فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة

( بابٌُ تَسْتَحِدُّ المُغِيبَةُ وتَمْتَشِطُ الشَّعِثَةُ)

أَي: هَذَا بابُُ يذكر فِيهِ تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة، وَقد مر تفسيرهما الْآن.



[ قــ :4969 ... غــ :5247 ]
- حدّثني يَعْقُوبُ بنُ إبْرَاهِيمَ حَدثنَا هُشَيْمٌ أخْبَرَنَا سَيَّارٌ عنِ الشَّعبِيِّ عنْ جابِرِ بنِ عبْدِ الله قَالَ: كُنَّ مَعَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فِي غَزوَةٍ فَلَمَّا قَفَلْنَا كِنَّا قَرِيبا مِنَ المَدِينَةِ تَعَجَّلْتُ عَلى بَعِيرٍ لي قَطُوفٍ، فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِي فَنَخس بَعِيري بِعَنْزَةٍ كانَتْ مَعَهُ فَسارَ بَعيري كأحْسَنِ مَا أنْتَ راءٍ من الإبِلِ، فالْتَفَتُّ فإذَا أَنا بِرَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فقُلْتُ: يَا رسُولَ الله { إنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ} قَالَ: أتَزَوَّجْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: أبِكْرا أمْ ثَيِّبا؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبا.
قَالَ: فَهَلاَّ بِكْرا تُلاَعِبُها وتُلاَعِبُكَ؟ قَالَ: فلمَّا قَدمْنا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ، فَقَالَ: أمْهِلُوا حتَّى تَدْخُلُوا لَيْلاً أَي: عِشاءً لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وتَسْتَحِدَّ المُغِيبةُ.
هَذَا وَجه آخر فِي حَدِيث جَابر الْمَذْكُور فِيمَا قبله، وَتقدم الْكَلَام فِيهِ مستقصى.

قَوْله: ( فَنَخَسَ) بالنُّون وبالخاء الْمُعْجَمَة وبالسين الْمُهْملَة، وأصل النخس الدّفع وَالْحَرَكَة، قَالَه ابْن الْأَثِير فِي تَفْسِير هَذَا الحَدِيث، وَفِي ( الغرب) : نخس دَابَّته إِذا طَعنهَا بِعُود وَنَحْوه، والعنزة عصى نَحْو نصف الرمْح.