخ قيل له: خلف الله عليك، بغير ألف، أي كان الله خليفة منه عليك.
نقله النووي عن أهل اللغة.

( فلما مات أبو سلمة) اسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال.
أسلم هو وزوجه مع السابقين، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى والثانية.
شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بدر، وغزوة أحد، ورمي فيها بسهم في عضده، ثم شفي من جرحه، لكنه عاوده الألم فمات منه على رأس ثلاث سنين من الهجرة.

( أي المسلمين خير من أبي سلمة؟) الاستفهام إنكاري بمعنى النفي، أي لا أحد من المسلمين خير من أبي سلمة، وذلك في تقديرها.

( أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) فهو أول من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت هجرته قبل بيعة العقبة الثانية.

( أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له) في بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم أرسل عمر إليها يخطبها له صلى الله عليه وسلم، فلما اعتذرت نهرها عمر وقال: أنت التي تردين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أرسل حاطباً بعد عمر.

( فقلت: إن لي بنتاً) فقد توفي أبو سلمة وهي حامل في بنته زينب فلما وضعتها وانقضت عدتها خطبت، وفي رواية: إنني ذات عيال.
ولدت بالحبشة ابنها سلمة وولدت بالمدينة ابنها عمر، وابنتها درة، ثم ابنتها المقصودة هنا زينب.

( وأنا غيور) يقال: امرأة غيرى وغيور، ورجل غيور وغيران، قال النووي: وقد جاء فعول في صفات المؤنث كثيراً كقولهم: امرأة عروس وعروب وضحوك.

وفي رواية: وأنا امرأة مسنة وقصدها الاعتذار برفق، وإنها تخشى على رسول الله صلى الله عليه وسلم من حالها.

( فقال: أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها) أي أن يغني البنت عن أمها بكفالته صلى الله عليه وسلم لها، وظاهر الرواية أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك بعيداً عنها، لكن بعض الروايات قالت: فاستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أدبغ إهاباً، فسلكت يدي منه، وأذنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضعت له وسادة من أدم حشوها ليف فقعد إليها، فقال: أما ما ذكرت من سنك فأنا أكبر منك، وأما ما ذكرت من غيرتك فإني أرجو الله أن يذهبها عنك -فكانت في النساء كأنها ليست منهن لا تجد من الغيرة شيئاً- وأما ما ذكرت من صبيتك فإن الله سيكفيهم.

فلعل روايتنا بأسلوب الغيبة تصرف من الرواة.

( وأدعو الله أن يذهب بالغيرة) بفتح الغين، يقال: أذهب الله الشيء وذهب به، وفي القرآن الكريم: { { ذهب الله بنورهم } } [البقرة: 17] .

( ثم عزم الله لي) أي خلق في عزماً، أو خلق لي عزماً.

( إذا حضرتم المريض -أو الميت-) أو شك من الراوي، والمراد من الميت من أشرف على الموت.

( فقولوا خيراً) أي ادعو له بخير.

( فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات) في الرواية الخامسة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حضر وفاة أبي سلمة فقولها: يا رسول الله، إن أبا سلمة قد مات ليس للإخبار بموته، ولعله للتوجع وإظهار الحزن.

( وقد شق بصره) فعل وفاعل.
قال النووي: شق بفتح الشين، وبصره بالرفع فاعل شق هكذا ضبطناه، وهو المشهور، وضبطه بعضهم بصره بالنصب وهو صحيح أيضاً، والشين مفتوحة بلا خلاف.

قال أهل اللغة: يقال: شق بصر الميت، وشق الميت بصره، ومعناه شخص وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه.

( فأغمضه) أي فأغمض عيني أبي سلمة.

( إن الروح إذا قبض تبعه البصر) الروح يذكر ويؤنث، قال النووي: معناه إذا خرج الروح من الجسد تبعه البصر ناظراً أين يذهب.
اهـ.

ومعناه أن الروح يرى، وهو بعيد، فالأولى أن يكون المعنى إن الروح إذا قبض تبعه قبض البصر وامتناع الرؤية فتتوقف العين عن الإبصار مع انفتاحها.

( فضج ناس من أهله) بالبكاء وبالدعاء بالويل والهلاك والخيبة.

