فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب قوله: {إذ يبايعونك تحت الشجرة} [الفتح: 18]

(بابُُ قَوْلِهِ: { إذْ يُبَايِعُوكَ تَحْتَ الشَّجَرَة} (الْفَتْح: 81)

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله عز وَجل: (إِذْ يُبَايعُونَك) تَحت الشَّجَرَة وأوله: { لقد رَضِي الله عَن الْمُؤمنِينَ إِذْ يُبَايعُونَك} هِيَ بيعَة الرضْوَان سميت بذلك لقَوْله: { لقد رَضِي الله عَن الْمُؤمنِينَ} والشجرة كَانَت سَمُرَة، وَقيل: سِدْرَة وَرُوِيَ أَنَّهَا عميت عَلَيْهِم من قَابل فَلم يدروا أَيْن ذهبت، وَقيل: كَانَت بفج نَحْو مَكَّة.
.

     وَقَالَ  نَافِع: ثمَّ كَانَ النَّاس بعد يأتونها فيصلون تحتهَا فَبلغ ذَلِك عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَأمر بقطعها والمبايعون كَانُوا ألفا وَخَمْسمِائة وَخَمْسَة وَعشْرين.
وَقيل ألفا وَأَرْبَعمِائَة على مَا يَأْتِي الْآن، وَقيل: ألفا وثلاثمائة.



[ قــ :4577 ... غــ :4840 ]
- حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ حدَّثنا سُفْيَانُ عنْ عَمْروٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ كُنَّا يَوْمَ الحُدَيْبِيَّةِ ألْفا وَأرْبَعَمِائَةٍ..
وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَعمر وَهُوَ ابْن دِينَار وَجَابِر بن عبد الله وَقد مضى الْكَلَام فِيهِ فِي الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة.





[ قــ :4578 ... غــ :4841 ]
- ( حَدثنَا عَليّ بن عبد الله حَدثنَا شَبابَُة حَدثنَا شُعْبَة عَن قَتَادَة قَالَ سَمِعت عقبَة بن صهْبَان عَن عبد الله بن مُغفل الْمُزنِيّ إِنِّي مِمَّن شهد الشَّجَرَة نهى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الْخذف وَعَن عقبَة بن صهْبَان قَالَ سَمِعت عبد الله بن الْمُغَفَّل الْمُزنِيّ فِي الْبَوْل فِي المغتسل) مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله إِنِّي مِمَّن شهد الشَّجَرَة وَأما الحَدِيث الْمَوْقُوف وَالْمَرْفُوع فَلَا تعلق لَهما بتفسير هَذِه الْآيَة وَلَا بِهَذِهِ السُّورَة وَعلي بن عبد الله هُوَ الْمَعْرُوف بِابْن الْمَدِينِيّ كَذَا للأكثرين وَوَقع فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي عَليّ بن سَلمَة اللبقي بِفَتْح اللَّام وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْقَاف النَّيْسَابُورِي وَبِه جزم الكلاباذي وشبابُة بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْبَاء الْمُوَحدَة الأولى وَكَذَا الثَّانِيَة بعد الْألف ابْن سوار بِالسِّين الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة على وزن فعال بِالتَّشْدِيدِ وَعقبَة بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْقَاف وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة ابْن صهْبَان بِضَم الصَّاد الْمُهْملَة وَسُكُون الْهَاء وبالباء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف نون الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ وَعبد الله بن مُغفل بالغين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء مضى عَن قريب وَهَذَا أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْأَدَب عَن آدم وَأخرجه مُسلم فِي الذَّبَائِح عَن أبي مُوسَى وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب عَن حَفْص بن عمر وَأخرجه ابْن مَاجَه فِي الصَّيْد عَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَعَن بنْدَار عَن غنْدر وَهَذَا حَدِيث مَرْفُوع قَوْله وَعَن عقبَة بن صهْبَان إِلَى آخِره مَوْقُوف وَإِنَّمَا أوردهُ لبَيَان التَّصْرِيح بِسَمَاع عقبَة بن صهْبَان عَن عبد الله بن مُغفل وَهَذَا أخرجه أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة عَن الْحسن عَن عبد الله بن مُغفل أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى أَن يَبُول الرجل فِي مستحمه.

