فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن رضي الله عنه

( قَولُهُ بَابُ مَنَاقِبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ)
أَي بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ أَبِي الْحَسَنِ وَهُوَ بن عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَقِيقُ أَبِيهِ وَاسْمُهُ عَبْدُ مَنَافٍ عَلَى الصَّحِيحِ وُلِدَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ بِعَشْرِ سِنِينَ عَلَى الرَّاجِحِ وَكَانَ قَدْ رَبَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صِغَرِهِ لِقِصَّةٍ مَذْكُورَةٍ فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ فَلَازَمَهُ مِنْ صِغَرِهِ فَلَمْ يُفَارِقْهُ إِلَى أَنْ مَاتَ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ وَكَانَتِ ابْنَةَ عَمَّةِ أَبِيهِ وَهِيَ أَوَّلُ هَاشِمِيَّةٍ وَلَدَتْ لِهَاشِمِيٍّ وَقَدْ أَسْلَمَتْ وَصَحِبَتْ وَمَاتَتْ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَحْمَدُ وَإِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ لَمْ يَرِدْ فِي حَقِّ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالْأَسَانِيدِ الْجِيَادِ أَكْثَرُ مِمَّا جَاءَ فِي عَلِيٍّ وَكَأَنَّ السَّبَبَ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ تَأَخَّرَ وَوَقَعَ الِاخْتِلَافُ فِي زَمَانِهِ وَخُرُوجِ مَنْ خَرَجَ عَلَيْهِ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِانْتِشَارِ مَنَاقِبِهِ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ كَانَ بَيْنَهَا مِنَ الصَّحَابَةِ رَدًّا عَلَى مَنْ خَالَفَهُ فَكَانَ النَّاسُ طَائِفَتَيْنِ لَكِنِ الْمُبْتَدَعَةُ قَلِيلَةٌ جِدًّا ثُمَّ كَانَ مِنْ أَمْرِ عَلِيٍّ مَا كَانَ فَنَجَمَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى حَارَبُوهُ ثُمَّ اشْتَدَّ الْخَطْبُ فَتَنَقَّصُوهُ وَاتَّخَذُوا لَعْنَهُ عَلَى الْمَنَابِرِ سُنَّةً وَوَافَقَهُمُ الْخَوَارِجُ عَلَى بُغْضِهِ وَزَادُوا حَتَّى كَفَّرُوهُ مَضْمُومًا ذَلِكَ مِنْهُمْ إِلَى عُثْمَانَ فَصَارَ النَّاسُ فِي حَقِّ عَلِيٍّ ثَلَاثَةً أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْمُبْتَدِعَةَ مِنَ الْخَوَارِجِ وَالْمُحَارِبِينَ لَهُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَأَتْبَاعِهِمْ فَاحْتَاجَ أَهْلُ السُّنَّةِ إِلَى بَثِّ فَضَائِلِهِ فَكَثُرَ النَّاقِلُ لِذَلِكَ لِكَثْرَةِ مَنْ يُخَالِفُ ذَلِكَ وَإِلَّا فَالَّذِي فِي نَفْسِ الْأَمْرِ أَنَّ لِكُلٍّ مِنَ الْأَرْبَعَةِ مِنَ الْفَضَائِلِ إِذَا حُرِّرَ بِمِيزَانِ الْعَدْلِ لَا يَخْرُجُ عَنْ قَوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ أَصْلًا وَرَوَى يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ أَسْلَمَ عَليّ وَهُوَ بن ثَمَان سِنِين.

     وَقَالَ  بن إِسْحَاقَ عَشْرُ سِنِينَ وَهَذَا أَرْجَحُهَا وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.