( واخلفه في عقبه في الغابرين) أي الباقين من عقبه.

( واخلفه في تركته) أي أهله وأولاده.

( وقال: اللهم أوسع له في قبره ولم يقل افسح له) توثيق بالرواية، وإعلام بالمحافظة على ألفاظها.

( شخص بصره) بفتح الشين والخاء، أي تصلب.

( فذلك حين يتبع بصره نفسه) أي يذهب إبصاره تبعاً لذهاب نفسه وروحه عن جسده.

فقه الحديث

قال الحافظ ابن حجر: أورد البخاري وغيره كتاب الجنائز بين الصلاة والزكاة لتعلقها بهما -أي لتعلق الجنائز بالصلاة من حيث الصلاة على الميت وبالزكاة من حيث عهدة الميت المالية واستحقاق الزكاة كدين في تركته -ولأن الذي يفعل بالميت من غسل وتكفين وغير ذلك أهمه الصلاة عليه- فالصلاة على الميت أهم ما يفعل به وله- لما فيها من فائدة الدعاء له بالنجاة من العذاب، ولا سيما عذاب القبر.
اهـ.

ويؤخذ من الأحاديث:

1- من الرواية الخامسة عيادة المريض، قال النووي في شرح المهذب: عيادة المريض سنة متأكدة، والأحاديث الصحيحة مشهورة في ذلك.
ويستحب أن يعم بعيادته الصديق والعدو، ومن يعرفه ومن لا يعرفه، وفي عيادة المريض الكافر خلاف، وينبغي أن تكون العيادة غباً، لا يواصلها كل يوم، اللهم إلا أقارب المريض وأصدقاؤه ونحوهم ممن يأتنس بهم أو يتبرك بهم أو يشق عليهم إذا لم يروه كل يوم، ويكره أن يطيل القعود عنده لما فيه من إضجاره والتضييق عليه.

2- ويستحب للعائد أن يدعو للمريض، إن رجا شفاءه دعا له بالشفاء، فعن أنس أنه قال لثابت: ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى.
قال: اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقماً.
رواه البخاري.
وعن سعد بن أبي وقاص قال: عاودني النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم اشف سعداً.
اللهم اشف سعداً، اللهم اشف سعداً.
رواه مسلم.

3- وإن لم يرج شفاءه ورآه منزولاً به، استحب أن يلقنه الشهادتين كما جاء في الرواية الأولى.
ويستحب أن يكون الملقن غير متهم، وغير عدو أو حاسد، وأن يكون أشفق الحاضرين عليه، وأن لا يلح عليه في النطق بالشهادتين لئلا يضجر فيقول: لا أقول أو يتكلم بكلام قبيح، وإذا أتى بالشهادتين مرة لا يعاود ما لم يتكلم بعدهما بكلام آخر، للحديث الصحيح: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة.

4- ومن الرواية الخامسة استحباب إغماض عين الميت، ويتولى ذلك أرفقهم به، ويستحسن أن يقال حال الإغماض: بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورد ذلك عند البيهقي في السنن الكبرى بإسناد صحيح، زاد العلماء أنه يستحب شد لحييه بعصابة عريضة تجمع جميع لحييه، ثم تشد العصابة على رأسه، لأنه إذا لم يفعل به ذلك استرخى لحيه، وانفتح فمه، فقبح منظره، وربما دخل إلى فمه شيء من الهوام.

5- ويستحب أن يدعو أهله بالدعاء الوارد في الروايات: { { إنا لله وإنا إليه راجعون } } ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها، اللهم اغفر لنا وله وأعقبنا منه عقبة حسنة.

6- وأن يدعو للميت بما ورد في الرواية الخامسة.

7- ومن الرواية الرابعة أنه يستحب لمن حضر الميت أن يقول خيراً، من دعاء له، واستغفار وطلب اللطف والتخفيف، وذكر محاسنه، والثناء عليه، وأن يقرأ عنده سورة يس، وأن يطلب منه الدعاء.

8- وفيها أن الملائكة تحضر الميت وتؤمن على ما يقوله الحاضرون.

9- وفي الرواية الخامسة ثبوت عذاب القبر.

10- واستحباب الدعاء للميت بنوره وتوسعته.

