فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب قوله عز وجل: {ونرثه ما يقول ويأتينا فردا} [مريم: 80]

(بابٌُ .

     قَوْلُهُ  عَزَّ وَجَلَّ: { ونَرِثُهُ مَا يَقُولُ ويأتِينا فَرْدَا} (مَرْيَم: 08)

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله عز وَجل: { ونرثه} ، أَي: نرث الْعَاصِ بن وَائِل مَا يَقُول من المَال وَالْولد ويأتينا يَوْم الْقِيَامَة فَردا أَي: بِلَا مَال وَلَا ولد،.

     وَقَالَ  النَّسَفِيّ: مَعْنَاهُ لَا ننسى قَوْله هَذَا وَلَا نلغيه بل نثبته فِي صَحِيفَته لنضرب بِهِ وَجهه فِي الْموقف ونعيره بِهِ ويأتينا على فقره ومسكنته فَردا من المَال وَالْولد.

وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ الجِبالُ هَدًّا هدْماً

أَي: قَالَ عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا، فِي قَوْله عز وَجل: { وتنشق الأَرْض وتخر الْجبَال هدًّا} (مَرْيَم: 09) هدماً يَعْنِي: فسر الهد بالهدم، وروى هَذَا التَّعْلِيق الْحَنْظَلِي عَن أَبِيه عَن أبي صَالح عَن مُعَاوِيَة عَن عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس، وَعَن مقَاتل: هداً كسراً، وَعَن أبي عُبَيْدَة: سقوطاً.



[ قــ :4479 ... غــ :4735 ]
- حدَّثنا يَحْيَى حدّثنا وكِيعٌ عنِ الأعْمَشِ عنْ أبي الضُّحَى عنْ مَسْرُوقٍ عنْ خَبَّابٍ قَالَ كُنْتُ رَجُلاً قَيْناً وكانَ لِي عَلَى العَاصي بنِ وائلِ دَيْنٌ فأتَيْتُهُ أتَقاضاهُ فَقَالَ لِي لَا أقْضِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتِ لَنْ أكْفُرَ بِهِ حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ قَالَ وإنِّي لِمَبْعُوثٌ منْ بَعْدِ المَوْتِ فَسَوْفَ أقْضِيكَ إِذا رَجَعْتُ إِلَى مالٍ وَوَلَدٍ قَالَ فَنَزَلَتْ أفَرَأيْتَ الَّذِي كَفَرَ بآياتِنا.

     وَقَالَ  لأُتَيَنَّ مَالا وَوَلَداً أطْلَعَ الغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمانِ عَهْداً كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ العَذَابِ مدًّا ونَرِثُهُ مَا يَقُولُ ويأتِينا فَرْداً..
هَذَا طَرِيق رَابِع فِي الحَدِيث الْمَذْكُور ومطابقته للتَّرْجَمَة.
أخرجه عَن يحيى هُوَ ابْن مُوسَى بن عبد ربه أَبُو زَكَرِيَّا السّخْتِيَانِيّ الْبَلْخِي، يُقَال لَهُ: خت، بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق.
وَهُوَ من أَفْرَاده.