فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب أتباع الأنصار

( بابُُ اَتْباعِ الأنْصَارِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي اتِّبَاع الْأَنْصَار، بِفَتْح الْهمزَة جمع تبع، وَأَرَادَ بهم الحلفاء والموالي لأَنهم أَتبَاع الْأَنْصَار وَلَيْسوا بأنصار.



[ قــ :3611 ... غــ :3787 ]
- حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ حدَّثنا غُنْدَرٌ حدَّثنا شُعْبَةُ عنْ عَمُرٍ وسَمِعْتُ أبَا حَمْزَةَ عنْ زَيْدِ بنِ أرْقَمَ قالَتِ الأنْصَارُ لِكُلِّ نَبِيٍّ أتْباعٌ وإنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاكَ فادْعُ الله أنْ يَجْعَلَ أتْبَاعَنَا مِنَّا فدَعَا بِهِ فَنَمَيْتُ ذَلِكَ إلَى ابنِ أبِي لَيْلَى قَالَ قَدْ زَعَمَ ذَلِكَ زَيْدٌ.
( الحَدِيث 7873 طرفه فِي: 8873) .


مطابقته للتَّرْجَمَة تظهر من مَعْنَاهُ، وَعَمْرو هُوَ ابْن مرّة بن عبد الله أَبُو عبد الله الْجملِي أحد الْأَعْلَام الْكُوفِي الضَّرِير، قَالَ أَبُو حَاتِم: ثِقَة يرى الإرجاء، مَاتَ سنة سِتّ عشرَة وَمِائَة، وَأَبُو حَمْزَة، بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي: اسْمه طَلْحَة بن يزِيد من الزِّيَادَة مولى قرظة بن كَعْب الْأنْصَارِيّ، و: قرظة، بِفَتْح الْقَاف وَالرَّاء والظاء الْمُعْجَمَة، صَحَابِيّ مَعْرُوف وَهُوَ ابْن كَعْب بن ثَعْلَبَة ابْن عَمْرو بن كَعْب بن عَامر بن زيد مَنَاة أَنْصَارِي خزرجي، مَاتَ فِي ولَايَة الْمُغيرَة على الْكُوفَة لمعاوية، وَذَلِكَ فِي حُدُود سنة خمسين.

قَوْله: ( أَن يَجْعَل أتباعنا منَّا) أَي: يُقَال لَهُم الْأَنْصَار، حَتَّى تتناولهم الْوَصِيَّة بهم بالأحسان إِلَيْهِم وَنَحْو ذَلِك.
قَوْله: ( فَدَعَا بِهِ) ، أَي: بِمَا سَأَلُوهُ من ذَلِك، وَفِي الرِّوَايَة الَّتِي تَأتي بِلَفْظ: أللهم إجعل أتباعهم مِنْهُم.
قَوْله: ( فنميت) ، أَي: رفعته ونقلته، وَهُوَ بتَخْفِيف الْمِيم، وَأما بتَشْديد الْمِيم فَمَعْنَاه: أبلغته على جِهَة الْإِفْسَاد، وَقَائِل ذَلِك هُوَ عَمْرو بن مرّة.
قَوْله: ( إِلَى ابْن أبي ليلى) ، وَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى.
قَوْله: ( قد زعم ذَلِك زيد) ، أَي: قَالَ قَالَ ذَلِك زيد، وَأهل الْحجاز يطلقون الزَّعْم على القَوْل وَزيد هُوَ زيد بن أَرقم، وَجزم بِهِ أَبُو نعيم فِي ( الْمُسْتَخْرج) ، وَقيل: يحْتَمل أَن يكون غير زيد بن أَرقم كزيد بن ثَابت، وَمَا ذكره أَبُو نعيم هُوَ الصَّحِيح.





[ قــ :361 ... غــ :3788 ]
- حدَّثنا آدَمُ حدَّثنا شُعْبَةُ حدَّثنَا عَمْرُو بنُ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ أبَا حَمْزَةَ رَجُلاً مِنَ الأنْصَارِ قالَتِ الأنْصَارُ إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ أتْبَاعَاً وإنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاكَ فادْعُ الله أنْ يَجْعَلَ أتْباعَنَا مِنَّا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ اجْعَلْ أتْبَاعَهُمْ مِنْهُمْ: قَالَ عَمْرٌ وفذَكَرْتُهُ لاِبْنِ أبِي لَيْلَى قَالَ قَدْ زَعَم ذَاكَ زَيْدٌ قَالَ شعْبَةُ أظَنَّهُ زَيْدَ بنَ أرْقَمَ.
( انْظُر الحَدِيث 7873) .


هَذَا طَرِيق آخر فِي الحَدِيث الْمَذْكُور عَن آدم بن أبي إِيَاس إِلَى آخِره، وَهُوَ من أَفْرَاد البُخَارِيّ.

قَوْله: ( رجلا منَ الْأَنْصَار) نصب على أَنه بَيَان أَو بدل من: أَبَا حَمْزَة، وَأَبُو حَمْزَة يروي عَن حُذَيْفَة مُرْسلا، وَعَن زيد بن أَرقم وَعنهُ عَمْرو بن مرّة فَقَط.
قَوْله: ( قَالَ شُعْبَة: أَظُنهُ) ، أَي: أَظن قَول ابْن أبي ليلى: ذَاك زيد، أَنه زيد بن أَرقم، وظنه صَحِيح، فَإِنَّهُ زيد بن أَرقم كَمَا ذَكرْنَاهُ.