11- أخذ القاضي عياض من قوله في الرواية الخامسة: إن الروح إذا قبض.
أن الموت ليس بإفناء وإعدام، وإنما هو انتقال وتغير حال، وإعدام الجسد دون الروح.

12- قال القاضي عياض: وفي قوله: يتبع بصره نفسه.
مع قوله: إن الروح إذا قبض تبعه البصر.
حجة لمن يقول: الروح والنفس بمعنى.

13- وفي قوله في الرواية الخامسة: إن الروح إذا قبض.
دليل لمذهب بعض المتكلمين ومن وافقهم أن الروح جسم لطيف متخلل في البدن، وتذهب الحياة من الجسد بذهابه، وليس عرضاً كما يقول البعض، ولا دماً كما يقوله آخرون.
قاله النووي.

14- وهناك أمور مهمة تتعلق بالميت أو بمن أشرف على الموت، وبمن يكونون حوله، ذكرها النووي في المجموع ويحسن بنا ذكر أهمها:

( أ) من ذلك أنه يستحب لكل أحد أن يكثر ذكر الموت، لما رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أكثروا ذكر هاذم اللذات -يعني الموت.

وينبغي ذلك في حالة المرض بصفة أشد استحباباً ليرق قلبه، فيرجع إلى ربه ويقبل على الطاعات، ويرد المظالم والحقوق، وليكن في ذكره صباح مساء ما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.
وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك.

( ب) ويستحب للمريض ومن به سقم أن يصبر، وفي الكتاب والسنة كثير في فضل الصبر، ويكفي في فضله قوله تعالى: { { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } } [الزمر: 10] ويكره له كثرة الشكوى، وقال بعضهم: ويكره له التأوه والأنين.
قال النووي: والصواب أنه لا كراهة فيه، ولكن الاشتغال بالتسبيح وغيره أولى.

( ج) والتداوي مشروع، فقد روى أبو داود عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تداووا بالحرام.
وفي البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء.
وفي مسلم عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل.
وفي أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أسامة بن شريك قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم -وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير- فسلمت، ثم قعدت، فجاء الأعراب من ههنا وههنا، فقالوا: يا رسول الله: نتداوى؟ قال: تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير الهرم.

( د) ويستحب للمريض ومن حضرته أسباب الموت ومعاناته أن يحسن الظن بالله تعالى راجياً العفو والرحمة.

( هـ) ويستحب للحاضر عند المحتضر أن يطمعه في رحمة الله تعالى ويحثه على تحسين ظنه بربه وأن يذكر له الآيات والأحاديث الواردة في الرجاء وينشطه لذلك.

( و) ويستحب أن يستقبل به القبلة، قال النووي: وهذا مجمع عليه وفي كيفيته المستحبة وجهان:

أحدهما: على قفاه وبطن قدميه إلى القبلة، ويرفع رأسه قليلاً ليصير وجهه إلى القبلة.

ثانيهما : وهو الأصح عند الأكثرين، وهو مذهب مالك وأبي حنيفة والمنصوص عليه للشافعي أن يضطجع على جنبه الأيمن مستقبل القبلة وكالموضوع في اللحد، فإن لم يمكن لضيق المكان أو غيره، فعلى جنبه الأيسر إلى القبلة، فإن لم يمكن فعلى قفاه.

( ز) ويجوز لأهل الميت وأصدقائه تقبيل وجهه.

والله أعلم

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب مَا يُقَالُ عِنْدَ الْمَرِيضِ وَالْمَيِّتِ
[ سـ :1590 ... بـ :919]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَضَرْتُمْ الْمَرِيضَ أَوْ الْمَيِّتَ فَقُولُوا خَيْرًا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ قَالَتْ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ قَالَ قُولِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُ وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً قَالَتْ فَقُلْتُ فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ أَوِ الْمَيِّتَ فَقُولُوا خَيْرًا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ) فِيهِ النَّدْبُ إِلَى قَوْلِ الْخَيْرِ حِينَئِذٍ مِنَ الدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ لَهُ وَطَلَبِ اللُّطْفِ بِهِ وَالتَّخْفِيفِ عَنْهُ وَنَحْوِهِ ، وَفِيهِ حُضُورُ الْمَلَائِكَةِ حِينَئِذٍ وَتَأْمِينُهُمْ .