     وَقَالَ  إِن عَامَّة الوسواس مِنْهُ وَهَذَا لفظ التِّرْمِذِيّ أخرجه فِي الطَّهَارَة عَن عَليّ بن حجر وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِيهِ عَن أَحْمد بن حَنْبَل والحلواني وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن عَليّ بن حجر وَأخرجه ابْن مَاجَه فِيهِ عَن مُحَمَّد بن يحيى قَوْله " نهى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الْخذف " وَلَفظ نهى أَو أَمر أَو زجر من الصَّحَابِيّ مَحْمُول على الرّفْع عِنْد الجماهير قَوْله " عَن الْخذف " بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة وبالفاء هُوَ رميك حَصَاة أَو نواتا تأخذها بَين سبابُتيك أَو بَين إبهامك وسبابُتك.

     وَقَالَ  ابْن فَارس خذفت الْحَصَاة إِذا رميتها بَين إصبعيك.

     وَقَالَ  ابْن الْأَثِير أَن تتَّخذ مخذفة من خشب ثمَّ ترمي بهَا الْحَصَاة بَين إبهاميك والسبابُة وَيُقَال الْخذف بِالْمُعْجَمَةِ بالحصى والحذف بِالْمُهْمَلَةِ بالعصى قَوْله " فِي الْبَوْل فِي المغتسل " كَذَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وَأبي ذَر عَن السَّرخسِيّ زِيَادَة وَهِي قَوْله يَأْخُذ مِنْهُ الوسواس وَهَاتَانِ مَسْأَلَتَانِ الأولى النَّهْي عَن الْخذف لكَونه لَا ينْكَأ عدوا وَلَا يقتل الصَّيْد وَلَكِن يفقأ الْعين وَيكسر السن وَهَكَذَا فِي رِوَايَة مُسلم وَلِأَنَّهُ لَا مصلحَة فِيهِ وَيخَاف مفسدته ويلتحق بِهِ كل مَا شاكله فِي هَذَا وَفِيه أَن مَا كَانَ فِيهِ مصلحَة أَو حَاجَة فِي قتال الْعَدو أَو تَحْصِيل الصَّيْد فَهُوَ جَائِز وَمن ذَلِك رمي الطُّيُور الْكِبَار بالبندق إِذا كَانَ لَا يَقْتُلهَا غَالِبا بل تدْرك حَيَّة فَهُوَ جَائِز قَالَه النَّوَوِيّ فِي شرح مُسلم الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة النَّهْي عَن الْبَوْل فِي المغتسل قَالَ الْخطابِيّ إِنَّمَا نهى عَن مغتسل يكون جددا صلبا وَلم يكن لَهُ مَسْلَك ينفذ مِنْهُ الْبَوْل ويروى عَن عَطاء إِذا كَانَ يسيل فَلَا بَأْس وَعَن ابْن الْمُبَارك قد وسع فِي الْبَوْل فِي المغتسل إِذا جرى فِيهِ المَاء.

     وَقَالَ  بِهِ أَحْمد فِي رِوَايَة وَاخْتَارَهُ غير وَاحِد من أَصْحَابه وروى الثَّوْريّ عَمَّن سمع عَن ابْن مَالك يَقُول إِنَّمَا كره مَخَافَة اللمم وَعَن أَفْلح بن حميد رَأَيْت الْقَاسِم بن مُحَمَّد يَبُول فِي مغتسله وَفِي كتاب ابْن مَاجَه عَن عَليّ بن مُحَمَّد الطنافسي قَالَ إِنَّمَا هَذَا فِي الحفيرة فَأَما الْيَوْم فمغتسلاتهم بجص وصاروج يَعْنِي النورة وأخلاطها والقير فَإِذا بَال وَأرْسل عَلَيْهِ المَاء فَلَا بَأْس وَمِمَّنْ كره الْبَوْل فِي المغتسل عبد الله بن مَسْعُود وَزَاد أَن الْكِنْدِيّ وَالْحسن الْبَصْرِيّ وَبكر بن عبد الله الْمُزنِيّ وَأحمد فِي رِوَايَة وَعَن أبي بكرَة لَا يبولن أحدكُم فِي مغتسله وَعَن عبد الله بن يزِيد الْأنْصَارِيّ لَا تبل فِي مغتسلك وَعَن عمرَان بن حُصَيْن من بَال فِي مغتسله لم يطهر وَعَن لَيْث بن أبي سليم عَن عَطاء عَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَت مَا طهر الله رجلا يَبُول فِي مغتسله وَرخّص فِيهِ ابْن سِيرِين وَآخَرُونَ -



