فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أمض لأصحابي هجرتهم

( قَولُهُ بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ أمض لِأَصْحَابِي هجرتهم ومرثيته لمن مَاتَ بِمَكَّةَ)
بِتَخْفِيفِ التَّحْتَانِيَّةِ وَهُوَ عَطْفٌ عَلَى قَوْلٍ وَالْمَرْثِيَةُ تَعْدِيدُ مَحَاسِنِ الْمَيِّتِ وَالْمُرَادُ هُنَا التَّوَجُّعُ لَهُ لِكَوْنِهِ مَاتَ فِي الْبَلَدِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ الْحِكْمَةِ فِي ذَلِكَ قَبْلُ بِبَابٍ



[ قــ :3753 ... غــ :3936] .

     قَوْلُهُ  وَرَثَتَكَ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ وَالْقَابِسِيِّ ذُرِّيَّتَكَ وَرِوَايَةُ الْجَمَاعَةِ أَوْلَى لِأَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ قَدْ بَيَّنَ الْبُخَارِيُّ أَنَّهَا لِغَيْرِ يَحْيَى بْنِ قَزَعَةَ شَيْخِهِ هُنَا .

     قَوْلُهُ  وَلَسْتَ بِنَافِقٍ كَذَا هُنَا وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ بِمُنْفِقٍ وَهُوَ الصَّوَابُ .

     قَوْلُهُ  أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ لِلتَّعْلِيلِ وَأَغْرَبَ الدَّاوُدِيُّ فَتَرَدَّدَ فِيهِ فَقَالَ إِنْ كَانَ بِالْفَتْحِ فَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ أَقَامَ بِمَكَّةَ بَعْدَ الصَّدَرِ مِنْ حَجَّتِهِ ثُمَّ مَاتَ وَإِنْ كَانَ بِالْكَسْرِ فَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ قِيلَ لَهُ إِنَّهُ يُرِيدُ التَّخَلُّفَ بَعْدَ الصَّدَرِ فَخَشِيَ عَلَيْهِ أَنْ يُدْرِكَهُ أَجَلُهُ بِمَكَّةَ.

قُلْتُ وَالْمَضْبُوطُ الْمَحْفُوظُ بِالْفَتْحِ لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ أَقَامَ بَعْدَ حَجِّهِ لِأَنَّ السِّيَاقَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ الْحَجِّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

     قَوْلُهُ  وقَال أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ وَمُوسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي بن سَعْدٍ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَمَّا رِوَايَةُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ فَأَخْرَجَهَا الْمُصَنِّفُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فِي آخِرِ الْمَغَازِي.
وَأَمَّا رِوَايَةُ مُوسَى وَهُوَ بن إِسْمَاعِيل فأخرجها الْمُؤلف فِي الدَّعْوَات