     وَقَالَ  النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ هُوَ طَرَفٌ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ فِي قِصَّةِ بِنْتِ حَمْزَةَ وَقَدْ وَصَلَهُ الْمُصَنِّفُ فِي الصُّلْحِ وَفِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ مُطَوَّلًا وَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي الْمَغَازِي مُسْتَوْفًى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ فِي الْبَابِ سَبْعَةَ أَحَادِيثَ أَوَّلُهَا حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فِي قِصَّةِ فَتْحِ خَيْبَرَ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي الْمَغَازِي ثَانِيهَا حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فِي الْمَعْنَى وَيَأْتِي هُنَاكَ أَيْضًا مَشْرُوحًا وَقَولُهُ



[ قــ :3532 ... غــ :3702] فِي الْحَدِيثَيْنِ إِنَّ عَلِيًّا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرَادَ بِذَلِكَ وُجُودَ حَقِيقَةِ الْمَحَبَّةِ وَإِلَّا فَكُلُّ مُسْلِمٍ يَشْتَرِكُ مَعَ عَلِيٍّ فِي مُطْلَقِ هَذِهِ الصِّفَةِ وَفِي الْحَدِيثِ تَلْمِيحٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ فَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى أَنَّ عَلِيًّا تَامُّ الِاتِّبَاعِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اتَّصَفَ بِصِفَةِ مَحَبَّةِ اللَّهِ لَهُ وَلِهَذَا كَانَتْ مَحَبَّتُهُ عَلَامَةَ الْإِيمَانِ وَبُغْضُهُ عَلَامَةَ النِّفَاقِ كَمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ نَفْسِهِ قَالَ وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ عِنْدَ احْمَد ثَالِثهَا حَدِيث سهل بن سعد أَيْضا.

     وَقَالَ  عُمَرُ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ مَوْصُولًا وَكَانَتْ بَيْعَةُ عَلِيٍّ بِالْخِلَافَةِ عَقِبَ قَتْلِ عُثْمَانَ فِي أَوَائِلِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ فَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ وَكُلُّ مَنْ حَضَرَ وَكَتَبَ بَيْعَتَهُ إِلَى الْآفَاقِ فَأَذْعَنُوا كُلُّهُمْ إِلَّا مُعَاوِيَةَ فِي أَهْلِ الشَّامِ فَكَانَ بَيْنَهُمْ بَعْدُ مَا كَانَ





[ قــ :3533 ... غــ :3703] .

     قَوْلُهُ  عَنْ أَبِيهِ هُوَ أَبُو حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ .

     قَوْلُهُ  إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهِ .

     قَوْلُهُ  هَذَا فُلَانٌ لِأَمِيرِ الْمَدِينَةِ أَيْ عَنَى أَمِيرَ الْمَدِينَةِ وَفُلَانٌ الْمَذْكُورُ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهِ صَرِيحًا وَوَقَعَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ هَذَا فَكَانَ فُلَانَ بن فُلَانٍ .

     قَوْلُهُ  يَدْعُو عَلِيًّا عِنْدَ الْمِنْبَرِ قَالَ فَيَقُولُ مَاذَا فِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ يَدْعُوكَ لِتَسُبَّ عَلِيًّا .

     قَوْلُهُ  وَاللَّهِ مَا سَمَّاهُ إِلَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي أَبَا تُرَابٍ .

     قَوْلُهُ  فَاسْتَطْعَمْتُ الْحَدِيثَ سَهْلًا أَيْ سَأَلْتُهُ أَنْ يُحَدِّثَنِي وَاسْتَعَارَ الِاسْتِطْعَامَ لِلْكَلَامِ لِجَامِعِ مَا بَيْنَهُمَا مِنَ الذَّوْقِ لِلطَّعَامِ الذَّوْقُ الْحِسِّيُّ وَلِلْكَلَامِ الذَّوْقُ الْمَعْنَوِيُّ وَفِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ فَقُلْتُ يَا أَبَا عَبَّاسٍ كَيْفَ كَانَ أَمْرُهُ .

     قَوْلُهُ  أَيْن بن عَمِّكِ قَالَتْ فِي الْمَسْجِدِ فِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي .

     قَوْلُهُ  وَخَلُصَ التُّرَابُ إِلَى ظَهْرِهِ أَيْ وَصَلَ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ حَتَّى تَخَلَّصَ ظَهْرُهُ إِلَى التُّرَابِ وَكَانَ نَام اولا على مَكَان لاتراب فِيهِ ثُمَّ تَقَلَّبَ فَصَارَ ظَهْرُهُ عَلَى التُّرَابِ أَوْ سَفَى عَلَيْهِ التُّرَابُ .