[ قــ :4580 ... غــ :4843 ]
- حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيدِ حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ حدَّثنا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أبِي قِلابَةَ عَنْ ثَابِتِ بنِ الضَّحَاكِ رَضِيَ الله عَنهُ وَكَانَ مِنْ أصْحابِ الشَّجَرَةِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَمُحَمّد بن الْوَلِيد بن عبد الحميد البشري، بِالْبَاء الْمُوَحدَة والشين الْمُعْجَمَة وبالراء الْبَصْرِيّ، وخَالِد هُوَ ابْن مهْرَان الْحذاء الْبَصْرِيّ، وَأَبُو قلَابَة بِكَسْر الْقَاف عبد الله بن زيد، وثابت بن الضَّحَّاك بن خَليفَة بن ثَعْلَبَة بن عدي الأشْهَلِي مَاتَ فِي فتْنَة ابْن الزبير.





[ قــ :4581 ... غــ :4844 ]
- حدَّثنا أحْمَدُ بنُ إسْحَاقَ السُّلَمِيُّ حدَّثنا يَعْلَى حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ سِياهٍ عنْ حَبِيبِ بنِ أبِي ثَابِتٍ قَالَ أتَيْتُ أبَا وَائِلٍ أسْأَلُهُ فَقَالَ كُنَّا بِصِفِّينَ فَقَال رَجُلٌ ألَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ يَدْعَوْنَ إلَى كِتابِ الله فَقَالَ عَلِيٌّ نَعَمْ فَقَالَ سَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ اتَّهِمُوا أنْفُسَكُمْ فَلَقَدْ رَأيْتُنا يَوْمَ الحُدَيْبِيَّةِ يَعْنِي الصَّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالمُشْرِكِينَ وَلَوْ نَرَى قِتالاً لَقَاتَلْنا فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ ألَسْنَا عَلَى الحَقِّ وَهُمَ عَلَى البَاطِلِ ألَيْسَ قَتْلانَا فِي الجَنَّةِ وَقَتْلاهُمْ فِي النَّارِ قَالَ بَلَى قَالَ فَفِيمَ أُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِيننا وَنَرْجِعُ وَلَمْ يَحْكُمِ الله بَيْنَنَا فَقَالَ يَا ابنَ الخَطَّابِ إنِّي رَسُولُ الله وَلَنْ يُضَيِّعَنِي الله أبَدا فَرَجَعَ مُتَغَيِّظا فَلَمْ يَعْتَبِرْ حَتَّى جَاءَ أبَا بَكْرٍ فَقَالَ يَا أبَا بَكْرٍ ألَسْنَا عَلَى الحَقِّ وَهُمْ عَلَى البَاطِلِ قَالَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ إنَّهُ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَنْ يُضَيِّعهُ الله أبَدا فَنَزَلَتْ سُورَةُ الفَتْحِ..
مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ أَنه فِي قَضِيَّة الْحُدَيْبِيَة وَأحمد بن إِسْحَاق بن الْحصين بن جَابر بن جندل أَبُو إِسْحَاق السّلمِيّ بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَفتح اللَّام السرماري نِسْبَة إِلَى سرمارة قَرْيَة من قرى بخاري، ويعلى بِفَتْح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وبالقصر ابْن عبيد، وَعبد الْعَزِيز بن سياه، بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالهاء بعد الْألف، لفظ فَارسي.
وَمَعْنَاهُ بِالْعَرَبِيَّةِ الْأسود، وَهُوَ منصرف، وحبِيب بن أبي ثَابت واسْمه قيس بن دِينَار الْكُوفِي، وَأَبُو وَائِل بِالْهَمْز بعد الْألف اسْمه شَقِيق بن سَلمَة.

والْحَدِيث مر فِي بابُُ الشُّرُوط فِي الْجِهَاد مطولا جدا وَفِيه قَضِيَّة عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَقَضِيَّة سهل بن حنيف مَضَت مختصرة فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة وَذكره البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْجِزْيَة والاعتصام وَفِي الْمَغَازِي وَأخرجه مُسلم وَالنَّسَائِيّ أَيْضا.

