5707 حَدَّثَنَا أَصْبَغُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى هُوَ فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّابًا ، وَلاَ فَحَّاشًا ، وَلاَ لَعَّانًا ، كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ المَعْتِبَةِ : مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ |
5707 حدثنا أصبغ ، قال : أخبرني ابن وهب ، أخبرنا أبو يحيى هو فليح بن سليمان ، عن هلال بن أسامة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابا ، ولا فحاشا ، ولا لعانا ، كان يقول لأحدنا عند المعتبة : ما له ترب جبينه |
Narrated Anas bin Malik:
The Prophet (ﷺ) was not one who would abuse (others) or say obscene words, or curse (others), and if he wanted to admonish anyone of us, he used to say: What is wrong with him, his forehead be dusted!
":"ہم سے اصبغ بن فرج نے بیان کیا ، انہوں نے کہا کہ مجھے عبداللہ بن وہب نے خبر دی انہوں نے کہا ہم کو ابو یحییٰ فلیح بن سلیمان نے خبر دی ، انہیں ہلال بن اسامہ نے بیان کیا اور ان سے حضرت انس بن مالک رضی اللہ عنہ نے بیان کیا کہرسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نہ گالی دیتے تھے نہ بدگو تھے نہ بدخو تھے اور نہ لعنت ملامت کرتے تھے ۔ اگر ہم میں سے کسی پر ناراض ہوتے اتنا فرماتے اسے کیا ہو گیا ہے ۔ اس کی پیشانی میں خاک لگے ۔
شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث
[6031] .
قَوْلُهُ سَبَّابًا بِالْمُهْمَلَةِ وَمُوَحَّدَتَيْنِ الْأُولَى ثَقِيلَةٌ .
قَوْلُهُ كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّةِ وَيَجُوزُ فَتْحُهَا بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ وَهِيَ مَصْدَرُ عَتَبَ عَلَيْهِ يَعْتِبُ عَتَبًا وَعِتَابًا وَمَعْتَبَةً وَمُعَاتَبَةً قَالَ الْخَلِيلُ الْعِتَابُ مُخَاطَبَةُ الْإِدْلَالِ وَمُذَاكَرَةُ الْمُوجَدَةِ .
قَوْلُهُ مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ قَالَ الْخَطَّابِيُّ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى خَرَّ لِوَجْهِهِ فَأَصَابَ التُّرَابُ جَبِينَهُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ دُعَاءً لَهُ بِالْعِبَادَةِ كَأَنْ يُصَلِّي فَيَتْرَبُ جَبِينُهُ وَالْأَوَّلُ أَشْبَهُ لِأَنَّ الْجَبِينَ لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ قَالَ ثَعْلَبٌ الْجَبِينَانِ يَكْتَنِفَانِ الْجَبْهَةَ وَمِنْهُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ أَيْ أَلْقَاهُ عَلَى جَبِينِهِ.
.
قُلْتُ وَأَيْضًا فَالثَّانِي بَعِيدٌ جِدًّا لِأَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةِ اسْتَعْمَلَهَا الْعَرَبُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفُوا وَضْعَ الْجَبْهَةِ بِالْأَرْضِ فِي الصَّلَاةِ.
وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ .
قَوْلُهُ تَرِبَ جَبِينُهُ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ جَرَتْ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ وَهِيَ مِنَ التُّرَابِ أَيْ سَقَطَ جَبِينُهُ لِلْأَرْضِ وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ رَغِمَ أَنْفُهُ وَلَكِنْ لَا يُرَادُ مَعْنَى قَوْلِهِ تَرِبَ جَبِينُهُ بَلْ هُوَ نَظِيرُ مَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَرِبَتْ يَمِينُكَ أَيْ إِنَّهَا كَلِمَةٌ تجْرِي على اللِّسَان وَلَا يُرَاد حَقِيقَتهَا الحَدِيث الرَّابِع حَدِيثُ عَائِشَةَ
[ قــ
:5707 ... غــ
:6031] .
قَوْلُهُ سَبَّابًا بِالْمُهْمَلَةِ وَمُوَحَّدَتَيْنِ الْأُولَى ثَقِيلَةٌ .
