فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب العذرة

( قَولُهُ بَابُ كَذَا)
لَهُمْ بِغَيْرِ تَرْجَمَةٍ وَذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ عَائِشَةَ لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي الْحَدِيثَ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي الْوَفَاةِ النَّبَوِيَّةِ وَمِنْ قَبْلِ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ وَالْغَرَضُ مِنْهُ هُنَا .

     قَوْلُهُ  هَرِيقُوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ الْحِكْمَةِ فِيهِ فِي الطَّهَارَة وَقد اسْتشْكل بن بَطَّالٍ مُنَاسَبَةَ حَدِيثِ هَذَا الْبَابِ لِتَرْجَمَةِ الَّذِي قَبْلَهُ بَعْدَ أَنْ تَقَرَّرَ أَنَّ الْبَابَ إِذَا كَانَ بِلَا تَرْجَمَةٍ يَكُونُ كَالْفَصْلِ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ وَأَجَابَ بِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ أَشَارَ إِلَى أَنَّ الَّذِي يُفْعَلُ بِالْمَرِيضِ بِأَمْرِهِ لَا يَلْزَمُ فَاعِلَ ذَلِكَ لَوْمٌ وَلَا قِصَاصٌ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْمُرْ بِصَبِّ الْمَاءِ عَلَى كُلِّ مَنْ حَضَرَهُ بِخِلَافِ مَا نَهَى عَنْهُ أَنْ لَا يُفْعَلَ بِهِ لِأَنَّ فِعْلَهُ جِنَايَةٌ عَلَيْهِ فَيَكُونُ فِيهِ الْقِصَاصُ.

قُلْتُ وَلَا يَخْفَى بُعْدَهُ وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَرَّبَ بِأَنْ يُقَالَ أَوَّلًا إِنَّهُ أَشَارَ إِلَى أَنَّ الْحَدِيثَ عَنْ عَائِشَةَ فِي مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا اتَّفَقَ لَهُ فِيهِ وَاحِدٌ ذَكَرَهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ تَامًّا وَاقْتَصَرَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضِهِ وَقِصَّةُ اللُّدُودِ كَانَتْ عِنْدَمَا أُغْمِيَ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ قِصَّةُ السَّبْعِ قِرَبٍ لَكِنَّ اللُّدُودَ كَانَ نَهَى عَنْهُ وَلِذَلِكَ عَاتَبَ عَلَيْهِ بِخِلَافِ الصَّبِّ فَإِنَّهُ كَانَ أَمَرَ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِمْ فَيُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ الْمَرِيضَ إِذَا كَانَ عَارِفًا لَا يُكْرَهُ عَلَى تَنَاوُلِ شَيْءٍ يَنْهَى عَنْهُ وَلَا يُمْنَعُ من شَيْء يَأْمر بِهِ قَولُهُ بَابُ الْعُذْرَةِ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ هُوَ وَجَعُ الْحَلْقِ وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى سُقُوط اللهاة وَقِيلَ هُوَ اسْمُ اللَّهَاةِ وَالْمُرَادُ وَجَعُهَا سُمِّيَ بِاسْمِهَا وَقِيلَ هُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهَاةِ وَاللَّهَاةُ بِفَتْحِ اللَّامِ اللَّحْمَةِ الَّتِي فِي أَقْصَى الْحَلْقِ



[ قــ :5409 ... غــ :5715] .

     قَوْلُهُ  وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ إِلَخْ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْوَصْفُ مِنْ كَلَامِ الزُّهْرِيِّ فَيَكُونُ مُدْرَجًا وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ كَلَامِ شَيْخِهِ فَيَكُونُ مَوْصُولًا وَهُوَ الظَّاهِرُ .

     قَوْلُهُ  بِابْنٍ لَهَا تَقَدَّمَ فِي بَابِ السُّعُوطِ أَنَّهُ الِابْنُ الَّذِي بَالَ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

     قَوْلُهُ  قَدْ اعلقت عَلَيْهِ تقدم قيل بِبَابٍ مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِلَفْظِ أَعْلَقَتْ عَنْهُ وَفِيهِ.