     قَوْلُهُ  اجْلِسْ يَا أَبَا تُرَابٍ مَرَّتَيْنِ ظَاهِرُهُ أَنَّ ذَلِكَ أَوَّلُ مَا قَالَ لَهُ ذَلِك وروى بن إِسْحَاقَ مِنْ طَرِيقِهِ وَأَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ نِمْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ فِي غَزْوَةِ الْعَسِيرَةِ فِي نَخْلٍ فَمَا أَفَقْنَا إِلَّا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُنَا بِرِجْلِهِ يَقُولُ لِعَلِيٍّ قُمْ يَا أَبَا تُرَابٍ لِمَا يَرَى عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ وَهَذَا إِنْ ثَبَتَ حُمِلَ عَلَى أَنَّهُ خَاطَبَهُ بِذَلِكَ فِي هَذِهِ الكائنة الْأُخْرَى ويروى من حَدِيث بن عَبَّاسٍ أَنَّ سَبَبَ غَضَبِ عَلِيٍّ كَانَ لِمَا آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَلَمْ يُؤَاخِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحَدٍ فَذَهَبَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ.

     وَقَالَ  فِي آخِرِهَا قُم فَأَنت أخي أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَعند بن عَسَاكِرَ نَحْوَهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَحَدِيثُ الْبَابِ أَصَحُّ وَيَمْتَنِعُ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا لِأَنَّ قِصَّةَ الْمُؤَاخَاةِ كَانَتْ أَوَّلَ مَا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَتَزْوِيجُ عَلِيٍّ بِفَاطِمَةَ وَدُخُولُهُ عَلَيْهَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ بِمُدَّةٍ وَالله اعْلَم رَابِعهَا حَدِيث بن عمر





[ قــ :3534 ... غــ :3704] قَوْله حَدثنَا حُسَيْن هُوَ بن عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ وَأَبُو حَصِينٍ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَالْمُهْمَلَتَيْنِ وَسَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ بِضَمِّ الْعَيْنِ .

     قَوْلُهُ  جَاءَ رجل إِلَى بن عُمَرَ تَقَدَّمَ فِي مَنَاقِبِ عُثْمَانَ .

     قَوْلُهُ  فَذَكَرَ عَنْ مَحَاسِنِ عَمَلِهِ كَأَنَّهُ ضَمَّنَ ذَكَرَ مَعْنَى أَخْبَرَ فَعَدَّاهَا بِعَنْ وَفِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ فَذَكَرَ أَحْسَنَ عَمَلِهِ وَكَأَنَّهُ ذَكَرَ لَهُ إِنْفَاقَهُ فِي جَيش الْعُسْرَةِ وَتَسْبِيلِهِ بِئْرَ رُومَةَ وَنَحْوَ ذَلِكَ .

     قَوْلُهُ  ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ عَلِيٍّ فَذَكَرَ مَحَاسِنَ أَعْمَالِهِ كَأَنَّهُ ذَكَرَ لَهُ شُهُودَهُ بَدْرًا وَغَيْرَهَا وَفَتْحَ خَيْبَر على يَدَيْهِ وَقَتله مرحب وَنَحْوَ ذَاكَ .

     قَوْلُهُ  هُوَ ذَاكَ بَيْتُهُ أَوْسَطُ بُيُوتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ أَحْسَنُهَا بِنَاءً.

     وَقَالَ  الدَّاوُدِيُّ مَعْنَاهُ أَنَّهُ فِي وَسَطِهَا وَهُوَ أَصَحُّ وَوَقَعَ عِنْدَ النَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَة فِي هَذَا الحَدِيث فَقَالَ لاتسأل عَنْ عَلِيٍّ وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى بَيْتِهِ مِنْ بُيُوتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ مِنْ رِوَايَةِ الْعَلَاءِ بْنِ عَيْزَارَ قَالَ سَأَلْتُ بن عُمَرَ عَنْ عَلِيٍّ فَقَالَ انْظُرْ إِلَى مَنْزِلِهِ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرُ بَيْتِهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ مَا يَتَعَلَّقُ بِتَرْكِ بَابِهِ غَيْرَ مَسْدُودٍ فِي مَنَاقِب أبي بكر رَضِي الله عَنْهُمَا .