قَوْلُهُ كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّةِ وَيَجُوزُ فَتْحُهَا بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ وَهِيَ مَصْدَرُ عَتَبَ عَلَيْهِ يَعْتِبُ عَتَبًا وَعِتَابًا وَمَعْتَبَةً وَمُعَاتَبَةً قَالَ الْخَلِيلُ الْعِتَابُ مُخَاطَبَةُ الْإِدْلَالِ وَمُذَاكَرَةُ الْمُوجَدَةِ .
قَوْلُهُ مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ قَالَ الْخَطَّابِيُّ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى خَرَّ لِوَجْهِهِ فَأَصَابَ التُّرَابُ جَبِينَهُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ دُعَاءً لَهُ بِالْعِبَادَةِ كَأَنْ يُصَلِّي فَيَتْرَبُ جَبِينُهُ وَالْأَوَّلُ أَشْبَهُ لِأَنَّ الْجَبِينَ لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ قَالَ ثَعْلَبٌ الْجَبِينَانِ يَكْتَنِفَانِ الْجَبْهَةَ وَمِنْهُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ أَيْ أَلْقَاهُ عَلَى جَبِينِهِ.
.
قُلْتُ وَأَيْضًا فَالثَّانِي بَعِيدٌ جِدًّا لِأَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةِ اسْتَعْمَلَهَا الْعَرَبُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفُوا وَضْعَ الْجَبْهَةِ بِالْأَرْضِ فِي الصَّلَاةِ.
وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ .
قَوْلُهُ تَرِبَ جَبِينُهُ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ جَرَتْ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ وَهِيَ مِنَ التُّرَابِ أَيْ سَقَطَ جَبِينُهُ لِلْأَرْضِ وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ رَغِمَ أَنْفُهُ وَلَكِنْ لَا يُرَادُ مَعْنَى قَوْلِهِ تَرِبَ جَبِينُهُ بَلْ هُوَ نَظِيرُ مَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَرِبَتْ يَمِينُكَ أَيْ إِنَّهَا كَلِمَةٌ تجْرِي على اللِّسَان وَلَا يُرَاد حَقِيقَتهَا الحَدِيث الرَّابِع حَدِيثُ عَائِشَةَ
[ قــ
:5707 ... غــ
: 6031 ]
- حَدَّثَنَا أَصْبَغُ قَالَ: أَخْبَرَنِى ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى هُوَ فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبَّابًا وَلاَ فَحَّاشًا وَلاَ لَعَّانًا، كَانَ يَقُولُ لأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتَبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ».
[الحديث 6031 - طرفه في: 6046] .
وبه قال: ( حدّثنا أصبغ) بن الفرج المصري ( قال: أخبرني) بالإفراد ( ابن وهب) عبد الله المصري قال: ( أخبرنا أبو يحيى فليح بن سليمان) ولأبي ذر هو فليح بن سليمان ( عن هلال بن أسامة) هو هلال بن علي وهلال بن أبي ميمون وهو هلال بن أسامة نسب إلى جده ( عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-) أنه ( قال: لم يكن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبّابًا) بتشديد الموحدة ( ولا فحّاشًا) بتشديد الحاء المهملة ( ولا لعّانًا) بتشديد العين ولأبي ذر: ولا فاحشًا بدل فحاشًا المشددة.
وفي الكواكب احتمال أن يكون السب يتعلق بالنسب كالقذف والفحش بالحسب واللعن بالآخرة لأنه البعد عن رحمة الله.
واستشكل التعبير بصيغة فعال المشددة وهي تقتضي التكثير فهي أخص من فاعل ولا يلزم من نفي الأخص نفي الأعم.
فإذا قلت: زيد ليس بفحاش أي ليس بكثير الفحش مع جواز أن يكون فاحشًا، وإذا قلت: ليس بفاحش انتفى الفحش من أصله فكيف قال: ولا فحاشًا والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يتصف بشيء مما ذكر أصلاً ولا بقليل ولا كثير؟ أجيب: بأن فعالاً قد لا يراد بهما الكثير كقول طرفة:
ولست بحلال التلاع مخافة ... ولكن متى يسترفد القوم أرفد
لا يريد أنه قد يحل التلاع قليلاً لأن ذلك يدفعه آخر البيت الذي يدل على نفي الحل على كل حال أو هي للنسب أي ليس بذي فحش البتة وكذا باقيها كقول امرئ القيس:
وليس بذي رمح فيطعنني به ... وليس بذي سيف وليس بنبال
أي بذي نبل فينتفي أصل الفحش كما يدل عليه رواية ولا فاحشًا ( كان يقول لأحدنا عند المعتبة) بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح المثناة الفوقية وكسرها بعدها موحدة مصدر عتب عليه يعتب عتبًا ومعتبة ومعاتبة قال الخليل: العتاب مخاطبة الإدلال ومذاكرة الموجدة.
