فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون

( قَولُهُ بَابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ)
أَيْ فِي زَمَانِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ فِيهِ سِتَّةَ أَحَادِيثَ الْأَوَّلُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَة فِي قِسْمَةِ التَّمْر وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي بَابٍ بَعْدَ بَابِ الْقِثَّاءِ وَالرُّطَبِ وَقَوله



[ قــ :5118 ... غــ :5411] فِي هَذِه الرِّوَايَة شدت من مَضَاغِي بِفَتْحِ الْمِيمِ وَقَدْ تُكْسَرُ وَتَخْفِيفِ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَبَعْدَ الْأَلِفِ غَيْنٌ مُعْجَمَةٌ هُوَ مَا يُمْضَغُ أَوْ هُوَ الْمَضْغُ نَفْسُهُ وَمُرَادُهُ أَنَّهَا كَانَتْ فِيهَا قُوَّةٌ عِنْدَ مَضْغِهَا فَطَالَ مَضْغُهُ لَهَا كَالْعِلْكِ وَسَيَأْتِي بَعْدَ أَبْوَابٍ بِلَفْظِ هِيَ اشدهن لضرسي الثَّانِي حَدِيث إِسْمَاعِيل وَهُوَ بن خَالِد عَن قيس وَهُوَ بن أبي حَازِم عَن سعد وَهُوَ بن أبي وَقاص وَوَقع فِي شرح بن بطال وَتَبعهُ بن الْمُلَقِّنِ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ كَأَنَّهُ تَوَهَّمَهُ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَهُوَ غَلَطٌ فَاحِشٌ فَقَدْ مَضَى الْحَدِيثُ فِي مَنَاقِب سعد من طَرِيق قيس وَهُوَ بن أَبِي حَازِمٍ سَمِعْتُ سَعْدًا وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ عَنْ قَيْسٍ سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقاص



[ قــ :5119 ... غــ :541] .

     قَوْلُهُ  رَأَيْتُنِي سَابِعُ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى قِدَمِ إِسْلَامِهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ فِي مَنَاقِبِهِ مِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ وَوَقَعَ عِنْدَ بن أَبِي خَيْثَمَةَ أَنَّ السَّبْعَةَ الْمَذْكُورِينَ أَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَكَانَ إِسْلَامُ الْأَرْبَعَةِ بِدُعَاءِ أَبِي بَكْرٍ لَهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فِي أَوَائِلِ الْبَعْثَةِ.
وَأَمَّا عَلِيٌّ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَأَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ مَا بُعِثَ .

     قَوْلُهُ  إِلَّا وَرَقُ الْحَبْلَةِ أَوِ الْحُبُلَة الْأَوَّلُ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ وَالثَّانِي بِضَمِّهِمَا وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَالْمُرَادُ بِهِ ثَمَرُ الْعِضَاهِ وَثَمَرُ السَّمَرِ وَهُوَ يُشْبِهُ اللُّوبِيَا وَقِيلَ الْمُرَادُ عُرُوقُ الشَّجَرِ وَسَيَأْتِي بَسْطُهُ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى الثَّالثُ حَدِيثُ سَهْلٍ فِي النَّقِيِّ وَالْمَنَاخِلِ تَقَدَّمَ فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ وَقَولُهُ





[ قــ :510 ... غــ :5413] فِي آخِرِهِ وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ بِمُثَلَّثَةٍ وَرَاءٍ ثَقِيلَةٍ أَيْ بَلَلْنَاهُ بِالْمَاءِ .

     قَوْلُهُ  فَأَكَلْنَاهُ يَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ أَكَلُوهُ بِغَيْرِ عَجْنٍ وَلَا خَبْزٍ وَيَحْتَمِلُ أَنَّهُ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى عَجْنِهِ بَعْدَ الْبَلِّ وَخَبْزِهِ ثُمَّ أَكْلِهِ وَالْمُنْخُلُ مِنَ الْأَدَوَاتِ الَّتِي جَاءَتْ بِضَمِّ أَوَّلِهَا الرَّابِعُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ أَيْ مَشْوِيَّةٌ وَالصِّلَاءُ بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ الشَّيُّ





[ قــ :511 ... غــ :5414] .

     قَوْلُهُ  فَدَعَوْهُ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ لَيْسَ هَذَا مِنْ تَرْكِ إِجَابَةِ الدَّعْوَةِ لِأَنَّهُ فِي الْوَلِيمَةِ لَا فِي كُلِّ الطَّعَامِ وَكَأَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ اسْتَحْضَرَ حِينَئِذٍ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ مِنْ شِدَّةِ الْعَيْشِ فَزَهِدَ فِي أَكْلِ الشَّاةِ وَلِذَلِكَ قَالَ خَرَجَ وَلَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ وَقَدْ مَضَتِ الْإِشَارَةُ إِلَى ذَلِكَ فِي أَوَّلِ الْأَطْعِمَةِ وَيَأْتِي مَزِيدٌ لَهُ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ الْخَامِسُ حَدِيثُ أَنَسٍ فِي الْخِوَانِ وَالسُّكُرُّجَةِ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ قَرِيبًا السَّادِسُ حَدِيثُ عَائِشَةَ فِي طَعَامِ الْبُرِّ تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ فِي أَوَّلِ الْأَطْعِمَةِ وَيَأْتِي فِي الرِّقَاقِ أَيْضا أَن شَاءَ الله تَعَالَى