     قَوْلُهُ  فَأَرْغَمَ اللَّهُ بِأَنْفِكَ الْبَاءُ زَائِدَةٌ مَعْنَاهُ أَوْقَعَ اللَّهُ بِكَ السُّوءَ وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ السُّقُوطِ عَلَى الْأَرْضِ فَيُلْصَقُ الْوَجْهُ بِالرَّغَامِ وَهُوَ التُّرَابُ .

     قَوْلُهُ  فَاجْهَدْ عَلَى جَهْدِكَ أَيِ ابْلُغْ عَلَى غَايَتِكَ فِي حَقِّي فَإِنَّ الَّذِي قُلْتُهُ لَكَ الْحق وَقَائِل الْحق لايبالي بِمَا قِيلَ فِي حَقِّهِ مِنَ الْبَاطِلِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عَطَاءٍ الْمَذْكُورَةِ قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ فَانِي ابغضه فَقَالَ لَهُ بن عُمَرَ أَبْغَضَكَ اللَّهُ تَعَالَى خَامِسُهَا حَدِيثُ عَلِيٍّ إِنَّ فَاطِمَةَ شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنَ الرَّحَى الحَدِيث وَفِيه مايقال عِنْدَ النَّوْمِ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي الدَّعَوَاتِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَوَجْهُ دُخُولِهِ فِي مَنَاقِبِ عَلِيٍّ مِنْ جِهَةِ مَنْزِلَتِهِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدُخُولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ فِي فِرَاشِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ وَهِيَ ابْنَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ جِهَةِ اخْتِيَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ مَا اخْتَارَ لِابْنَتِهِ مِنْ إِيثَارِ أَمْرِ الْآخِرَةِ عَلَى أَمْرِ الدُّنْيَا وَرِضَاهُمَا بِذَلِكَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْخُمُسِ بَيَانُ السَّبَبِ فِي ذَلِكَ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَارَ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى فُقَرَاءِ الصُّفَّةِ بِمَا قَدِمَ عَلَيْهِ وَرَأَى لِأَهْلِهِ الصَّبْرَ بِمَا لَهُمْ فِي ذَلِكَ مِنْ مَزِيدِ الثَّوَابِ سادسها حَدِيث عُبَيْدَة بِفَتْح أَوله هُوَ بن عَمْرٍو السَّلْمَانِيُّ





[ قــ :3536 ... غــ :3706] قَوْله عَن سعد هُوَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَوْله سَمِعت إِبْرَاهِيم بن سعد أَي بن أَبِي وَقَّاصٍ .

     قَوْلُهُ  قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعِلِّيٍّ بَيَّنَ سَعْدٌ سَبَبَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّفُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ مِنْ آخِرِ الْمَغَازِي وَسَيَأْتِي بَيَانُ ذَلِكَ هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .

     قَوْلُهُ  أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى أَيْ نَازِلًا مِنِّي مَنْزِلَةَ هَارُونَ مِنْ مُوسَى وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ وَفِي رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ سَعْدٍ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيتُ رَضِيتُ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَلِابْنِ سَعْدٍ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ أَرْقَمَ فِي نَحْوِ هَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّهُ كَذَلِكَ وَفِي أَوَّلِ حَدِيثِهِمَا أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ لعَلي لابد أَنْ أُقِيمَ أَوْ تُقِيمَ فَأَقَامَ عَلِيٌّ فَسَمِعَ نَاسًا يَقُولُونَ إِنَّمَا خَلَّفَهُ لِشَيْءٍ كَرِهَهُ مِنْهُ فَاتَّبَعَهُ فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ الْحَدِيثَ وَإِسْنَادُهُ قَوِيٌّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَالتِّرْمِذِيِّ قَالَ قَالَ مُعَاوِيَةُ لِسَعْدٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَابٍ قَالَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَنْ أَسُبَّهُ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ وَقَوْلَهُ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَوْلَهُ لَمَّا نَزَلَتْ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وابناءكم دَعَا عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي وَعِنْدَ أَبِي يَعْلَى عَنْ سَعْدٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ لَا بَأْسَ بِهِ قَالَ لَوْ وُضِعَ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِي عَلَى أَنْ أَسُبَّ عَلِيًّا مَا سَبَبْتُهُ أَبَدًا وَهَذَا الْحَدِيثُ أَعْنِي حَدِيثَ الْبَابِ دُونَ الزِّيَادَةِ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ غَيْرِ سَعْدٍ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ وَعَلِيٍّ نَفْسِهِ وَأَبِي هُرَيْرَة وبن عَبَّاسٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالْبَرَاءِ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَأَنَسٍ وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَحُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ وَمُعَاوِيَةَ وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْس وَغَيرهم وَقد استوعب طرقه بن عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ عَلِيٍّ وَقَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْمَعْنَى حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ مَنْ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ قَالَ عَاقِرُ النَّاقَةِ قَالَ فَمَنْ أَشْقَى الْآخِرِينَ قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ قَاتِلُكَ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عِنْدَ أَحْمَدَ وَمِنْ حَدِيثِ صُهَيْبٍ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ وَعَنْ عَلِيٍّ نَفْسِهِ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى بِإِسْنَادٍ لَيِّنٍ وَعِنْدَ الْبَزَّارِ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَاسْتُدِلَّ بِحَدِيثِ الْبَابِ عَلَى اسْتِحْقَاقِ عَلِيٍّ لِلْخِلَافَةِ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ فَإِنَّ هَارُونَ كَانَ خَلِيفَةَ مُوسَى وَأُجِيبَ بِأَنَّ هَارُونَ لَمْ يَكُنْ خَلِيفَةَ مُوسَى إِلَّا فِي حَيَاتِهِ لَا بَعْدَ مَوْتِهِ لِأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ مُوسَى بِاتِّفَاقٍ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الْخَطَّابِيُّ.

     وَقَالَ  الطِّيبِيُّ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُتَّصِلٌ بِي نَازِلٌ مِنِّي مَنْزِلَةَ هَارُونَ مِنْ مُوسَى وَفِيهِ تَشْبِيهٌ مُبْهَمٌ بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي فَعُرِفَ أَنَّ الِاتِّصَالَ الْمَذْكُورَ بَيْنَهُمَا لَيْسَ مِنْ جِهَةِ النُّبُوَّةِ بل من جِهَة مادونها وَهُوَ الْخِلَافَةُ وَلَمَّا كَانَ هَارُونُ الْمُشَبَّهُ بِهِ إِنَّمَا كَانَ خَلِيفَةً فِي حَيَاةِ مُوسَى دَلَّ ذَلِكَ عَلَى تَخْصِيصِ خِلَافَةِ عَلِيٍّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَيَاتِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ أَخْرَجَ الْمُصَنِّفُ مِنْ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ أَشْيَاءَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْهَا حَدِيثُ عُمَرَ عَلِيٌّ أَقْضَانَا وَسَيَأْتِي فِي تَفْسِيرِ الْبَقَرَةِ وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيح من حَدِيث بن مَسْعُودٍ عِنْدَ الْحَاكِمِ وَمِنْهَا حَدِيثُ قِتَالِهِ الْبُغَاةَ وَهُوَ فِي حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ وَكَانَ عَمَّارٌ مَعَ عَلِيٍّ وَقَدْ تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَى الْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ فِي الصَّلَاةِ وَمِنْهَا حَدِيثُ قِتَالِهِ الْخَوَارِجَ وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يُعْرَفُ بِالتَّتَبُّعِ وَأَوْعَبُ مَنْ جَمَعَ مَنَاقِبَهُ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْجِيَادِ النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ الْخَصَائِصِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ فَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَهُوَ كَثِيرُ الطُّرُقِ جِدًّا وَقد استوعبها بن عُقْدَةَ فِي كِتَابٍ مُفْرَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْ أَسَانِيدِهَا صِحَاحٌ وَحِسَانٌ وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ قَالَ مابلغنا عَن أحد من الصَّحَابَة مابلغنا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ تَنْبِيهٌ وَقَعَ حَدِيثُ سَعْدٍ مُؤَخَّرًا عَنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَمُقَدَّمًا عَلَيْهِ فِي رِوَايَةِ الْبَاقِينَ وَالْخَطْبُ فِي ذَلِكَ قَرِيبٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ



[ قــ :3537 ... غــ :3707] .

