فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب وضع اليد على المريض

( قَولُهُ بَابُ وَضْعِ الْيَدِ عَلَى الْمَرِيضِ)
قَالَ بن بَطَّالٍ فِي وَضْعِ الْيَدِ عَلَى الْمَرِيضِ تَأْنِيسٌ لَهُ وَتَعَرُّفٌ لِشِدَّةِ مَرَضِهِ لِيَدْعُوَ لَهُ بِالْعَافِيَةِ عَلَى حَسَبِ مَا يَبْدُو لَهُ مِنْهُ وَرُبَّمَا رَقَاهُ بِيَدِهِ وَمَسَحَ عَلَى أَلَمِهِ بِمَا يَنْتَفِعُ بِهِ الْعَلِيلُ إِذَا كَانَ الْعَائِدُ صَالِحًا.

قُلْتُ وَقَدْ يَكُونُ الْعَائِدُ عَارِفًا بِالْعِلَاجِ فَيَعْرِفُ الْعِلَّةَ فَيَصِفُ لَهُ مَا يُنَاسِبُهُ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ فِي الْبَابِ حَدِيثَيْنِ تَقَدَّمَا أَحَدُهُمَا حَدِيثُ سَعدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي الْوَصَايَا وَأَوْرَدَهُ هُنَا عَالِيا من طَرِيق الجعيد وَهُوَ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَولُهُ



[ قــ :5359 ... غــ :5659] فِيهِ تَشَكَّيْتُ بِمَكَّةَ شَكْوَى شَدِيدَةً فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي شَدِيدًا بِالتَّذْكِيرِ عَلَى إِرَادَةِ الْمَرَضِ وَالشَّكْوَى بِالْقَصْرِ الْمَرَضُ وَقَولُهُ وَأَتْرُكُ لَهَا الثُّلُثَيْنِ قَالَ الدَّاوُدِيُّ إِنْ كَانَتْ هَذِهِ الزِّيَادَةُ مَحْفُوظَةً فَلَعَلَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ نُزُولِ الْفَرَائِضِ.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ قَدْ يَكُونُ مِنْ جِهَةِ الرَّدِّ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ سَعْدًا كَانَ لَهُ حِينَئِذٍ عَصَبَاتٌ وَزَوْجَاتٌ فَيَتَعَيَّنُ تَأْوِيلُهُ وَيَكُونُ فِيهِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ وَأَتْرُكُ لَهَا الثُّلُثَيْنِ أَيْ وَلِغَيْرِهَا مِنَ الْوَرَثَةِ وَخَصَّهَا بِالذِّكْرِ لِتَقَدُّمِهَا عِنْدَهُ.
وَأَمَّا .

     قَوْلُهُ  وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي فَتَقَدَّمَ أَنَّ مَعْنَاهُ مِنَ الْأَوْلَادِ وَلَمْ يُرِدْ ظَاهِرَ الْحَصْرِ وَقَولُهُ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ عَلَى جَبْهَتِي وَبِهَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ فِي الْأَوَّلِ تَجْرِيدًا وَقَولُهُ فَمَا زِلْتُ أَجِدُ بَرْدَهُ أَيْ بَرْدَ يَدِهِ وَذُكِّرَ بِاعْتِبَارِ الْعُضْوِ أَوِ الْكَفِّ أَوِ الْمَسْحِ وَقَولُهُ فِيمَا يخال إِلَيّ قَالَ بن التِّينِ صَوَابُهُ فِيمَا يُخَيَّلُ إِلَيَّ بِالتَّشْدِيدِ لِأَنَّهُ مِنَ التَّخَيُّلِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يُخَيَّلُ إِلَيْهِ من سحرهم أَنَّهَا تسْعَى.

قُلْتُ وَأَقَرَّهُ الزَّرْكَشِيُّ وَهُوَ عَجِيبٌ فَإِنَّ الْكَلِمَةَ صَوَابٌ وَهُوَ بِمَعْنَى يُخَيَّلُ قَالَ فِي الْمُحْكَمِ خَالَ الشَّيْءَ يَخَالُهُ يَظُنُّهُ وَتَخَيَّلَهُ ظَنَّهُ وَسَاقَ الْكَلَام على الْمَادَّة الحَدِيث الثَّانِي حَدِيث بن مَسْعُودٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي أَوَائِلِ كَفَّارَةِ الْمَرْضَى وَقَولُهُ





[ قــ :5360 ... غــ :5660] فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي بِكَسْرِ السِّينِ الْأُولَى وَهِيَ مَوْضِعُ التَّرْجَمَةِ وَجَاءَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَادَ مَرِيضًا يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَأْلَمُ ثُمَّ يَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ حَسَنٍ وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ بِسَنَدٍ لَيِّنٍ رَفَعَهُ تَمَامٌ عِيَادَةُ الْمَرِيضِ أَنْ يَضَعَ أَحَدُكُمْ يَدَهُ عَلَى جَبهته فيسأله كَيفَ هُوَ وَأخرجه بن السُّنِّيِّ وَلَفْظُهُ فَيَقُولُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَوْ كَيْفَ أمسيت