فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب الدعاء بالموت والحياة

( بابُُ الدُّعاءِ بالمَوْتِ والحَياةِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي كَرَاهَة الدُّعَاء بِالْمَوْتِ.
قَوْله: ( والحياة) ، وَفِي رِوَايَة أبي زيد الْمروزِي: وبالحياة، أَي: وَفِي كَرَاهَة الدُّعَاء بِالْحَيَاةِ إِذا كَانَت شرا لَهُ، بل يشرع الدُّعَاء بهما على الْوَجْه الْمَذْكُور فِي حَدِيث الْبابُُ، على مَا يَجِيء الْآن.



[ قــ :6015 ... غــ :6349 ]
- حدَّثني مُسَدَّدٌ حدّثنا يَحْياى عنْ إسْماعِيلَ عنْ قَيْسٍ قَالَ: أتَيْتُ خَبَّاباً وقَدِ اكْتَواى سَبْعاً قَالَ: لَوْلا أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، نَهانا أنْ نَدْعُوَ بالمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِنَّه أوضح الْإِبْهَام الَّذِي فِي الْجُزْء الأول للتَّرْجَمَة.

وَيحيى هُوَ ابْن سعيد الْقطَّان، وَإِسْمَاعِيل هُوَ ابْن أبي خَالِد، وَقيس هُوَ ابْن أبي حَازِم، وخبابُ هُوَ ابْن الْأَرَت بن جندلة مولى خُزَاعَة.

والْحَدِيث مضى فِي الطِّبّ عَن آدم عَن شُعْبَة.

قَوْله: ( وَقد اكتوى سبعا) أَي: فِي بَطْنه لوجع كَانَ فِيهِ، قيل: قد نهي عَن الكي.
وَأجِيب بِأَن ذَلِك لمن يعْتَقد أَن الشِّفَاء من الكي.





[ قــ :6015 ... غــ :6350 ]
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى حدّثنا يَحْياى عنْ إسماعيلَ قَالَ: حدّثني قَيْسٌ قَالَ: أتَيْتُ خَبَّاباً وقَدِ اكْتَواى سَبْعاً فِي بَطْنِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْلا أنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَهانا أنْ نَدْعُوَ بالمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ.

هَذَا هُوَ الحَدِيث الْمَذْكُور عَن مُسَدّد، وَأَعَادَهُ عَن مُحَمَّد بن الْمثنى لما فِي رِوَايَته من زِيَادَة وَهِي قَوْله: فِي بَطْنه.





[ قــ :6016 ... غــ :6351 ]
- حدَّثني ابنُ سَلام أخبرنَا إسْماعِيلُ بنُ عُلَيَّةَ عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ صُهَيْبٍ عَنْ أنَسٍ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا يَتَمَنَّيْنَ أحَدُكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فإِنْ كَانَ لَا بدَّ مُتَمَنِّياً لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ أحْينِي مَا كانَتِ الحَياةُ خَيْراً لِي، وَتَوَفَّني إِذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي.
( انْظُر الحَدِيث 5671 وطرفه) .


تُؤْخَذ الْمُطَابقَة مِنْهُ لجزئي التَّرْجَمَة بإمعان النّظر فِيهِ.
وَابْن سَلام هُوَ مُحَمَّد بن سَلام بتَخْفِيف اللَّام وتشديدها قَوْله: ( حَدثنِي) ويروى: حَدثنَا.

والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الدَّعْوَات أَيْضا عَن زُهَيْر بن حَرْب.
وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي الْجَنَائِز عَن عَليّ بن حجر.
وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ وَفِي الطِّبّ عَن عَليّ بن حجر.

قَوْله: ( لَا يتمنين) بالنُّون الْمُشَدّدَة إِنَّمَا نهى عَن التَّمَنِّي لِأَنَّهُ فِي معنى التبرم عَن قَضَاء الله تَعَالَى فِي أَمر يَنْفَعهُ فِي آخرته، وَلَا يكره التَّمَنِّي لخوف فَسَاد الدّين.
قَوْله: ( لضر) أَي: لأجل ضرّ نزل بِهِ أَي: حصل عَلَيْهِ قَوْله: ( لَا بُد) هُوَ حَال وَتَقْدِيره إِن كَانَ أحدكُم فَاعِلا حَالَة كَونه لَا بُد لَهُ من ذَلِك قيل: كَيفَ جوز الْفِعْل بعد النَّهْي؟ وَأجِيب: بِأَن مَوضِع الضَّرُورَة مُسْتَثْنى من جَمِيع الْأَحْكَام، والضرورات تبيح الْمَحْظُورَات، أَو النَّهْي إِنَّمَا هُوَ عَن الْمَوْت معينا وَهَذَا تَجْوِيز فِي أحد الْأَمريْنِ لَا على التَّعْيِين أَو النَّهْي، إِنَّمَا هُوَ فِيمَا إِذا كَانَ مُنجزا مَقْطُوعًا بِهِ، وَهَذَا مُعَلّق لَا منجز.