قُلْتُ لِسُفْيَانَ فَإِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ قَالَ لَمْ يُحْفَظْ إِنَّمَا قَالَ أَعْلَقَتْ عَنْهُ حَفِظْتُهُ مِنْ فِي الزُّهْرِيِّ وَوَقَعَ هُنَا مُعَلَّقًا مِنْ رِوَايَةِ يُونُس وَهُوَ بن يَزِيدَ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَلَّقَتْ عَلَيْهِ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ وَالصَّوَابُ أَعْلَقَتْ وَالِاسْمُ الْعَلَاقُ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَكَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ الْمَاضِيَةِ بِهَذَا الْعَلَاقِ كَذَا لِلْكُشْمِيهَنِيِّ وَلِغَيْرِهِ الْأَعْلَاقُ وَرِوَايَةُ يُونُسَ الْمُعَلَّقَةُ هُنَا وَصَلَهَا أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَرِوَايَةُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ وَصَلَهَا الْمُؤَلِّفُ فِي بَابِ ذَاتِ الْجَنْبِ وَسَيَأْتِي قَرِيبًا وَرِوَايَةُ مَعْمَرٍ الَّتِي سَأَلَ عَنْهَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سُفْيَانَ أَخْرَجَهَا أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْهُ لَكِنْ بِلَفْظِ جِئْتُ بِابْنٍ لِي قَدْ أَعَلَقَتْ عَنْهُ قَالَ عِيَاضٌ وَقَعَ فِي الْبُخَارِيِّ أَعْلَقَتْ وَعَلَّقَتْ وَالْعَلَاقُ وَالْإِعْلَاقُ وَلَمْ يَقَعْ فِي مُسْلِمٍ إِلَّا أَعْلَقَتْ وَذَكَرَ الْعَلَاقَ فِي رِوَايَةٍ وَالْإِعْلَاقَ فِي رِوَايَةٍ وَالْكُلُّ بِمَعْنًى جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَاتُ لَكِنَّ أَهْلَ اللُّغَةِ إِنَّمَا يَذْكُرُونَ أَعْلَقَتْ وَالْإعْلَاقُ رُبَاعِيٌّ وَتَفْسِيرُهُ غَمْزُ الْعُذْرَةِ وَهِيَ اللَّهَاةُ بِالْأُصْبُعِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ يُونُسَ عِنْدَ مُسْلِمٍ قَالَ أَعْلَقَتْ غَمَزَتْ وَقَولُهُ فِي الْحَدِيثِ عَلَامَ أَيْ لِأَيِّ شَيْءٍ .

     قَوْلُهُ  تَدْغَرْنَ خِطَابٌ لِلنِّسْوَةِ وَهُوَ بَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَالدَّغْرُ غَمْزُ الْحَلْقِ .

     قَوْلُهُ  عَلَيْكُمْ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ عَلَيْكُنَّ .

     قَوْلُهُ  بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ يُرِيدُ الْكُسْتَ فِي رِوَايَةِ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ يَعْنِي الْقُسْطَ قَالَ وَهِيَ لُغَةٌ.

قُلْتُ وَقَدْ تَقَدَّمَ مَا فِيهَا فِي بَابِ السَّعُوطِ بِالْقُسْطِ الْهِنْدِيِّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ الْمَاضِيَةِ قَرِيبًا قَالَ فَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ بَيَّنَ لَنَا اثْنَتَيْنِ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا خَمْسَةً يَعْنِي مِنَ السَّبْعَةِ فِي قَوْلِهِ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ فَذَكَرَ مِنْهَا ذَاتَ الْجَنْبِ وَيُسْعَطُ مِنَ الْعُذْرَةِ.

قُلْتُ وَقَدْ قَدَّمْتُ فِي بَابِ السَّعُوطِ مِنْ كَلَامِ الْأَطِبَّاءِ مَا لَعَلَّهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ الْخَمْسَة الْمشَار إِلَيْهَا