فهرس الكتاب

فتح البارى لابن رجب - باب ما يقول الإمام ومن خلفه إذا رفع رأسه من الركوع

باب
ما يقول الإمام ومن خلفه
إذا رفع رأسه من الركوع
[ قــ :774 ... غــ :795 ]
- حدثنا آدم: نا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا قال: ( ( سمع الله لمن حمده) ) قال: ( ( اللهم، ربنا ولك الحمد) ) ، وكان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا ركع وإذا رفع رأسه يكَّبر، وإذا قام من السجدتين قال: ( ( الله
أكبر)
)
.

قد خَّرج البخاري فيما تقدم، في ( ( باب: التكبير إذا قام من السجود) ) ، من حديث أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.
عن أبي هريرة، أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يقول:
( ( سمع الله لمن حمده) ) حين يرفع صلبه من الركعة، ثم يقول وهو قائم: ( ( ربنا لك الحمد) ) .

فتبين بذلك: أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يقول: ( ( سمع الله لمن حمده) ) في حال رفعه، ثم إذا أنتصب واستوى قائماً يقول: ( ( ربنا لك الحمد) ) .

وفي رواية سعيد المقبري، عن أبي هريرة المخرجة في هذا الباب: أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا قال: ( ( سمع الله لمن حمده) ) قال: ( ( اللهم، ربنا ولك الحمد) ) .

والمراد: أنه يصلها بها من غير فصل، وإن كانت الأولى في حال الرفع، والثانية في حال القيام.

وقد أمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المأمومين أن يقولوا: ( ( ربنا ولك الحمد) ) إذا قال الإمام:
( ( سمع الله لمن حمده) ) ، وسيأتي الحديث بذلك -، فدل هذا كله على أن الإمام والمأمومين يشتركون في قول: ( ( ربنا ولك الحمد) ) .

لكن من قال: أن المأموم يقول: ( ( سمع الله لمن حمده) ) كالامام، يقول: أنه يقوله في حال رفعه، فإذا أنتصب قال: ( ( ربنا ولك الحمد) ) كالإمام.

ومن قال: يقتصر المأموم على التحميد، قال: يأتي به في حال رفعه.

وسيأتي ذكر الاختلاف في ذلك فيما بعد – إن شاء الله سبحانه وتعالى.

وقوله: ( ( وكان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا ركع وإذا رفع رأسه يكَّبر) ) يوهم أنه كان يكَّبر إذا رفع رأسه من الركوع، وليس المراد ذلك.

وقد حمله البيهقي على أن المراد: أنه كان إذا رفع رأسه من ركوعه، ثم اراد أن يسجد، كبر حينئذ للسجود.

ويحتمل أن المراد: أنه كان إذا رفع رأسه من السجود كبر؛ فإنه قد ذكر قبل ذلك ما كان يقوله إذا رفع رأسه من الركوع، وهو: ( ( اللهم، ربنا ولك الحمد) ) ثم ذكر بعد ذلك ما كان يقوله إذا رفع من السجود، وهو التكبير.

***