     قَوْلُهُ  عَنْ عَلِيٍّ قَالَ اقْضُوا كَمَا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ عَلَى مَا كُنْتُمْ تَقْضُونَ قَبْلُ وَفِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ أَنَّ ذَلِكَ بِسَبَبِ قَوْلِ عَلِيٍّ فِي بَيْعِ أُمِّ الْوَلَدِ وَأَنَّهُ كَانَ يَرَى هُوَ وَعُمَرُ أَنَّهُنَّ لَا يُبَعْنَ وَأَنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ فَرَأَى أَنْ يُبَعْنَ قَالَ عَبِيدَةُ فَقُلْتُ لَهُ رَأْيُكَ وَرَأْيُ عُمَرَ فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِكَ وَحْدَكَ فِي الْفُرْقَةِ فَقَالَ عَلِيٌّ مَا قَالَ.

قُلْتُ وَقَدْ وَقَعَتْ فِي رِوَايَة حَمَّاد بن زيد أخرجهَا بن الْمُنْذِرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْهُ وَعِنْدَهُ قَالَ لِي عَبِيدَةُ بَعَثَ إِلَيَّ عَلِيٌّ وَإِلَى شُرَيْحٍ فَقَالَ إِنِّي أُبْغِضُ الِاخْتِلَافَ فَاقْضُوا كَمَا كُنْتُمْ تَقْضُونَ فَذَكَرَهُ إِلَى قَوْلِهِ أَصْحَابِي قَالَ فَقَبِلَ عَلِيٌّ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ جَمَاعَةٌ .

     قَوْلُهُ  فَإِنِّي أَكْرَهُ الِاخْتِلَافَ أَي الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى النزاع قَالَ بن التِّينِ يَعْنِي مُخَالَفَةَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ الْمُرَادُ الْمُخَالَفَةُ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَى النِّزَاعِ وَالْفِتْنَةِ وَيُؤَيِّدُهُ .

     قَوْلُهُ  بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ النَّاسُ جَمَاعَةً وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ حَتَّى يَكُونَ لِلنَّاسِ جَمَاعَةٌ .

     قَوْلُهُ  أَوْ أَمُوتَ بِالنَّصْبِ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ .

     قَوْلُهُ  كَمَا مَاتَ أَصْحَابِي أَيْ لَا أَزَالُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَمُوتَ .

     قَوْلُهُ  فَكَانَ بن سِيرِينَ هُوَ مَوْصُولٌ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ إِلَيْهِ وَقَدْ وَقَعَ بَيَانُ ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَلَفْظُهُ عَنْ أَيُّوبَ سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَعْنِي بن سِيرِينَ يَقُولُ لِأَبِي مَعْشَرٍ إِنِّي أَتَّهِمُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِمَّا تَقُولُونَ عَنْ عَلِيٍّ.

قُلْتُ وَأَبُو مَعْشَرٍ الْمَذْكُورُ هُوَ زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ الْكُوفِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ مُخَرَّجٌ لَهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وانما أَرَادَ بن سِيرِينَ تُهْمَةَ مَنْ يَرْوِي عَنْهُ زِيَادٌ فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْ مِثْلِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ .

     قَوْلُهُ  يَرَى بِفَتْحِ أَوَّلِهِ أَيْ يَعْتَقِدُ أَنَّ عَامَّةَ أَيْ أَكثر مايروى بِضَمِّ أَوَّلِهِ عَنْ عَلِيٍّ الْكَذِبُ وَالْمُرَادُ بِذَلِكَ مَا تَرْوِيهِ الرَّافِضَةُ عَنْ عَلِيٍّ مِنَ الْأَقْوَالِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى مُخَالَفَةِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُرِدْ مَا يتَعَلَّق بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة فقد روى بن سعد بِإِسْنَاد صَحِيح عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ إِذَا حَدَّثَنَا ثِقَةٌ عَنْ عَلِيٍّ بِفُتْيَا لم نتجاوزها سابعا حَدِيث سعد