قَوْله: (بصفين) ، بِكَسْر الصَّاد الْمُهْملَة وَالْفَاء الْمُشَدّدَة: بقْعَة بِقرب الْفُرَات كَانَت بهَا وقْعَة بَين عَليّ وَمُعَاوِيَة، وَهُوَ غير منصرف.
قَوْله: (فَقَالَ رجل: ألم تَرَ إِلَى الَّذين يدعونَ إِلَى كتاب الله} ، وَذكر صَاحب (التَّلْوِيح) الرِّوَايَة هُنَا بِفَتْح الْيَاء من: يدعونَ، وَضم الْعين وَكَانَ هَذَا الرجل الَّذِي هُوَ من أَصْحَاب عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، لم يرد التِّلَاوَة وسَاق الْكرْمَانِي الْآيَة.
{ألم تَرَ إِلَى الَّذين يدعونَ} إِلَى قَوْله تَعَالَى: {معرضون} (الحجرات: 9) ثمَّ قَالَ: فَقَالَ الرجل مقتبسا مِنْهُ ذَلِك وغرضه إِمَّا أَن الله تَعَالَى قَالَ فِي كِتَابه: {فَإِن بَغت إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى فَقَاتلُوا الَّتِي تبغى} فيمَ يدعونَ إِلَى الْقِتَال وهم لَا يُقَاتلُون.

قَوْله: (فَقَالَ عَليّ: نعم) ، زَاد أَحْمد وَالنَّسَائِيّ: أَنا أولى بذلك.
أَي: بالإجابة إِذا دعيت إِلَى الْعَمَل بِكِتَاب الله لأنني واثق بِأَن الْحق بيَدي.
قَوْله: (فَقَالَ سهل بن حنيف: اتهموا أَنفسكُم) ، ويروى: رَأْيكُمْ يُرِيد أَن الْإِنْسَان قد يرى رَأيا وَالصَّوَاب غَيره، وَالْمعْنَى: لَا تعملوا بآرائكم، يَعْنِي: مضى النَّاس إِلَى الصُّلْح بَين عَليّ وَمُعَاوِيَة وَذَلِكَ أَن سهلاً ظهر لَهُ من أَصْحَاب عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، كَرَاهَة التَّحْكِيم.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: كَانَ سهل يتهم بالتقصير فِي الْقِتَال.
فَقَالَ: اتهموا أَنفسكُم فَإِنِّي لَا أقصر وَمَا كنت مقصرا وَقت الْحَاجة.
كَمَا فِي يَوْم الْحُدَيْبِيَة، فَإِنِّي رَأَيْت نَفسِي يَوْمئِذٍ بِحَيْثُ لَو قدرت مُخَالفَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقاتلت قتالاً عَظِيما.
لَكِن الْيَوْم لَا نرى الْمصلحَة فِي الْقِتَال بل التَّوَقُّف أولى لمصَالح الْمُسلمين، وَأما الْإِنْكَار على التَّحْكِيم أفليس ذَلِك فِي كتاب الله تَعَالَى؟ فَقَالَ عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، نعم، المنكرون هم الَّذين عدلوا عَن كتاب الله لِأَن الْمُجْتَهد لما رأى أَن ظَنّه أدّى إِلَى جَوَاز التَّحْكِيم فَهُوَ حكم الله،.

     وَقَالَ  سهل: اتهموا أَنفسكُم فِي الْإِنْكَار لأَنا أَيْضا كُنَّا كارهين لترك الْقِتَال يَوْم الْحُدَيْبِيَة وقهرنا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الصُّلْح.
وَقد أعقب خيرا عَظِيما قَوْله: {وَلَقَد رَأَيْتنَا} أَي: وَلَقَد رَأَيْت أَنْفُسنَا.
قَوْله: (وَلَو نرى) بنُون الْمُتَكَلّم مَعَ غَيره.
قَوْله: (أعطي) ، بِضَم الْهمزَة وَكسر الطَّاء ويروى: نعطي، بالنُّون.
قَوْله: (الدنية) بِكَسْر النُّون وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف أَي: الْخصْلَة الدنية وَهِي الْمُصَالحَة بِهَذِهِ الشُّرُوط الَّتِي تدل على الْعَجز، والضعف.
قَوْله: (فَلم يصبر حَتَّى جَاءَ أَبَا بكر) قَالَ الدَّاودِيّ: لَيْسَ بِمَحْفُوظ إِنَّمَا كلم أَبَا بكر أَولا ثمَّ كلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.