( ما له) استفهام ( ترب جبينه) كلمة جرت على لسان العرب لا يريدون حقيقتها أو دعاء له بالطاعة أي يصلّي فيتترب جبينه أو عليه بأن يسقط على رأسة على الأرض من جهة جبينه وهذه الأخيرة أوجه.
[ قــ
:5707 ... غــ
:6031 ]
- حدَّثنا أصْبَغُ قَالَ: أَخْبرنِي ابنُ وَهْبٍ أخبرنَا أَبُو يَحْياى هُوَ فُلَيْحُ بنُ سُلَيْمانَ عَنْ هِلالِ بنِ أُسامَةَ عَنْ أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: لَمْ يَكُنِ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، سَبَّاباً ولاَ فَحَّاشاً وَلَا لَعَّاناً، كانَ يَقُولُ لأحَدِنا عِنْدَ المَعْتَبَةِ: مالَهُ؟ تَرِبَ جَبِينُهُ.
( انْظُر الحَدِيث 6031 طرفه فِي: 6046) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وإصبغ هُوَ ابْن الْفرج الْمصْرِيّ يروي عَن عبد الله بن وهب الْمصْرِيّ، وهلال بن أُسَامَة هُوَ هِلَال
ابْن عَليّ وَيُقَال: هِلَال بن هِلَال، وهلال بن أبي مَيْمُونَة الْمَدِينِيّ.
والْحَدِيث من أَفْرَاده.
قَوْله: ( سبابُاً) على وزن فعال بِالتَّشْدِيدِ وَكَذَلِكَ الفحاش وَاللّعان.
فَإِن قلت: صِيغَة فعال بِالتَّشْدِيدِ لَا تَسْتَلْزِم نفي صِيغَة فَاعل، وَالنَّبِيّ لم يَتَّصِف بِهَذِهِ الْأَشْيَاء أصلا لَا بِقَلِيل وَلَا بِكَثِير.
قلت: هَذَا مثل قَوْله تَعَالَى: { ( 14) وَمَا رَبك بظلام للعبيد} ( فصلت: 46) .
وَقَالَ الْكرْمَانِي: مَا الْفرق بَين هَذِه الثَّلَاثَة؟ قلت: يحْتَمل أَن تكون اللَّعْنَة مُتَعَلقَة بِالآخِرَة لِأَنَّهَا هِيَ الْبعد عَن رَحْمَة الله تَعَالَى، والسب يتَعَلَّق بِالنّسَبِ كالقذف وَالْفُحْش بالحسب.
قَوْله: ( عِنْد المعتبة) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَفتح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَكسرهَا وبالباء الْمُوَحدَة وَهُوَ مصدر عتبت عَلَيْهِ أعتبه عتباً قَالَ الْجَوْهَرِي: عتب عَلَيْهِ وجد تعتب وتعتب ومعتباً وَالِاسْم المعتبة والمعتبة.
وَقَالَ الْخَلِيل: العتاب معاتبة الأول ومذاكرة الموجدة تَقول: عاتبه معاتبة.
قَالَ الشَّاعِر:
وَيبقى الود مَا بقى العتاب
قَوْله: ( مَاله؟ اسْتِفْهَام وترب جَبينه) إِذا أَصَابَهُ التُّرَاب، وَيُقَال: تربت يداك على الدُّعَاء أَي: لَا أصبت خيرا..
وَقَالَ الْخطابِيّ هَذَا الدُّعَاء يحْتَمل وَجْهَيْن: الأول: أَن يخر لوجهه فَيُصِيب التُّرَاب جَبينه.
وَالْآخر: أَن يكون دُعَاء لَهُ بِالطَّاعَةِ ليُصَلِّي فيتترب جَبينه، وَقيل: الجبينان هما اللَّذَان يكتنفان الْجَبْهَة فَمَعْنَاه صرع لجنبه فَيكون سُقُوط رَأسه على الأَرْض من نَاحيَة الجبين..
وَقَالَ الدَّاودِيّ: هَذِه كلمة جرت على لِسَان الْعَرَب وَلَا يُرَاد حَقِيقَتهَا.