فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب غسل دم المحيض

قَولُهُ بَابُ غَسْلِ دَمِ الْمَحِيضِ ِ
هَذِهِ التَّرْجَمَةُ أَخَصُّ مِنَ التَّرْجَمَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ فِي كِتَابِ الْوُضُوءِ وَهِي غسل الدَّم قد تَقَدَّمَ الْكَلَامُ هُنَاكَ عَلَى حَدِيثِ أَسْمَاءَ هَذَا أَخْرَجَهُ هُنَاكَ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ هِشَامٍ وَإِسْنَادُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ كَالَّتِي قَبْلَهَا مَدَنِيُّونَ سِوَى شَيْخِهِ وَفِيهِ مِنَ الْفَوَائِدِ مَا فِي الَّذِي قبله وَجَوَاز سُؤال الْمَرْأَة عَمَّا يستحيي مِنْ ذِكْرِهِ وَالْإِفْصَاحُ بِذِكْرِ مَا يُسْتَقْذَرُ لِلضَّرُورَةِ وَأَنَّ دَمَ الْحَيْضِ كَغَيْرِهِ مِنَ الدِّمَاءِ فِي وُجُوبِ غَسْلِهِ وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ فَرْكِ النَّجَاسَةِ الْيَابِسَةِ لِيَهُونَ غَسْلُهَا



[ قــ :304 ... غــ :308] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا أَصْبَغُ هُوَ وَشَيْخُهُ وَشَيْخُ شَيْخِهِ الثَّلَاثَةُ مِصْرِيُّونَ وَالْبَاقُونَ وَهُمْ ثَلَاثَةٌ أَيْضًا مَدَنِيُّونَ .

     قَوْلُهُ  كَانَتْ إِحْدَانَا أَيْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُنَّ كُنَّ يَصْنَعْنَ ذَلِكَ فِي زَمَنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِهَذَا يَلْتَحِقُ هَذَا الْحَدِيثُ بِحُكْمِ الْمَرْفُوعِ وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ أَسْمَاءَ الَّذِي قبله قَالَ بن بَطَّالٍ حَدِيثُ عَائِشَةَ يُفَسِّرُ حَدِيثَ أَسْمَاءَ وَأَنَّ الْمُرَادَ بِالنَّضْحِ فِي حَدِيثِ أَسْمَاءَ الْغَسْلُ.
وَأَمَّا قَوْلُ عَائِشَةَ وَتَنْضَحُ عَلَى سَائِرِهِ فَإِنَّمَا فَعَلَتْ ذَلِك دفعا للوسوسة لِأَنَّهُ قد بَان فِي سِيَاقُ حَدِيثِهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَغْسِلُ الدَّمَ لَا بَعْضَهُ وَفِي قَوْلِهَا ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى امْتِنَاعِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ النَّجِسِ .

     قَوْلُهُ  ثُمَّ تَقْتَرِصُ الدَّمَ بِالْقَافِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ بِوَزْنِ تفتعل أَي تغسله بأطراف أصابعها.

     وَقَالَ  بن الْجَوْزِيّ مَعْنَاهُ تَقْتَطِعُ كَأَنَّهَا تَحُوزُهُ دُونَ بَاقِي الْمَوَاضِعِ وَالْأَوَّلُ أَشْبَهُ بِحَدِيثِ أَسْمَاءَ .

     قَوْلُهُ  عِنْدَ طُهْرِهَا كَذَا فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ وَلِلْمُسْتَمْلِي وَالْحَمَوِيِّ عِنْدَ طُهْرِهِ أَيِ الثَّوْبِ وَالْمَعْنَى عِنْدَ إِرَادَةِ تَطْهِيرِهِ وَفِيهِ جَوَازُ تَرْكِ النَّجَاسَةِ فِي الثَّوْبِ عِنْدَ عَدَمِ الْحَاجة إِلَى تَطْهِيره