فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب قصة دوس، والطفيل بن عمرو الدوسي

( .

     قَوْلُهُ  قِصَّةُ دَوْسٍ وَالطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ)

بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ بَعْدَهَا مُهْمَلَةٌ تَقَدَّمَ نَسَبُهُمْ فِي غَزْوَةِ ذِي الْخَلَصَةِ وَالطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرو أَي بن طَرِيفِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فَهْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسٍ كَانَ يُقَالُ لَهُ ذُو النُّورِ آخِرُهُ رَاءٌ لِأَنَّهُ لَمَّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ بَعَثَهُ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ اجْعَلْ لِي آيَةً فَقَالَ اللَّهُمَّ نَوِّرْ لَهُ فَسَطَعَ نُورٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَقَالَ يَا رَبِّ أَخَافُ أَنْ يَقُولُوا إِنَّهُ مُثْلَةٌ فَتَحَوَّلَ إِلَى طَرَفِ سَوْطِهِ وَكَانَ يُضِيءُ فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ ذَكَرَهُ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ وَفِيهَا أَنَّهُ دَعَا قَوْمَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ أَبُوهُ وَلَمْ تُسْلِمْ أُمُّهُ وَأَجَابَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَحْدَهُ.

قُلْتُ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى تَقَدُّمِ إِسْلَامِهِ وَقد جزم بن أَبِي حَاتِمٍ بِأَنَّهُ قَدِمَ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ بِخَيْبَر وَكَأَنَّهَا قَدمته الثَّانِيَة



[ قــ :4154 ... غــ :4392] قَوْله عَن بن ذَكْوَانَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ أَبُو الزِّنَادِ .

     قَوْلُهُ  اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ وَقَعَ مِصْدَاقُ ذَلِك فَذكر بن الْكَلْبِيِّ أَنَّ حَبِيبَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَثْمَةَ الدَّوْسِيَّ كَانَ حَاكِمًا عَلَى دَوْسٍ وَكَذَا كَانَ أَبُوهُ مِنْ قَبْلِهِ وَعَمَّرَ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَكَانَ حَبِيبٌ يَقُولُ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ لِلْخَلْقِ خَالِقًا لَكِنِّي لَا أَدْرِي مَنْ هُوَ فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَيْهِ وَمَعَهُ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ فَأَسْلَمَ وَأَسْلمُوا وَذكر بن إِسْحَاقَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو لِيُحْرِقَ صَنَمَ عَمْرِو بْنِ حَثْمَةَ الَّذِي كَانَ يُقَالُ لَهُ ذُو الْكَفِينِ بِفَتْحِ الْكَافِ وَكَسْرِ الْفَاءِ فَأَحْرَقَهُ وَذَكَرَ مُوسَى بن عقبَة عَن بن شِهَابٍ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو اسْتُشْهِدَ بَأَجْنَادِينَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَكَذَا قَالَ أَبُو الْأسود عَن عُرْوَة وَجزم بن سَعْدٍ بِأَنَّهُ اسْتُشْهِدَ بِالْيَمَامَةِ وَقِيلَ بِالْيَرْمُوكِ





[ قــ :4155 ... غــ :4393] .

     قَوْلُهُ  حَدثنَا إِسْمَاعِيل هُوَ بن أبي خَالِد عَن قيس هُوَ بن أَبِي حَازِمٍ .

     قَوْلُهُ  لَمَّا قَدِمْتُ أَيْ أَرَدْتُ الْقُدُومَ .

     قَوْلُهُ .

قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي كِتَابِ الْعِتْقِ وَقَولُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَأَبَقَ غُلَامٌ لِي لَا يُغَايِرُ قَوْلَهُ فِي الرِّوَايَةِ الْمَاضِيَةِ فِي الْعِتْقِ فَأَضَلَّ أَحَدُهُمَا صَاحبه لِأَن رِوَايَة أبق فسرت وَجه إِلَّا ضلال وَأَنَّ الَّذِي أَضَلَّ هُوَ أَبُو هُرَيْرَةَ بِخِلَافِ غُلَامه فَإِنَّهُ أبق أَبُو هُرَيْرَةَ مَكَانَهُ لِهَرَبِهِ فَلِذَلِكَ أَطْلَقَ أَنَّهُ أضلّهُ فَلَا يلْتَفت إِلَى إِنْكَار بن التِّينِ أَنَّهُ أَبَقَ.
وَأَمَّا كَوْنُهُ عَادَ فَحَضَرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يُنَافِيهِ أَيْضًا لِأَنَّهُ يُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ رَجَعَ عَنِ الْإِبَاقِ وَعَادَ إِلَى سَيِّدِهِ بِبَرَكَةِ الْإِسْلَامِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَطْلَقَ أَبَقَ بِمَعْنَى أَنَّهُ أضلّ الطَّرِيق فَلَا تتنافى الرِّوَايَتَانِ
(